أظن خلاص……
آن الأوان للحصاد
نحصد ما زرعناه لعِدة عقود………
كانت فترة كرونا آخر أمل لتحسين الموقف من الأطباء بعد ما إتسموا…..الجيش الأبيض
و بعد ما أدوا واجبهم أيما تأديه جعلت مصر في مصاف الأوائل من الدول التي قاومت ذلك الوباء
و بعد كل ذلك المجهود العظيم من الأطباء
و بعد كل التضحيات التي قدموها
و بعد ما نادينا بألا يهرب فرد من أفراد الطاقم الطبي من الميدان و اعتبرناهم فعلا…..جيشنا الواقي بعد الله
فوجئنا بضحايا من الطاقم الطبي ليس لهم محل من التعويض
فوجئنا بأن الطبيب ما هو سوى دون كيشوت
يصارع طواحين الهواء
فلا أحد يسمعه
ولا حتى يراه
بل تفاقم الموقف
بالإهانه الإعلاميه على مسمع و مرأى من الجميع
كل مسؤل
بدلا من أن يحاسب نفسه
و ميزانيته المتاحه للصحه
فوجئنا به
يحاسب مقدم الخدمه😳 الفريق الطبي😳
ثم نجد المريض أيضا بالطبع يلوم مقدم الخدمه
أصبح الطبيب بين طرفي الرحى
يتفتت
و هو أساسا أنبغ ما أنجبت مصر
كيف تعامله أُمه مصر هكذا 😞
كيف ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هل هذه هي مكافأته على سهر الليالي
و وصله الليل بالنهار منغمسا بين الكتب و المراجع
كل لحظه من حياته كانت مقرونه بالكتب و العِلم و أحدث الأبحاث الإكلينيكيه
هل هذا جزاء تعبه………..!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تكالبت عليه كل القوى
فمن ميزانيه لا تسمح بتقديم خدمه صحيحه
لتدريب يجعله عبدا لمن يعلوه في الأقدميه …..بلا مبالغه
فلقد عانى سابقوه من تحكم سابقيهم فيهم خلال فترة النيابه التدريبيه
و لم يجدوا من يفرغوا فيهم معاناتهم سوى النواب الجدد بإستعباد ……يفوق مثيله بالقوانين العسكريه …..إذ وصل الحال ببعض الأقسام الإكلينيكيه بمعاقبة النائب المقيم بعدم دخول ال WC إلا بتصريح😳
ناهيك عن مستوى سكن الأطباء المقيمين الداخلي المفزع غير الآدمي
كل هذا تحت مرأى و مسمع من مسؤلي الأقسام و تجد جوابهم
نحن فوضنا الأقدم في تسييس أمور الأحدث😳😳
فتتحكم كل نفس فيمن يصغرها من أنفس بكل سلبيات تلك النفوس ال ……..🤔
ملخص معاناة النواب الجدد
القلوب الخضراء التي خرجت لتوها للحياه
فتجد أفران القسوه تقابلها
و تضن عليها حتى بالخبره
و تتركها لتتعلم بدون إشراف جيد من الأقدمين…..فالعمل الخاص يناديهم بمكسبه الذي يعوض سوء الدخل الرسمي
لا نبرر لهم سلوكهم…..بل نوثق تبعات قلة الراتب المتاح و ضعف ميزانية الصحه
كل هذه الظروف القاسيه
تكالبت ضد الطبيب الشاب من الجيل الجديد
الجيل الجديد الواضح المتعقل المقدر لعواقب الأمور
و النتيجه
إستقالات جماعيه ممن يرفضون موضعهم ……بين طرفي الرحى
بدون أي مقابل مادي أو حتى معنوي
فلا تلوموهم
و لوموا أنفسكم أيها المسؤلين بكوادركم المختلفه
فإن تركتم الموقف كما هو
فأبشروا بوطنٍ خالي من جيشه الأبيض
و اتركوا إرثاً مفجعا للعقود القادمه
إرثاً واعداً 🙃 بتصحر طبي لمصرنا الغاليه
و إن أردتم العلاج الناجع
فلن يكون بأقل من
الإسراع بتنفيذ نظام التأمين الصحي المزمع منذ عدة سنوات ……
مع كادر مالي خاص بالفريق الطبي كالمتبع في كل انحاء العالم
و التي كانت مصر في الملكيه تعطي الطبيب لقب الباشا تقديرا لرسالته الساميه : حكيم باشا
لا يصح أن نفعل في وطننا هكذا
لا يصح أن نكون قوه طارده مركزيه لأنبغ من بالوطن
لا يصح أن نحرم مصر من خيرة شبابها
لا يصح أن نترك صفوة شباب مصر هكذا …..بين طرفي الرحى