أوقفَ عربة المواصلات (الميكروباص) ذاتَ ظهيرة من ظهيراتِ أغُسطس، وما أدراكَ ما ظهيراتِ أغُسطس بالنسبةِ لسائقي المواصلات العامّة وروادها؟
توقف لهُ السائق، دلفَ الرجُل وجلسَ على أحد المقاعد الأمامية والتي تُحاذي الباب، طلبَ منهُ السائق بلُطفٍ أن يجلسَ في المِقعَد الخلفي فأبى، ودونَ سابقِ اِنذار خرجَ مُسرعًا، هذا هو الأول أمَّا الثاني فقد فَعلَ ما فعلهُ سابقهِ وحينَ طلبَ منهُ السائق بلُطفٍ أن يجلسَ في المِقعَد الخلفي رفضَ بحُجةِ أنَّهُ مريض رُغم أنَّ الظاهر غير ذلك، حينَ حَدّثني أخي لم أمنع نفسي من الضحك فشاركتهُ إيَّاه ولكن ما استوقفني هو ردّ الرجُل "أنا مريض ولا يصّح لي أن أجلسَ في المِقعَد الخلفي"، والأسئلة تطرح نفسها:
حتّى وإن كُنتَ كذلك ما الذي يمنعكَ من الجلوس في المِقعَد الخلفي؟
ولماذا تُفضلّونَ تلك المقاعد في الشتاء تحديدًا؟
ولَمَ لا تتعاونونَ مع السائق وتجلسونَ في المقاعد الخلفية؟
ألم تعلموا أنَّ السائق مُجرد مُؤتَمَن ولهُ بعض الساعات فإن لم يأتي لصاحبِ العربة بالمال المطلوب (الأُجرة) رُّبما خَصمَ منهُ أو طردهُ وأتى بغيرهِ ليحلّ محله.
هكذا إذاً في الصيفِ تتباعدونَ وتفكرونَ بأنفسكم، أمَّا في الشتاء فشعار المواصلات فالأمر مُختلف.
حتّى لا أنسى:
لماذا لا تجلس في المِقعَد الخلفي يا حج؟
لماذا لا تجلس في المِقعَد الخلفي يا أُستاذ؟
بل السؤال الأهم:
ما علاقة المرض بالمقاعد الخلفية؟
وهل هُناكَ مرضٌ بعينه يُوصيكَ طبيبك بألا تجلس في المِقعَد الخلفي؟
هل هُناكَ تحذيرات دولية من الجلوس في المقاعد الخلفية تحديدًا في فصلِ الصيف؟
أم أنَّ هُناكَ أمرٌ ما تمَّ اكتشافهِ من قِبلِ رافضي الجلوس في المقاعد الخلفية فآثر التكتُم على الموضوع حتّى لا يعلم الجميع فإن علموا فلن يجلس أحد في المقاعد الخلفية؟
ماذا لو استيقظنا يوماً على صوتِ الرَُكّاب يُطالبونَ بأن تكون جميع عربات المواصلات العامّة من نوعِ الميكروباص أمامية المقاعد فقط؟!!!
حينها سيقع في نفوس السائقين أنَّ الرَُكّاب ينظرونَ لهم في عملهم (لُقمة عيشهم) وحينها ستحدُث الضغينة وكُلّ هذا بسبب الرجُل الذي لم يجلس في المِقعَد الخلفي.. نداء إلى أحمد إبراهيم القاطن بدير النّحاس دعكْ من الدواء الذي بهِ سُمٌّ قاتل ذاكَ واجلس في المِقعَد الخلفي.
صبّاحناكم