على الرغم من وجود العديد من القنوات الفضائية على القمر المصري ( النايل سات )، إلا أن الفضائية المصرية تظل محل اهتمام ومتابعة من جمهور عريض داخل مصر وخارجها، بل يحرص على مشاهدة برامجها الكثير من الناس، خاصة في الدول العربية ،ولاسيما أبناء مصر المغتربين في هذه الدول وغيرها من دول العالم ، حيث يبحث كل مصري من خلالها عن معرفة كل ما يجري في وطنه مصر والعالم ، سواء كان بمتابعة نشراتها الإخبارية ، أو البرامج الأخرى المتنوعة، ومع ذلك أرى وكما هو واضح للمشاهدين أن الفضائية المصرية ركزت إهتمامها على بث المواد المكررة سواء كانت قديمة أو مباشرة ، ولذلك لم تحقق الفضائية المصرية الأهداف المطلوبة والمرجوة منها حتى هذه اللحظة، أو بمعنى آخر التي كان يأمل المغترب المصري في الخارج في أن تكون الفضائية المصرية له بمثابة همزة الوصل التي تربط بينه وبين وطنه مصر، لتكون اداة للتواصل بين مصر وأبنائها في الخارج ، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن كما يقال ، فكان من الأجدر أن تقوم هذه القناة بدورها في تبني مشكلات المصريين في الخارج وعرضها في برامج متخصصة يحضرها المسؤولين والقادرين على إيجاد حلول لها ، كما كان ينبغي عليها أن تنقل فعاليات وإنجازات الجالية المصرية في الخارج، خاصة الذين يحققون إنجازات كبيرة ، وهم يفتخرون بمصريتهم وإنتمائهم إلى هذه البلد المعطاء ،حتى لا يشعر المغترب بالغربة ويتواصل مع بلده بصورة أكبر، خاصة عندما يجد من يشاركه أفراحه وأحزانه ومعاناته وإنجازاته وهو بعيدا عن بلده، هذا هو دور الإعلام بصفة عامة،والفضائية المصرية بصفة خاصة ، في تقريب المسافات بين المغترب ووطنه، وتعويضه ولو بجزء بسيط عن فقدانه لأهله وتراب بلده، فالمتابع للفضائية المصرية يرى إنها أهدرت الكثير من الوقت دون أدنى فائدة، في عرض مساحات واسعة من الأفلام والمسلسلات، وغيرها من البرامج التي لا تعكس وجه مصر الإسلامي والحضاري ، ولا تفيد أبناء الوطن داخل مصر وخارجها، خاصة في وجود القنوات الكثيرة المتخصصة الغير مشفرة ،والتي تبث برامجها على نفس القمر المصري ( نايل سات ) ولها مشاهديها،وهذا ما يجعلنا نتساءل عن سبب عرض مساحات كبيرة من الأفلام والمسلسلات اليومية وأغاني الفيديو كليب على الفضائية المصرية؟ التي تمثل مصر بصفة رسمية أمام العالم ،فهل حضارة مصر المسلمة قائمة على هذه المواد الهابطة؟! ، التي مع كثرة بثها لهذه المواد وتكرارها جعلت الغير مصري يعتقد أن هذه هي مصر !! بل ربما يحفظ أسماء الممثلين والمطربين والراقصات ويعرف عن حياتهم ،أكثر مما يعرفه عن إنجازات وعلماء مصر وحضارتها الإسلامية والثقافية ودورها الريادي والقيادي أمام العالم وفي المنطقة، وهناك مواد أخرى تبثها القناة وتعطي لها مساحات كبيرة من أوقات بثها بلا داعي ،وهي مباريات كرة القدم ، خاصة مباريات الدوري والكأس التي تنقلها القناة بنفس الاستديو التحليلي لقناة النيل للرياضة ،ونشاهدها أيضا على قنوات رياضية أخرى،لدرجة أننا أصبحنا نرى المباراة المنقولة مباشر على أربع أو خمس قنوات فضائية على النايل سات، على الرغم أن أغلب المباريات هابطة المستوى ، وليست لها أهمية كبرى تستدعي عمل أستديو تحليلي وإستضافة هؤلاء الخبراء!، ونقلها على هذا الكم الهائل من الفضائيات ، هذا هو حال الفضائية المصرية الذي يدل على عدم وجود تخطيط سليم لها ولبرامجها، وهذا ما جعلنا لا نفرق بينها وبين أي قناة أخرى تبث مواد روتينية على النايل سات، بل أصبحت الفضائية المصرية ،عاجزة عن القيام بدورها الأساسي تجاه الأسم الذي تحمله، فهل نرى في المستقبل فضائية مصرية تعكس حضارة مصر وثقافتها للعالم أجمع؟.