آخر الموثقات

  • لو قبيحة .. شبيك لبيك
  • أتعلم تكون أنانى 
  • على كتف أبي معلقة ..
  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد الشافعي
  5. رمضان شهر ميلاد الحضارة الإسلامية 

ما أسعد قلبي حين أتحدث عن حضارتنا الإسلامية، أو أتذكَّر عَالمًا من علمائها، أو مَعْلَمًا من معالمها، وما غابت عني أبدًا.

تلك الحضارة التي امتدت طولًا حتى شملت آباد الزمن، وامتدت عَرضًا حتى انتظمت آفاقَ الأمم، وامتدت عمقًا حتى استوعبت شؤون الدنيا والآخرة.

ولا أكَـلُّ أبدًا ولا أمَـلُّ من الحديث عنها، ولا عَجَبَ، فقد أوقفتُ لها عمري، ونذرتُ لها شبابي، ولعلني بدأتُ خطواتي الأولى حين أعددتُ كتاب «رحلة الكيمياء في الحضارة الإسلامية»، وكتاب «شواهد غربية على تفوق حضارتنا الإسلامية» ونسأل الله التوفيق والنفع والقبول.

والحقيقة أنني لا أريد - في هذا المقام - أن أتحدث عن رمز من رموز الحضارة الإسلامية ولا عن صفحات تاريخها المشرق الطويل، ولكني أريد أن أتحدث عن بداياتها وأولى لحظاتها وذكرى ميلادها وساعة إشراقها، ولعل هذا مناسبًا لهذه الأيام المباركة من أيام رمضان وخاصة العشر الأواخر فيه.

وكيف لا؟!

وفي هذا الشهر المبارك شاء الله للجهل أن يُكشَف، وللظلم أن يُرفَع، وللجبابرة أن تَركع، وللأعصار الطائفية أن تهدأ، وللنور أن يسطع وللفجر أن يطلع!!.

في هذه الأيام المباركة قضت الإرادة الإلهية أن تبزغَ شمسُ الحقيقة الأبدية على كل البرية أن لا إله إلا الله، ولا معبود سواه، هو الخالق البارئ، الضار النافع، والخافض الرافع، بيده مقاليد السموات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.

في هذه الأيام المباركة - من أربعة عشر قرنًا - وُلدت أسمى حضارة عرفتها البشرية منذ أن كان لها وجود، حضارة العلم والقلم، حضارة الذكر والفكر، حضارة البناء والتعمير، حضارة المادة والروح، حضارة القلب والعقل، حضارة الأخوة والمحبة، حضارة العفو والإيثار، حضارة الرحمة والأخلاق.

أجل، إنَّ هذه الأيام لتشهد على ميلاد الحضارة الإسلامية لأول وقتها، حين صافحَ وحيُ السماء قَلبَ نبينا وشفيعنا رسول الله ﷺ بخير كتابٍ، هو القرآن، فيه الهدى والنور؛ فقضي على العصبية، ومَقَتَ التبعية اللا عقلية، وحذَّر من الجهل وأمر بالعلم، وجعل عمارة الأرض من مقاصد الدين، وأهاب بكل العالمين أن يكونوا إخوة متحابين ومسالمين، بعد أن كانت الحروب الطاحنة تنشبُ بين الناس وبعضها لسنوات كبيرة وربما لأتفه الأسباب!!.

فالقرآن هو (الرَحِم) الذي تولدت منه هذه الأمة وخرجت منه تلك الحضارة الإسلامية، فنحن أمة خرجت من بين دفتي الكتاب!!.

كانت الناسِ قبل طه حيارى 

ولعادات الجهلِ عبيدٌ وأُسارى

يبطشُ القادرون بالغير ظُلمًا

ويضيعون بهجة ووقارا

ولأدنى الأمورِ قامت حروبٌ 

مهلكاتٌ مخرباتٌ ديارا

فإذا النبيُّ طالع في الدياجي

ما رآه الظلامُ حتى توارى 

جاءنا المصطفى بخير كتابٍ 

بَدَّل التُربةَ فضىةً ونضارا 

بَدَّل الظلمَ والمطامع عدلًا 

وأمانًا والليلُ صار نَهارا

 

نعم، بالقرآن الكريم أخرج الله الناس من الظلمات إلى النور، ومن الكآبة إلى الأمل والسرور، وبه بدأت أولى مراحل الحضارة الإسلامية، وظل محورها قرونًا عديدة وأزمنة مديدة، ساد فيها المجتمع المسلم على كل العوالم وقاد، وكانت لهيبته وجلاله تركع الشعوب والأمم وتنقاد!!.

لكن مع الأسف - في العصور المتأخرة - لمَّا فرط المسلمون في هذه المحورية؛ كُشِفتْ عورتهم وكُسرت شوكتهم وسقطت رايتهم وأُكلت بيضتهم وأُخرجوا من ديارهم وأرضهم!!.

من أجل ذلك فإنه يجب علينا أن نقرأ التاريخ الإسلامي من جديد ونعرف ما كان عليه سلف الأمة الأوائل؛ فنتشبث به ونلوذ بحماه ونترسم خطاه؛ لعل وعسى أن نستعيد مجدنا من جديد.

ولا يتحقق هذا إلا بالرجوع إلى المحورية، ركن الحضارة الإسلامية، القرآن الكريم، الدستور السماوي العظيم، محور السعادة وسبيل الحسنى والزيادة.

فالقرآن الكريم هو محور حضارتنا الإسلامية؛ حيث منه المبتدا، وإليه المنتهى، وله الخدمة، وبه التقويم!!.

نسأل الله أن يردنا إلى كتابنا ردًّا جميلا، وأن يجعلنا به من السعداء في الدنيا والآخرة اللهم آمين.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1139 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع