أنا هنا
أجلس الآن أنتظرك..
أنتظر عطر لحظات اجتمعنا فيها بين الرياحين وشتى أنواع الزهور
أنتظر جميل الكلام الذي لم أسمعه من قبل.. ولم يمس فؤادي قبله ولا بعده.. كلام أتى لصحراء أيامي كالماء.. فأحيا قلبي وعلمه معنى الحياة والسعادة
أنتظر حلول المساء وهمسات القمر الجريء حين يغمز لنجمته التي يحويها دومًا بسعادة بين أحضانه فتغمض عينيها خجلا وسعادة
أنتظر ولا حيلة لي سوى الانتظار لأن الخطوات التي قطعتها معك لم أتعلمها إلا على يديك.. ولا أعرف تجربتها لوحدي ولا أريدها من سواك..
أنتظرك لأنني أيقنت أن خطوات قلبي الوحيد تركن بعجزها على أوتاد قلبك.. وتختبر بنبضاتك كل ما حولها قبل أن تشرع بالمضي فيه.. لذا حين أجرب أن أقطعها وحدي فلا تروق لي..
أنتظرك وينتظرك قلبي الذي وجد فيك نفسه وأنسه وعوضه وأمله وحياته.. ووجد بين أحضانك السعة التي تكفيه عن كل العالم مادام بين ذراعيك.. فما عاد يعنيني من العالم كله سواك..
تأتي فتحملني بحنان بين جناحيك بشجاعة وجرأة لأنك تعلم أنني أخشى التحليق.. فتذيقني كل ما لم أختبره من صنوف المشاعر والأحاسيس
أنتظرك بسكوني وهدوئي وأملي.. وألمي.. وأعلم أنك في مكان ما
وأنا هنا في مكاني أنتظرك حيث اعتدنا اللقاء
أنتظرك وكلي أمل..
ومهما كان اللقاء قريبًا أم بعيدًا فهذا لا يعنيني...
كل ما يهمني أنني أنتظرك.. حتى وإن مرت الأيام والأعوام لأنني حقا لا أجد لطريقي معنى
إلا بوجودك أنت فيه