هاتكلم النهارده عن الصّلاة فعلى بَرَكة اللَّه.
طبعًا كُلّنا عارفين إن الصّلاة عِماد الدين وعارفين أهميتها ومكانتها، واللي مش عارف اِسأل واعرف عن اللي ما تعرفوش من أمور دينك، قُلت لي بتتكسف تسأل، ليه؟
إيه.. بتقول: بتخاف تسأل لحسن يفكروك مش عارف دينك؟
طب مبدئيًا كده أنت حد مُحترَم، بس نقطة إنك بتخاف من نظرة الناس ليك دي مش في محلّها، عارف ليه؟
علشان الأولى إنك تخاف من ربّنا سُبحانَهُ وتعالى، تخاف من نظرتك أنت لنفسك لما تبقى مُسلم بالتسمية فقط، تخاف إنك يوم القيامة هاتقول إيه لسيدنا رسول اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ هاتقوله إيه اللي عملته للإسلام؟
مالك، رايح على فين؟
اوعى تمشي، اسمع للآخر ولو ما عجبكش الكلام ما تشتريش.
أنت عارف إن ربّنا بيحبّك؟
مالك وشّك اِحمّر كده ليه؟
إيه.. بتقول: إنك عبد عاصي، طب ومالو، ومين في الدُنيا مش عاصي؟
مين فينا خالي من الذنوب والمعاصي؟
مين خدعك وفهّمك إن عصيانك للَّهِ يمنعكَ من أداء الصّلاة؟
حتّى لو عصيت اللَّه لا تترك صّلاتك، كُلّنا بني آدمين على فكرة، وكُلنا ربّنا أعلم بخبايانا ونوايانا، اوعى تترك صّلاتك مهما عملت ومهما حصل لك، صّلاتك هي صِلتك بالذي خلقكَ وفضّلكَ وكرّمك، دي الحاجة اللي الوحيدة اللي لا تسقط أبدًا فإن كنت مريض تؤديها قدر استطاعتك، وإن نسيتها تؤديها وقت تذكُرَك، أمَّا عن النساء فالأعذار القهرية تُسقِطها عنهنَّ حالَ حدوثها وإلى أن تنقضي، والأعذار القهرية هي الحَيض والنِفاس.
الصّلاة هي الفريضة الوحيدة التي فُرِضَتْ على رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فوق سبع سماوات، عارف ده معناه إيه؟
معناه إن ربّنا سُبحانَهُ وتعالى فرضها بدون واسطة مَلك.
صّلاتك هي المؤشر لحياتك اللي بتعيشها، يعني إيه يا مريم الكلام ده؟
يعني لو أنت خلليت صّلاتك رقم واحد ربّنا هايجعلك الأول دايمًا، لكنْ لو أخّرتها هتتأخر، إنما لو تركتها عمدًا وإنكارًا فقد خرجتَ من المِلّة واللَّهُ أعلى وأعلم.
عارف لما كلنا نموت أول حاجة بنتحاسب عليها _طبعًا كل واحد لوحده _ هي الصّلاة.
الصّلاة قبل ما تكون رُكن من أركان الإسلام، هي مِنّة ربّ العالمين، حاجة كده مُريحة ومُطمئنة، حاجة بتغذي الروح، حاجة ما يعرفش قيمتها غير اللي محافظ عليها، وتاركها محرووووووم وربّ مُحمّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محروم.
اوعى تتكسف تسأل عن حاجة مش عارفها في دينك، سيبك من كلام الناس علشان في القبر كل واحد بيكون لوحده، فلو مُقصر في الصّلاة جاهد نفسك وبعون اللَّه أنت قدّها، لو بتضيّع أوقات خُد عهد على نفسك ما تضيّعش، لو مش بتصلّي غير الجُمعة جاهد وحارب الشّيطان وابدأ صَلّي عندك أيَّام الأسبوع 7 في كل يوم 5 أوقات (فجر، ظُهر، عصر، مغرب وعِشاء)، ده غير النافلة عندك مثلًا الضُحى وقيام الليل.
أنت عارف لما بتعصي ربّنا الشّيطان بيدخل لك من الباب ده علشان يخلليك تيأس من رحمة ربّنا، ويوسوس لك إنك عاصي وربّنا مش هايغفر لك، ولا هايقبل صّلاتك فبلاش تصلّي وتتعب نفسك ع الفاضي.
عارفة إنك بتتكسف تصلّي وأنت لسه عاصي الرحمٰن، طب ما أنت جدع اهو، أيوا جدع، اللي قلبه عَمران بحُبّ اللَّه وبيتكسف من معصيته يبقى جدع ومُحترَم، عافِر وكافح لحد ما هاييجي يوم وتلاقي ربّنا بَّغض إليكَ المعاصي، يعني إيه يا مريم؟
يعني لما تجاهد نفسك علشان تلتزم بطاعة اللَّه قدر استطاعتك ربّنا هايعينك ويسّهل عليك الطاعة اللي أنت فاكرها صعبة، مش بس كده لأ ده كمان سُبحانَهُ وتعالى هيكرهك في المعاصي واحدة واحدة، لحد ما تلاقي نفسك قرفت م المعاصي حتّى لو كانت أمامك ليل نهار، ده بجد؟
طبعًا وجد الجد كمان ما أنت لما بتصدق مع اللَّه ربّنا بيصدقك فبيُلقي الإخلاص في قلبك، وإذا سَكَنَ الإخلاص قلبك يَئسَ منك الشّيطان، فعلشان كده حافظ على دينك، حافظ على صّلاتك، ما حدش هاينفعك وقت حسابك غير عملك، ما حدش هايديلك من صلاته، ولا من صيامه وصدقته، حرام عليك تضيّع نفسك، جاهد نفسك، عافِر علشان الجنّة تستاهل.
أقولك حاجة حلوة: اوعى هموم الدُنيا تنسيك إننا اتخلقنا أصلًا علشان نعبد ربّنا سُبحانَهُ وتعالى، اعتبر الدُنيا طريق وأنت هاترتاح؛ لأنَّكَ هتتعامل معاها بمبدأ إنك ضيف وهايجيلك يوم وتمشي، فطبيعي هتعافر علشان تسيب ذِكرى حلوة اللي يسمع اسمك يقول: اللَّه يرحمه.
حافظ على صلاتك تُحفَظ حياتك.