يحتفل كثير من المصريين بذكري الأربعين أي بمرور 40 يوما علي وفاة موتاهم وقد أصبحت تلك عادة راسخة في المعتقدات التي لا يعرف لها أصلا في أي معتقد ديني سواء كان إسلاميا أو مسيحيا أو يهوديا فنجد في الإسلام أن جمهور الفقهاء يعتقدون أن إحياء ذكرى الأربعين للمتوفى بدعة لا أصل لها في الشريعة الإسلامية، ولم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة والقرون الأولى الفاضلة بل إن فترة التعزية الشرعية عند العامة هي ثلاثة أيام فقط، وما زاد عن ذلك يعتبر مكروهًا لأنه يجدد الأحزان ويكلف أهل الميت ما لا يطيقون. ومع ذلك، يجيزون قراءة القرآن ووهب ثوابه للميت في أي وقت دون تخصيص يوم الأربعين أو غيره، مؤكدين أن الميت ينتفع بالعمل الصالح لا بالأيام.بينما نجد أن بعض العلماء أشاروا إلى أن فكرة مكث الروح أربعين يومًا في محل إقامته لا يوجد لها أثر صحيح في السنة النبوية، وإنما ورد أثر بأن الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحًا. ويرى البعض أن عادة الأربعينية هي عادة فرعونية الأصل.
بينما في المسيحية يُلاحظ ارتباط الرقم أربعين في المسيحية بحدثين رئيسيين الأول هو صيام السيد المسيح أربعين نهارًا وأربعين ليلة لتجربته من الشيطان وصعوده إلى السماء بعد أربعين يومًا من قيامته. وفي بعض الكنائس الشرقية والغربية عيد يسمى "شهداء سبسطية الأربعون" لإحياء ذكرى أربعين جنديًا رومانًيا استشهدوا لتمسكهم بإيمانهم المسيحي. ويوجد معتقد في بعض الطوائف المسيحية بصوم الأربعين يومًا (الصوم الكبير) وهو فترة من الزهد والعبادة تسبق عيد القيامة
أما في اليهودية فيرتبط الرقم أربعين بالعديد من الأحداث الهامة في التاريخ اليهودي المذكور في العهد القديم حيث استمر طوفان نوح أربعين يوما وامتدت فترة تيه بني إسرائيل في البرية لأربعين يوما بينما بلغت فترة حكم داود وسليمان أربعين عاما . كما توجد فترة حداد تسمى "شيلوشيم" تستمر ثلاثين يومًا بعد الدفن، وقد لا ترتبط بشكل مباشر بالرقم أربعين، ولكنها جزء من فترة الحداد الأطول وتوجد بعض الطقوس التي تعود إلى العصور التوراتية مثل فترة "شيفعا" وهي سبعة أيام من الحداد المكثف
وهناك معتقدات أخرى في بعض الثقافات، يُقام للميت ما يُعرف بـ "الأربعينية" بعد مرور أربعين يومًا على وفاته، ولكن ليس بالضرورة أن يكون لها أساس ديني في تلك المعتقدات. قد تكون عادة اجتماعية أو ثقافية متوارثة.
وقد يلاحظ أن الرقم أربعين يحمل رمزية في العديد من الثقافات والأساطير القديمة، فقد ارتبط في بعضها بفترات الحداد أو التحول أو التطهير. على سبيل المثال، في الأساطير المصرية القديمة، ورد ذكر الرقم أربعين في قصة تمزيق أو إحياء أوزوريس وقد نري في بعض الطوائف الدرزية لا يعرف أتباعها تعاليم المذهب قبل بلوغ سن الأربعين .
وبصفة عامة يختلف مفهوم وأهمية ذكرى الأربعين بشكل كبير بين المعتقدات المختلفة. ففي حين يعتبرها الإسلام بدعة لا أساس لها يحمل الرقم أربعين رمزية دينية وتاريخية في المسيحية واليهودية، وقد تكون عادة ثقافية أو اجتماعية في معتقدات أخرى.