هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  • راقي بأخلاقي 
  • من دون سبب..
  • لحظات آنيه..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مريم توركان
  5. تعقيبي على قرائتي لكتاب عبد الوهاب مطاوع (صاحب القلم الرحيم) رحلة في حياة الكاتب والإنسان، للكاتب الصحفي الأستاذ: حاتم سلامة

الحمدُ لِلَّهِ على ما جادَ بهِ عليَّ من فضلٍ فأعانني على قراءةِ هذهِ الترجمة النافعة، رَحِمَ اللَّهُ صاحبها، وباركَ في كاتِبها.

خَلَقَ اللَّهُ الإنسان اجتماعيًا لتَهونَ عليهِ مَشّقة الحياة، وليسودَ الترابُط بينَ البشر، فتُذلَّل الصِعاب بالصُحبةِ الصّالحة، وتزول الهموم بمُشاركتها مع مَن نألف، وتحلو الدُّنيا بالأُنسِ والأُلفة.

تظلّ الحياةَ حياة حينَ يَعيشُ الإنسان لغيره؛ فيشُعر بآلالمِ أخيهِ الإنسان، ويحزن لحُزنهِ ويُشاركهُ بعض هَمّه.

ما أنبلَ الإنسان حينَ يَحمِلُ عن أخيهِ بعض همّه!

وصدقَ مَن قال: "لا يستحقُّ الحياةَ مَن عاشَ لنفسه"، لأنَّهُ بذلكَ يكون قد خَالَفَ فِطرته، وما تقتضيهِ عليهِ من مُشاركةِ ومُساعدةِ غيرهِ من البشر، ليشعُر هو بآدمّيتهِ ومِن ثَمَّ تفتح لهُ السعادة أبوابها.

عبد الوهاب مطاوع رحلة في حياة الكاتب والإنسان، كِتابٌ يُصنَّفُ ضمنَ التراجم، يحكي لنا سيرة ذاتية لمَن أثّرَ في المصريينَ وجَعلَ مَن لا يقرأ منهم يقرأ، نُسِجَتْ أحرُفهُ بنَبضِ قلبِ كاتِبهِ الصحفي الفَذّ الأستاذ حاتم سلامة، في مائتينٍ وواحدٍ وثلاثينَ من الصفحات، طُبِعَ لدار غُراب للنشرِ والتوزيع؛ ليكونَ عَلامة فارقة في كِتابةِ التراجم، كما يُعَدُّ إضافة رائعة للمكتبةِ العربية.

تفردَّ الكاتب بأسلوبهِ الماتع المُميّز بالمرونة، ولُغتهِ الجزلة الرصينة، كما أجَادَ السرد بطريقةِ التشويق والإثارة، وعَدَّدَ من إستخدام مُفرداته.

حينَ شرعتُ في قرأءةِ الإهداء رأيتني وقد أُسِرَ قلبي لكلماتهِ رغم قلّتها؛ نظرًا لِما تحملهُ من مشاعرَ صادقة نابضة بالحُبِّ من قلبِ تلميذٍ لرَّوحِ مُعلّمهِ رَحِمَهُ اللَّه.

أرى أنَّ هذا الكتاب يعتمد على اِجتهاداتٍ ذاتية للكاتب؛ حيثُ عدم وجود ما يكفي من معلوماتٍ خاصّة بالجانبِ الشخصي من حياةِ المكتوب عنه، اللهمَّ إلَّا بعض المُقتطفات المنثورة ببعض كُتبهِ هُنا وهُناك، لذا ما كانَ من الكاتبِ إلَّا أنْ جَعَلَ قلبهُ وحِسّهُ هو الزاد في رحلةِ كتابة هذهِ الترجمة.

نَجَحَ الكاتب في إيصالِ مشاعرهِ النبيلة تجاهَ مُعلّمهِ إليَّ كقارئة، بل وجعلني أستشعِرُ ذات المشاعر لذلكَ الرَجُل النبيل، الذي مَنَّ اللَّهُ علينا بهِ في حِقبةٍ من حِقَبِ هذا الزمان، ورَغم أنَّني لم أُعاصِرهُ إلَّا أنَّني عَرفتهُ من هذا الكتاب.

عبد الوهاب مطاوع إنسانٌ يُقدّرُ الإنسان، ويتعامل بإنسانيتهِ مع سائرِ بني البشر، تفكّرتُ في ذلكَ الرَجُل _رَحِمَهُ اللَّه_ فلامستُ نقاء قلبهِ وصفاء رَّوحهِ وجوانب شخصيتهِ الفَذّة والفريدة، حتّى أنَّني أجزتُ لنفسي أنْ أُلّقبهُ بعِزّ الرجال، فهو لا كَغيرهِ من الرجال؛ إذ اجتمَعَتْ فيهِ الإنسانيةَ والرجولة، والكثير من الصفات التي قلّما تجدها في شخصٍ واحد، لكنَّها وُجِدَتْ في المُعلّمِ صاحب القلمِ الرحيم.

عبد الوهاب مطاوع رحلة في حياة الكاتب والإنسان، تُحفةٌ أدبية خُطَّتْ بمِدادِ القلب، لتزدانَ بها العقول الناهلة من صفحاتها المحبوراتِ بما هو أثمنُ وأنفسُ من الذهب؛ خُلاصة خِبرة حياة واحدًا من أكرمِ النَّاس، قدّمها لنا كاتِبًا مُخلِصًا كوجبةٍ أدبية ثريّة ودسِمة، بصورةٍ غير معهودة في كِتابةِ التراجم؛ إذ الوضوح والإيجاز، ناهيكَ عن المُتعةِ التي عُمِّرَ بها هذا الكتاب.

أبدعَ الكاتب في أخذي من عالَمي لأتعايش مع ما أقرأهُ من صفحاتٍ داخلَ الكتاب.

تميَّزَ الكاتب في شرحهِ لشخصيةِ المُعلّم صاحب القلمِ الرحيم وما أحاطَ بها من تفاصيل، واستطاعَ الإلمام بها من شتّى الجوانب، دونَ إهمالِ جانبٍ على حسابِ آخر.

إنْ جازَ لي وصف هذهِ الترجمة فأصفها برَمزِ الوفاء، الوفاء الذي ترّبّى عليهِ الكاتب، فأبى إلَّا أنْ يُقدّمَ لمُعلّمهِ شيئًا من شأنهِ أنْ يُرضي الحُبّ الذي بقلبهِ لذلكَ المُعلّم، ورغبتهِ في الكِتابةِ عنهُ رغم أنَّهُ لم يُقدّرَ لهُ أنْ يلتقيه.

هكذا هي شِيَم الفُرسان، إنساب الفضل لأهله، والاعتراف بالجميل.

قد أثّرَ هذا الكتاب بقلبي أيُّما تأثير؛ فكاتبهِ تلميذٌ لمُعلّمٍ لم يجمعهُ بهِ سوى الكُتب التي ألّفها الراحل، ورغم هذا تجد كاتبنا يصدح باسمهِ، ويُعبّر عن مدى حُبِّهِ لهُ وتأثُرهِ به.

إنَّني أمام ترجمة غريبة فريدة من نوعها؛ قرأتها بقلبي لا بعقلي، تميّزتْ بفكرتها، وأسلوبها الأخَّاذ، وروعة بيانها.

ما لفتَ اِنتباهي هو كثرة استدلال الكاتب بمقولاتِ مُعلّمهِ ويكأنَّهُ يُثري النصّ بمُجردِ ذِكر اسمهِ الكريم رَحِمَهُ اللَّه. 

عبد الوهاب مطاوع رحلة في حياة الكاتب والإنسان ترجمةٌ راقية تُخاطِبُ الوجدان.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

758 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع