آخر الموثقات

  • على كتف أبي معلقة ..
  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  • راقي بأخلاقي 
  • من دون سبب..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد الشافعي
  5. رمضان شهر التيسير

إنَّ من ضمن الخصائص التي وهبها الله لتلك الأمة المحمدية وخاصة في رمضان خصيصة «التيسير».

نعم، إن من أجلِّ ما أفاض الله سبحانه على الأمة المحمدية، فضيلة الوسطية والسماحة واليسر، قال تعالى: ﴿وَكَذَ ٰ⁠لِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا﴾ [البقرة 143]

وقال تعالى: ﴿لَّیۡسَ عَلَى ٱلۡأَعۡمَىٰ حَرَجࣱ وَلَا عَلَى ٱلۡأَعۡرَجِ حَرَجࣱ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرِیضِ حَرَجࣱ وَلَا عَلَىٰۤ أَنفُسِكُمۡ﴾ [النور ٦١]

وقال تعالى: ﴿هُوَ ٱجۡتَبَىٰكُمۡ وَمَا جَعَلَ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلدِّینِ مِنۡ حَرَجࣲ﴾ [الحج ٧٨]

وقال تعالى: ﴿فَٱمۡسَحُوا۟ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَیۡدِیكُم مِّنۡهُۚ مَا یُرِیدُ ٱللَّهُ لِیَجۡعَلَ عَلَیۡكُم مِّنۡ حَرَجࣲ﴾ [المائدة ٦]

أيضًا من الآيات القرآنية الشاهدة الدلالة والعظيمة الجلالة على قدر هذه الأمة ومعالم الوسطية والتيسير فيها، قول الحق جل ثناءه: ﴿یُرِیدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡیُسۡرَ وَلَا یُرِیدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ﴾ [البقرة ١٨٥]

ومن الملفت للنظر في هذه الآية الأخيرة أنها جاءت ضمن آيات الصيام في شهر رمضان، فالأية كاملة تقول: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَیِّنَـٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡیَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِیضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَیَّامٍ أُخَرَۗ یُرِیدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡیُسۡرَ وَلَا یُرِیدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُوا۟ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [البقرة ١٨٥]

وهذا الموضع بالذات يستوجب أن نقف معه وقفة طويلة، لنتفكر في معاني التيسير التي حباها الله لهذه الأمة في رمضان.

ففي هذه الآية الكريمة إخبارٌ بأن ربنا - جل علاه - يريد بنا التيسير واليسر في رمضان.

ولا يحملنَّ أحدكم هذا المعنى على جواز فطر المريض فقط، بل إن المعنى أوسع من ذلك بكثير، فالله يريد أن يُنبِّه الأمة إلى أمر عظيم جدًا، وهو أنَّ شهر رمضان كله شهر تيسير ويسر وسهولة، وليس شهر تعقيد ولا ضغوطات ولا أزمات ولا أي شيء مما يعيشهُ الناس اليوم في رمضان.

لو سألت أي مسلم الآن وقلت له: رمضان شهر التيسير، يجيبك على الفور متعجبا كيف ذلك؟ 

ونحن نصرف في رمضان من الأموال أكثر مما نصرفهُ على مدار العام كله.

ففي رمضان نحتاج إلى أنواع المأكولات المختلفة ... والحلويات المتنوعة ... والعزائم ... والزيارات الاجتماعية وما تحمله من قِرى ثمين السعر ... ونحتاج إلى لبس العيد وهذا ثمن آخر تصرخ منه الأسرات.

فكيف يكون شهر تيسير إذن؟ وكل هذه الأمور تستنفذ ميزانيات العائلات والأسرات مما يضطر البعض إلى الاستلاف والتداين من أجل توفير هذه الأشياء لبيته وعائلته.

أقول لك والقول يسير: أنَّ كل هذه الأشياء التي ذكرتها ليست من فضائل الأعمال حتى تحرص على توفيرها بهذا الحرص الأكيد وكأن رمضان لا يصلح بغيرها.

مَنْ أوهمك بأن رمضان شهر ملئ البطون وتلبية الرغبات؟!

مَنْ خدعك بأن صلة الأرحام لا تتم إلا بالموائد التي تُصفِّي الجيوب وتخرب البيوت؟!

مَنْ أوهمك بأن فطور رمضان ينبغي أن يحوي يوميا اللحوم وما لذا وطاب؟!

كل هذه الأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، وما أنزلها في تكاليف السماء، وإنما هي تكاليف نحن ابتدعناها وشدَّدنا على أنفسنا بها، فشدد الله علينا، أما شهر رمضان فهو شهر التيسير فعلا.

تيسير في الفطور: فجاءت السنة النبوية لتخبرنا أنه يمكن أن نفطر على جرعة ماء أو مزعة لبن أو بضع تمرات.

تيسير في التكاليف المادية: فشرع الله الصيام والامتتاع عن الأكل والشرب، ليختزل الثلاث وجبات إلى وجبتين غذائيتين فطور وسحور فقط.

تيسير على الفقراء: فشرع الله زكاة الفطر توسعةً على المحتاجين، وغناءً للسائلين.

تيسير على غير القادرين، من المرضى والنساء ذوات الحيض، فعفاهم من الصيام وأمرهم بالقضاء وقتما شاءوا، وإذا لم يرجى من المريض بُرْؤُهُ أسقط عنه القضاء وأمره بالفدية.

فإذا كان شهر رمضان كذلك شهر يسير سهل، فلم نُصعِّبها على أنفسنا ونتكلف فوق طاقتنا؟!.

إن هذا الأمر يحتاج إلى إعادة نظر من كل فئات المجتمع؛ لأنه نذير شر، لأن هذا الدين يسر ولن يُشاد الدين أحدا إلا غلبه، صدق الرسول الكريم.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

992 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع