آخر الموثقات

  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  • راقي بأخلاقي 
  • من دون سبب..
  • لحظات آنيه..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. العشق..وقليل منه يَكفى  .. الفصل 26

الفصل السادس والعشرون

 

                   «قدر وحان وقته!»

كانت ترتشف قهوتها إثر جلوسها بمقهى "ذا براس" ب_دُبي_ يتحدثون ان هناك تحتسى افضل والذ قهوة ممكن ان تتذوقها ب حياتك ..

 

_أنا شوفتك من بعيد وقولت اتحقق انتِ ولا مش انتِ ، بس طلعتِ انتِ ،اميرة!

نفس الخطفه الل اتخطفتها وقت م شوفتك أول مرة ..

 

رفعت اميرة عيناها عن الكتاب لل تتسع حدقتيها وتصمت تماما عن الرد ..

_إيه مُتفاجئه ولا مصدومه ولا مش متوقع تشوفينى ؟!

 

اعتدلت أميرة فى جلستها وتركت الكتاب جانباً وتحدثت بجدية 

_التلاته ..التلاته يا نائل 

 

ابتسم ذاك الغريب وأردف مُشيراً إلى الكتاب والقهوة ،علامات مُميزة تدل من بعيد على أميرة السُلطان 

_هتفضلى محبوسة جوا جدران رواياتك بتدورى على فارس احلامك الل شبه ابطالك الل بتقرى عنهم ،ومش هتلاقيه يا أميرة ..ملاقتيهوش ف أحمد ولا زين ! 

 

زفرت أميرة ب عمق بعدما رفرفت ب أهدابها عدة وقالت 

_ عاوز ايه يا نائل ، أكيد مش صُدفه بعد المُدة دى كُلها متقابلناش ،جاى تقولى الكلمتين دول 

 

هنا اقترب نائل من مجلسها وتحدث وعيناه صوب عيناها واأردف بعينان تتحدث شوقاً

_انا عايش على آخر مرة اتقابلنا فيها يا أميرة 

 

شعرت أميرة بالارتباك ، بدا هذا واضحاً حينما ارتجف ثغرها قليلاً وتوترت حركة أصابعها ومن ثم أردفت إليه

 

_نائل ، بليز تنسى آخر مرة اتقابلنا فيها والل حصل وقتها ،لأن انا نفسي مش مبسوطه باللى حصل وتناسيته وتخطيته كمان 

 

نظر نائل لاسفل ومن ثم نظر إليها 

_انا عارف ان كونك كُنتِ وقتها ست متجوزة ...ومش متجوزة اى حد ابن عمك وحبيب عُمرك ، وتبقى فحضنى وتقضى ليلة كاملة معايا دى حاجه مش ساهلة

بس بالنسبة لى كان احلى وأجمل وقت عيشته فحياتى ، عارفه ليه ؟

 

نظرت أميرة إليه وهى تحاول تهدأ من سرعه انفاسها ومن فوران اعصابها اثر مايقوله لها واخبارها بماضى لايعلم اى شخص عنه شيئاً..حتى زين !

 

_عشان وقتها مَكنتيش ف وعيك ، سهرانين كُلنا ..انا وانتِ واختى وصحباتك واصحابنا كلهم 

شربتِ..سكرتِ..طلعتك اوضتك وحصل الل حصل !

فاكرة حصل ازاى يا أميرة؟! 

 

أمسكت أميرة الكتاب وقالت وهى تحاول تجاهله 

_مش فاكرة يا نائل 

 

امسك نائل الكتاب وابعده ثانية وقال ب ثقه

_افتكرى معايا الل اتخطتيه ، طبعا صعب تصدقى ان فيه حد بيتنفس عشقك اكتر من زين ابن عمك 

وانك فحضنه استسلمتى وحسيتى بكل معنى للسعادة والنشوى 

يومها كنتِ بترددى إسمه وانتِ فحضنه ، اختى الل هى صاحبتك كانت قايالالى انكم تقريبا مفيش اى علاقه زوجية بينكم رغم كُل الحب دا 

كنتِ عطشانه اوى يا أميرة ...كنتِ عطشانه حب، وانا كُنت عطشانك سنين طويله 

بحبك من ورا قصرك الإزاز ، وم صدقت حسيتِ ب أمان حضنى واديتك ومبخلتش ابدا يا اميرة 

 

ترقرقت دمعه داخل مقلتى اميرة ، ف هم نائل ب مسحها ب منديلا وجلس بجانبها ب حنو وأردف 

_أميرة ، الحاجه الل انتِ مسمياها غلطه دى ...انا عايش عليها ل دلوقتِ

لو ف اى وقت حسيتِ انك بجد عاوزة تختارى صح المرة دى حد بيحبك وعاوزك من سنين بس عيونك مكانتش بتشوف إلا زين ، هتلاقينى ،نائل رهن إشارتك يا أميرة السُلطان

 

امسك كف يدها وهى تنظر له بمنتهى الاستسلام ، وقبلها من الداخل قُبله مطولة وقبل احدى وجنتيها 

واعطاها الكتاب ثانية وتركها ورحل ...ظلت تنظر ناحيته حتى هبطت دمعاتها ..

اميرة ،هناك شعور متناقض بداخلك ...خُنتِ الراوى مع حبييك زين وقُمتِ بخيانة الزين مع نائل ،ذاك الغريب شقيق صديقتك ورفيقه الجيرة منذ عدة سنوات !

 

هل تملكين اعتذارلثلاثتهم ؟! أم انك تستطيعى بكامل جمودك وقوتك أن ترى انكِ كنتِ ضحيتهم ، ضحية كانت تنتظر منهم القليل وبخلوا بعطاؤه !

كلمات "نائل" وذكراه وقعت على قلبها وعقلها صنعت به ثقوب غائرة ف هُناك ثمة كلمات لها رؤوس حادة

تُحدث ثقباً في القلب يظل نزيف جُرحه إلى أجل غير مسمى.,

__

_مستر زين ؟

_ايوة يا نجلاء 

_فيه حد برة عاوز يقابلك وبيقول اسمه حسام الدين بس واضح انها مش مقابلة شُغل

 

تعجب زين وعقد حاجبيه واردف 

_خليه يدخل ي نجلاء 

 

ولج شاب، له شارب ولحيّه خفيفتان ، على استحياء كان يقدم قدم ويؤخر الاخرى حتى وقف زين 

_اتفضل

 

نظر الشخص له وأردف خائفا

_حضرتك زين خليل السُلطان ؟

_ايوة ،اقدر اساعدك ف ايه

 

تنحنح الشاب واردف بصوت خافت 

_والدة حضرتك اسمها دولت فرج 

 

انتبه زين ف نهض من مجلسه ثانية وخلع نظارته الطبية وقال

_ايوة ..هو انت

_أنا ابن خالك ي زين ، امك بتموت وطلبت آخر حاجه تشوفك ،ممكن تيجى معايا مفيش وقت 

 

هلع زين وهرول مع الشاب من دون تفكير ، رأته نشوان وهو يخرج مسرعاً اتصلت به ولكنه لايستجيب مكالماتها، استقلا سيارة زين والشاب يروى طيلة الطريق وزين يقود ب اعلى سرعه 

 

_أمك يا زين ، اتهددت من عمك والناس الل انت منها ،ان لو لمحوها ف اى مكان او عرفتك مكانها هيقتلوك ومش هتعرف عنك حاجه ...فيكون احسن انها متعرفش عنك حاجه وتبعد عن طريقك وهما يربوك على طريقتهم الذواتى بعيد عن طريقها الجربوع 

 

نظر زين إليه متوتراً يُحدثه وهو يقود وسط زحام شوارع القاهرة

_انا دورت عليها كتير ، روحت المستشفى الل كانت بتشتغل فيها روحت مكان اقامتها المكتوب ف شهادة ميلادى عملت كل حاجه محدش كان بيرد عليا محدش قالى هى فين حرام عليهم عمرى م هسامحهم ...وهى ازاى تسمع كلامهم ، ازاى تسيبنى كُل العمر دا من غيرها 

ازاى تعمل ف أبنها الوحيد كدا  

 

_متظلمهاش يازين بيه ، كانت بتنفذ الاوامر وكانت خايفه عليك وقالت عيشتك بينهم احسن من عيشتك معاها فالفقر ، انا تعبت لحد م لاقيتك دورت فكل حته 

روحت شركه عمك وقالوا انك سيبتها من مُدة طويلة ، وسألت فمليون حته لحد م جبت مكانك من بتوع الاعلان الل طلعت فيه وعرفت مكان شغلك ...يارب نلحقها 

 

نظر زين إليه خائفه وكلماته يتساقط منها الرعب

_هى تعبانه اوى؟!

_هى على فراش الموت بقالها مدة ي زين ،وانا من يومها بدور عليك ...عشان كانت دى أمنيتها 

ومعلش هى مش عاوزة عمك يعرف بمقابلتكم ،خليها محافظة عاللى ضحت بيه من سنين ي زين 

 

تساقطت دمعه من احدى عيناه وضغط على صوت _الكلاكس_اكثر من مرة للسيارات التى امامه ويقول بعنف

_يالااااا امشوا اخلصوا بالله عليكم ،فضوا الطريييق 

 

كان ينظر له الشاب مُشفقا واردف بكلمه صنعت وجعاً بقلب زين وكأنه يخطو بقلبه فوق زجاج مكسور 

_أمى قالت روحها متعلقه بشوفتك ، متخافش ...هتشوفها وتشوفك لولا م روحها تطلع لربنا 

 

اخذ زين مسار اخر وعلى اقصى سرعة كان يقود فوق الطريق وكأنه يطير ويحلق حتى يصل لها ، محبوبته الاولى ..ومعشوقته الغائبة الحاضرة ...اول حبيبة بقلب زين ،والدته!

 

من يظن ان البُعد يقوم بمحو المحبه بالقلوب ،بل أنها تزداد حتى نستطيع من كثرة الاشتياق ان نستعير قلباً على قلباً حتى يسعه الاشتياق!

 

ولج الى المكان بسيارته ، ب هيئته الفخمه ...كانت تنظر سيدات الحارة الصغيرة إليه ويتمتن انه من المؤكد ابن السيدة دولت ابن الاثرياء ...

هناك من يتحسر لحال هذه السيدة ومنهم من تتهامس ب أذن الاخرى ب أنها كانت مُحقه ب ابعاده عن هذه البيئة من الواضح انه لايشبههم بوسامته وملابسه وطريقة تعامله ، أشار له الشاب بالطريق ل غرفه والدته 

ولج ببطئ ف وجد العديد من السيدات وهناك رجلاً يجلس عند رأسها ، من الواضح انه شقيق والدته وهذا الشاب ابنه الذى استدعاه .

 

خطوة والثانية والثالثة ، جثى على ركبتيه امام فراشها وهى مغضمه العينين تتألم من أوجاعها فقال بصوت حزين يشوبه البُكاء ومسح على رأسها وأردف

 

_أُمى!

سمعت صوته!! استيقظ قلبها...حبيبك هُنا ، طفل احشائك ...اول قصة حب احتضنتها ..هى أرضه الاولى التى اتى منها وبنهايته يعود إليها ..ببطئ التفتت ب رأسها له وقالت بفرحه مُتعبه

 

_زين !! زين ابنى حبيبى 

 

وسط نحيب وبُكاء من كل من كان حاضر المشهد ، كان يبكى زين لأول مرة بهذا الاحتراق ويقبل يداها ورأسها وكل منطقه بها ويعانقها وهى ممدة على فراشها ..وظلّا على عناقهما لبعضهما البعض 

حتى تفوه زين بصعوبة من وسط بُكاءه 

 

_أمى ، مش هسيبك تانى ...ماشى انا سيبت كل حاجه ومش عايز منهم حاجه

ومتخافيش من اى حاجه مش هيقدروا يعملوا لك حاجه ولا يعملولى 

هتقومى معايا ،هتدخلى مستشفى كويسة وهكون جنبك ومش هسيبك تانى 

 

ابتلعت السيدة ريقها بصعوبة ، وقالت والوهن كاد يفتك بها وبجسدها الضعيف

_خلاص يا زين ،انا خدت نصيبي من الدنيا ،،انا بحمد ربنا انى شوفتك قبل م اقابل رب كريم 

انا بحب ربنا أوى ...كنت بتمناها ..كنت بتمناها فكل صلاة اشوفك يا حبيبي وقلبي يرتوى بشوفتك واشم ريحتك واتنفس نفسك يا زين 

 

يحاول زين مسح دمعاته واردف لها يدعى القوة أمامها

_قومى معايا ، قومى كُل حاجه هتبقى كويسة ان شاء الله ...مش هسيبك تانى

 

ابتسمت السيدة واصبح وجهها ملائكى مُشرق وهدأ انينها من الاوجاع ب جسدها وقالت بهدوء

_بقولك خدت نصيبي يا حبيبي ، وانا راضيه يانورعين أمك ..خد بالك من نفسك يا زين

ومتخافش من اى حاجه ..دعواتى محاوطاك كانت طول مانا عايشة وهتفضل محاوطاك حتى بعد م أموت 

 

سكنت!! صمتت ...تعلقت نظرتها ب وجهه مُبتسمه وشهقت شهقه خروج الروح وظلت على سكونها!

بكل وجع صار به ، بكل الم تحمله طيلة سنوات عمره ..بكل فرقة ووحشه وعذاب

بكل كسره روح وقلب ..بكل غصة ظلت بحلقومه 

ب اعلى ما اوتى من صوت امال بجذعه على صدرها ممسك بيديها واردف

 

_أومااااااااااااااى!! 

 

انها كلمات لسيدات قدامى العهد،ان الروح تتعلق بمن تحب حتى تخرج الى بارئها ولكنها مع مرور الوقت مُحقه .

تمت مراسم تصريح الدفن وتم دفنها وتشييع الجنازة والصلاة عليها ..ونصب السرادق لتلقى العزاء 

كان يستقبل زين بالمقدمه شاحب الوجه يرتدى الاسود وفى يومان تتناثر الشعيرات الصغيرة ب ذقنه وشاربه 

بشكل عشوائى ..يقف بجانب أناس لا يعرفونه ولا يعرفهم ولكنهم يظلّوا احباء وجيران والدته ..ف أصبح منهم بالطبع.

 

ب خطوات متثاقله ، دنت من زين ومد يده مع قوله

_البقاء لله ي زين 

 

نظر زين لأعلى ليجده عيسي ، قام بعناقه بقوه وهو يبكى بصوت حتى انتبهوا من حوله ..لاحت دمعه ب عين عيسي تأبي الهبوط من اثر الموقف واردف

 

_شد حيلك ..شد يا زين ، ربنا بيحبك شوفتها واتطمنت عليها ووقفت على غُسلها ودفنتها واديك اهو فعزاها

احسن م كنت فضلت العمر كله لاةتعرف عنها حاجه وبتحلم بيها كل يوم زى م كان بيحصلك 

 

أردف زين شارداً تماماً ينظر فى الفضاء أمامه وكلماته حزينه وصوته متهدج

_قلبي اتوجع بعد م لاقيتها وحسيت بحضنها ،، ملحقتش اشبع منها ملحقتش حتى اقعد معاها اشوفها بتحب ايه بتكره ايه ملحقتش احس ب اى حاجه 

 

_الله يرحمها يا زين

_عمرى م هسامحهم ،لو كنت أتجاهلت الل عملوه فيا ف عمرى م هسامحهم عالوجع الل حسيته فكلامها فالكام دقيقه الل شوفتها فيهم ...انا فعلا بكرههم 

 

_أهم خلاص غارو فداهية ..خليك انت بس فطريقك لحياتك بعيد عنهم وارميهم ورا ضهرك ،ببنتهم دى كمان الل معرفتش تقدرك

 

تنهد زين ب حزن ف أردف عيسي بعدماربت  على كتف زين واردف

_من ساعه م قريبك كلمنى وانا كنت عاوز اجيلك بس قولت يمكن حابب يكون وحده ، بس بصراحه اتصلت بيه وقالى الخبر وقولت مش هينفع اسيبك وحدك .د انت الزوز 

 

نظر زين إليه نظره معاتبه

_انا آسف عاللى قولته اخر مرة على نشوان ، انا بس كنت موجوع من نور وكنت بخبط ف اى حاجه 

هى ست كويسة وانا الل مفهمتش وقتها صح 

 

هز زين رأسه ، ف رأو سيارة تأتى من بعيد حتى وقفت امام السرداق وهبط منها كل موظفى الشركه سيدات ورجال التى يعمل بها زين حتى العاملين ..

 

تعجب زين ف أردف عيسي

_كلمونى وادتهم العنوان ، الناس كلها عاوزة تكون جمبك ...انت مش وحدك ي زين 

 

قام ب احتضانه ف اقترب منه الرجال يقوموا بتعزيته ...حتى اقتربت نشوان ووضعت يدها ب خمارها وصافحت زين بحزن

 

_البقاء لله يا زين ...هى فى مكان احسن دلوقت 

_سبحان من له الدوام 

 

دلف السيدات بالداخل الى مكان عزاء السيدات، وجلس الرجال بالعزاء يستمعون إلى القرآن الكريم.

انتهى العزاء ، ف خرجت نشوان وقامت بمناداة عيسي وزين سويا 

بعيداً عن الجمع وأردفت 

 

_انا عارفه انه مش وقته ، بس دا موضوعى ولازم اوضح فيه حاجه ل استاذ عيسي

 

_مش وقته يا نشوان 

 

قالها زين ف صممت نشوان على التحدث

_معلش يا زين ، استاذ عيسي غلط فحقى وانا لازم اوضحله لأن بسببه انا وانت يا زين حصل بينا شرخ فعلاقتنا 

 

تدخل عيسي قائلاً

_انا آسف يا مدام نشوان ، انا فعلا وقتها كنت عصبي وكنت بمر ب اصعب اوقات حياتى 

_استاذ عيسي ، انا عمرى م هنكر فضلك بعد ربنا عليا فالشغل وفمعرفتى ب زين ..بس انت لما طلبتنى انا رفضت نهائى لأن أولا طريق حضرتك غير طريقى خالص 

زائد ان فعلا بحسك اخ ليا ومعرفش اشوفك زوج 

وبالنسبة لزين ف انا موافقتش بين يوم وليلة عشان هو صيدة احسن واكبر ،انا كنت رافضه باب الارتباط برضو وتقدر تسأله 

بس دا نصيب وحصل ،وعلى كل حال انا رفضت علاقتك بيا ك زوج لكن هحب لو فضلت علاقة الاخوية 

عالاقل لا انا ولا زين عندنا اخوات ...ومش هيكون عندنا اخوات اصدق وافضل من حضرتك 

 

صمت عيسي وظل زين على نظرته لاسفل قدميه ف قال عيسي يشعر بالخجل من نفسه مما قالت

_لا ماشاء الله عليكِ ، انا مش عارف ارد يعنى جبتينى أرض ارض بصراحه ...متأسف مرة تانيه وانتِ فعلا اختى واتشرف وان شاء الله بعد م تنتهى الظروف عند زين محدش هيطلب ايدك له غيرى 

ومحدش هيزيط فرحكم غيرى برضو ...

 

نظر عيسي ناحية زين وأردف

_لأن زين دا انتِ متعرفيش هو عندى إيه 

 

ابتسم زين واردفت نشوان

_طيب انا كدا وصلت وجهة نظرى ، انا همشى مع جماعة الشركه بقا وابقى طمنى عليك يا زين لما اتصل بيك 

 

رحلت نشوان وظل عيسي بجانب زين لا يتركه ،فقد تعاهدا على السير معاً حتى وان اظلم الطريق أناره ضوء قلوبهم الصافيه .

 

__

فلا تسألني عن حَالي، فحالي من حَال قلبِي ؛ وحالُ قلبِي من حالك.!

بِ مفتاح شقته الخاص،كان يفتح صالح الباب ويلج الى شقته بعد يوم طويل ملئ بالتفكير والاحداث والامور الشاقة، ل يجدها أمامه ترتدى ملابس نومها وتجلس أمام التلفاز ب بهو الشقه الصغير

 

_هدير؟!

 

نهضت هدير من مكانها واقتربت ناحيته بخطوات هادئه 

_مفاجأة وحشه وللا إيه؟

 

لامست رأسه وذقنه وشاربه ب أصابعها الطويلة الجميله وقالت وهى تحدق بعيناه 

_وحشتنى اوى يا صالوحتى 

 

نظر صالح إليها بعمق شوقه لها ومن ثم تهرب من عناقها وجلس الى اقرب مقعد ، شعرت هدير بالاحراج فضحكت ب سخرية وقالت له 

_انت مش طايقنى خالص بقا ؟!

_هدير ...هدير انا حاولت اتأقلم على فكرتك بس بصراحه مش هقدر ..انتِ كنتِ بتحاولى تلقطينى بالطُعم بتاعك دا وقولتِ تاخدينى على هوايا لحد م اجيلك برجلى للى عاوزاه 

 

_بس..

نظر صالح إليها متعجباً وأردف 

_بس إيه؟

 

ابتلعت هدير ريقها واردفت بثقتها كعهدها

_ماهى كل المقدمات الامورة الل انت قولتها دى بييجى بعدها بس ...بس ايه بقا 

 

نهض صالح من مكانه يحاول التهرب من عيناها ، وذهب نحو المُبرد الكهربائى اخرج زجاجه مياه وشرب منها وعاد ثانية يجلس أمام هدير

 

_هدير انا حبيتك..وعشقتك مبقتش عارف استغنى عن وجودك ومبقتش عارف اتأقلم على حياتى الاولانية قبل م تيجى بس الل بتقوليه وطلبتيه كان صعب عليا اوى 

 

هنا خرجت هدير عن كظم غيظها واردفت بصوتها العالى 

_ايه الل طلبته عمل مُشكله عندك ؟! انا عاوزة بيت طبيعى زى كُل البيوت ،عاوزة جوازة طبيعيه ابقا انا وحبيبي تحت سقف بيت واحد ونعمل برضو كُل الجنان مش هنبقا روتنين ياصالح ولا هخنقك 

انت ليه خايف؟

 

ارتعشت مقلتيه وهو يحدثها وأردف بنبرة حزينه إليها

_خايف عشان شوفت امى وابويا ، وشوفت تجربتى انا الاولانية ..واكيد انتِ كمان طالعه من تجربة منيله اكتر منى ب 600نيلة 

 

ضحكت هدير ب سخرية منه وجلست القرفصاء على الأريكة وقالت وهى تلوح بيدها

_لا يا حبيبي ،انا مكانش عندى تجربة اصلا ، انا كان عندى جرح كبيييير اسمه ماما وبابا 

تحب تسمع الحكاية؟!

اقولك ، كان عندى ام دينها مش على دين ابويا ..مسيحيه ،شافها عمك فؤاد ابويا 

اتلوح ، فضل وراها لحد م عصت اهلها واتجوزته ..وخلفتنى 

تمام !

لحد هنا تمام ...مريم الل هى أمى كانت فاكرة ان فؤاد دا من غلط بقية الرجالة معصوم

لكن مكانتش تعرف ان محدش يآمن لجنس راجل ولا يديله قلب ولا إحساس لأنه ميستاهلش

ابويا كان راجل مزواج ..اتجوز بعدها ٣تانيين ،اهل أمى طلقوها منه بالمحكمه 

بعد م واحدة من ستاته الل قبل اكى رفعت عليه قضايا واتحكم لها فيها واتحبس وهرب ..

 

صمتت وضحكت بشدة واكملت

_قصة مُشرفه صح! اهو انا ابويا دا موعاش عليه ...اوعى على مصايبه وفضايحه بس 

وامى خدوها اهلها ومن حزنها على فراقى ماتت

 

هبطت دمعه من احدى مقلتيها واكملت بكامل قوتها وكبريائها كعهدها 

_عمتى مقدرتش على حملى ومراعتش الدم وصلى الرحم واعتبرتنى واحدة من ولادها

شغلتنى خدامه ...كنت بخدم فبيت خيرى الل قابلنا فالنايت كلوب 

كنت بمسح واغسل واكنس واروق ،واذاكر واحوش واحافظ على نفسى يا صالح

وممرضة ومُسعفه وكل الل يحبه قلبك ،ولما كنت الاقى شغل جنب شغلى فخدمة البيت كنت اعمله وانا الل فسنى بيستنى الشيكولاته قبل م ينام وبينام فحضن مامته على حدوتة قبل النوم ! 

 

كان ينظر له صالح وقلبه يتمزق ف اكلمت هى دون النظر له

_اتعلمت وكنت شاطرة برغم كل دا ، كتييير كانوا بيحاولوا معايا فاكرينى عشان الل طلعت فيه هبقا رخيصه

لكن حجود الناس والأيام علمونى ادى اى حد بالجزمة لو عدى حدوده معايا وابقا بنت بميت راجل مدام ماليش سند 

 

خلصت ثانوية عامه ودخلت كلية ارشاد سياحي ..يمكن دى الحاجه الوحيدة الل استفدت بيها من بيت خيرى الل كنت بخدم فيه ، عرفونى ان فيه شركه طيران عامله اعلان وامتحان وقدمت واتقبلت وبقيت مضيفه وبقيت زميلتك !

حطيت القرش عالقرش عشان يبقالى ضهر ومحتاجش لحد ،وعملت قلب من حديد محدش يقدر يخترقه لحد م قابلتك ي صالح ...من اول يوم حبيتك ويمكن كانت دى غلطتى الوحيدة فالدنيا 

 

صمت الاثنان ، اخذ يهز صالح رأسه وبداخله يردد أنه لن يحصل ابداً على شيء كامل، سيحصل على أشياء ناقصة تكتمل برضاه..

 

نهض من مجلسه وعانقها بشدة كادت عظامها تتهشم ويسمع صوتها حتى بادلته هى عناق حاااار الاخرى ..ومن ثم نظر لعيناها بعمق وقبلها قبله طوييلة افرغ بها شُحنه احتياجه لها طيلة الفترة الماضية ومن ثم أردف

 

_وبرغم انى محبتش غيرك ياهدير ،وبرغم كُل الل قولتيه ..انا خايف ومش هقدر 

 

صمتت هدير تنظر لكلتا عيناه فى حركه عشوائية' كانت ليس بحسابانها ردة فعله هذه ابداً!

 

ابتعدت عنه ورفعت انفها فى كبرياء وأردفت له

_بمعنى؟

 

تنحنح صالح ونظر لها وقال

_إنتِ طالق ي هدير 

 

صفقت بكلتا يديها ك طير مذبوح يتراقص من شدة الالم وقالت

_على هامش كلامنا بقا،انا اتوقعت ان فيه معجزة ممكن تحصل ونفضل سوا 

بس انت فضلت البُعد ...ف مبروك!

 

تركته ودلفت الى الداخل وارتدت ملابسها وتركته هو وظنونه ومخاوفه وحملت كُل م كانت تحمله بقلبها له وقذفت به بعيداً بلا رجعة ف أحياناً رحيلهم يجعلنا نعيد إكتشاف أنفسنا و اكتشاف الأشياء من حولنا، و اكتشاف أنهم ليسوا آخر المشوار و لا آخر الأحساس و لا آخر الأحلام.

 

__

على لافته كبيرة ب اول الجامعة كان مدون بها آلاتى ..

"اعلان هام ..تم فصل الطالبة روان عبدالحافظ ذكرى نهائيا من الدراسة بكلية التجارة وايقاف المُعيدة نورهان عبدالحافظ ذكرى عن العمل وتحويلها الى التحقيق "

 

كان يقف الطلاب يقرأوا ماحدث ويتهامسون منهم من حزن لما حدث للفتاتان ومنهم من اخذته الشماته بهم ،ومنهم من كان حديثه الجانبي يؤخذ فى الإعتبار 

 

_مبسوطه كدا ؟! مبسوطه من الل حصل دا ،يعنى مش بس فضحتى روان لاء وكمان اتأذت من تحت راسك بزيادة هى ودكتورة نور واتفصلوا الله يخربيتك 

 

ضحكت الفتاة ضحكة عاليه وجلست على سور صغير بالجامعة وقالت

_ياماما فارس دا بتاعى انا ، ميروحش يخطب المعقدة دى ويسيبها ويخطب اختها الل مالهاش حاكم ، كان لازم اشفى غليلى منهم ..واعمل اى حاجه ..دا اتشل وهما ولا ع بالهم الست رونى رمتله الدبله وباى باى 

 

_فارس دا مش استاذ فجامعه،دا واحد حقير وكان بيستخدمكم كلكم سِلعة عشان تحققوا مزاجه وسعادة حضرته

 

_لاء كان بيحبنى ، وع فكرة بعتلى فيديو الزفته روان وبعدها عمل الحادثة يعنى كان ناوى يورينى اد اية بيستهبلها وواخدها على اد عقلها لكن كان هيرجعلى وهيسيبها ويتجوزنى انا 

 

استهزأت منها زميلتها واردفت ساخرة

_وانتِ بقا كنتِ بتصوريله نفسك زى الست روان ؟

_فشر يا حبيبتي،اومال هو هيموت عليا ليه ...انا مبدوقش انا بخليه يوصل للمأذون وبعدها يطلب زى ماهو عاوز 

 

دنت زميلتها تتحدث لها بنبرة يشوبها الكيد 

_ع فكرة زى  م بعتلك فيديو روان ،وصورالبنات التانيين اكسد كان بياخد كلامك لغيرك مدام هو وسخ كدا 

وعلى فكرة الل بيفضح حد ربنا بيهتك ستره دنيا وآخره دا غير انك فضحتيهم ، انتهى مستقبلهم 

ياعالم اخرتك شكلها ايه ياشيخه 

 

تركتها ورحلت بعيداً ومن ثم خرجت خارج الجامعة وقامت بالاتصال ب نورهان من هاتف ب محل بقالة صغير واخبرتها بكل شئ ولكنها لم تفصح عن هوية او اسم الطالبة زميلتها التى فعلت هذا ولكنها أرادت ان تعلم روان ان لاتضع ثقتها ب احد مرة اخرى لانها كانت من صديقاتها المقربين ..

 

انتهت المكالمه ودلفت لطيفه الى نورهان 

_فيه ايه يانور؟

_فصلوا روان وانا وقفونى ومتحولة للتحقيق ..

 

نهضت نورهان ناحية غرفه روان ل تجدها تستعد الى بث مباشر جديد لها ولكنها ترتدى ملابس اكثرحِشمه عما قبل وقد جدلت شعرها بجديلة وهذا غير مسبوق ل روان ووجهها خالِ من اى مساحيق التجميل

 

_انتِ رايحه تعملى لايف ومش حاسة بالمصايب طبعا

 

نظرت روان ب انكسار الى نورهان واردفت ب صوت يشوبه الخذلان

 

_عرفت كل حاجه يا نور

_وعرفتِ مين الل سرب الفيديو بتاعك؟

 

انتبهت روان واردفت

_مين

_واحدة من الزبالة اصحابك،وكان ماشى معاها سى فارس وبعتلها الفيديو بتاعك وكان مصاحب عليها عشرة وياعالم كان بيعمل ايه تانى مستنقع الارف دا 

 

ربتت لطيفه على كتف روان بحنان وقالت

_الحمدلله اننا عرفناه على حقيقته وعرفنا حقيقة الفيديو بتاعك

 

تعجبت نورهان وقالت

_ومستقبلها الل ضاع ياماما والقرف والعار الل راكبنا 

_هخلصكم منه دلوقت ي نور

 

عقدت نورهان ذراعيها ووقفت خلف روان ، ضغطت روان زر فتح الكاميرا واصبحت مُباشرة صوت وصوره امام معجبينها ومتابعينها 

 

منذ الحادث وهى غائبة عن وسطها تدفن رأسها بالرمال ك النعام تتلقى الصفعه تلو الاخرى ،ولكن اليوم أرادت ان لا تصبح ثانية تحت رحمه أحد او تخشى نظرة أحد 

 

_هاااى ...انا رونى حافظ ..او روان عبدالحافظ ، ايوة انا صاحبة الفيديو الل برقص فيه عريانه 

لخطيبي السابق استاذ الجامعة ، الل كان عامل منى ومن زميلاتى وياترى مين كمان غيرنا 

مصيدة وحقل تجارب لملذاته 

 

ضحكت بخفوت وألم واكملت

_بتكلم زى العاقلين صح!! ايوة انا عقلت وكبرت عشرين سنه على عمرى 

انا بعترف انى كنت غلطانه ومسمعتش كلام اختى ..كنت ماشية ورا شعار متخلف ان لازم الواحد يسعد نفسه وميستناش السعادة من حد ..كنت حاسه ان الدنيا كلها مِلكى ومش بيهمنى حد 

انا غلطت ...وربنا الل هيحاسبنى مش انتو

مش عشان اترفع غطا سترى يبقا انتو ملايكه ،لاء انتو اوسخ منى بس ربنا ساتركم 

انا اتفصلت عن الجامعة ،واصحابي اتخلوا عنى والناس بيبصولى انا واختى وماما بصات قذرة

على فكرة هما مالهمش ذنب ،انا وبس صاحبة الذنب

وهفضل اكفر عنه طول عمرى ...تقريبا دا آخر لايف حظهرفيه 

مفيش تانى تيك توك او لايفات او رونى حافظ ، فيه روان عبدالحافظ الل اتعلمت الدرس كويس 

ومش هتعمل الغلط تانى عشان بس تسعد نفسها ثوانى تلم كوارث بقية عمرها 

انا همشى بينكم انا واختى وانا رافعه راسى 

لان كلكم شياطين وبتعملوا اضعاف غلطى ،بس انتو شياطين متدارية

فمتعايروش حد عشان ميجيش عليكم الدور 

 

هبطت دموعها ومسحتهم سريعاً واكملت

_انا بس عندى طلب لو لسه بتحبونى وعاوزينى اتصلح،اى حد ييجى قدامه الفيديو يعمل ريبورت عنه 

لحد م يتمسح ..ومن هنا رايح هكون روان تانية خالص

لأن رونى ماتت بقرفها الل فات ومش هصحيها وهبدء اعيش صح زى اى بنت بتعرف تاخد بالها من نفسها ومن تربيتها وتحافظ على شرف واسم اهلها ..

ادعولى ابطل استهتار عشان التجربة دى قسمت ضهرى حرفياً وعشان كدا طلعت وبكامل قوتى اقولكم

محدش يعمل زيي ..مهما كنت ِ بتحبيه وهو بيقولك على وعود هو كداب وانتِ متغمى عنيكِ

اوعى ترخصى نفسك لأنك غالية ،وانا فعلا اتعلمت الدرس متأخر !

 

انتهت روان وضغطت زر الانتهاء والتفتت خلفها ف وجدت نورهان تبكى وتفتح ذراعيها لها فقامت ب احتضانها بشدة ..احتضان ام ..احتضان وطن بعد غُربه، عناق ثقيل ..عناق يحمل معنى غاب عنهم مدة طويلة ولكنه عاد ,

 

#نور_إسماعيل

__

*وبعد مدة*

_ايه ياض دا ؟! 

 

دنى ذلك الشاب الغريب ذو الملابس الرثّه وقال بهمس فى اذن مهدى

_بقولك ايه متسيحش ، هما دول يابا الل الجماعه اشتروا بيهم الفلوس الهئ مئ بتاعتك 

قذف مهدى بالمبلغ المالى امامه وامسك الشاب من تلابيب ملابسه ورفعه بقوته ل يقول بصوت رخيم

 

_اسمع ياااااض، مفيش حرامى بيرول على حرامى ،قِب ببقية الفلوس لاولع ف أمك النهاردة

_هما دول والل عندك جيبه يا وحش الوحوش 

 

على وشك بدأ معركه ضارية بينهم بتراشق الكلمات البذييه والضرب ولكن تدخل البعض ف أردف الشاب الذى يتعارك مع مهدى

_هو عارف ان فلوسه الفشنك ميجيبوش اكتر من دول ، لكن عشان انهاردة خطوبة حبيب القلب الل فضلت ابو عربية ٦متر عليه وريحته الحلوة جايبة آخر الشارع عاوز يفش غِلّه فيّا 

 

_يابن الجزمة

واخذ ينهال مهدى على ذلك الشاب بالضرب صفعه تلو صفعه ولكمه خلف لكمه وكأنه بالفعل يُخرج شحنة الغضب من داخله ..من وقت م عَلم ب وجود زين بمنزلهم يتقدم لخطبة حبيسة قلبه الابدية ،نشوان .

 

وعلى الجِهة الثانية هناك،فرق كبير بين من يخوض معك حزنك بإرادته؛ كي لا تكون وحيداً لتعبرا سويا منه .. ومن ينتظرك على الضفة الأخرى؛ ليخبرك بعد أن تتعافى، أنه كان يتذكرك ويتمنى لك الخير.

كانا يجلس زين وعيسي مع عمة نشوان وزوجها بعدما نظفت نشوان المكان وصنعت بعض الحلويات وارتدت ادناء جميل الشكل مُناسب لهذة الجلسه ونظفت صغيرتها ماريا ومشطت شعرها 

_منورين يابنى والله ،وتعب الل جايبينه معاكم دا 

قالها زوج العمة ف أردف زين خجلاً 

_مفيش حاجه تقدركم ياعمى 

_احنا ندخل فالموضوع على طول لأن ع بال م هما يجاملوك وانت تقعد تلم ف ايدك وهى تتكسف يكون ضغطى انا على 

 

ضحك الجميع ف أردف عيسي

_بص بقا يابركة ، زين ابن ناس ..ابن ناس ابن ناس يعنى جزمتة دى ب الف جنيه

بس هو ساب العزوة والثروة وبدء معانا من تحت مع ان كلنا مزنوقين معرفش ايه الل جابه بس تمام يعنى 

 

قام زين بغمز عيسي واردف له مقتربا من أذنه وفال

_اتكلم جد شوية بقا الله يحرقك

_اكتر من كدا !! حاضر

 

تنحنح عيسي واكمل

_زين والده اتوفى من زمان ،ووالدته اتوفت قريب ومالوش اخوات ...مالوش غيرة احنا اصحاب واخوات والعِشرة الحلوة والمُره 

 

ربت زين على يد عيسي وقالت العمة

_لاحول ولا قوه الا بالله، البقاء لله يابنى 

_سبحان من له الدوام 

 

استطرد عيسي حديثه 

_زين كان متجوز قبل كدا ومحصلش نصيب ، وعاوز يجرب تاني مع بنت حلال تصونه وتصون بيته 

ويكون مختارها قلبه ...وهو ملاقاش احسن من الست نشوان 

 

ابتسمت نشوان بخجل تعدل من هندام وشاحها ، ف هبطت ماريا من على ساقى نشوان ل تجلس ب احضان زين ..نظرت العمة الى زوجها ف هم زوجها بالقول

 

_يابنى يزيدنا شرف ، نشوان بنت اخو ذكية مراتى وربتها هنا مع ولادى وكانت مرات ابنى مجدى الله يرحمه

وبصراحه جوهرة متتخيرش عن حضرتك الطيبون للطيبات فعلا 

 

_بس يابنى احنا على أدنا ف اصبر هى تلملم نفسها وأحنا

_طنط حضرتك انا مش عاوز غير نشوان وماريا بس ...مش عاوز حاجه تانى 

 

نظر الحميع الى بعضهم البعض ب ابتسامه ،ف هم عيسي قائلاً 

_نقرا الفاتحه بقا وخَير البِر عاجله ونحدد ميعاد كتب الكتاب خلينا نقلبهم ونشوف ناس غيرهم 

 

ضحك الجميع ف رفع زوج العمه يده يشرع فى قراءه الفاتحه والعمه ونشوان وزين وعيسي

كان ينظر لها زين مبتسماً والاخرى خجله وقد احمرت وجنتاها ، بعدما انتهوا عانق عيسي زين بحبور 

وضمت العمة نشوان إليها بفرحه وقامت العمه بفعل _الزغرودة_بصوت بسيط لكبر سنها واذ فجأة دلف مهدى

مُقطع الثياب وبوجهه دماء ومنظره كئيب للنفس ،نظر ناحيتهم ودلف الى غرفته مباشرة دون سلام ولا كلام

 

دلفت العمه خلفه ، فنظر عيسى وزين إليه مُرتعبين ومال عيسي الى زين قائلا فى همس

_مين دا

_معرفش

_انا خوفت منه ، وداخل كدا تحس انه ملك الموت يخربيت سِحنته المعفنه

_انا خوفت برضو ي عيسوى

_لا مش فال حلو يوم قراية الفاتحه نشوف التُربي دا 

 

شعرت نشوان ب أنهم يتهامسون بسبب مهدى فقالت بصوت مسموع

_دا مهدى  ابن عمتى واخو مجدى بابا ماريا الله يرحمه 

 

هز زين رأسه واردف عيسي

_ااااه مهدى ، الاسم مش ماشى مع الصورة خاالص بس بداية مُشرقه بالتفاؤل !

....

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

730 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع