هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لو قبيحة .. شبيك لبيك
  • أتعلم تكون أنانى 
  • على كتف أبي معلقة ..
  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. العشق..وقليل منه يَكفى  .. الفصل السادس 

الفصل السادس

 

                       «تشابك الخيوط»

"محدش بيعرف يواسيني، انا الل دايما اللي كنت بقع وبقوم لوحدي"

كانت تلك الكلمات تدور داخل عقل نشوان وهى تهم بتجهيز نفسها للسفر ، ف دلفت عمتهاإلى الغرفه إثر هدهدة نشوان الى طفلتها حتى تُكمل نومها..نظرت إليها العمة بتعجب وقالت

_انتِ رايحه فين الصبح بدرى كدا 

_نازلة على القاهرة ياعمتى

_رايحه تعملى ايه هناك؟

كانت نشوان تعدل من شكل وشاحها فوق رأسها جيدا وهى تردف على عجلة من أمرها

_فيه شغل شوفته على النت وهروح اقدم 

جلست السيدة إلى طرف الفراش واردفت 

_تقدمِ؟! يعنى ايه تقدمى على شوغلانه فمصر ...هتلاحقى ازاى تروحى وتيجى كل يوم وانتِ سايبه بنتك

قبلت نشوان كف يد طفلتها وحملت حقيبتها واجابت عمتها وهى تهم بالانصراف

_ماهو لو اتقبلت فى الشغل ،هاخد ماريا وادور على سكن هناك نعيش انا وهى فيه 

كان زوج عمتها قد استيقظ من نومه وسمع آخر كلماتها فقال غاضباً مما سمعه منها

_يعنى عاوزة تسيبينا وتعيشى فمصر لوحدك؟

التفتت نشوان الى الرجل وقالت بثباات

_مش لوحدى يا عمى ،معايا بنتى وفوق دا كله ربنا معايا 

_ومين هيوافقلك عالل بتقوليه دا ،ولا اكمن مهدى راقد فهتعملى الل عاوزاه ..

كانت هذه الكلمات منطلقه من العمه تصب صبا فى اذن نشوان وكأنها لعنات ،ف اردفت نشوان تحاول المحافظة على هدوءها 

_عمتى انا حرة ، ومش هعمل حاجه غلط ..ومهدى مالوش اى دخل فتصرفاتى 

هرولت العمه ناحيتها عاقدة حاجبيها وقالت بعصبيه

_يبقى عاوزة عيارك يفلت يانشوان وميبقاش ليكِ حاكم مش كدا !

_بس يا ذكية مش كدا 

قالها زوجها تهدئة للموقف ف ردت نشوان 

_عمتى ،انا متشكرة على التربية والتعليم والجواز والجهاز وكل حاجه عملتوهالى بعد وفاة ابويا وامى 

ومجدى الله يرحمه كان احسن راجل فالدنيا 

ترقرقت دمعه بعينها واكملت

_بس حظى القليل خلانى متهناش بوجوده وربنا اختاره عنده ،مشى وسابنى ارملته وعلى كتفى بنته 

يبقى جه الوقت الل تسيبونى عالاقل أمن ل ماريا  مستقبل

اردفت العمه بحزن

_وتروحى مصر وتاخدى اخر الل فاضلنا من ريحه مجدى

_محدش فالبلد عاوز يشغلنى بعد كل مشكلة طلعت بيها من كل شوغلانه وانا مش هعرف اقعد كدا

لحد م ييجى اليوم ومنلاقيش حق الدوا ولا سرير فالمستشفى زى م حصل مع مجدى!!

وكأن سهماً من نيران قد اخترق قلب السيدة عندما تفوهت نشوان بحديثها هذا ، ف اردف الرجل زوج العمه

_مجدى الله يرحمه دا كان اجله يابنتى 

_وانا ياعمى مش هقعد تانى ايدى ع خدى ،انا هنزل وهبقا اطمنكم عليا 

سلامو عليكم

رحلت ومعها امل جديد تتعلق به كى تبنى لنفسها ولطفلتها حياة كريمه بعيدة عن الخلافات والاذى والتعب النفسى..

 

#نور_إسماعيل

____

صوت كعب حذاؤها كان يدوى فى ارجاء المكان ، هدير ب علامتها المميزة الحذاء ذو الكعب الرنان 

تلف ب ارجاء المكان بمنزل قصر الاميرة وتراه وحدقتيها متسعتين انبهاراً حتى انفرجت شفتيها وقالت 

_جميل جدا ، ماشى يا مدام اميرة انا هسكن وهدفع سنه مقدم 

ابتسمت اميرة واردفت

_انسة هدير انتِ مضيفه طيران مش كدا ؟ 

_ايوة 

_طيب انتِ هتتواجدى هنا طول السنه صحيح

_اه ،عشان كدا عاوزة ادفع سنه مقدم 

_طيب الباسبور والبطاقه

ناولت هدير اياهم الى اميرة واردفت اميرة وهى تقرأ الباسبور 

_على فكرة ، انا فيه ناس كتير اترددت وجت عشان تعيش وتسكن هنا بس انا موافقتش

تعجبت هدير وقالت ب جدية

_ليه

_عشان مش اى حد بقبل واوافق انه يسكن معايا

قالتها اميرة بنبرة مقصودة ف اردفت هدير

_طب وانا نجحت فكشف الهيئة وهسكن وللا ايه ؟

رفعت اميرة احدى حاجبيها ،فسرعان م حاولت هدير تغيير طريقتها حتى تحصل على سكن فى هذا المكان الجميل بسعره البسيط هذا نسبة لباقى الفنادق او الشقق المؤجره

_بهزر معاكِ مبتهزرش يارمضان !

تبسمت وكشفت عن صفين اسنانها لاميرة ، فنظرت اميرة لاوراقها الشخصية ودونت منهم بياناتها واردفت

_ماشى يا انسة هدير ،اهلا بيكِ فالمكان بس اقرى الشروط الاول زائد انى متاسفه مش هقدر اجرلك لسنه مقدم ممكن ٣شهور ،انا برضو لسه بتعرف عليكم 

اتفضلى اقرى العقد وامضى عليه 

زفرت هدير زفره طويله وتمتمت داخلها

_ايه الست دى ! شوية وتغزنى فكاب البدلة بتاعتى..بس يالا اهون واحسن من لوكاندة ابوعنكبوت الل كنت مرميه فيها 

_فيه حاجه يا آنسة هدير

_لابقول امضى فين ؟

_اتفضلى هنا 

امسكت هدير القلم ووقعت وانتهى الامر وانضمت هدير ك فرد جديد الى قصر الاميرة.

____

 

_وصاحبت صاحب اقوله يانكد يقولى يامراحب 

كان عيسي يدندن كعادته بكلماته المضحكه إلى نفسه وهو يقوم ب أى عمل ك تصفح حساباته على موقع التواصل الاجتماعى،او كى ملابسه ،او حتى اثناء مشاهدته التلفاز بمفرده!

ولج زين الى غرفة عيسي واردف بصوتٍ هادئ

_عيسي هعمل قهوة،اعملّك معايا

ترك عيسي هاتفه جانباً ونظر نحو زين واردف قائلاً

_تعمللى معاك؟

_وإيه المُشكلة!

اعتدل عيسي فى جلسته وتحدث بجدية 

_وهى القهوة شاى هنغلى الميه وفتلة نسقطها فسبعوميت كوبايه والحى كله يشرب ويحبس!

دى قهوة يعنى عاوزة كنكه لوحدها وسكر وبن لوحدهم وتتراقب لوحدها وتبقا بتراقب وانت وشك زى البدر عشان تطلع ب وش،دى دبكة وهيصه وعاوز تعمللى معاك ؟ لااء يا زين انا شُغل الأدب والذوق دا مبحبوش

والله ...بيجبلى ذبحة صدرية ومفاصلى بعدها بتوجعنى ..متقعدش تستأذن ف دخول الحمام ومواعيد الأكل وامتى تبص من الشباك !

الناس الذوق الامورة بتعملى ارتكاريا !! 

فغر فاه زين  وهو ينظر ناحيته وعلى وشك ان يضحك من اسلوب عيسي معه ككل مرة

_ميغركش على فكرة دانا معفن ، والله عربجى حناطير..ف مدام القاعدة هتطول ياصاحبي يبقى تتخلى عن كونك ابن ناس وتتعامل وكأنك سباك مجارى..وضحت الرؤية !

_ايه مشكلتك يا عيسي لو نتعامل ب رُقى،ثم كمان انت كتير بتقوم تعمل حجات فالمطبخ وتعمللى معاك

_صدقنى يا زين مش هينفع ، مش هينفع شغل الباتون ساليه بتاعك دا والكافيار انا راجل بتاع عشوائيات وعاوزك تبقا عشوائي زيي..انسي الل كُنت فيه وتعالالى بقا،اهلاً بيك ف وطنك 

ابتسم عيسي ابتسامه عريضه فى وجه زين مما دل على ان بالفعل مامضى كان شيئاً،والآتى شيئاً آخر!

_____

"لم أعد أريد أن يستجيبَ اللّه دعائي، أريدُ منه أن يختار لي لا أن يُخيِّرني، ثمّ يرزقني الرضا بما اختارَ لي، لطالما كانت حكمته تنقذني من نفسي في كلّ مرة."

كلمات كتبتها نورهان بدفترها الخاص تدل على المكنون داخلها والتى تخشى ان تظهره لأحد يوماً ما ، احدث هاتفها صوتاً قدوم رسالة على احد حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.

امسكت الهاتف وتصفحت الرسالة ف كانت من فارس قائلا فيها 

_دكتورة نورهان ...موجودة؟

تعجبت كثيراً من رسالته هذه ، فهما لايتحدثا ابدا على موقع التواصل الاجتماعي _فيسبوك_ تمهلت قليلاً هل تجيبه ام لا؟

هى بالفعل رأت رسالته ومن المفترض من باب الذوقيات ان تجيبه ، حسناً حسمت امرها 

_ايوة يا دكتور فارس ازيك 

مضت الثوان ورأت الهالة التى توحى بأن الطرف الآخر يكتب شيئاً امامها حتى انبثقت منها الكلمات

_كنت عاوز اتكلم معلكِ شوية 

_اتفضل انا معاك 

_الاول عاملة ايه

_الحمدلله بخير 

_واخبار طنط وروان ؟

_كويسين ،ماما بنكلمها فون دايما وبتطمنا عليها وروان انت عارف جنانها وطرقعتها

ارسل فارس ملصق يضحك كثيرا ومن ثم كتب 

_روان دى بجد بنت مفيش منها ،يابختها عارفه تستمتع بحياتها 

ابتسمت نورهان وكتبت له

_عندك حق 

صمتا قليلاً لم يرسل شيئاً فارس ونورهان على انتظارها ،فبعث هذه الرسالة مجدداً

_مش عارف عاوزك فموضوع بس محتار ابتديه منين 

_اتفضل يا دكتور فارس

_فكرت اتصل بيكِ بس قولت يمكن وقت مش مناسب ،ف ايه رأيك

لو لما تيجى الجامعة نتفق على يوم ونتقابل برة واقولك الموضوع 

دق قلبها فرحاً، بالفعل ماقاله الآن؟! هو يريدها فموضوع هام وبمفردها فى مكان خارج نطاق الجامعه؟

ياتُرَ ما الأمر؟ عليها ان تتمهل قبل ان تجيبه على طلبه حتى وان كانت تتمناه وتنتظره طويلاً

_هو موضوع مهم اوى يا دكتور فارس؟

_من وجهة نظرى اه 

_ماشى ، فالكلية لما اشوفك نبقا نحدد 

_تمام يا دكتورة وهو كذلك ، اسيبك بقا لاكون عطلتك عن حاجه 

اغلق فارس واغلقت هى ، تفكر ..شعورها بين الفرحه والخوف ،قطع شرودها صوت اميرة حينما جلست فالمقعد الذى امامها بالحديقه الداخليه وقالت

_عندك حق ،الجو حلو اوى انهاردة 

انتبهت نورهان وابتسمت لها واردفت

_تعالى اقعدى

_اوعى تكونى عاوزة تقعدى لوحدك وانا جيت قطعت عليكِ خلوتك ؟

_بالعكس انا مبسوطه انك جيتى ،صحيح مبروك على المحل هتعملى الافتتاح امتى ؟

ابتسمت اميرة وقالت

_قريب ، انا عجبنى جدا ان المحل قريب من البيت فقولت لازم اشتريه 

_وايشمعنا محل ورد بقا

وضعت اميرة الرواية التى بيدها جانباً واردفت 

_انا شخص رومانسي ، بحب اقرا عن الحب واشوفه والمسه ..عاوزة يجينى واشوف الناس الل بتحب بس 

الل عاوز يهادى حبيبته ، مامته ..اخته ...الى بتهادى صاحبتها 

مش عاوزة اشوف غير الل قلوبهم حلوة وصافيه وبتحب بجد 

تمعنت نورهان ب عين أميرة وقالت ب اعين مبتسمه 

_الله الله ، شكلك شخص حبيب قديم 

تنهدت اميرة واردفت بهدوء 

_ولاقديم ولا حاجه ،انا بس زى ما بابي كان بيقولى عيشت فدنيا الروايات لحد م حلمت بيها و صدقتها 

صمتا الاثنين ، احست نورهان ان بداخل اميرة سر كبير...سر وراء جلوسها هنا بمفردها دون اى شخص من عائلتها وحياتها المنغلقه هذه التى توشك على الانفتاح شيئاً ف شيئاً

_قوليلى بقا كنتِ سرحانه لييه ؟ وفين روان 

اردفت نورهان

_روان جوا مع التيك توك بتاعها ..انا بقا كنت سرحانه ف ايه ...سرحانه ف شعور اول مرة احسه 

وجع وخوف ،فرحه وخايفه تكون مؤقته

_ليه بتقولى كدا 

_عشان انا يا اميرة كدا ، شخص مكانش شايل فالدنيا هم لحد م حصلت نقطه معينه غيرت حياته ،ومن ساعة الل حصل دا انا بحسب كل خطوة وكل حركه وكل حاجه

انا يا اميرة على اد م انا لوحدى وتعبت من وحدتى على اد مانا بخاف من قرب اى حد 

قلبي دا قفلته بضبه ومفتاح ورجع دق تانى ، دق غصب عنى معرفش ليه رغم ان بتحكم فيه

انهاردة بالذات الشخص الل قلبي ارتاحله لمحلى ان جايز يكون حاسس بيا وعاوز ياخد خطوة

بس انا ع اد م فرحت خوفت

تعجبت اميرة وقالت وهى تقترب من نورهان بحنو

_خوفتِ من ايه؟

ابتسمت نورهان بمرارة وقالت 

_خايفه من تكرار نفس النهاية ، أنا متأكدة انها هتتكرر وتحصل وهتوجع نفس الوجع ويمكن أكبر

عشان المرة دى انا كنت عارفه النهاية ومع ذلك قربت وروحت برجلى عكس المرة الل عشمت وكنت على عمايا ف اتصدمت 

رفرفت اميرة ب اهدابها عدة مرات ،هى حقاً لاتفهم شيئاً منها! 

_انا مش فاهمه حاجه خالص ،بس الل قادرة استوعبه ان فيه حاجه قديمه سببت لك جرح وانتِ مش عاوزة تكرريه ..مش كدا !

اومأت نورهان ب رأسها إيجاباً ،فتابعت اميرة

_مش يمكن المرة دى مختلفه ؟

_الرجالة يا اميرة زى بعض ،تفكيرهم واحد مهما حصل ومهما حبك هيفضل راجل والطبع الشرقى فيه ومسيطر عليه

_واحنا يانور ب اختلافنا احنا ك ستات عندنا الحِنكه والحِكمة الل بنعرف من خلالها نتعامل معاهم 

تنهدت اميرة واكملت 

_الل عاوزة اقوله لك ان لو حصل الل يفرحك ومستنياه من زمان أخيرا افرحى ! افرحى وسيبي القلق والخوف ع جنب مش يمكن تكون مجرد اوهام ف دماغك وبس

تبسمت نورهان الى اميرة مجاملة واردفت

_يمكن ،على فكرة يا اميرة انتِ طيبة اوى وانا مبسوطه ان اتكلمت معاكِ

_ياحبيبتى انا مبسوطه اكتر ،وعلى فكرة انا لما عملت فكرة البيت دا مش عشان محتاجه فلوس

انا محتاجه عيله ...عيله حقيقيه 

ابتسمت نورهان واردفت وثغرها ضاحك

_بس شكل البنوتة الجديدة دى نُكته بتكلم نفسها 24ساعة

ضحكت اميرة واردفت

_هدير ! شكلها كدا ودمها خفيف كمان ...انا فعلا بختار الل يسكن معايا عشان كدا موافقتش ب اى حد يسكن هنا من الناس الل جت ..المهم يوم افتتاح المحل عاوزاكم تسيطونى ماشى ؟

غمزت نورهان ب احدى عيناها وقالت

_طبعا دا كفاية روان هترقصلك قدام المحل 

ضحكا الاثنين وجلسا يستمتعا بالجو اللطيف والجلسه الهادئة وسط الزراعات المزروعه حديثاً من قبل اميرة

فى فناء المنزل.

___

كوباً من النسكافيه مُعد من قبل شقيقه صالح إليه وقدمت إياه 

_تسلم ايدك

_وحشتنى اوى ،لازم كل كام شهر كدا لولا ما تفاكر ان لك اخت ياصالح

امسك صالح بالكوب وارتشف منه واردف وهو يرجع بظهره مستنداً الى المقعد

_الله على الظبطه مزاااج كدا ، بصى يا سما انا راجل دماغ مزجانجى يعنى م صدقت ابدء اعيش حياتى 

وبعدين انا بكلمك فالفون وولادك بيدوشونى لما باجى وحوار ..بلاش جو المال والبنون وقعدتك قدام اليوتيوب ليل نهار دى

ضحكت شقيقته واردفت اليه 

_انت م صدقت تطلق وتخلع من المسؤلية والبيت والولد وانطلقت ،بس على فكرة مينفعش تقعد كدا كتير 

فيه وقت هتحتاج فيه لبيت وولاد واستقرار 

التفت صالح إليها وهو يحتسى مشروبه بطرف عينيه معترضاً واردف 

_استقرار ايه بس ، ياسما انا العيب فيا انا ،انا لابتاع استقرار انا بحب افضل كائن بوهيمى مُحلق بجناحاتى كدا ، اخرج وقت مانا عايز ..ارجع وقت مانا عايز ،انام منامش ،اسافر ..اقعد فالبيت ب ال٦شهور انا كدا حر انا كدا بدماغى لاعيل يعيط ويزن وهات ياصالح واشترى ياصالح واتأخرت برة ليه وهتسافر ليه وتسيبنا والغسالة باظت والتلاجه وقفت والبوتوجاز ولع والتكيف بيجيب جاز ..انا كدا فل 

طرقت شقيقته كفاً ب كف متعجبه منه واردفت ب سخرية 

_بس هييجى وقت،وهيبقى نفسك تعمل عيله حتى لما السن يجرى وتكبر متلاقيش نفسك لوحدك تلاقى حد جنبك

_جواز مش هتجوز ياسما ،مش هتجوز 

صمت لبرهه وامسك هاتفه قائلا

_ثم مين الل ترضى تتجوز واحد زيي بعيوبي وكل البلاوى الل فشخصيتى دى كلها

____

 

_أنا! انا الهبلة العبيطه ام بدوى ...انا الل احب واقع ع بوزى على المتخلف دا وهو لايبالى 

طرقت روان باب غرفه هدير ومن ثم دلفت

_ازيييك ممكن اقعد معاكِ

نظرت هدير إلى روان ممتعضه إثر تصفحها لحساب صالح على الانستقرام ورؤية اخر صوره المرفوعه عليه

_تقعدى ليه يا ستى مش فيه اوضه ليكِ ولا انتِ لقيطه

ضحكت روان بشدة واردفت 

_دمك خفيف ع فكرة ،لاء انا مش لقيطه بس بصراحه عاوزة اضرب صحوبية معاكِ جامدة زوحليقه 

رفعت هدير جانب شفتها العلوية

_زوحليقه!

_انا روان وعرفت انك هدير واختى نورهان توأمتى ومعانا هنا 

وجهت هدير نظرها الى الهاتف ثانية وردت بالامبالاه 

_ياستى اتشرفنا

ابعدت روان عن يدها الهاتف واردفت بطريقه عفوية جميله

_ماهو بصى ،انا نجمه تيك توك وعاوزه اصاحبك عشان بحب المضيفات وهنتصاحب 

جايه ولا الدور الجاى ؟!

ثبتت هدير نظرتها ل روان متعجبه بحنق،ف اردفت هدير

_ثم مين دا الل فاتحه الانستا بتاعه وبتشتمى فنفسك

رأت روان صور صالح على حسابه

_اووووى بقاااا دا ايه الواد الجاحد اخر ٣زحاليق 

نهضت هدير غاضبه على فراشها وامسكتها بعنف مضحك قائله

_بت انتِ متبصيش عالحته بتاعتى لاشوهك

_هو مش معبرك ولا ايه ياموزة 

غمزت روان باحدى عيناها ل هدير ،فقامت هدير بتصنع البكاء واردفت

_ايوة مش حاسس الدوج الدونكى الايليفنت ابن الايليفنت 

_طب تعالى بقا وانا اقولك توقعيه ازاى

____

 

عزيزتى لا مدعاة لخوفك ..واجهِ كابوسك 

فقد تكون المواجهه هى الخلاص من عالم الأحلام.

قدمت نشوان بالوظيفه بالشركه واخبروها ب انتظار اعلان نتيجة المقبولين على الصفحه الخاصه بهم على الانترنت ، وبعدها ب ايام قرأت اسمها من ضمن المقبولين وعلى الفور ذهبت تتأكد وتتعرف منهم متى سيبدأ عملها معهم .

ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن ابداً ، قد حدث خطأ ب اسماء المقبولين ونشوان لست منهم ،سارت فى الشارع حزينه ممسكه بحقيبتها وهاتفها وهى تتمتم ..

_ياربي طب اعمل ايه ، يارب حلها من عندك بقا الصبر قل ...يارب حل 

وعلى الجهة الاخرى كان زين يترجل مسرعاً محاولاً الوصول إلى اقرب مواصله للذهاب الى عمله ف اصطدم بها ...وانكبت كل اشياءها وهاتفه أرضا وكان لديها مبلغ مالى ورقه واحدة هذا كل ما لديها طار بعيدا فى الهواء وكان هناك حافله فى طريقها اخذت العمله بعيداً امامها وما استطاعت نشوان اللحاق بها.. 

_يانهار ابيض ، يانهار ابيض الفلوس ...هروح ازاى 

شعر زين بالاحراج منها فبادر بكلماته القليله

_طيب انا آسف معلش مخدتش بالى 

_حرام عليك الدنيا اتخلقت ف ست ايام وانت ماشى هتدوس عالناس قصادك

تلعثم زين وابتلع ريقه ،وادخل يده فى جيب بنطاله ليعطيها مبلغ مالى بدلا من الذى فقدته بسببه 

 

_ممكن تقبلى المبلغ دا ؟

رفعت نشوان نظرها له وقالت

_مبلغ ايه ،انا مباخدش عوض حضرتك دا قدر وانت كنت سبب ...عن اذنك 

 

اخذت نشوان تتمتم بصوت عالى نسبياً

_عليه العوض ومنه العوض 

_طيب اركبك مواصله لمكان بيتك

_ياسيدى خلاص خلصنا بعد اذنك

التم جمع حولهم من المارة

_فيه حاجه ياست

_بيعاكسك الاستاذ

شعر زين بالاحراج ف اردف مدافعا عن نفسه

_انا معاكستهاش ،فيه سوء تفاهم وانا بحاول اصلحه 

_متصلحش حاجه ربنا عنده التدبير ،راضيه يارب راضيه

تركته واقفا مكانه مشدوها ينظر الى تلك الغريبة ، التى صممت على الانصراف من دون ان يكون معها نقود 

طريقه ملابسها وشكلها غريب ..من هذه ؟! 

 

لم يقف زين كثيرا،هم بالرحيل وذهب إلى عمله .

اما عنها هى فكانت جالسه على اقرب مقعد خشبي بالشارع تبكى لا تعلم ماذا ستفعل ببلدة غريبة لا يوجد لها احد فيها من دون عمل من دون مال!

 

_انتِ مستنيه حاجه يابنتى ؟

قالها لها سايق سيارة اجرة مُسن ،فنظرت نشوان ناحيته وقالت

_لاياعم الحج مش مستنيه حاجه 

 

خرج السائق من سيارته واقترب منها

_متقلقيش منى يابنتى انتِ اد بناتى ،انا عديت كذا مرة من بدرى وانتِ على قعدتك دى 

فيه حاجه

انهمرت دمعات نشوان وقالت بصوت متهدج

_فلوسى طارت وممعيش ولا مليم ارجع بلدنا والليل ليل ومش عارفه اروح فين 

_لا حول ولا قوه الا بالله ،طب تعالى يابنتى

ارتعبت نشوان فقالت وهى تنظر له

_اجى فين

_يعنى كويسة قعدتك دى فالشارع ،تعالى فبيتى وبناتى ومراتى موجودين لحد م نشوف تصريفه تروحى بيها الصبح 

_لا متشكرة ياعم الحج بارك الله فيك 

تنهد الرجل ومن ثم قال

_طيب بصى ،لو قلقانه منى حقك ...فيه حل تانى 

_ايه هو 

 

استقرت سيارة الاجرة امام قصر الاميرة ، واردف وهو ينظر ناحيته هو ونشوان

_دا بيت سكن للبنات وصاحبته ست زى الفل ،ممكن تستأذنيها تقعدى هناك الليله والصبح ابقى شوفى حل تروحى بيه ع بلدك 

 

نظرت نشوان ناحية الرجل ب امتنان واردفت

_انا متشكرة ربنا يجازيك خير يارب 

هبطت من السيارة واتجهت نحو المنزل ،دلفت من البوابة الحديدية وطرقت الباب عدة مرات 

حتى فتحت اميرة لها فنظرت نشوان لها بعينان باكيتان وقالت

_قالولى انه سكن لل

وما اكملت جملتها حتى هبطت نشوان مغشى عليها أرضاً!

***

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1089 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع