آخر الموثقات

  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  • راقي بأخلاقي 
  • من دون سبب..
  • لحظات آنيه..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد الشافعي
  5. هل الثورة الصناعية خدمت الدين

لا يخفى على أحدٍ هذا السباقُ العلميُّ والتقدمُ الحضاريُّ الذي نشهدهُ اليومَ، وتلك السماواتُ المفتوحةُ في كلِّ مجالٍ على عالمنا، في الطبِ والصناعةِ والزراعةِ والاتصالات والمواصلات، مما جعل العالمَ كلهُ كالقريةِ الصغيرةِ، المكشوفُ أمرها لدى الجميع، وليس به صفحات منسية ولا أمور مخفية «العولمة».
ولا ريب أن هذه الثورة العلمية الصناعية التي برزت كانت غالبا في مصلحة الناس، وتَصبُّ في مصلحتهم، ومُسخَّرةُ لنفعهم، بالرغم من بعض المساوئ التي قد يراها البعض في تلك الثورة الصناعية.
ولا ريب أن هذه الثورة الصناعية قامت على العلم والبحث والدراسة، ولم تأتي من فراغ، واستنفذت جهود العلماء والباحثين مدة طويلة، لذا يستحقوا مِنَّا الشكر والعرفان لصنيعهم المحمود.
والسؤال الذي يطوف بخاطري وجعل قلمي يخطُّ هذا الكلام: هل هذه الثورة العلمية خدمت الدين أم كانت رسالتها دنيوية بحتة؟
في الحقيقة، إنَّ الناظر لهذه الثورة العلمية والطفرة التي بدت في القرن العشرين والتي حدثت بعد ذلك وما زالت مستمرة كانت بمثابة السيف ذو الحدين، حدُّ مسلول يؤذي ويَضرُّ، وحدُّ مسطوح أملس ليس منه ضيرُ، وهذا يتوقف على اختيار الإنسان في استعماله لهذا السيف.
وإليك الأمثلة، والمثال به يتضح المقال:
1- التلفاز: هل جرَّ التلفاز نفعاً للبشرية؟ قبل التسرع بالجواب، علينا أن ننظر فيما يستخدمه الناس؟ هل يستخدموه في سماع الأفلام الهابطة؟ أم يستخدمونه لمعرفة الأخبار التي تحدث في العالمين؟ أم يستخدمونه في سماع علماء الإسلام؟ أم يستخدمونه في ماذا...
على حسب استخدام كلِّ فرد منَّا يتفرق فائدته من ضرره. أما كون دوره في خدمة الدين، فلا يمكن إنكار هذا.
ألا ترى أنه قد قرَّب المسافات الشاسعة بين العلماء وبين المتعلمين؟! بالأمس البعيد كان الرجل يقطع المسافات الطويلة لرؤية عالم ما؛ كي يسأله سؤالا في الفقه أو الحديث أو العقيدة!.
أمَّا اليوم يمكنك وأنت في بيتك أن تستمع وتشاهد كل علماء الأرض في أي مجال سواء شرعي أو لغوي أو طبيعي أو فلكي أو .... دون بذل أي مجهود، فالعلم أصبح في كل بيت، لكن يريد مَن يبحث عنه...أليس هذا خدمة للدين؟!
المحطات الفضائية التي على مدار اليوم تُذيع القرآن الكريم بأصوات عذبة لقُرَّاء كثيرين من سائر الأقطار، بقراءات مختلفة، أليس هذا خدمة للدين؟
كذلك إذاعة القرآن الكريم المصرية التي ليس لها عمل إلاَّ نشر القرآن والتفسير وعلوم الفقه واللغة والفكر منذ إنشائها في عهد الرئيس عبد الناصر وهي لم تنقطع حتى الآن! تلك الإذاعة التي قال عنها الدكتور عبد الحليم محمود: هي بمثابة جامعة إسلامية في كل بيت...أليس هذا الاختراع خدم الدين؟!
المحطات الفضائية التي تختص بإذاعة الأحاديث النبوية الشريفة على مدار اليوم، كقناة السنة السعودية فجعلت سيدنا النبي ﷺ حيُّ في كل بيت...أليس هذا خدمة للدين؟!
القنوات الفضائية التي تنقل الأخبار الصادقة والحوادث التي تطرأ على العالم...أليس هذا خدمة للدين؟ في حين أن النبي ﷺ يقول: مَن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
القنوات الفضائية التي تختص بشرح المقررات الدراسية لطلاب العلم الذين لا يقدرون على مصاريف الدروس الخصوصية...أليس هذا خدمة للدين؟!
إذن التلفاز عندما تستخدمه استخداماً صحيحاً سليماً يكون مغنماً وليس مغرماً شاهداً لك لا عليك يوم الدين، أما أن تسخرهُ للخلاعة والسفالة والهبوط فالعيب منك، وفي القائمين على هذا، وليس في الذي اخترعهُ، ولا الباحثين الذي توصلوا لفكرته.
2- الإنترنت: من أعظم العطايا التي وهبها الله للبشرية ولكن أكثر الناس لا يعلمون!
يوفر الإنترنت لك أيّ كتاب أو مرجع تريده في بحث تقوم به وليس معك ثمن هذا الكتاب!!
وأنا شخصياً كم ساعدني الإنترنت في أبحاثي ومقالاتي ورحلتي العلمية، وكان ملاذي دائما في الدراسة.
يوفر لك الإنترنت التواصل مع أي شخص في العالم عبر تطبيقاته: الفيس، والوتس، والتليجرام، والتويتر، ...إلخ، وفي هذا نشر للتواصل الإجتماعي وصلة الأرحام والتعارف والتزوار مع العالمين...أليس هذا خدمة للدين؟!
يوفر لك الإنترنت معرفة درجة الحرارة، وظروف الطقس، واتجاه القبلة، ومواقيت الصلاة....أليس هذا خدمة للدين؟!
يوفر لك الإنترنت الوصول بسهوله لأي مكان في العالم «GPS» دون مرشد أو دليل....أليس هذا خدمة للدين؟!
يوفر لك الإنترنت أن تبحث عن درجة صحة أي حديث نبوي، ومصدره، وراويه، ورقم الصفحة التي يوجد بها هذا الحديث....بخلاف زمان عندما كان الإمام أحمد يقطع الطريق على مسيرة شهر لسماع حديث واحد... أليس هذا خدمة للدين؟!
يوفر لك الإنترنت أن تبحث عن أي حكم فقهي، أو مسألة عقدية أو فلسفية أو علمية في ثوانٍ.... أليس هذا خدمة للدين؟!
فالإنترنت له مزايا لا تُعد ولا تُحصى، أما كونك تقتصر استخدامه على مشاهدة العُري والسفالة فهذا خللُ في فهمك أنت، وليس عيباً فيمن إخترعه.
3- المطبعة: الذي اخترع المطبعة لم يكن مسلماً، ومع ذلك خدم الدين، وصدق الرسول الكريم «إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر».
من خلال المطبعة طبعنا القرآن الكريم في أبهي صورة وشكل، مما ساعد على حفظه... معلوم أن الله قد تكفل بحفظ القرآن لكنه جعل هذه الاختراعات الحديثة بمثابة الأسباب.
طبعنا الأحاديت النبوية، والسيرة النبوية، وتاريخ المسلمين، وأخبار الأنبياء، وطبعنا كل المعارف والعلوم التي ساعدت البشرية وما زالت خادمة لها...أليس هذا خدمة للدين؟!
4- الميكروفون: نستخدمه في الإذان وتلاوة القرآن وخطبة الجمعة والصلوات الخمس.... وبهذا سمعت الدنيا كلها القرآن ... وكم من غير مسلم عندما سمع القرآن يُتلى في المساجد وهو يسير في الشارع استوقفته الآيات وكانت سببا في إسلامه! أليس هذا خدمة للدين؟!
5- المُسجِّل: من خلاله سجلنا القرآن بأصوات رقراقة، وبقراءات مختلفة، مما كانت سبباً في حفظ القرآن من الضياع: المنشاوي، والحصري، مصطفى إسماعيل، البنا ....أليس هذا خدمة للدين؟!
6- المواصلات الحديثة التي اختزلت الزمن، ويسرت الحج والعمرة والسفر للعمل هنا وهناك... أليس هذا خدمة للدين؟!
لا استطيع أن أحصر كل الاختراعات والاكتشافات الحديثة التي استفاد منها الناس وخدمت العلم والدين، لكن أنا واثق لو بحثنا في أهداف أغلب الاختراعات لوجدناها تصب في خدمة الدين والوطن، شريطة أن نستخدمها استخداماً صحيحاً.

من أجل ذلك ينبغي أن نهتم بالعلم وأن نكثف الجهود، حتى نستطيع أن نبتكر وأن نخترع ما يوفر سُبل الراحة والاستقرار والسعادة للبشرية قاطبة.. والله ولي التوفيق.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

730 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع