فساد التحكيم في الجوائز الأدبية: ظاهرة تُهدد مصداقية الإبداع
حيث رفضت لجنة التحكيم في مسابقة أمير الشعراء في أبو ظبي .. قصيدة ملحمية للشاعر المصري الشاب مصطفي الجزار عنوانهـا " كفكف دموعك وانسحب يا عنترة " .!
والسبب الذي تَعَلَّلَتْ به لجنة التحكيم لرفض القصيدة .. هو أن موضوعها لا يخدم الشعر الفصيح .؟
ولطالما احتلّت الجوائز الأدبية مكانة مرموقة في عالم الأدب، كمنصّة تكريمية تُسلّط الضوء على الإبداعات المميّزة وتُشجّع على إثراء المشهد الثقافي. إلاّ أنّ هذه المنصّات لم تخلُ من الشوائب، حيث برزت ظاهرة "فساد التحكيم" كتهديدٍ يهدم مصداقيتها ويُثير الجدل حول نزاهةِ تقييم الأعمال الأدبية.
ومن مظاهر فساد التحكيم في الجوائز الأدبية :
• المحاباة والتأثيرات الخارجية: قد يتعرّض المحكّمون لضغوطاتٍ من جهاتٍ نافذةٍ أو شخصياتٍ مُؤثّرةٍ، ممّا يُجبرهم على تحكيمِ أعمالٍ مُعيّنةٍ دون النظر إلى قيمتها الأدبية.
• المصالح الشخصية : قد يُسعى بعض المحكّمين لتحقيقِ مكاسبَ شخصيةٍ من خلالِ تحكيمِ أعمالٍ مُعيّنةٍ، مثل تعزيزِ علاقاتهم مع دور نشرٍ مُعيّنةٍ أو كُتّابٍ مُحدّدين.
• الافتقار إلى المعايير الموضوعية : قد تفتقرُ بعضُ لجان التحكيم إلى معاييرَ موضوعيةٍ واضحةٍ لتقييمِ الأعمال الأدبية، ممّا يُفسح المجالَ أمامِ الأحكامِ الشخصيةِ والانحيازات.
• غيابُ الشفافية : قد تُحيطُ لجانُ التحكيمِ أعمالها بستارٍ من السرية، ممّا يُثيرُ الشكوكَ حولَ نزاهةِ قراراتها ويُصعّبُ مُحاسبةَ أعضائها على أيّ تجاوزاتٍ.
آثار فساد التحكيم على الساحة الأدبية :
• إحباطُ الكتّابِ الموهوبين : قد يُحبطُ فسادُ التحكيمِ الكتّابَ الموهوبين ويُثبطُ عزيمتهم عن الاستمرارِ في الكتابة، ممّا يُؤدّي إلى خسارةِ الساحةِ الأدبيةِ لِأصواتٍ إبداعيةٍ واعدة.
• فقدانُ ثقةِ الجمهور: يُؤدّي فسادُ التحكيمِ إلى فقدانِ ثقةِ الجمهورِ بالجوائزِ الأدبيةِ ويُقلّلُ من قيمتها المعنوية، ممّا يُؤثّرُ سلبًا على انتشارِ الأدبِ وترويجه.
• تشويهُ صورةِ الأدبِ والمُثقّفين: يُساهمُ فسادُ التحكيمِ في تشويهِ صورةِ الأدبِ والمُثقّفين، ويُعزّزُ النظرةَ السلبيةَ النمطيةَ للمجتمعِ تجاههم.
وحتي يمكن الحد من الآثار الجانبية لظاهرة فسادِ التحكيم في المسابقات والجوائز الأدبية يجب مراعاة ما يلي :
• وضعُ معاييرَ موضوعيةٍ واضحةٍ لتقييمِ الأعمال الأدبية.
• ضمانُ استقلاليةِ لجانِ التحكيمِ ونزاهتها.
• تعزيزُ الشفافيةِ في عملِ لجانِ التحكيمِ من خلالِ نشرِ معاييرِ التقييمِ وِإجراءاتِ التحكيم.
• تفعيلُ آلياتِ المُساءلةِ ومُحاسبةِ أعضاءِ لجانِ التحكيمِ على أيّ تجاوزاتٍ.
• نشرُ ثقافةِ النقدِ البنّاءِ وتقبّلِ الاختلافِ في الرأيِ بينَ الكتّابِ والقُرّاء.