آخر الموثقات

  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  • راقي بأخلاقي 
  • من دون سبب..
  • لحظات آنيه..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. العشق..وقليل منه يَكفى  الفصل 15

الفصل الخامس عشر

 

 

                       «لَوعة غرام »

_نشوان لو بعيداً عن الشغل ،وطلبت منك نتقابل واتكلم معاكِ لحد م افضى دماغى من كل الل فيها 

هتوافقى؟!

دق قلب نشوان متصارعاً وهى تعطيه ظهرها ،ولسان حالها يقول ربما نُبتلى بشتات الأمر

لنُساق لخير لم نفكر به من قبل.

لم يأخذ التفكير حيز بعقلها، التفتت إليه وتنحنحت واردفت 

_متأسفه يا مستر زين مش هقدر اقبل دعوتك 

 

نظر زين ب اتجاهها باهتمام

_ليه؟

_حضرتك جوا اطار الشغل انا موجودة ،لكن فيما غير كدا مش هينفع وآسفه لرفض الدعوة بس دا اسلوبي

بعد اذنك 

 

انصرفت وهرولت ناحية مكتبها سريعاً كى تختبأ من رد فعله وفعلها أيضاً..جلست وشردت فى مقولته الاخيرة

كان رد فعلها هو الحاسم ..ولكن بداخلها شئ آخر ،شئ تود كتمانه قدر الإمكان لو استطاعت !

___

على ظهر باخره ، فى وضح النهار ..كانت مقامه حفل خطوبة روان وفارس ..وقد امتلئ المكان بكم المدعوين 

العدد كان اكبر بكثير من حفل خطوبة فارس ونورهان !

ارتدت روان ثوب قصير جدا بالكاد يغطى جزء من ساقيها وضيق للغاية على جسدها المتناسق

يتدلى منه ذيل طويل خلفها ..صنعت رسم الوشم ب اسم فارس باللغه العربية على ظهرها العارى الى نصفه ، وشعرها ارجوانى اللون ذو الخصلات الطويلة المستعارة كان يغطى جزء من ظهرها وجزء يتدلى من على احد كتفيها..

اما عن فارس ،من الواضح ان قرار خطبته من روان كان بداية خطوات الجنون ...ف حِلته ب الحفل كانت عبارة عن كنزة بيضاء وعليها جاكيت رمادى اللون وسروال من الجينز قصير الى ركبتيه وجوارب بقدميه وحذاء رياضى _كوتشى_ وتسريحه شعر مختلفه تماماً ..

 

روان قامت بدعوة كل من يقطن ب قصر الاميرة ، اعتذرت نشوان لسفرها الى بلدها المنصورة واعتذرت أميرة حرصاً على مشاعر نورهان ولم تغضب روان منها بالعكس تفهمت الامر

حضرت هدير ...وحضرت لطيفه الام ترتدى فستان قصير أيضاً وصبغت شعرها لوناً جديد زائد مساحيق التجميل التى ع وجهها جعلتها تبدو اصغر سناً حتى عن فتياتها .

اما عن نورهان ،فكانت اول الحاضرين ...كى لا يشمت بها احد

وتثبت إلى حالها انها قادرة على المواجهه وان فارس لم يكن بداخلها من الاساس بل هى مرحلة ارادت هى بها نسيان الماضى الذى لم يُنسى ...

 

بعيداً عن نخبة اساتذة الجامعة والطلاب والطالبات ، واصدقاء وصديقات ومتابعين روان عبدالحافظ على مواقع التواصل الاجتماعي ..قامت روان بدعوة كلاً من عيسي وزين بنفسها وعلاوة على ذلك 

دعت صالح لأجل هدير دون علمها حتى يتم الصلح بينهم..

 

صخب الحفل،الاغانى،الكل يرقص الكل يضحك ،عدسات الكاميرات تترقب كل حدث 

صحفيون بالمكان ...مروجى مواقع التواصل الاجتماعي 

المكان مكدس ل آخره ...يجلس زين وعيسي على منضده يشاهدون من بعيد ويحاولون الاستمتاع بالمنظر من فوق سطح الباخره والاجواء المحيطه بهم أيضاً.

 

قام النادل بوضع مشروب الحفل وقطع الكيك الى زين وعيسي وانصرف ف امال زين بوجهه على عيسي يحدثه

_العروسة مبالغ فيها اوى 

 

ضحك عيسي واردف الاخر

_والعريس وحياتك ،تحس مطلعينهم من سرك شغالين فرك الله ينور الاتنين

_وهى متشعبطه فرقبته تقول حيهرب

_والفستان شغال يترفع وانا اشوووف حجاااات 

 

طرق زين كف يد عيسي واردف 

_ولد عيسوى عيب اختشى ،رونى زى اختك برضو

_لاء انا اختى لو عملت فروحها الل هى عاملاه هقرقشها وابلع وراها شوية عصير قصب

 

صمتوا قليلاً ف انتبه عيسي لوجود صالح بمكان قريب منهم نسبياً ولكن وجود الجمع يحول بينهم ،ف أشار الى زين متحدثاً بالقرب من اذنه

_صالح هناك اهو 

عقد زين حاجبيه واردف

_هو يعرف حد هنا 

اجابه عيسى وهو ينظر ناحيته

_مش عارف ،نناديه ؟

_ماشى اندهله 

 

نهض عيسي وذهب نحو صالح واتى به لينضم إليهم 

_ابوالصلح ، تعرف مين هنا يانمس؟

 

كان ينظر صالح حوله يشاهد الاجواء واردف إليهم

_رونى هى الل كلمتنى ..امهم دى فعلا ياض !

 

نظرا كلا من عيسي وزين الى لطيفه واردف عيسي ساخراً

_اه تقريبا شغاله انا ام العروسة ام العروسة بس بصراحه الولية عود وصغيرة

 

اصتنع زين بفمه حركه استهزاء واردف

_عمليات دى يابنى ولبس مودرن وتسريحه ودمتم ،صغيرة ايه بص على ايدها 

 

اتسعت عين صالح وهو ينظر ناحية لطيفه التى كانت تتحدث الى شباب متابعين ابنتها وتضحك بصوت عالى،اردف صالح متعجباً

_يبقى رونى دى مجنونة لامها ، شايفين بترقص ازاى 

_مين العروسة ولا امها

قالها عيسي  ف اردف صالح

_رونى

_الاتنين مُسخه ،الله يعافينا 

 

تابع صالح

_اتارى البت رونى دى فورتيكه الفراتيك ...لاء البت بطل حقيقي بطل بطل يعنى

_كفاية بقا عشان عاملين زى عواجيز الفرح احنا الاتلاته ياللت والعجن دا 

 

ضحك ثلاثتهم ،بينما انتبه صالح إلى هدير التى كانت تغطى الحفل صوت وصورة وتنقله مباشرة الى احدهم  

_مروووووووش ، الخطوبة ناقصااااكِ.

تنظر أميرة مبتسمه عبر شاشة الهاتف وهى ترى الاجواء خلفها على روان وفارس والجمع حولهم يتراقصون بشدة ..اردفت إليها

_جميل جدا عقبالك ياهدير

_بعد الشر ي اميرة ،فال الله ولا فالك 

 

قالتها فضحكت اميرة بشدة ، ووضعت الهاتف جانباً وتذكرت ذكرى خطرت ببالها الآن وكأن قرار اقتحامها أتى الآن وعليها القبول ..

*عودة إلى الماضى*

_فين اميرة هانم؟

_جوة فالمطبخ يازين بيه 

_المطبخ!

_حضرتك عارف ، هى بتحب تعمل قهوتها بنفسها 

ولج زين إلى المطبخ ،ليجدها تعطيه ظهرها وتقوم بتحضير قهوتها بمزاجية كما اعتادت ..ف يقوم على فجأة بجذب المعلقه من يدها ف تنتبه هى وتلتفت إليه

 

_زيين ،هات اكمل 

_لاء

_هات بقا

_تؤ تؤ

_وبعدين معاك!

_لو معملتيش القهوة دلوقت هيحصل ايه يعنى

 

وقفت امامه واردفت

_مزاجى هيقفل

_ومزاجك مش بيتعدل بوجودى؟

_بطل غلاسه وهات بقا

تحاول إمساك الملعقه منه وهو يخبأها خلفه يمينا ويساراً حتى امسك بها بين احضانه واغلق احكام ذراعيه عليها واردف

_انا ولا القهوة

_إوعى يا زين سيبنى 

 

اقترب بانفاسه الى اذنها واردف برقه صوت

_اعدل مزاجك انا ولا القهوة 

_يوووه 

 

كان بالخارج الخادمه الصغيرة ذات الخمس عشر سنوات تقوم بتشغيل اغنية وتتراقص عليها اثناء تنظيفها البهو الكبير ، فسمعها من بالداخل زين واميرة

_مردتيش عليا انا ولا القهوة يا اميرة حبي أنا 

 

لفت اميرة ذراعيها حول رقبته واردفت مصوبه سلاح عينيها الى مقلتيه اللامعتان

_إنت طبعا 

 

*صوت يأتى من الخارج*

_انتِ يابت اطفى الصوت دا ،رشيد بيه لو سمع هنبقا انا وانتِ برة 

جذب زين يد اميرة وانضم إليهم فى الخارج واردف

 

_لا خليها الاغنية دى ، وزودى الصوت 

نظرت الخادمه الى امها ف أشارت ان تطيع الامر ،وبالفعل جللجل صوت المطبرب بالاغنية فى المكان 

ف امسك زين يد اميرة وتراقص أمامها ،ضحكت هى فالبداية ومن ثم تماشت معه

ورقصت الخادمه الصغيرة ...وانضم إليهم سفرجى المطبخ والطباخ وباقى الخادمات 

مشهد ك مشاهد الافلام العربية قديما ولكنه كان من القلب بالفعل ...كان الجميع يتراقص ويعم الفرح بالمكان كله ،وكل دقيقة يهم زين بحمل اميرة والدوران بها وهم حوله حتى سمع الجميع صوت رشيد بك الاجش

 

_ايه التهريج الل بيحصل دا ؟

 

هرب الجميع من امامه فى ثانيه وحمل زين اميرة بين ذراعيه وهو يقول

_يالا نهرب يافضيحتنا!!

 

عادت اميرة من ذكرياتها مبتسمه وقلبها به نفس اللوعه التى كانت بقربه طوال سنوات طفولتها وشبابها..

 

وعلى الجهة الاخرى

كانت هدير تتراقص مع روان والبقية ،ف اقترب منها صالح الذى لم تكن تعلم بالفعل بوجوده بالحفل وكانت مفجأة بالنسبة لها 

_انتِ احلى من العروسة ع فكره !

التفتت هدير لتجده صالح،نظرت اليه شذرا وعادت إلى الرقص بمكانها كأنه شئياً لم يكن ،فعاد عليها هو حديثه كأنه يعرف ب انه يفرض نفسه عليها حتى تتقبل الأمر 

 

_على فكرة التقل صنعه مش غباوة

_ومين قالك انى بتقل عليك ي اسمك ايه ،ولا حتى انت فبالى 

_ياسلام ، لسانك قالها انك بتحبينى

_ايوا دا ساعه اما كانت عينى بتنور وتطفى اما تشوفك قبل م يعالجونى من مرض عذاب الاسماك ...دلوقت انا كويسة وعرفت اد ايه كنت اغبي بنت فالدنيا لما بصيت لمعوق زيك 

 

قام صالح بلكزها بجانب جسدها بحدة واردف وهو يكز على أسنانه

_طب من غير غلط من غير غلط

_انت الل تاعب نفسك ومعرفش ليه يعنى ،م تفكك منى وتشوفلك سحلية من سحاليك السهلة دى وبالمرة تمرمطها براحتك وتهينها زى م انت عاوز 

 

التوت شفتى صالح واردف

_ثوانى بس بلا اشوفلى سحلية بلا برص، انتِ فعلا هتتخطبي للكابتن محمود ناجى؟

 

تركت هدير النظر لكاميرا هاتفها ونظرت إليه ممتعضه وقالت

_شئ ميخصكش

_معلش خدينى على اد عقلى وجاوبينى

_وافرض! 

 

هنا جذبها صالح من ذراعها بحدة وقال

_اسمعى يابت انتِ انا جبت اخرى معاكِ ...انتِ مش هتوافقى على حد ولا تتخطبي لحد سامعه 

_ليه يا سطا كنت جوز خالتى!

_هدير انا مش هسيبك !

 

رقصت نبضات قلبها عقب كلمته هذه ، بدا يوضح عليه اهتمامه بها الشديد حتى انه فقد السيطرة على نفسه مثلما اعتاد او مثلما كان ي أول امرهما معاً...حاولت هدير التماسك امامه قدر الامكان واردفت بنبرة حاسمه وبقوتها المعهودة

_المفروض اسمع منك الكلمتين دول اقول يافرحتى ، ياااااه شجيع السيما ابوعضلات حربية بيحبنى وييقولى مش هسيبك يافرحة قلبي ياهناه الليلة 

 

_انتِ الل حولك كدا ،انتِ الاول كنتِ بتتمنى بس المحك!

 

اهتز قلب هدير بمعرفه حقيقة امرها منذ البداية فابتلعت ريقها واردفت إليه من دون اهتزاز

_يعنى كنت عارف وعامل مش واخد بالك؟

 

رفع صالح هاتفه اليها وفتح مدوناته بها فى حافظة بملفات الهاتف وجعلها تقرأها وتقرأ تواريخها كى تتأكد انه لم يوقع بها بفخ جديد وانه يروى الحقيقه ولا ينوى ايذائها هذه المرة ...

قرأت هدير كان شعورها ممتزج بين الفرحه والخوف واللهفه ،ولكنها تماسكت

وبعدما قرأت المُجمل التفتت إليه دون إكتراث واردفت 

 

_ايوا وايه المطلوب ؟

_نرجع الشريط من اوله ياهدير،ونبدء على صفحه بيضا ونشوف دنيتنا هتودينا على ايه 

_دنيتنا !! لاء دنيتك انت انك تقضيها بقا معايا وحاجه تبقا فل فالموز وبعدين تلاقى الاحلى والاشيك وتكون زهقت منى ف تلقى بيا فى سلة المهملات دون ان تلقِ بالاً لحالى مش كدا؟

 

رفع صالح شفته العلوية اعتراضاً واردف لها بحدة

_ايه الغباوة دى ،لاء طبعا ...مش هعمل كدا

_ايه ضمانى

_ضمان ايه؟

_انت عاوز نتصاحب وانا مش عاوزة كدا 

_اومال عاوزة ايه ياهدير ...انتِ بتحبينى وانا للاسف حاسس ان مشدودلك بجنون وقرفك معايا دا ثبتك بزيادة فدماغى ،ف ايه الحل 

 

امسكته من اطراف ياقته واردفت مصوبه عيناها الخضراوتين بعيناه

_نتجوز يا روح امك ...

 

تركته وانصرفت بعدما القت بقنبلتها فى وجهه وتركته فاغراً فاهه لا يعرف ماذا يفعل مع هذه اللعينه ! قد اصابت قلبه لعنه عيناها وكى يتخلص من سحرها لابد من قراءة طلاسمها والمشى على خطواتها حرف بحرف!

___

وهناك من إذا غاب ، لم ولن يملأ مكانه أحد!

يده ممتده إليها دعوها للرقصه التاليه ، نهضت اميرة بحِلتها الرائعه المَلكيه ك عروس هى بالفعل اميرة السلطان!

امسكت اميرة بيد زين واخذا يتمايلا معاً على نغمات الموسيقى المعزوفة خلفهم بالحفل ، تنظر هى لعيناه تحدثه بها ويتهرب هو من عيناها ...تنظر هى بجانبها يراقب هو وجهها ورائحتها من القرب .

وعلى هذا الحال بين سباق نظرات والتفتات ،قلبان يتصارعا حباً ودقات تنطق بإسم وليف كل منهما للآخر ،آه يا لوعة الغرام!

تلك اللوعه التى لاشفاء منها ولا دواء لوجعها ..

 

_ابو الزنازيييين

انتبه زين لصوت عيسي ف اكمل عيسي

_ايه مركز مع رقصة العرايس سلو،ولا سرحان ولا ايه حكايتك

_لا مش سرحان ولا حاجه

_طب انا هقوم اعمل طبق من البوفيه ،جوعت 

_قوم ماشى

_طب اعملك معايا طبق خفيف

_لاء مش عاوز 

 

نهض عيسي متجهاً نحو طاولات الطعام المجهزة خصيصاً للحفل ، اختار الاصناف المحببه إليه وسكب مشروباً ي كأسه وفى طريقه للعودة انتبه!

هناك من تبكى خلف الستار دون علم احد ،او شعور اى شخص بها ..

لحظة!

انها تشبه كثيراً للعروس ،ولكن على طراز هادئ وراقى ومتزن ...ياتِرى من هذه ولمَ البُكاء بيوم كهذا؟

لم يعرف وقتها ما الذى جعل قدميه تقوده نحوها ...اقترب حتى سمع تنهيدات بكاؤها التى مزقت روحه برغم عدم معرفته بها من الأساس .

ترك صحنه جانباً ووجد نفسه يحدثها دون شعور منه 

_على فكره ،اى ان كان الل بتعيطى عشانه ...مفيش حاجه مستاهلة ومفيش حاجه تستحق الحزن ابدا لان كله بيعدى

 

التفتت نورهان نحو صوت عيسي وامسكت المنديل تجفف دمعاتها وتحاول ان تظبط من شكلها قليلاً بعشوائية،تابع عيسي

 

_بصّى انا معرفكيش ، بس انا لاحظتك بتعيطى بعيد ف شئ الهى خلانى اقرب ناحيتك وبعدين فيكِ شبه من العروسة وو

_انا اختها التوأم

 

رفع عيسي حاجبيه ونظر نحو روان التى كادت تهد الارض رقصا هى وفارس وعاد بنظره الى نورهان تلك الملاك الباكى واردف

_التوأم!!! ازاى كدا 

ابتسمت نورهان رغماً عنها وهى تجفف دمعاتها ف اردف عيسي

_كويس انك ضحكتِ ،بتعيطى عشان اختك هتتجوز ولا فيه سبب تانى 

 

ركزت نورهان بمقلتيها الى عيناه ولاول مرة تتحدث نورهان بتلقائية الى غريب هكذا

_بعيط قلبي موجوع ومش قادرة اشيل واكتم اكتر من كدا ،فجيت ع جنب بعيد عن الناس عشان مبوظش الفرح بس..

 

تمزق قلبه! يا الله ...من هذه المخلوقه ومن اين اتت ووقعت بطريقه ...اراد عيسي فك توترها وضغطهغ فمد يده بمصافحتها 

 

_عيسي العشماوى ،مخرج 

 

ابتسمت نورهان وقامت بمصافحته قائله

_نورهان عبدالحافظ ..مُعيدة فالكلي  بتاعت روان وزميلة فارس خطيبها 

_اهلا وسهلا ،اتشرفت يا دكتورة

_الشرف ليا يا استاذ عيسي 

 

نظر عيسي بجانبه على صحنه المُعد وقد نادته معدته تستغيث جوعاً ف اردف اليها بشئ من المرح كعادته 

_طيب انا مبسوط انى اتعرفت على الجزء التانى من روان الل مالوش دعوة بيها خالص 

 

ضحكت نورهان فابتسم عيسي واردف

_ثانياً بقا انا جعان جدا وممكن تلحقونى بمية بسكر بعد كدا ف انا هروح اكل بقا عصافير بطنى ماتت اكلينيكا

 

قهقهت نورهان عالياً ف ابتسم عيسي وتابع

 

_ضحكتك خسارة تدارى فشوية عياط بيكبروا الواحد عالفاضى...الوجع الل بتعيطِ عشانه دلوقت دا خير ربنا عاوزه بس انتِ الل مش فاهمه ..انا همشى بقا

 

اومأت نورهان وعلى وجهها ابتسامتها فعاد بظهره عيسي ثانية واردف

_اوعى تعيطِ تانى ، انا اول مرة اشوفك وانا مش بعاكس ...عيونك حلوة واتخلقت عشان تضحك ..اعرفى قيمتك واضحكِ اتفقنا 

 

تركها وانصرف ف نادته بلهفه

_استاذ عيسي ...ممكن رقم تليفونك!

 

___

_شايف اليوم جامد زوحليقه ازاى يابيبي 

نظر فارس الى روان مبتهجاً واردف

_متخيله مش عارف اتعود على بيبى منك ي رونى ،لسه فودانى يا دكتور 

 

ضحكت بشده واردفت وهى تتحدث ب انوثه استطاعت بها اغواء قلبه العاطش

_ماهو شوية بيبي ،وشوية يا دكتور،وشوية حبيبي،وشوية فاروستى وكدزة

_كدزة

_ايوا كدزة

_الطلاب مستغربين شكلى ع فكره

_لاء طبعا دول متغاظين منك حماده وبكره يقلدوك 

نظر فارس الى روان وعيناه مشطت جسدها كله العارى فيه قبل المغطى واردف 

_هما من ناحية انهم متغاظين ف هما مفروسين مش متغاظين بس 

 

ضحكت روان ضحكه رقيعه عاليه تنظر نورهان إليها من بعيد وعلى يمين نورهان ينظر لها عيسي وهى يتناول طعامه مردفاً الى زين

_ياخى الدنيا دى غريبة اوى 

 

انتبه زين له فقال

_على ايه

_هقولك اما نروح ...تاكل

_حلو الاكل؟

 

امتعص عيسي واردف

_م قولتلك اعملك طبق معايا ..

_لاء خلاص كُل انت بالهنا والشفا 

 

صمتا الاثنين ،ف اردف زين الى عيسي وهو ينظر الى روان ب ازدراء

_هو خطيبها دا مش غيران عليها ؟ دا لحمها كله بره 

اردف عيسي وفمه ممتلئ

_ياسيدى ،خللى الشعب يعيش

_يعيش ايه دى هتبقا مراته ،ديوث يعنى دا ولا ايه مش فاهم 

_ديوث ولا حجش احنا جايين ننبسط مش جايين نتعين حكّام الماتش الدولى بين لحم العروسة الل خارج برة وبين اخلاقيات العريس المعدومه 

 

صمت عيسي قليلا ومن ثم اردف 

_وبعدين انت من طبقه راقيه يعنى يا زوووز،وعندكم اللبس دا عادى

 

انتفض زين ونظر ناحية عيسي

_لاء طبعا مين قال كدا ، فكل حته فيه الوحش والحلو ...طبقه راقية طبقه متوسطه كله زى بعض

 

صمت ثوان واردف مدافعاً عما قاله عيسي

_على فكره بقا ، اميرة كان لبسها كويس جدا رغم انها دلوعتى انا وعمى بس كانت عارفه تعمل ايه الصح والغلط 

_حلوة ياض دلوعتى انا وعمى دى ...عجبتنى ،دخلت مزاجى 

 

غمز عيسي ب احدى عينيه ل زين ،فابتسم زين وتذكر شيئا مستحيل نسيانه 

*عودة الى الماضى*

 

على حافة حمام السباحة بمنتجع كبير الاسم والمكانه ،كان يقضى زين برفقه عمه واميرة اجازة فاصله عن عملهم والانصهار به واخذ قسط بسيط من الراحه .

كان يجلس والد اميرة يتصفح الجرائد كعادته ...وزين بجانبه مرتدياً نظارته الشمسية وملابس السباحه ممد جذعه على المقعد الخشبي امام المياه .

خرجت اميرة من الجناح المخصص لهم بالمنتج ترتدى_مايوه_قطعتين معروف ب اسم_البكينى_ وكانت هذه اول مرة ..غير مُعتاد من اميرة ارتداؤه من قبل 

نظر زين خلفه ف رآها ،اشتعل به الغيظ ونهض مسرعاً وادخلها ثانيه واغلق الباب الزجاجى 

_ايه الزفت الل انتِ لابساه دا

_ايه يا زين مايوه فيه ايه

_فيه ايه ،القرف دا تقلعيه حالا فاهمه دا لو مش عاوزه اننا نروح دلوقت وحالا 

 

نظرت اليه بتحدِ واردفت بشئ من القوة

_مش من حقك!

 

تلعثم زين واردف

_ايه الل مش من حقى،انتِ لابساه عشان تغيظينى يا اميرة صح

_زين ...مش من حقك كل الل انت عامله دا

 

شعر زين بالغضب ووضع يده على جذعها العارى ليرجها فى مكانها

_لاء بقا من حقى وهيفضل من حقى 

 

ابتسمت أميرة بهدوء وابعدت يده عنها واردفت ساخره

_مبقاش من حقك تقول ،ولا حتى لمستك دى ...ولا يحق ليا انا المسك زى الاول

 

وضعت يدها على صدره المتناثر عليه الشعيرات الكثيرة تكاد تغطيه بالكامل ،انتفض قلبه وشعر زين بالرغبة فيها فى هذه اللحظة واخذ صدره يعلو ويهبط واردف بعدما اقترب إليها

 

_اميرة متعاندنيش

_مش عناد ،دا امر واقع ودا الل لازم يحصل 

 

تركته وترجلت للخارج وقفزت بالماء وكأن بالفعل تبرهن له كلماتها ،ليس له سلطه عليها بعد الآن.

___

_حتى لو مُعجبه بيه ، عارفه انه غصب عنى ومكنتش اقصد ...مينفعش يانشوان

احنا خدنا قرار على نفسنا وقلبنا ،مبدأك الل هتفضلى عايشة عليه 

انك لبنتك وبس ...مفيش راجل هيدخل قلبك ولا حياتك ولو كان غصب عنك

انفضى قلبك وارجعى زى م كنتِ،خليها نقطه قوتك انك لوحدك ومش متعلقه بحد ولا بحاجه

 

_ماما...كعانه

 

ابتسمت نشوان وحملت ماريا وهى تعد الطعام بمنزل عمتها ببلدتها فى يومين الإجازة ، واردفت الى طفلتها

_خمس دقايق ياعيون ماما والاكل يجهز 

 

صوت فتح باب المنزل واغلاقه ،كان مهدى ف تسللت رائحه الطعام الذكية الى انفه ف اردف متهلله اساريره

_ايه ياما الروايح دى ،متقوليش انك الل عامله الاكل دا 

 

ضحكت والدة مهدى واردفت إليه

_بقا مش عارف تميز ؟

عقد مهدى حاجبيه واردف

_اميز ايه؟

 

خرجت نشوان خارج المطبخ وابتسمت لاول مرة منذ عهد الى مهدى واردفت

_ازيك ي مهدى

 

ابتسم قلبه قبل عيناه لها ،وهم ب حمل ماريا واردف وصوته تختلج به نبرات الفرح

_حمدلله عالسلامه يانشوان

 

تدخلت الام وهو ينظر لنشوان بسيل من الهيام والغرام 

_نشوان عملت حته عشا، اشترت وطبخت كل الاكل الل تحبه ماريا وابوك وانا وانت 

 

تعجب مهدى ونظر لوالدته ونظر لنشوان 

_وانا كمان!

 

اردفت نشوان بهدوء

_ياسلام! وانت كمان طبعا

 

قبل ماريا بوجنتها وهو ناظر الى نشوان واردف مصوب عينه لعيناها

_حمدلله عالسلامه ي وجع قلبي كله ..

 

سمعته نشوان ف دلفت الى المطبخ تتصنع حِجتها مراقبه الطعام ، تعلم بعشق مهدى لها حد الجنون

ولكنه شخص غير مؤهل لها ولمسؤليه طفلتها ،، ادركت ايضا من احدهم ذاك المخرج التليفزيونى ب أنه شغفه نحوها يقوده إلى الرباط الشرعى ولكنها رفضت!

طريقه غير طريقها وقلبها لم يتعرف إليه برغم انه صاحب الفضل عليها حاليا ولكنها غير مُجبرة على قبول دعوته للزواج من باب رد الجميل!

اما عن زين ...مجهولها الذى لا تعلمه وتتهرب بعيداً كى لاتعلمه ولا تواجهه بيوم من الايام ..

 

كانت شاردة دلف اليها مهدى مبتسم ويردف لها

_هستحمى والبس لبس نضيف وانهاردة السجاير مش هتدخل بوقى خالص وانا فالبيت وانتو هنا

بس ترضى عنى ..

 

قالها وهرول بعيداً ك طفل يخبر امه ب انه سيذاكر كى يلفت انتباهها اليه بنجاحه البعيد ويخاف رد الفعل ككل مرة !

اما عنها ف جميعنا نخفي بداخلنا مواقف مؤلمة لانتحدث بها ابداً نحاول نسيانها نبتعد عن أماكنها وربما أحيانا نتغير على أشخاص لأنهم جزء منها.

__

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

793 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع