إلى زوجي المُستقبلي أكتُبُ هذهِ الكلمات.. إلى مَن اختارهُ اللَّهُ لي ليكونَ عونًا لي على أمرِ ديني ودُنياي.
إلى جبرِ رَبّي وعِوض صبري ودعوة أُمّي.
إلى دعوةِ جدّتي بأنْ يرزقني بأبيضِ القلب مِثلي.
إلى دُعاءِ النّاس لي أن يكونَ زوجي صالحًا.
إلى فِلقتي وبضعة قلبي.
إلى شطر رَّوحي ومَهوى نفسي.
إليكَ عزيزي أكتُبُ لا لغيرك، أعلمُ أنَّكَ أبيض القلب، مُطمئن النّفس، حُلو الرَّوح، كريم الخِلال، نبيل الصفات، حَسنُ المُعاملة، طيّبُ العِشرة، نقيٌ من خَبثِ الدنيا، طاهرٌ من زيفها، بريءٌ من أكاذيبها.. تتساءل كيفَ عَلِمتُ ذلك؟
الإجابة بسيطة وهي أنَّ اللَّهَ يُجيبُ مَن دعاهُ وأنتَ إجابة دعوتي بأنَّ يختارَ اللَّهُ لي مَن يتقيهِ فيَّ، كما أنَّكَ إجابة دعوات الكثيرين لمريم بأن يكونَ زوجها صالحًا.
عزيزي يكفيني أن تكونَ شبيهَ رَّوحي فالأرواح على أشكالها تتآلف، لا يهمّني أن تُشبهني في مظهري فلا بأس إنْ لم تَكُن أبيضًا بُنيّ العينين، يكفي أن تُشبه ما بداخلي.. أن تُشبه رَّوحي.
لا أُريدُكَ أن تكونَ كَزوجِ هذهِ وتلك، بل أُريدُ أن تكونَ أنتَ أنتَ، لا تُقلّد أحداً لأنَّكَ أولى بأن تُقلَّد.
يا جبر رَبّي أُريدُكَ أن تتقي اللَّهَ فيَّ، وتجعلني سبباً لحسناتكَ الجارية المُتزايدة، لذا فأعنّي على طاعةِ اللَّه قدر ما تستطيع.
يا عوض صبري لترأفَ بي حال خطئي وتُعلّمني الصواب ولكَ من اللَّهِ الأجر والثواب.
عزيزي الحييّ لا تخجل من حياءِكَ؛ فالحياء شُعبة من شُعبِ الإيمان، كما أنَّهُ زينة الرجال، ولتعلم بأنَّ حياءكَ يزدكَ جمالاً فوقَ الجمال.
فِلقتي تُسعدُني حِميتُكَ عليّ رُغم أنَّي لن أتسبب في اِستثارتها كما علّمتني أُمّي.
أتعلمُ شطر رَّوحي أنَّ الجميل في الأمرِ هو أنَّ كلينا نعتبرُ الدنيا طريق لا أكثر ونجتهد قدراً مُستطاع لنُرضي خالقنا فيُكرمنا سُبحانهُ بتركِ الحسن من الأثر.
يا جبر رَبّي ما أجملكَ حينَ تُصلّي بي في مِحرابنا وتُطيلُ في الصلاةِ، فتارةً تقرأ وتارةً تُنهنه حتّى أظُنّ أننا سنُقبَضُ في صلاتنا تلك.
عزيزي المُستقبلي ما أجملَ الحياة الزوجية حينَ تكون سِباقًا بينَ كلا الزوجينِ لإرضاء اللَّه في الآخر والعمل على إسعاده.
وأخيرًا وليسَ بآخرٍ _إن شاء الرحمٰن_ إنْ نبض قلبكَ بي فلتعقد النيّة أنْ يكونَ الحُبّ في اللَّهِ لأنَّهُ أبقى والباقي هو اللَّه.. أعلمُ أنَّكَ تُسجلني على هاتفكَ بوصيةِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا أُسجلكَ بجنّتي.