من الواقع ..
فتاة من الزمن الجميل ..
كانت فى ثانوى .. شديدة الجمال .. تمتلأ ببرائة الأطفال و روح المرح ..
تقدم لخطبتها الكثير و الكثير من خيرة الشباب .. فهى بنت أصول و من بيت طيب .. تمت خطبتها لقريب من العائلة .. شاب وسيم يشبه الفنان ايهاب نافع فى هذا الزمن الجميل .. كان يعمل بالسلك الدبلوماسى .. و استعدوا للزواج السعيد .. الأثنين كالجوهرتين المتلألئتين .. و بحكم عمله كدبلوماسى كانت ستسافر معه بعد الزفاف لإحدى الدول الإفريقية .. و قبل الزفاف تمتلأ الصحف بحادثه بشعه .. بفندق هيلتون .. عروس أخت فنانه شهيرة تتزوج من ثرى إفريقى .. كساها بالذهب .. و بعد إنتهاءالفرح .. انقلب الفندق من الصراخ .. و حين وصلوا الى حجرة العروسين .. كان العريس قد ألتهم جزء من جسد العروسة صاحبه البشرة البيضاء .. و توفيت العروس بعد نقلها للمستشفى .. اتضح ان هذا الثرى ينتمى الى قبيلة إفريقية من أكلة لحوم البشر .. [ فى تلك الفترة ايضاً انتشرت فضيحة الرئيس الإفريقى بوكاسا (رئيس دولة .. ) الذى أكل مدرسة أطفال على مدار فترة حكمه .. هكذا قيل حينها ]
بعد حادثه عروس هيلتون .. اخذت أم العروس الجميلة قرار ..
ذهبت لأبنتها و اخذت منها دبلة الخطوبه .. و الابنه لاتفهم لماذا .. و كذلك جهزت الشبكة فى علبتها القطيفة .. و اتصلت بالعريس الدبلوماسى للحضور ..
# معلش يا حبيبى انا ماعنديش بنات للزواج و شبكتك اهيه ..
هكذا قالت ام العروسة
صدم العريس و سأل حماته
* خير يا طنط فى ايه ؟
# انا بنتى بيضاء و مش مستغنيه عنها .. و انت شغلك و حياتك هناك عند أكله لحوم البشر
* ايه يا طنط اللى حضرتك بتقوليه ده .. حضرتك انسانه مثقفة و واعية و انا دبلوماسى .. مالى انا و مال قبائل آكلى لحوم البشر
# بص يا حبيبى انا بنتى مش هاأجوزها خلاص .. تكمل تعليمها فى بيت أبوها و بعدين نبقى نشوف موضوع الزواج ده
* يا طنط أرجوكى انا مش قادر أصدق اللى بأسمعه ده .. انا فاضل ايام على سفرى و لازم اخدها معايا
# لما ترجع من سفرك نبقى نشوف الموضوع ده ......
و كُسرت القلوب و باظت الجوازه و تفرق الشمل .. و تغيرت الأقدار .. و مر العمر الطويل .. أصبحت الفتاة الجميلة بعد اكثر من خمسين عاماً .. جده لأحفاد كبار .. و رغم العمر .. إلا ان جمالها مازال ينبض خلف تعاريج الزمن .. و مرضت و دخلت لأيام فى غيبوبة و عند العودة لوعيها كانت لا تعلم أى شخص ممن حولها .. نسيت الجميع .. أخذت تنظر فى الوجوه و تسأل عن خطيبها !!!
(و كان الرد من أبنتها التى كانت تعلم من جدتها قصص العائلة و قصة امها و هى صغيرة .. و خطبتها التى فسخت قهراً قبل ايام من الزفاف)
قالت لها أبنتها .. إنه بالخارج و سيأتى بعد قليل ..
فنامت الفتاة العجوز الجميلة مطمئنة .. و لم تستيقظ بعدها أبداً .
نهلة أحمد