قرار أوروبي كبير له ما بعده..
الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية للمرة الأولى في التاريخ الأوروبي
1ــ قبل قليل صادق البرلمان الأوروبي على مشروع قرار إدراج مؤسسة "الحرس الثوري الإيراني" منظمة إرهابية، وهو قرار كبير غير مسبوق تاريخيا من قِبَلْ الأوروبيين، ستنبني عليه عدد من التداعيات.
2ــ فقد لجأ الأوروبيون إلى مثل هذا القرار كإجراء عقابي لإيران ردا منهم على إعدام نائب وزير الدفاع الإيراني السابق المدان إيرانيا بالتخابر لصالح جهاز المخابرات البريطانيا MI6، علي رضا أكبري.
3ــ من بين التداعيات المحتملة هو التباس الوضع القانوني لعدد كبير من الإيرانيين المقيمين في أوروبا والذين كانوا قد أدوا الخدمة العسكرية الإلزامية في الحرس الثوري، فضلا عن وجود أسر إيرانية في أوروبا حاصلة على الجنسية والإقامة لديها أبناء يؤدون حاليا فترة الخدمة العسكرية الإلزامية في صفوف الحرس الثوري.
4ــ كما أنه من المتوقع أن تقوم إيران بخطوات مماثلة ردا على القرار الأوروبي، بأن تدرج الناتو مثلا وعددا من الجيوش ووزارات الدفاع لدول أوروبا على قائمة عقوبات خاصة بها، وهو ما يعني استحالة التعاون بين إيران وتلك الدول على المستوى الأمني.
5ــ الأهم بعد كل ذلك هو تعقيد كل قنوات الاتصال الدبلوماسية بين إيران وبين أوروبا بما في ذلك مفاوضات الاتفاق النووي المتجمدة في فيينا وتحَوُل أوروبا من طرف وسيط بين إيران وبين أمريكا إلى طرف أصيل وظاهر في الصراع الإيراني ــ الغربي بشكل شامل.
6ــ من بين الزوايا التحليلية أن هذا القرار الأوروبي يأتي ضمن إطار حزمة إجراءات عقابية أوروبية على إيران لانخراطها في الحرب الروسية ــ الأوكرانية، وثبوت إمدادها موسكو بالطائرات المسيرة التي نقلت ساحة المعركة إلى ميادين أكثر ضرررا لأوكرانيا على المستويين الميداني والتكتيكي.
7ــ بناء على كل ما سبق من المؤكد أن هذا القرار الأوروبي ليس قرارا رمزيا، بل قرار كبير ستنبني عليه علامات تعقيد بالغة في الأمن الدولي؛ لأنه لن يزيد إيران إلا إيغالا في انخراطها الفعلي في أزمات الشرق الأوسط وفي الأزمة الأوكرانية على سبيل التحديد.
#تأملات_نهارية
#شؤون_إيرانية