آخر الموثقات

  • لو قبيحة .. شبيك لبيك
  • أتعلم تكون أنانى 
  • على كتف أبي معلقة ..
  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد الشافعي
  5. سر الأزمة تكمن في تجاهل السنن الكونية

منذ أن قَضت إرادة الله أن يستخلف في الأرض من الآدميين، حتى أودع في الأرض قوانينًا وسُننًا طبيعية ثابتة ما تحفظ عليهم حياتهم وما تضمن لهم البقاء، كالجاذبية ومسيرة الليل والنهار وإخراج النبات وسيلان الماء ووفرة الهواء إلى آخره، كذلك أودع في كينونة الإنسان من السُنن الاجتماعية ما تجعل للحياة معنى وتبعث روح التسابق والتنافس بينهم، وتُفرِّق بين معادن الخلق يوم الجزاء.

وهذه السنن الإلهية كما قلنا ثابته عبر الزمان والمكان لا تتغير ولا تتبدل ﴿فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِیلࣰاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِیلًا﴾ [فاطر 43]

من هذه السنن الإلهية في عالم الاجتماع البشري «سنة الاختلاف»، سواء اختلاف في العقيدة، أو اختلاف في الطباع والعادات، أو اختلاف في الهوايات، أو اختلاف في المواهب والمَلَكات، أو اختلاف في الألوان والأشكال والأحجام، أو اختلاف في القُدرات الجسمانية والعقلية والنفسية، أو اختلاف في الدرجات المادية والمالية .....إلى آخر هذه الاختلافات التي أودعها الله في الجنس البشري؛ لتتم بها عملية الاختبار وتترتب عليها قضية الثواب والعقاب في الآخرة.

فالاختلاف سنة إلهية في خلقه، لا يمكن أن تختفي وتزول، فهي باقية ببقاء الحياة الدنيا، حتى في الآخرة الدرجات متفاوتة !!.

ولأن الله عالم بنفوس خلقه، الذين صنعهم بيده ونفخ فيهم من روحه؛ أرسل لهم كتبًا ومنهجًا ورسلًا؛ ليرسموا للناس الخريطة التي يتعاملون بها مع هذا الاختلاف الكلي والجزئي. «ثقافة الاختلاف»

من مقررات هذه الخريطة: الأدب، وقبول الآخر، وسعة الصدر، والاهتمام بمعالي الأمور والابتعاد عن سفاسفها، والتثبت من الأخبار، وعدم التسرع في الحكم على الآخرين، والتدرج في العلاج، واحترام الإخوة الإنسانية قبل كل شيء، والتعامل الجيد والقول الحسن بين بعضنا البعض، وعدم كسر الخواطر، وحقوق الجوار والإنسان والدين، والرضا والأمانة والصبر ... إلى آخر هذه المقررات الأخلاقية التي شرعها الله للتعامل مع الاختلافات الاجتماعية.

وقضت سنة الله في خلقه أنَّ مَن يعارض هذه السنن ويتجاوزها أو يتنكر لها فعلى السرعة يبوء بالخسران العظيم.

وهذه هي سر الأزمة التي نحياها اليوم، عدم احترام سنن الله في خلقه، فلم يعد أحدًا يقبل رأي أحد عارضه، ولا يطيق فقير أن يرى غنيا دون أن يحقده ويحسده، ولا يرضى غني أن يعايش فقيرًا، القوي يبطش بالضعيف بدلا من أن يسانده بقوته، البنات يقلدون الذكور، والذكور يقلدون البنات، حتى السِتر الذي هو من سنن الله في خلقه منذ نشأة آدم أصبحنا نتنكر له، والتبرج والتعري أصبح حضارة وموضة، الليل الذي جعله الله سَكَنًا أصبح سَهرًا، والنهار أصبح نومًا وخمولا، ...

تشتعل نيران المعارك الطاحنة ليل نهار على أتفه الأمور، ربما لأن شيًخا اختلف مع شيخ آخر في مسألة فقهية، أو لاختلاف رأي سياسي، حتى ماتشات الكورة التي هي في أصلها تسلية وتسرية للناس أصبحت فِرَقا وأحزابا، يتقاتل عليها بعضهم مع البعض في تعصُّب بغيض، ...

ما هذا؟!، أين ثقافة الاختلاف؟ أين احترام سنن الله الإلهية في المجتمع البشري؟!

إنَّ سنن الله لا تتغير لإرضاء أهواء الناس، بل اللازم أن تتغير نفوسنا من أجل مسايرة السنن الإلهية، وإن لم نفعل سنظل في مشاكل وأزمات لا نهاية لها، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فسيحاسبنا الله حسابا عسيرًا، قال الله: ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِی فَإِنَّ لَهُۥ مَعِیشَةࣰ ضَنكࣰا وَنَحۡشُرُهُۥ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ أَعۡمَىٰ ۞ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِیۤ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِیرࣰا ۞ قَالَ كَذَ ٰ⁠لِكَ أَتَتۡكَ ءَایَـٰتُنَا فَنَسِیتَهَاۖ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡیَوۡمَ تُنسَىٰ﴾ [طه 124-126]

والذكر هو المنهج والخريطة التي جاءت مع رسل الله لترشدنا إلى التعامل الصحيح مع سنة الاختلاف وغيرها من سنن الله الإلهية. والله أعلم

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1383 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع