خلفَ الظلالِ حيواتٌ أشبَه بالموتِ،
تغتالُ الوقتَ،
تدفعني للسيرِ في دوائرٍ مفرغةٍ..!
بالغربةِ ضائقينِ،
يبحثُ كلٌ منهم عن براحٍ ما،
في المساحةِ التي ترفدُ إليه..!
بذاكِرتي؛
فوضىٰ عارمةٍ لذكرياتِ الطفولةِ والصِبا،
وشعورٌ بالحنينِ تقيّدُه المسافاتُ..!
وعلىٰ رفوفِ الوحدةِ؛
ألوفٌ من صناديقِ الصمتِ، وحقائبِ الانتظارِ
تتدلّىٰ مشانقُ الوقتِ..!
أقضي ليالٍ أبحثُ عن بقايايّٰ،
كمحاولةٍ أخيرةٍ للهربِ..!
غريبٌ أنا يا وَطني
بينَ حنينينِ؛
قلبي عالقٌ.،
يخاتِلُ الوقتَ،
ويهادِنُ الانتِظارِ،
وينزِفُ شوقًا..!
بقلبي بقايا طمأنيةٍ
وحطامُ الهزائمِ،
وأملُ قيدِ الأمكِنةِ،
تغتالني بؤراتُ السُكونِ بصمتٍ..!
ثقيلةٌ خطواتي علىٰ الطريقِ،
يلتهمُ قطارُ الغربةِ الأيامَ،
يدهسُ الوقتَ..!
وعلىٰ عتباتِ الانتظارِ؛
غُصّاتُ تيه،
وشَهقاتُ خلاصٍ،
فلا ظلَّ ولا أثرَ.!
فكُن لي وَطنًا،
أغدو إليه كما تغدو الطيورُ إلىٰ أَوْكُنُها الآمنةِ..!
كُن لي نجاةً،
كُن نهارًا،
بعدَ عتمةِ الليلِ الطويلِ،
كُن حصنًا،
كُن براحًا تلوذُ إليه الروحُ، وتطمئنُ
حينَ تضيقُ الحياةُ، وتتثاقلُ الهمومُ،
وأرىٰ كلَّ الأشياءِ من ثقبِ إبرةٍ..!
كُن بي رحيمًا،
فلا تغربني حينَ أثورُ..!
ولا تقيّدني بذنبِ كلمةٍ.!
ازرَع أكاليلًا من نورٍ في روحي المُتعَبةِ،
كُن وطنًا يزدانُ بالسلامِ..!
فثمةَ موتٍ يدّعي الحياةَ،
وثمةَ كلامٍ وئدَ في المَهدِ،
وثمةَ عددٍ من اللامُنتهي من متاهاتِ الظِلِّ،
وثمةَ أحَدٍ لا يجيدُ قراءةَ الصمتِ والعتمةِ،
وثمةَ قصيدةٍ ذُبِحَت غريبةَ الديوانِ..!