لا أذهبُ تماماً ولا أقترب ، مُترددة ، ثائرة وأحن ، أخافُ اللحظة وأعيشها ، أُناقضُ نفسي باستمرار ...
أصمتُ في وقتٍ مبكر ، وأتحدثُ بعدَ فواتِ اﻷوان !
"ليلى"
.....
كانت تجذبني إليها دون أدنى مجهود ، فقط لأني مرهق .
كقطعة مغناطيس تسحب إبرة معدن صغيرة وزنها هش للغاية ، حاولت الفرار مرارًا لكن دون جدوى ، أصبحت اتحرك معها أينما ذهبت و كإنني جزء منها !
أتألم كوني ملتصق بها لهذا لحد ، لم أرغب يومًا بهذا !
إلا أن التقيتك .. كنت هنا منذ زمن و كنت اتفادي معرفتك .
رأيتك في طفلة صغيرة متأثرة لموت بطل من ابطال قصصها الكرتونية ، رأيتك في ايمان أمي ورأيتك في دعاء جدتي ، رأيتك وقت الألم تعزينى ، رأيتك سلام في حروبي الداخلية ، رأيتك تحرسى أنفاسي يوميًا إلى يوم عودتي ، فأنت لا تشاء موتى الخاطئ بسبب عيناكى..اليس كذلك!
"يزن"
لا أجيد فن المواساة،ولكن باستطاعتى احتضانك متى شئت كى الملم بقاياك المبعثرة داخلى
واصنع منك مقاومة جديدة غير التى آتيتنى بها،فانا بارعة فى هذا مع كل البشر
إلا انا ..
"بلقيس(نعمة)"
...
احيانا يكون القدر كريم معنا لابعد حد ،حتى نلتق بهم فتكتمل هيئتنا على اكمل وجه دون ان تقص شيئاً
سوى ارواحنا..
"نزار"
......
لا اريد ان اكون واحدة من هذا الهراء الذى يملأ اكوانكم دون جدوى، دعنى اريك اجمل مابي ولكن ليس وجهاً
لوجه ولا قلباً بقلب،بل عقلاً بعقل ،والعقل دائما على صواب.
"حنين"
أنا كل تلك الرسائل التي لم تصل، الرسائل التي أمتلأت بالدموع وبقيت في الأدراج وأكياس القمائم ولم تُرسل .. مُهمل وحزين ومستسلم.
"آسر"
...
ومن سيصدق كل هذا الخراب بداخلك وانت تبدو هكذا "هئ ومئ وتربتتيت" رأيت الجملة هذه ذات مرة بأحد مواقع السوشيال ميديا وكأنها تشير إلى باصبعها..انها حقاً تعنينى وكأنها تمثلنى تماماً.
"مؤيد"
....
قدمى مغروزة دائما ببحر لامبالاه،اترك من يريد ان يكون على حاله..على حاله طالما هو يريد ذلك
وما الداعِ للعراك !
اشعر ان العالم اتفه من ان احمل نفسى ضغطاً وعبئا زائدا،ستعاش الدنيا مرة واحده
فلنعِش اذا..
"جلال"
.....
إلى متى سأظل ذبيحك؟ ذبيح محرابك البعيد القريب ،انا متعب سيدتى حد الالم
واحبك حد التعب،انا وسط كل هذا الظلام دليلك فلا تضيعينى!
"نادر"
.......
هذه الحياه حقا قاسيه على ضعاف الروح ..جيادها الجامحه تدهس زهور ربيعهم
فانتبهوا!
"ابراهيم"
......
الحب ياغافلة اذا تملّك...اهلك!
"ميريهان"
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
"ليلى...سمعانى كويس ، قاومى ياليلى انتى اقوى
لو فعلا كويسه حدديلى الالم حساه كام من 10"
سمعته جيدا واشارت له برقم 9بكلتا يداها، وابتسمت تذكرت حينها فيلمها المفضل
"The fault of our stars
ذلك الفيلم الرومانسى الشهير ،التى اعتادت رؤيته وحفظته هى عن ظهر قلب وتمنت قصه حب شبيهه بما حدثت مع "هيزيل"بطلة الفيلم
وكأن وقتها كانت السموات تفتح ابوابها لتستقبل أمنيتها،فهى بالفعل عاشت نفس القصة
الحب والالم !
بدأت تنهمر من احدى عيناها العبرات وتنسال على جانب وجهها،بينما جهاز التنفس على فمها والاسلاك محاطه
بها من كل جانب،،هل هذه عبرات الم ام ذكرى انسابت كلص يتسلل الى ذاكرتها خفية كى يقلب لها مواجعها
فكلمته "صفِ لى الالم كم من عشر"جعلتها تتذكر كل مرة تجرعت بها الالم
كانت كم من عشر وهل هذه المرة هى الاقوى ام يوجد اكثر منها قوة..
عادت بذاكرتها الى صورة لا يمحيها الزمن مهما انقضى عليها الوقت، يدى مرتعشه
عينان ترتسم بها خطوط حمراء تعكر صفو بياضها
ارجل تهتز تعزف على الحان التوتر بصوت عالِ، وكلمة تدوى بالآذان كقنبلة
" ارفعى وشك وبصى له فعنيه ،ارمى عليها يمين الطلاق "
عادت من هذه الذكرى لتلق بهذه ...:
- انا مقدرش افرض اخطائى على الناس
= الناس كلها اخطاء
- لكن بيداروها
= مبيداريهاش غير الضعيف
- يعنى انا ضعيف !
= ويعنى انا خطيئتك !
- حبنا هو اللى خطيئتنا
= يبقى نصلح الخطأ ده ..... نتجوز
-افهمى...حبنا وعلاقتنا مش هتتحل بالجواز،الجواز حيهدها
وهيكسر الدعوة الى عايزين ننشرها لكل الناس يعنى ايه بجد حب
بس انا للاسف مش نبي..ومقدرش انشر دعوتى!
استمع الى شهقاتها من خلف "كمامه جهاز الاكسجين" فأسرع نحوها وامسك باطراف اصابعها
كى يطعمها بعض قطرات الامان فهو يعلم الآن انها بحاجه اليه، ابتسم ولمس خصلات شعرها
المنسدله على وجهها وهو يردف
-مش عاوزك تفكرى فاللى يضايقك،عارف حدقه عينك هتوسع
ازاى انا عرفت؟ ياستى انا فهمتك اكتر م انتى فاهمة نفسك
فكرى بس فكل حاجه حصلت وخلتك يوم فرحانه،ليلى عارف انك هتعديها المرة دى زى كل مرة
انتظمت انفاسها بعدما استمعت لكلماته التى تدعمها دوماً واجفلت عيناها بهدوء ومن ثم ابتسمت
من الواضح انه نجح فى خطته ،فقد تسللت الذكريات الجميلة الى ذاكرتها حتى تتحسن حالتها المزاجية
وتستفيق من ازمتها هذه وتتجاوزها..
-ايه ده يا مُتخلفه، رافعه الفستان كده ليه هتعدى الترعة؟
تنظر حنين حولها على نفسها تارة وعليهم تاره،تلوى شفتاها وتستعد للرد
-ده فستان طويل اوى ورخم ودمه تقيل
اردفت بلقيس بالرد وعيناها اتسعت استنكار لما قالته حنين للتو
-ايه! ده دمه تقيل ده روعه ،انتى مبتفهميش فالذوق
تبسمت حنين امتعاضا وهى ناظرة لها وقالت
-ده فستان بنات !
تدخلت ليلى لتقول مداعبة إياها
-اهي دى حاجه نسيناها خالص ي نينو، ده فستان بنات مالك انتى ومال الحجات دى
اقلعى ياشيخه بلا قلبه دماغ
فور انتهاء هذا الموقف عقبه موقف آخر لايقل عما كان يسبقه،،
الكثير من بالونات الهيليوم تملأ المكان ، تطاير حولهم والزهور فى وضح النهار
والجميع يتراقص ،فجميع من حضر تغمره السعاده
وثلاثة ايدى تشابكت ليتحدوا فى رقصة سويا، وصوت ضحكاتهم عالية وبلقيس تتوسطهم ب زيّها كعروس
زى ابيض مرصع بالجواهر الفضيه اللون وتتعالى ضحكاتهم ،لتجد ليلى نفسها مسحوبة من وسطهم
خارجا بفعل حنين لتهمس فى أذنها
-اول من دخل القفص يا مضروبة،انا قولت انتى اول واحده عشان زبيدة ثروت بتاعتنا
سبقتك بيلا
قهقهت ليلى إثر استماعها لكلمات حنين،ثم قامت بدفعها فى جبهتها برفق وهى تردف
لها
-اهو بدانا ببيلا وانا وراها وخليكى انتى قاعدة كده
رفعت حنين انفها لاعلى بإصبعها وقالت بتكبر مصتنع
-عشان انا فيا عقل وانتو لأ
تنهدت ليلى بحزن،فكل هذا فات وسبق عهده، حتى جدتها!
صورتها التى داهمتها الآن ..قد وراها الثرى
هذه السيدة التى لها الفضل فى كل مامر ب ليلى حتى نضجت وأصبحت شابة يافعة..
فالذكرى التى داهمتها الآن وبالتحديد،عندما كانت تجدل لها شعرها جديلة
شعرها بنى اللون كلون القهوة الممزوجه بالحبهان كما تحبها جدتها..
ناعم الملمس ،المنسدل على جانبي وجهها،وهذه الغرة التى تميزها مثل المهرة الصغيرة
وفيروزتيها!
يا الله،فقد تفنن الله فى خلق وجهها بهذه العناية
بشرة بيضاء اللون وجنتين ورديتين اللون ،شفتان صغيرتان ولكنهما مكتنزتان
وعينان بلون البحر الفيروزى
فهى ليست شقراء،ولكنها تجمع بين الجمال العربي والغربي فى وجه واحد ابدع الله فى صنعه!
-تيتة ،هو انا ليه كل الناس بتقول انى شبه بابا انا مش واخده منه غير عيونه بس
انا حاسه انى شبه ماما اكتر
تنهدت الجدة بأسى وربتت على ظهرها وقالت بحزن
-لا انتى شبه باباكى ،امك شبه الى شبهه بقى ربنا يجعلك انتى احسن منها
-هى ماما وحشه عشان اتجوزت ياتيته واحد غير بابا بعد م بابا مشى
-لا يا ليلى ،امك بقت وحشه عشان سابتك!
صوت طرقات على باب المنزل،قامت مسرعة ليلى تفتح بفرحه لتجدهم امامها
-انا لابسة من بدرى و بيلا هى الى اتاخرت
-متصدقيهاش هى الى فضلت نايمة واخرتنى على مالبست
ردفت حنين باندفاع وقالت بطريقة منزعجه
-وهو انا هتاخر فلبسى ليه يدوب لبست تى شيرت وبنطلون من عند اخويا وجيت
ضحكت الجدة من حوارهم الطفولى واشارت ل حنين تقترب منها
-انتى يابت مش ناوية تعيشى زى البنات بدل ولادتك مع ولاد خلتك راجل زيهم
هيطلع لك شنب قريب
ضحكا ليلى وبلفيس، فنظرت لهم حنين بحنق وقالت
-احسن من ميوعتهم هما الاتنين ماما دايما تقولى بت يا حنين انتى راجل والراجل مبيخافش
خبطت الجدة كفا بكف وهى تهمس
-انتى طالعه كده لمين معرفش ربنا يهديكى ، شوفى ياليلى بنت عمتك وبنت خالتك هيشربوا ايه
اندفعت بلقيس بقولها
-لا يا تبتة مالوش لزوم احنا هنخرج للنادى سوا
انتبهت الجدة لهم
-كده انتو تلات بنات وحدكم
ابتسمت ليلى وقامت ب (غمز) بلقيس واردفت
- لا متخافيش يا تيته احنا معانا راجل اهو
ضحك الكل فقامت حنين بضربها بلكمه قويه على احد كتفيها ومازالو على صوت ضحكاتهم العالية.
وعلى اثر ابتسامتها لمالمهدأت تذكرته،هدأت اجفانها رويداً رويداً حتى راحت فى سبات عميق بفعل العقار المهدئ
الذى يسرى بدمائها عبر المحلول المعلق بجانبها..
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
(فى وقتٍ سابق)
"هو الميعاد مكتوب فيه انا ولا انتى؟ بتدبسينى ليه يابيلا"
زفرت بلقيس بهدوء وامسكتها من ذراعها برفق بعدما داهمتها سعلة قوية
غطت انفها بمحرمه ورقيه ثم اردفت
-ليلو ع فكرة انتى بتستعبطى ،والله انا مديالك فرصه العمر
وانا بموت زى م انتى شايفه كده
-انا مبعملش حوارات صحفيه مبعرفش بطلى استهبال هتلخم ومش هعرف اساله اى سؤال
ابتسمت بلقيس لها وقالت تدعمها
-بصى انا كتبتلك كل الاسئلة انتى يدوب هتسالى بس وخلاص
انا عارفه انك مش شاطرة فالمحاورة وانك عشان كده موحوده فباب الحوادث مفيش حاجه جديدة
بتحصلك بس لو فاتنا حوار نزار ادريس انهارده
اعتبرى ان بنت خالتك ضاعت..يرضيكى
تنهدت ليلى واستسلمت لطلب بلقيس ،ثم نظرت جانبا
-انا عارفه انهاردة بتدبسينى عشان عندك نزلة برد،بكرة تتلككى بجوز الحلوين الى خلفيتهم دول
ومش هنخلص يا ست نعمة
ضحكت بلقيس وامسكت بيد ليلى وربتت عليها بشدة
-لا طالما قولتى نعمة يبقى زعلانه،اصل جدتك الله يرحمها كانت تنادينى بيها
لما تضايق وتفتكر امك حاجه
ضحكا الاثنتين معا ،ثم قطعتها ليلى بسؤال طرأ فى بالها للتو
-وده انا هروح له لابسه ايه
-عادى زى م الناس بتلبس،بس خليها حاجه شياكة شياكة ماشى
احتضنتها وودعتها ..وبالمنزل كانت الحيرة هى سيدة الموقف عند ليلى
تقوم بقياس ثياب رأت انها مناسبة ثم تغير رئيها فتخلعه
وغيره وغيره،وهذا على هذا ربما تصنع شكلا جديدا
وهذا على ذاك ربما بسببها يصبح موضه...يا الله ماهذه الحيرة
ولمَ كل هذا العذاب
ستقوم بعمل بلقيس المطلوب منها القيام به فقط،هى ليست مطالبه باكثر من ذلك.
هبطت من سيارة الاجرة ، ترتدى بنطال اسود وقميص فيروزى عكس جمال عيناها
وجاكيت اسود
كانت تود ان تكون هيئتها رسمية نوعا ما، دخلت الى بهو الجريدة،نظرت هنا وهناك
مكان شديد الفخامه..استقبلها احدهم الى مكان السيكرتارية الخاصه ب رئيس مجلس الادارة
نزار ادريس الصحفى الشهير والذى يمتلك اكثر من نصف أسهم هذه الجريدة.
- بلقيس الراوى "
تنحنحت ليلى ورفرفت اهدابها حركتها المعهوده عند توترها وأجابت
-لأ...ليلى ،ليلى مراد زميلتها فنفس الجريدة بس بلقيس حصل
ظرف طارئ معاها فانا هعمل الحوار بدالها..
ابتسمت لها موظفة السكرتارية بترحاب ثم نهضت من مقعدها
-لازم يكون عند مستر نزار بالتغيير اللى حصل ده ،عن اذنك
نهضت ودخلت الى غرفة مكتبه الخاصه وأغلقت الباب، ابتلعت ليلى ريقها بصعوبه
ماهذا الخوف المسيطر عليها، هل خوفا من ملاقاة هذا الرجل
ام انها اعتادت ان تكون خلف الستار ولاول مرة ستكون بالمواجهه
اعتدلت فى جلستها حينما اكتشفت انها تجلس بخوف متقوقعه على حالها.
خرجت الموظفه وتشير لها بالدخول
-مستر نزار فى انتظارك
قامت تعدل من هيئتها،زفرت بعمق وامسكت بحقيبتها
بخطوات تبدو ثابته ولكن بركانها متأجج بداخلها
دلفت الى غرفة المكتب ووقفت مكانها
رفع وجهه لها ،بشعره (الرزى) اللون وبشرته السمراء التى لاتحوى على التجاعيد كثيرا
هيبة جلسته وابتسامته الواثقه ،جعلت من دقات قلبها كتقريع الطبول...
-اقفلى الباب لو سمحتى
انتبهت ليلى واغلقت الباب ومن ثم تستدير لتدخل وتجلس امامه تعثرت فوقعت!
قام من كرسيه باهتمام واقترب نحوها ومد لها يده ،فابتسمت بخجل وقامت تعدل من ثيابها
ثم جلست الى المقعد دون ان تنظر له من شدة الخجل لما حدث..
-مالها الاستاذة بلقيس ايه الظرف اللى عندها؟
بدأ هو الحديث كى يريح توترها قليلا،فابتسمت هى وأجابت
-ابدا ظرف مرضى وانا هنا مكانها،هى كتبت لى كل الاسئله
مش هاخد من وقتك غير ربع ساعة
-اتفضلى
تنحنحت عدة مرات ، ونظرت الى مجموعة الورق لديها وقامت بقراءة اول سؤال
فابتسم هو حتى طرق الباب العامل وقام بتقديم كوب الماء لها
-تشربي ايه
-ميرسى،متشكرة
-هات عصير ليمون
خرج العامل ،فانطلق لسانها باول سؤال
-حضرتك...من صحفى عادى بجريدة المشاهير لصاحب اكبر جريدة فالشرق الاوسط
ايه السبب؟
نظر لها نزار باعتناء ، مشطت عيناه كل قسمه بوجهها..عيناها التى من دون قصد تدعوك للسحر الاسود وان تقع بهم لامحاله
ليس فقط بسبب لونهم ولكن لانبعاث البراءة من داخلهم
صفاء بشرتها ، حركتها المكررة بان تقوم ببل شفتاها بلسانها كل دقيقتين تقريبا..
ظهور النمش على بعض اجزاء من وجهها وخاصه انفها..
-حضرتك مش بتجاوبنى ليه
انتبه نزار لها ثم هم بالقول
-متأسف..كنا بنقول إيه
ابتسمت رغما عنها تحدثت اليه وهى تنظر الى الورق امامها
-حضرتك كده هتخلى الربع ساعة ساعة بحالها وده تضيع لوقت حضرتك
ضحك نزار ومن ثم قال لها بصوت خفيض الرنة نوعا ما
-ساعة ساعة مش مشكلة ، لو هيفضل قدامى الوش الجميل ده
مش مهم اى حاجه....
#نور_إسماعيل
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
حكة بذقنها،وحكة بالقلم فى رأسها من الواضح انها فى شدة التركيز لامر ما
تنقر بالقلم على الورق الموضوع امامها عدة مرات بحركه عصبيه..
فيقطع حبل افكارها صوته يأتى من بعيد ..
-حنين ...ياحنين ردى عليا
بلهجة عصبيه تردف له
-نعم ي ابراهيم ...نعم يا ابراهييم مش شايفنى مركزة ي اخى
-الشغل مش هيضيع انا عاوزك فحاجه
قامت بغرس القلم بشعرها الملفوف دائريا اعلى رأسها على شكل ال (كعكه) مظهرها المعتاد الشكل من صغرها
وعدلت من وضع النظارة الطبية على انفها وابتسمت ببرود لامتناهى..
-اهو سيبنا الشغل سيبنا اللى ورانا ،والنقطه اللى مركزة فيها
وخلينا مع حضرتك ي ابراهيم خير نعم ايوة ايييه
ابتعد ابراهيم خطوتين للخلف ثم قال لها ..
-طب ومتنرفزة كده ليه انا كنت هقولك كفايه شغل وتعالى ناخد ريست شويه
-مينفعش ياقلب امك
-إيه
-اه والله زى مابكلمك ، السكريبت ده مهم ولازم يتقدم وكمان الضيف راجل تقيل فالبلد وانا عاوزة
ازنقه فكام سؤال فمش هينفع ريست ولا كنتالوب
زمت شفتيه بضيق وخيبة امل وقال
-الحياه مش كلها شغل يا حنين
-اطربنى انت قولى كلها ايه ،اقولك انا كلها شخلعه ومرقعه
وخروجات وفسح واكل وشرب
مش كده
-لا طبعا ولا كده ،بس انتى قافله ع نفسك اوى
-ياعم فافله على نفسى هو انا قافله عليك انت
كور يده وابقاها جانبه واردف لها
-ياستى عيشى لنفسك شوية ،ليه معيشه نفسك فشكل الراجل ده
شعرك لماه ،قمصان وبناطيل رجالى
طريقة اسلوب رجالى فالكلام ،ع فكرة ده غلط
وضعت كفها على كتفه وقالت باستهزاء
-بص يا ابراهيم ...انا كده عاجبه نفسي ومبسوطه كده ومبتغيرش عارف ليه
عشان مدام انا مبسوطه بنفسي يولع اى حد
فهمت
رفع حاجباه لها وكتف ذراعيه امام صدره وقال بحنق
-بس انتى بنت
-اه وفيها ايه
-فيها انى مش شايف قصادى اى بنت او ملامح للانوثه
-ملكش فيه محدش قالك عايينى ،واطلع من دماغى طيرت ام السؤالين اللى كنت بفكر فيهم
نظر لها وخرج من غرفتها وهو يتمتم بضيق فأوقفه زميلا له بالمحطه الفضائية
-ايه مالك ...حنين ادتلك دش تانى
-ياعم اوعا مش وقت هزار
-ماقولنالك دى لابتاعت حب ولاجواز،معرفش زانق ليه نفسك معاها البت
المسترجله دى
-قلبي الجزمة هعمل ايه
-لا اخلعه بقا وريح نفسك ،دى مش هتاخد معاها سكه ابدا ولا بعد 100 سنه
لو مش عشان مسترجله يبقى من لسانها اللى اد الفرئله
مط ابراهيم شفتيه وترجل الى نحو ماهو ذاهب اليه بعد هذا الذى انهال عليه من حنين
ككل مرة يحاول لفت نظرها إليه ولكن دون جدوى..
#نورإسماعيل
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
"سلامتك الف سلامة عليكى ماما قالتلى انك تعبانه اول م جيت من الجامعة"
ابتسمت بلقيس بود ودعته للجلوس مشيرة للاريكة
-ربنا يخليك يا نادر ، نزلة برد بس شديدة شوية ، معرفش سببها ايه
سعلت بشده فناولها المحرمه الورقية من امامه ..
-شفاكِ الله وعفاكِ ،اومال فين جلال
-جلال جوه معرفش نايم ولا صاحى،بس لما دخلت انيم الولاد كان صاحى وماسك فونه
هز رأسه نادر فى تفهم ،فبادرت بسؤاله وهى تهم بالقيام
-تشرب ايه
نهض خلفها وتبعها
-ياستى انتى تعبانه وبعدين انا لسه هتغدى تحت ، انا بس جيت اشوفك
ونازل تانى
-ياسلام !ربنا يخليك ليا يارب وميحرمنيش منك يا واد يانادورة
اصيل يا ولا
-عيب عليكى اختى بيلا انتى ليكى فيا اكتر من اللى ليا فنفسى
هاتفه رن فانتبه له واخرجه من جيبه وابتسم،لمحته بلقيس وابتسمت
وغمزت له بأحدى عيناها
-ايه ...الجو !
-انتى قديمه اوى يابيلا،جو ايه هو عشان اسمك بلقيس هتضايقينا بمصطلحات قديمه
-اولا اسمى الحقيقى نعمة،وبعدين اسمها ايه ياخفيف طالما مش الجو اقولك ايه
المزة!
-ولا المزة كمان ..كلمة بيئة قولى اسمها عادى ميريهان وخلاص
-طيييب ياعم ميريهان ميريهان،هى الى بتتصل
ابتسم بخجل احمرت له طرفا اذناه
-اه هى اللى بتتصل اومال انا هبتسم لرنة هشام صاحبى مثلا
ضحكت بلقيس ومن ثم انتبهت لدلوف جلال زوجها اليهم بالمطبخ
-نادر انت هنا من امتى
-من شوية، عرفت من ماما ان بيلا تعبانه فجيت اسال بقالى يومين مش بطلع لكم
ميد تيرم نافخنى
ربت جلال على كتف أخيه وابتسم
-ربنا معاك شد حيلك كده ،بقولك ايهكده انده على ماما ونتغدى كلنا هنا
-لا بيلا شكلها تعبان جدا،تعالو انتو تحت حتى عشان منتعبش بيلا انهاردة
ضحك جلال وقال بلا مبالاه
-بلقيس كويسة دى مجرد انفلونزا مالك يابنى
-ياجلال انت غريب ،انا هنزل وتعالو او اطلب لها ديليفرى انهاردة
ثم اقترب من اذن اخيه وقال بهمس
-شكلها فعلا تعبان
ترجل نادر للخارج بعدما قال لها "الف سلامه عليكى تانى" فتح الباب وخرج واغلقه خلفه
نظر جلال لها بطيبة
-بس انا شايفك كويسه
بلقيس ابتسمت بتصنع الشفاء
-زى م قولت ي حبيبى مجرد انفلونزا متشغلش بالك
قام جلال بجذبها نحوه وقال بهمس لها
-طب بقولك ايه العيال نايمين جوه
-اناتعبانه بجد ي جلال وممكن اعديك
-ابقى اخد اى برشام ..تعالى بس
جذبها وادخلها للغرفه بهدوء واغلق الباب خلفه ..
#نورإسماعيل
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
"كمل كلامك الليلادى معاك انا ،،كمل وقولى ياكل عمرى ي انا"
كانت تنطلق هذه الكلمات من سيارتها اثناء عودتها الى منزلها،رددت ليلى بعض الكلمات معه ،حتى سمعت صوت معدتها تتألم من الجوع
فقررت ان تقف امام اقرب مطعم لتشترى لها وجبه من الوجبات السريعه كما اعتادت،واخذت تتمتم محدثه نفسها
-تيتة الله يرحمك وحشتينى اوى ، فين اكلاتك الحلوة وفين حضنك اول م ارجع من برة تستقبلينى
بقيت لوحدى من غيرك اوى
بقيت مطفية وضعيفة اكتر من الاول ياتيته
تنهدت ب اسى وانطلقت منها آهه موجعه ،انتبهت لصوت هاتفها فتناولته وكانت بلقيس
-هاه عملت ايه ياوحش فالمقابله
ابتسمت ليلى واردفت لها بحماس وثقه
-لالالا متسالنيش انتى لما تشوفى الحوار بعد م افرغه واظبطه هتنبهرى
-ورايا رجالة يعنى؟
-طبعا يابنتى ،ده انا ليلى مراد
-خلاص غنيلى انا قلبي دليلى خلينى اصدق انك ليلى مراد كده
قهقهت ليلى لانها لم تكن اول مرة قى سخرية احدهم من اسمها وتتلاقاه هى بصدر رحب
فاردفت بلقيس لها
-لابتكلم جد ، احنا ننقلك من الحوادث للباب اللى انا فيه
-ياستى بس شوفى ده وبعدها نشوف الدنيا
نظرت الى مطعم قد فاتت بجانبه ولم تقف ،فقد شغلها حديثها مع بلقيس شتت
انتباهها
-مممم نسيت اعدى اجيب اكل بسببك
-خلاص اطلبي فالبيت مش قضية
نظرت امامها بعدما نظرت للمطعم وتنهدت،ففوجئت باحدهم يعبر وسرعة قيادتها كما هى
فصرخت،انتبهت بلقيس بذعر لها
-ايه ياليلى فيه ايه
ليلى ليس باستطاعتها اجابتها، فقد دهسته بالفعل ،اوقفت السيارة وقذفت
الهاتف عالمقعد وخرجت من السيارة مسرعة بعدما ترجلت بخوف الى هذا المصاب
وتجمعت الناس حوله
حملوه الى سيارتها ، الى اقرب مشفى واسنانها تتخبط ببعضها
ودمائها احتل غليانها عروقها ،خائفه
ضائعة ،تائهه...كالعادة
ماذا ستفعل ،الى غرفة الطوارئ اوقفوها ليأخذوا البيانات..
حاولوا البحث معها على اوراق هويته حتى عثروا عليها
-اسمه ايه يافندم؟
بصوت مرتعش وهى ممسكه بالبطاقه الشخصية لدى هذا المصاب
-آسر فتحى راشد
-انتى اللى خبطيه
لم يسعها القول ،فهم البعض من الذين رأوا الحادث بالاجابه
-اه هى ،احنا شوفناها
فهم موظف الاستقبال بالمشفى بسؤالها
-لازم بيانات حضرتك...اسمك ايه
متلعثمه عيناها تملائها الدموع
-ليلى مراد عبدالحميد ..
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
#نور_إسماعيل
❞ ????❞ ????❞ ????❞
الفصل الثاني
مجرد خطأ لم تحسب له حساب ، جعلها تشعر بان العالم كله انقلب رأسا على عقب وهى بداخله..كما اعتادت ليلى ان تظل بحالها الروتينى دون أن يثقب كيس يومها المغلق ثقب صغير ليغير مساره.
فى ظل مصيبتها هذه، ضغطت زر الاتصال على كل شخص تعرفه ليس فقط لتستنجد به،بل لتعرف ماذا ستفعل فالخطوة القادمة ...هل الاقدار ستكون ضدها ويلقى هذا الشخص مصرعه وتصبح حياتها قد انتهت الى هذا اليوم ؟ سنرى!
" يخربيتك ،يعنى اليوم اللى تستلمى فيه الكركوبة دى من التصليح تعملى حادثه بيها
انا مش قولتلك 40مرة متركيبهاش تانى،دى علبه تونة مش عربية"
نظرت ليلى لحنين بنظرات مرتعبه ،تعلم انها مخطئه ولكن تحملت منذ قدومهم من اللوم مايكفى،خاصه لوم نفسها لنفسها فهو الحجيم ذاته!
-خلاص يا حنين من ساعة م جيتى وانتِ مش راحماها من الدش الساقع بتاعك ده
-بلقيس اطلعى من دماغى انتى كمان ،افرضى الواد اللى دهسته ده مات فكرتى فيها هتعمل ايه ساعتها
هبت ليلى وقد فاض بها الخوف كيلاً
-خلاص ياحنين عملتى عليا ضغط كبير بمجيتك ياريتنى م اتصلت بيكى
نظرت لها حنين بامتعاض وجلست الى اقرب مقعد بالمشفى
-انتو كده اللى يقولكم الحق تزعلوا منه
هنا ربتت بلقيس على ظهر ليلى كى تريح من حدة توترها وسألتها باهتمام
- يا حبيبتى مش روحتى الميعاد بتاكس، كنتى رجعتى بيه وروحتى خدتى عربيتك من عند الميكانيكى تانى يوم مش مشكله
اطلقت حنين لجام لسانها الذى لا يهدأ البته لتصب تعليقا ساخنا كعادتها
- لا ازاى مكتوبله يندهس الغلبان اللى جوة ده بعجلات الهامر بتاعتها
-شايفه استفزازها يابيلا
-دى حنين ايه الجديد يعنى
-اه صحيح القمر جوزك مجاش معاكى ليه ،احنا مش فمصيبه وهو محامى
مش ييجى يشوف نعمل ايه ولا هيقضى حياته نوم
زمت شفتيها بلقيس ولم تجب على سؤال حنين فقد علمت انه قد حان دورها
فتسلط سبابها عليها هى الاخرى، حتى فاجئهم خروج الطبيب لهم من غرفة المصاب
فهموا مسرعات بسؤاله..
-دكتور هو حالته ايه
اشار الطبيب لهم بالهدوء وانفرجت شفتاه للاجابه لكن الجمته حنين بسؤال اخر
-يعنى هيقوم منها ولا البت الغلبانه دى هتروح فشربه ميه!
نظر لها الطبيب بغرابة ثم اردف
- هو كويس العجل بس كان السبب فحدوث كسر عنده وصدمه العربيه المفاجأة
حصلتله كدمة شديدة ناحية الكلى اليسرى ،فهو هيفضل تحت الملاحظة خوفا من حدوث نزيف داخلى
وبعد الاشاعات ممكن يخرج
-طب انا كده يعنى جنائيا ايه انا خايفه
ضمت كفتى يديها ببعضهما لشفتاها ،حركة فى منتهى الطفولة حتى ضمتها لها بلقيس تهدئ
من روعها قليلاً،فأجابها الطبيب ..
-هو اكيد هيتعمل محضر ،بس كده الحوار بينك وبينه
يعنى جنائيا مش احنا المسؤلين ده حقه هو
-خلاص ندخلله ونشوف يعوز ايه ويخلصنا
قالتها حنين مندفعه فاثارت غضب الطبيب فتحدث مشيرا لما قالته هى للتو
-لا ع فكرة دى حادثه واصابه وعلاج اكتر من اسبوعين ، يعنى مش عافيه
لازم تساوو الموضوع ودى عشان قريبتكم متتأذيش
تركهم وانصرف الطبيب ،فنظروا لبعضهن الثلاث نظرات حيرة،ماذا هم بفاعلات
ليلى حقاً متورطه.
-انا استأذن انى ادخل له واتكلم معاه
-فكرة كويسه شوفى عاوز تعويض ولا ايه وفهميه انك مكنتيش قاصده
-جوزك فييين ياستى يفهمنا نعمل ايه ،ده ايه الهم ده
-يا حنين بطلى بقا جلال مشغول فالمكتب فالقضايا
-ودى مش قضيه سُقع جت من السما له اهو نشوف الست كروانه هتعمل ايه فيها
قبل م ياخدوها كلابوش
نهرتها ليلى بدفعه لها فى جسدها بسيطة وهى فى غاية التوتر
-بس بقا يا حنين بتقلقينى
اهتز هاتف بلقيس لتجد ان هناك اتصالا قادم من زوجها ،فهمت لتجيب
-الو ...ايوة يا جلال ،م انت عارف انا مع ليلى
طب هعمل ايه هما مش مع مامتك وقالتلى هتديهم الدوا بانتظام!
مينفعش اسيبها طيب أعتبرنى فالجريدة او فاى مشوار ،يووه يا جلال خلاص جايه
اغلقت الهاتف وهى تزفر بحدة ،فابتسمت حنين لها ابتسامه تحمل سخرية فى طياتها
-روحى ياختى، روحى لجوز القرود اللى خلفتيهم فساعه واحده وللتكالى اللى رامى كل الاحمال عليكى
-انا مش ناقصاكى بجد
احتضنت بلقيس ليلى ثم ربتت ع كتفها ، واخذت تلملم خصلات شعر ليلى على جانبي وجهها
لتقول لها برفق
-مضطرة امشى حبيبتى معلش غصب عنى، اهى معاكى حنين ادخلى له
وشوفى تساوى الحوار ازاى وانا هتابعك فون متقلقيش
غمرتها بقوة ثم القت لهم تحية سلام وانصرفت ،وقفت ليلى على حالها ليقطعها صوت حنين
-هاه ،هندخل نشوف المرحوم ولا ايه
صوت طرقتين خفيفتين على الباب لغرفة آسر بالمشفى ،ثم دلفت كلاهما ليلى وحنين بعدما استأذنا من الطبيب للتحدث معه والاطمئنان الى حالته..
-عامل ايه
انطلقت من شفتاها بهدوء صوت عذب،ترتعش رناته بخفه من الخوف وهذا كان ملحوظا للغاية
فحاول آسر ان يهدئ من حدة خوفها بابتسامة واهنه على جانب شفتيه ليجيبها باهتمام..
-انتى اللى خبطتينى مش كده
-اكيد يعنى هى مش واحدة من بقية عيلتك اكتشفتها انهاردة! ده ايه الذكاء المبالغ فيه ده
عبس قليلا باندفاع حنين بالرد عليه هكذا،ثم نظر إلى. ليلى التى ارادت تصليح الموقف
-انا اسفه،حقيقي مكنتش اقصد بس كنت باصه بعيد وو
-ولايهمك،انا كمان كنت معدى بسرعة
-يعنى انت دلوقت حاسس ايه ...او انا ممكن اعملك ايه
-هو انا بس جمبي واجعنى اوى من الخبطة ،ومش عارف هقعد اد ايه فالجبس ده
عندى شغل ومينفعش اتأخر عليه يوم
-لا شغل ايه ،بص انا ممكن اعوضك عن الوقت اللى هتقعده فالبيت ده عشان علاجك
-انا مش عايزك تتعبي نفسك ده قضاء وقدر وكان لازم يحصللى
-بس انا السبب وانا لازم ادفع تمن غلطتى دى
-ياستى متحمليش نفسك زياده ،هتتستر والله
هنا اندفعت حنين لتقول بلهجه حانقه مستفزة منهما الاثنين ،فهبطت كلماتها وسط حديثهم
كى تنهى هذا الجدال سخيف الطعم
-ماتخلصونا!! انت يابنى لازم تقوللها تعوضك ازاى عشان بصراحه فيه محضر هيتفتح
وس وج وده يوديها فداهيه وهى مكانتش قاصدة
فلو سمحت تنجز عشان خلقنا ضيق جدا ، زى م انت شايف هى بنى ادمه كيوت متستحملش البهدلة
لو انا اللى كنت خبطك كان انا وانت نفس طويل قصاد بعض ونشوف دنيتنا ايه بالظبط ياهندسه
فلخص احنا نعتبر قربنا ع نص الليل وهى لازم تروح وكنا مستنين جنابك تفوق
هاه...قولت ايه ؟
نظر لها آسر رافعاً احد حاجبيه ،ماهذه الفتاه؟ايكمن بداخلها راديو
لتفرغ كل ماقالته للتو دون ان تتعثر بكلمه واحدة!
او انها رجل دفاع متخفى في ملامح انثوية بعض الشئ،على عكس هذه التى ينبعث منها كل معانى الرقةوالجمال ...براءه طفله واكتمال انثى فى صورة لا ينقصها شئ..
كز آسر على اسنانه ،محدثا نفسه لو كانت هذه صاحبة تصادمه بالسيارة لا كان صفعها درسا قاسيا لا تنساه بسبب طول لسانها هكذا دون وجه حق .
ولكن هو مدرك انها لست هى الفاعلة وانما الاخرى...فماذا عليه ان يقول؟
#نور_إسماعيل
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
"بيبي اجبلك سندوتشات معايا من الكافتيريا ولا كولا بس؟"
رفع نادر وجهه عن الكتاب الذى امامه ليجيبها..
-ميريهان بلاش بيبي انتى عارفه بتفقع من الدلع المايص
جلست بجانبه وهى تضحك بصوت عالِ مُلفت بعض الشئ،وامسكت ذراعه بحب
-ليه بس يابيبي ،ده حتى بيبي لايقه عليك اوى عشان وشك بيبي فيس
وشعرك ابو خصلات طويله ده عاملك شكل كيوتى اوى
هز رأسه بتعجب وهو مبتسم ونظر الى الكتاب مرة اخرى،فقطعت انتباهه للمرة الثانية
-نادورتى..فكك من المذاكرة بقا م احنا عارفين ان احنا هنترفع هنترفع يعنى ايه الجديد؟
نظر اليها بحنق واجابها عالفور وكأنها ارتكبت خطا سقط من بين كلماتها العفوية
-ايه نترفع دى! دى كلمة تقولها بنت ؟
مطت شفتيها صامته لاتدرى بما تجيبه
-وصوت ضحكتك العالى اللى كذا مرة اتكلم فيه ،حصل ولا لا يا ميريهان
تأبطت بإحدى ذراعيه ،ومالت برأسها على احد كتفيه وابتستوابتسمت تهدئ من حدة
انفعالاته قليلاً
-خلاص بقا معدتش اعمل حاجه بتضايقك
انفرجت قسمات وجهه قليلا،ثم اخذ ينظر حوله
-طيب بس عشان ميبقاش شكلنا ملفت ياميرى
حاول فك ذراعه منها فظلت على ابتسامتها كما هى
-حاضر ياقلب ميرى من جوة
رجع الى تركيزه بما امامه وهى ظلت بجانبه صامته ،حتى اتت بعض الفتيات زميلاتها
وهمت واحدة منهم بطرح سؤال على ميريهان
-ميرا، هاه قررتى نروح بليل سينما الفيلم الجديد ولا ايه
انتبه نادر ونظر لها بغضب،فتلعثمت هى واجابتها
-مانا قولتلك هبقى اكلمك ..فيه ايه
-لا انجزى عشان نبقى عارفين ومتأخريناش
بإرتباك اخذت توزع ميريهان نظراتها بين نادر وزميلاتها،فاردفت
-بصى هشوف وامشى دلوقت
انصرفن زميلاتها ،فاردف نادر بسؤال يحمل فى رنة صوته الغضب المكتوم
-كنتى ناوية تخرجى من غير ماتقوليلى ؟
تلعثمت ميريهان وحاولت تهدئة رد فعله بان تمسك بسبابتها سبابته برفق
-بص كنت هقولك اكيد قبل م اروح
-يعنى كنتى مقررة ومش مهم رئيي؟
-لا يا حبيبي مكنتش...
هم بالقيام منزعجا ،وعدل من ثيابه ولملم اشيائة الخاصه وعلى عبوسه كما هو
-براحتك يا ميريهان
-طب رايح فين
لاحقته فتوقف حتى لا يلفت الانتباه لهم وهذا مايزعجه كثيرل
-بصى سيبينى دلوقت،انا مبقولش اى حاجه بتتسمع وفالاخر بتعملى اللى فدماغك
فلو سمحتى متجيش ورايا
-خلاص مش هروح يا نادر ، متكبرش الحكايه احنا كل يومين متخاصمين تقريبا
قالتها برجاء جعلته يتوقف مكانه لبرهه..تنفس بعنق ثم اردف
-انتى السبب اننا كل يومين متخانقين،عقلك ده عقل اطفال وانا مبحبش كده
وعلى طول انبهك وانتى زى م انتى
-خلاص والله اخر مرة..عشان خاطرى
-طيب مش عاوز عيونك تدمع،انتى عارفه انى بتخنق لما تعيطى
ناولها محرمه ورقيه لتمسح دمعاتها التى انهمرت اثر المشادة الحادثه بينهم
فاخذت تمسحهم وهى مبتسمه لتلقِ عليه احد لوماتها له الدائمه..
-يعنى لو كنت مسحتهملى كان حصل لايدك حاجه!
-امسحلك دموعك فالجامعه يا ميرى،اتهبلتى !
عاوزة ناخد فصل
-طب ايه رأيك ناخد فصل احنا الاتنين وندور نسرح بليمون على عربية كارو
انطلقت منها ضحكتها العفوية العاليه،بحركه لا ارادية كتم فمها بيده فزادت ضحكاتها
وضحك معها وهى يدفعها فى جبهتها برفق.
#نور_إسماعيل
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
على الهاتف كانت تطمئن ليلى على صحه آسر بعدما وضحت الفحوصات التى خضع لها ان لايوجد نزيف او اى شئ خطير به يذكر سوى تلك الجبيرة التى تحيط بساقه!
وها هى بلقيس اتت بصحن من الحلويات وجلست امامها ما ان تنتهى من محادثتها وتخبرها بالجديد..
-طيب كويس، بس نزلت شغل على طول كده
-اعمل ايه ،اكل العيش بقا
-سلامتك يا آسر ،ياريت تاخد بالك من نفسك
-كل حاجه على الله ياستى،بصى لاتحسبي للى جاى ولا للى فات ربنا بيكتب واحنا بس ادوات ماشيه
-حلو التواكل ده ، نفسي اغمض عينى واسيب كل حاجه تمشى زى ماتمشى لكن عيبي عقلى شغال 24ساعة
وخايفه من كل حاجه
ضحك آسر بخفه واسترسل كلماته الهزارية على مسامعها
-بس انا عتقتك من خوفك اننا ندخل فقضايا وتعويض وليلة بيضا
ضحكت ليلى ،فأشارت بلقيس بان تغلق المحادثه حتى تستطيع ان تجلس معها قليلا قبل
قدوم زوجها من الخارج وتنفرد باخبارها من وقت الحادث تتابعها من بعيد .
-بص هقفل دلوقت وخد بالك من نفسك اوك
-ماشى،تعبك معايا ياليلى بسؤالك عليا كل شوية كده
ابتسمت بهدوء وقامت بارجاع احدى خصلات شعرها الى خلف اذنها واحمرت وجنتاها قليلا
-على ايه ي آسر ،دى اقل حاجه اعملهالك ولو عوزت اى حاجه كلمنى
نظر آسر امامه فوجد سيارة تدخل محطة السولار (بنزينه( مكان عمله ،فقام يتعكز على عكازة قليلا ليقوم بملئها ب السولار اللازم لها
-مضطر اقفل عشان اشوف العربيه اللى جت دى ،يلا سلام وطمنينى عليكى
اغلقت ليلى الهاتف وتركته جانبا،ثم نظرت الى بلقيس التى تتابعها بنظرها حتى انتهت..
-ايه بقا،ايه اخباره ؟تعرفى طلع ولد شهم وجدع لا جاب سيرتك فالمحضر ولا ارقام عربيتك
-انا من وقتها عاوزة اعمله اى حاجه عشان جدعنته دى ، تعرفى ي بيلا بيشتغل عامل بنزينه وتقريبا حالته المادية منعدمه
ومرضيش باى تعويض مالى منى ،تخيلى!
-فيه ناس كده عزة نفسهم اهم من اى حاجه
نظرت ليلى حولها كأنها تبحث عن شئ فانتبهت بلقيس
-ايه ياليلى فيه حاجه
-لا بس مش سامعه صوت الولاد
تنهدت بلقيس بارتياح وارجعت ظهرها للخلف قليلا
-بتفكرينى ليييه،نايمين اخيرا ،عارفه مصيبه اللى تخلف تؤام مبيبقاش عندها سنتى راحه فحياتها
احست ليلى بالشفقه تجاه بلقيس وربتت على كف يدها بحنو
-بصراحه الله يكون فعونك،اتدبستى فجوازة بسرعة وخلفتى ع طول واتنين كمان
حاسه انك بقيتى تايهه يا نعمة اوى
ابتسمت بلقيس حينما سمعت اسمها المحبب لها اكثر تتفوه به ليلى
-تعرفى انك الوحيده اللى ساعات بتقوليلى نعمة
ابتسمت ليلى بوهن واردفت لها
-اسم ماما ..خالتو كانت بتحبها اوى ،لكن اونكل بقا صمم على بلقيس قال ايه
كانوا فاكرينك ولد وهيسموكى قيس وجيت انا بعدك بقوا يتريقوا قيس وليلى بلقيس وليلى
ضحكا الاثتنين معا وهما يطرقا كفا بكف ويتمايلا إثر ماذكرته ليلى ،فرن جرس هاتف ليلى
فانتبهت واخذته،ثم اتسعت حدقه عينها بهول مفاجأة،فهمت بلقيس بسؤالها
-ايه ..مين
لوحت شاشة الهاتف الى ناظرى بلقيس لتجد المتصل
"نزار ادريس"
#نور_إسماعيل
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
"بس ايه يابت يا حنين ،ادتيله على عينه انتى عدل!"
عدلت حنين من ثيابها بتفاخر وهى ترفع انفها بِ كبر مضحك وتردف
-يا بنتى حنين عبدالله،بتهزرى عاوزانى احط سكريبت اعداد اسئله لشخصيه تقيله ضيف فحلقه ماوراء الستار
اى كلام ولا ايه؟ لا طبعا ده انا طلعت عينه
ضحكت زميلتها بالمحطه الفضائية واكملت الحديث لها
-خايفه عليكى يابنت اللذين تروحى ورا الشمس بسبب ثورتك دى
ضحكت حنين وهى تهز رأسها استهزاءا من تلك البلهاء التى امامها
-شكلك لسه متعرفيش حنين عبدالله عشان لسه جايه جديد فالمحطة
انا يا امى بعون الله لا بخاف ولا بكش من حد ،وبقول يا اعور انت اعور فعينك بحب النور وابص فقرص الشمس وانا فاتحه عينى كمان
-اوعى بقا اللى زيك فعلا ميتخافش عليه
اثناء حديثهم ،هرول احد زملائهم الشباب وتوسط وقفتهم وقال بلهجه حزينه
-يا جماعه حد عرف باللى حصل عند ابراهيم
تساءلت زميلتهم بينما وقفت حنين صامته تتابع
-ايه ماله
-مامته فالعنايه المركزة،وقعت امبارح بليل وتقريبا حالتها خطر وليها عمليه وهو معهوش ولا مليم
فانا وبعض الزملا فكرنا نلم اى حاجه نقدر عليها ونديهاله ابراهيم مش بيسيب حد مننا
التوت شفتا حنين وخلعت نظارتها الطبيه ووضعت احد ذراعيها بفمها ثم بادرت بسؤال لزميلها
-وهو ابراهيم فين
-جوة فأوضه الاعداد
-تمام
انصرفت حنين لغرفة الاعداد فوجدته يهاتف شقيقته بلهفه،من الواضح ان بالفعل ماسمعته كان صحيحاً
وان والدته بحاله خطر
ف انزعاجه بهذا الشكل المزرى غريب عليه ،هى اعتادت عليه يطلق النكات والسخرية طيلة الوقت
وابدا مافارقت البسمة شفتيه..
-ابراهيم عايزاك فكلمه بس بعد م تخلص
قالتها له فانتبه وهم بالاسراع فى اغلاق الهاتف حتى يكون بكامل انتباهه معها دون تشتيت..
كانت هى تقف تنتظره واضعه كلتا يداها بجيب بنطالها وتهتز مكانها وتلتوى فِ شفتيها وتنظر فالفضاء اسفل قدميها حتى انتهى ..
-خير يا حنين
-بص انا عرفت ان مامتك تعبانه ، انا معايا مبلغ حلو بابا شايلهولى قال عشان جوازى
طبعا انا لا هتجوز ولا هبيع حمص انا هديهملك
اتسعت حدقتا عيناه ونظر لها بتعجب،ماهذه سهام الشهامة التى تنطلق من عيناها وتخرج من ملئ فمها؟
-لا يا حنين ،انا عارف انك بتحاولى انك تساعدينى
انا هتصرف
-يوووه متقلبش دماغى ابوس ايدك خدهم واخلص ولما ربنا يفرجها ردهم جزء جزء
-بس دول عشان جوازك
-يابا مين يتجوز يابا فوق من السطله والنبي،انا لابتاعت جواز ولا حمل ولاخلفه انا نازلة باوبشن اعيش ذاتى كده
فالله يكرمك متسحبش معايا كهربا كتير وتيجى معايا اسحبهم من البنك واديهملك..آمين !
ابتسم ابراهيم رغما عنه، فهو يشعر بسعادة عارمه ليس فقط ل هذا الموقف النبيل منها،بل لانها فضلت مصلحة له عنها ...بل ما يُفضل ذِكره هى انها عندما علمت بحجم كارثته اسرعت على الفور ان تكون بجانبه
ياترى ما الذى بها لا يُعشق!
-ايييه هتفضل فاتحلى بوقك زى السمكة اللى حد مصطادها كده،يلا بينا قبل م البنوك م تقفل
وابقى سلملى على امك ياض
اغلق شفتاه ومطهم باستياء،فهى لا تكمل صنيعا معروفاً الى النهاية ...ابداً!
#نور_إسماعيل
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
فى مطعم شديد الفخامة،كانت هناك طاولة تحمل اسم "نزار ادريس" بإنتظاره هو وضيفته الكريمة
ليلى مراد!
ما الذى حدث بمكالمته الهاتفيه السابقه؟
دعونا نعلمكم سريعا، بعد القاء التحيه وبعد كلمات المجاملة المعتاده..قام السيد نزار بدعوة ليلى لعشاء احتفالاً بنشر حواره بالجريدة التى تعمل بها بهذه الطريقه المنمقه ووضع صورته بهذه الهيبة اعلى الصفحه..
فالبداية تلعثمت ليلى وابتلعت ريقها اكثر من مرة ،واصبحت بين كل كلمة والاخرى تبلل شفتيها وهى تحاول من تباطئ انفاسها قدر الامكان..
فهى غير معتاده على هذه الدعوات، او الاحتفالات بخاصه من رجل بحجم نزار ادريس..
رفضت دعوتة بشياكه بعدما ترددت فالرد عليه مراراً كعادتها،ليلى تلك الفتاة التى تترك الاقدار فى كل مرة ان تسوقها الى حيث اى مكان ستكون..
تترك الامواج تتقاذفها يمينا ويسارا دون اى مجهود منها بالرفض او القبول،متردده وخائفه ..حساسه وحائرة
تترك غيرها الامر فى قرارها.
حتى هذا الرفض كان إشارة من حنين وليس من منبعها هى..
ولكن عندما تكرر الحاح نزار عليها، قررت قبول دعوته وكان السبب فى هذا هى بلقيس..
ارتدت فستاناً رقيق جدا ،يتشكل لونه بين الوان الطيف كلها ويتوسطه ورده مصنوعه من الزجاج اعطته شكل براقاً.
مشطت شعرها بفعل مكواة الشعر الكهربائية،جعلته اكثر انسيابيه على كتفيها، ارتدت حذاء ذو كعب عالٍ نظرا لقصر قامتها،ارتدت بيدها اليمنى بإصبعها الاوسط خاتم له نفس الوان الفستان.
تعجبت من هذا الذى يطرق عليها الباب للتو،هى سمعته جيدا السائق الخاص لنزار بك ادريس
ارسله لها لتذهب الى حيث دعاها بسيارته الخاصه.
تفاجئت وتحدثت اليه هاتفيا انها ستذهب بسيارتها قديمة الطراز،رفض واستطاع اقناعها بان تهبط مع سائقه الى السيارة
هبطت فوجدته بالداخل،احست بكثر من الاحراج .
وفى الطريق لم تتفوه بكلمه بينما كانت تنظر عبر النافذه هربا من نظراته..
وصلا معاً،فأخذ بكف يدها ليدخل بها الى المطعم بمشهد وكأنها اميرة حفل..دلفا حتى وصلا الى طاولتهما
فتح لها المقعد جلست ف جلس هو امامها مباشرة.
-انتى مكسوفه كده ليه
انتبهت !الى هذا الحد يظهر عليها الارتباك ...اعتدلت فى جلستها وعدلت من وضع شعرها بحركه متوترة عدة مرات
وتنحنحت ثم قالت له ..
-لا بس انا متعودش اخرج واحتفل...مع راجل بحجم حضرتك
ابتسم وزفر بارتياح ثم قال
-انتى صحفية،تخيلتك اجرأ من كده بمراحل
-مش فكرة جرأة،انا بس مش متعودة ،وبرتبك واتلبخ ف اى موقف جديد عليا
-طيب بس ريحى نفسك عن كده ، دى مجرد مقابله عادية
وياستى انا بجد مبسوط انك اخيرا قبلتى دعوتى
ضربات قلبها تتصارع،مايريد هذا الرجل منها؟ نظراته تتحدث بشئ اخر اكبر من الاحتفال بحوار عابر!
وهل هو يقابل كل من تحاور معه سابقا؟
-حضرتك اكيد عملت كذا حوار قبل كده ، كل مرة كنت بتحتفل كده
اجابها على الفور واثقاً من كلماته
-لأ
اتسعت حدقة عينيها بتعجب،فاكمل لها
-اولا بلاش كلمة حضرتك،انا مش كبير اوى كده
-بس كبير مقام
-اعذرينى يا ليلى مبحبهاش...انا اسف تحبي اقول يا استاذه ليلى؟
زفرت ليلى وبللت شفتيها وأردفت له
-لأ طبعا ،ليلى عادى
-يبقى انا كمان نزار عادى
قبل ان تنطق بكلمة اخرى،كان قد اقبل النادل بقائمة الطعام لهما ،اخذاها وانصرف
-المطعم ده انا متعود اتعشى فيه ، انا هطلب سمك
ضحك بخفه ثم عاود حديثه
-بيعملوه هنا هايل،وكمان انا من انصار اللحوم البيضا
ابتسمت ليلى ، واخذت تجارى حديثه قدر استطاعتها
--اوك وانا كمان هطلب سمك زى حضرتك
-قولنا اييه
تنحنحت ونظرت للاسفل ثم رفعت عيناها له،عيناها!
ياسبحان المعبود ...ماهذه اللؤلؤتان الهابطتان من الجنة!
الا لو كانت شقراء ماكان ظهر جمالهم ب هذا الحد،فلون شعرها البندقى جعلهم اكثر تميزا وجاذبيه..
تم تنزيل الطعام على طاولتهم، حاولت ان تأكل وتتخلص من خجلها قليلاً
بينما هو يحادثها عنه تاره وعن الحوار التى اقامته معه تاره ،وعن سؤالها بطيات الحديث ان كانت مرتبطة ب أحدهم ام لا!
تتجاذب اطراف الحديث معه وبداخلها الف تساؤل ، ماذا يريد ذاك النزار منها؟
هى تتفهم نظرات الاعجاب بها جيدا،فقد مر بها من العمر ما يجعلها اكثر وعياً وإدراكا.
انتهى العشاء واصطحبها الى منزلها من جديد ..هبطت من السيارة فترجل معها لبوابة المنزل
وأوقفها
-كنت عاوز اشكرك ان بسببك انا اكلت بنفس مفتوحه
-ميرسى،انا كمان كنت مبسوطه بدعوة حضرتك...اقصد بدعوتك
-اتمنى تتكرر
كعادتها المستلسمه ،صمتت فيهيأ للذى امامها انها راضيه ،لكنها لاتجيد فن الرد او الصد
ستظل بلهاء فى هذه النقطة حتى لو قاربت على انتهاء العقد الثانى لها..
-كان وقت ظريف ،تصبح ع خير
-ليلى استنى..
توقفت ونظرت له باهتمام،من الواضح ان بداخله شئ هام يريد البوح به
-نعم
تنتظره يتفوه بما اوقفها بسببه،فصمت تماماً
يا الله ...ماهذا الرجل ؟
-فيه حاجه ؟
-لا ..كنت بس هقولك انهاردة انا شوفت القمر والشمس متجمعين فشخص واحد
بس من هول مفجأتى بجمالك معرفتش اقولك كده من بدرى
ابتسمت مجامله له وقامت بحمل ذيل فستانها ودخلت بعدما القت عليه التحيه
واغلقت البوابة الحديدية خلفها واختفت عن انظاره فور الدقائق..
فور صعودها وتبديل ملابسها وإراحه قدميها من هذا الكعب السخيف،كانت تفكر بعينيه ونظراته لها
بحديثهما الطويل الذى لم ينطق منهما حرفاً.
لهذا الغموض الذى يحيطه،والذى اقحمها دائرته رغما عنها..
ظلت تفكر ، امسكت بالهاتف
وحدتها جعلتها طيله الوقت تلجأ لمن حولها ليقوم بإسنادها، ضغطت باسم بلقيس
رن الجرس حتى انتهى ولم تجيب..
زفرت بضيق،فهى تعلم انها من الممكن ان تكون مشغولة باطفالها او زوجهافى هذا الوقت
اتت باسم حنين وضغطت الزر
ولم تجيب هى الاخرى،من الواضح انها نائمة حنين تقدس كل شئ وتعطيه حقه حتى النوم
زفرت بحنق والقت بالهاتف بعيد حتى اتاها صوته يرن
فاسرعت لتأخذه مفكرة بأن واحدة منهم قد رأت اتصالها فعاودت اتصالها بها،ولكنها وجدته آسر
نظرت للساعه امامها تعجبت الوقت متأخراً،ولكن هى بحاجه الى الكلام مع احدهم خاصة بعد العشاء الغريب هذا،
اجابت الاتصال وعلى الفور اتاها صوته من الجهة الاخرى..
-معرفش حسيت انى عاوز اكلمك فاتصلت ،اسف لو ازعجتك
تنهدت بارتياح وردت عليه مجيبه بلهجه هادئه
-مفيش ازعاج يا آسر،انا كمان عاوزة اتكلم معاك..
-انا سامعك ياليلى
-بس انت قولت عاوز تكلمنى،قوللى الاول كنت بتكلمنى ليه
-لأ...انا كل الى كنت عاوزه نتكلم،لكن واضح ان انتى اللى عندك كتير
قولى يا ليلى انا سامعك ..
اراحت ظهرها الى الأريكة ونظرت جانبها لشعاع القمر الذى يطل من نافذتها وبدأت تخرج مافى جعبتها له..
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
#فيولين????
{عهد الثالوث} 2019
#نورإسماعيل
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
الفصل الثالث
(فى الوقت الحالى)
كل شيء له فرصه ثانيه ، إلا الثقة.
كانت هذه كلماتها التى كتبتها للتو فى دفترها،دفترها وردى اللون الذى يحمل على غلافه صورة مرسومه للشخصية الكارتونية "سندريلا" وقد اعتلاه مكان مخصص للقلم وقفلاًيتم غلقه بعد انتهاء الكتابه..
اسرارها..ذكرياتها...مواقفها،عالمها الخاص الذى لايعلمه احداً سواها بداخله..
يرافقها فِ عهدها الاخير طيلة الوقت ، بداخلها مقتنع ب أن كل ماواجهته من مواقف وتجرعته من الالام وانسابت بداخله من سعاده،يجب ان يذكر ويدون ويبقى خلفها حتى وان رحلت!
اهتز هاتفها يعلن قدوم رسالة على برنامج (الواتساب) تناولته وفتحت لتجد الرسالة منه هو، ابتسم ثغرها عندما وقعت عيناها على اسمه ،وكانت الرسالة هى مقطع لاغنية
فتحته فانطلق صوت المطرب بتلك الكلمات..
"ليلى...بقت ليلى اللى انا مجنونها ،كاتب الف قصيدة لعيونها
راسم شكل حياتى بعيونها، ليلى...شايف ليلى اللى انا مختارها
ليالى عمرى هى قمرها..بضحكه تنورها..اااآه"
دقات قلبها تكاد تكون مسموعه لمن يبتعد عنها ليس بقليل، لاشك ان هناك سعادة بالغه
الحدوث عندما وقعت على مسامعها كلمات تلك الاغنية ب إسمها،ومنه هو!
قامت بالاستماع للاغنية بانصات،حتى قطعتها صوت مساعدة طبيبها
(تتحدث اللغة الانجليزية)
-سيدة ليلى ، ميعاد جلستك الآن
انتبهت ليلى ،ف اردفت لها ب اهتمام بنفس اللغة
-حسناً.. انا قادمة
اغلقت دفترها،واعادت القلم الى مكانه ..حتى رأته يقف هناك ينتظرها كى يكون عوناً لها اثناء الجلسه ككل مرة..
#نور_إسماعيل
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
)فى وقت مضى)
فى إحدى المقاهى الراقية(كافيه) كانت تجلس ليلى برفقة آسر الذى اصبح حديثاً
رفيقها الدائم،رفيق احاديثها واخبارها ويومها ب أكمله..
وضع رأسه مستنداً إلى كفه يستمع اليها ويستجوبها كعهده..
-انا مش فاهمك يا ليلى طيب ،واحدة واحدة عشان انا اتلخبطت ف كمية الاحاسيس والمشاعر اللى انتى مش عارفاها دى ومطلوب منى انا اعرفها
رفرفت بِ أهدابها عدة،وزفرت بعمق ثم اردفت له
-يابنى افهم،نزار ادريس ده يعنى راجل مش محتاج اصلا انه يلفت انتباهى
هو راجل مركزه وشكله يخلى اى بنت او ست تنتبه له
ومع ذلك مكالماته ليا واهتمامه مخليينى مش فاهمة هو عاوز ايه وغرضه ايه من اهتمامه ده
اراح آسر ظهره للخلف على المقعد ،وكتف ساعديه على صدره
-ليلى انتى غبيه ولابتستغبي!باين جدا هو عاوز ايه معجب بيكى،ده اى حد حمار يفهم مع احترامى لحضرتك
اتسعت حدقه عيناها ولكزته بقوة بقدمها الى قدمه فتأوه وهو يضحك فاردف لها
-اه والله ،يعنى بيهتم وبيتصل وهيموت ويقابلك تانى وانتى بتتهربي وبتتحججى يبقى ايه
-يعنى انت شايف كده
-المهم انتى شايفه ايه ياستى
تنحنحت وهزت رأسها بعدم فهم ،ابتسم واكمل حديثه لها
-ليلى..انتى مش حاسه ب أى حاجه ناحيته؟
فكرت ل ثوان صامته ، ماذا تجيب
-ايه سؤال صعب
-اصبر ي آسر،انا نفسي عمرى م فكرت فالنقطه دى بتاتاً
عقد حاجبيه واردف لها
-لا لازم تفكرى، ليه مستغربه ليه بتسالى ليه بتهربي منه
حاسه ايه ناحيته
-حتى لو فيه احساس،،،ده اكبر منى ييجى ب15سنه
رفع آسر رجل على الاخرى واتبع حديثه لها
-ده سن النضج ياستى الاربعينات ده ،لو دى العقده يعنى
غيره
ابتسمت بطفولية واردفت له بعيون تشع براءه كعهدها
-آسر ،هو انت مش وراك حاجه غيرى
ضحكت بخفه ،فضحك معها واردف لها
-اه ياستى دنيتى فاضيه ومفيهاش غيرك
انا مفيش فحياته غير الشغل وانتى وكاظم الساهر
لكمته فى كتفه برفق وثغرها يتبسم ليظهر وهج نور عينيها الفيروزيتان
-قبل شغل البنزينه كنت شغال ايه؟
زفر آسر كأنه يستعد لإفراغ حديثاً طويل الشرح متثاقل على صدره..
-بصى ياستى انا خريج سياسه واقتصاد،طبعا قولتلك بس مقولتش
انى فتحت انا واصحابي مطعم اكلات شعبية وسميناه متدفعش فلوس
ضحكت ليلى على المسمى وهى تضع كفها الى فمها فى خجل
-اه والله ،هو كان ماشى زى الفل لحد م حصلت مشكله بين اتنين منهم وفضينا الشركه والمطعم
باهتمام سألته
-وبعدين
-بس ياستى ،اتكحرتت من شوغلانه لشوغلانه عشان اكل عيش
لحد م وصلت للبنزينه
تنهدت ليلى ب أسى لحاله ،ونظرت له
-يعنى خريج كليه من كليات القمة،ودى شغل تشتغله برضو والله حرام
-اهو احسن من مفيش ياليلى الشغل مش عيب
بنفس راضيه نطق بالاخيرة وعيناه مبتسمه،فاردفت له
-بس مننكرش انك حلمت بواقع غير ده
نظر للسماء وزفر زفرة حارة قوية ثم قال
-اكيد طبعا حلمت ،بس مفيش حاجه حلمت بيها او اتمنتها
ولاقتها ولا كانت من نصيبي،وع فكره راضى وقانع ومبسوط
نظرت له ب إعجاب شديد،حقا شخصية فريدة من نوعها تستحق الاعجاب والتصفيق لها بشدة
-طيب لو لاقيت لك اى حاجه عندنا فالجريدة
ضحك كثيرا ف تعجبت ولم الضحك؟
-ماليش فشغل الصحافه والكتابه ،بتخنق
-الحق عليا ياعم عاوزة اساعدك
رن هاتفها فاخرجته من الحقيبه ونظرت لشاشته لتدرك هوية المتصل
-دول الجريدة،انا همشى بقا تعالا اوصلك
-طيب يلا بينا
ترجلا الى سيارتها ،وادارت مفتاحها وانطلقت الى حيث عملها وعمله هو الآخر،على وعد ب لقاء
هاتفى ليلاً ل يكملا ماحدث فى يومهم كالمتعاد.
#نور_إسماعيل
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
بعض المكعبات والدمى متناثرة حول الصغيران (عيسى ونوح) اولاد بلقيس فى شقة
جدتهم والدة ابيهم،وها هى تضع بعض المقرمشات بجانب الشاى وجلست الى الاريكه امام للتلفاز
_كلى يابيلا عاملاهم بايدى على فكرة
ابتسمت بلقيس لها وتناولت واحدة وكوب الشاى الخاص بها
-تسلم ايدك يا طنط مقدما،عارفه انك مبدعه فيهم
تناول نادر احداهما هو الاخر ،ووجه وجهه الى بلقيس يكمل حديثه هامسا تكاد تسمعه هى
حتى لا تطلع الى سره والدته ،فاغتنم فرصه انشغالها بالعرض الدرامى بالتلفاز واردف
- انا نفسي مش عارف ،مينفعش مكونش اد الوعد
-طب وزنقت نفسك ليه السنة دى
-مانا معجب بيها يابيلا
-طيب بص، انتو متفاهمين مش كده
-تقريبا
هزت بلقيس رأسها بعدم استيعاب
-يعنى ايه تقريبا
-بصى، فكرة انها بتحبنى وجدا كمان دى ميختلفش عليها اتنين
فكرة انى مقدرش استغنى عنهابرضو ميختلفش عليها اتنين
هى اه فيها شوية حجات عاوزة تعديل ،بس المجمل هى كويسه وبنت ناس
وطيبة
هزت رأسها متفهمه له، واردفت بصوت خفيض
-انا عندى فكرة،قولها الخطوبة نخليها بعد التخرج تكون انت مسكت شغل عالاقل وهى طالما بتحبك اوى كده هتستنى ..
-وحوار العرسان اللى خانقنى ده
ابتسمت بلقيس ،فهى تعلم معنى الوقوع فى شرك الحب وعدم الاستطاعه للفرار منه
-حوار العرسان ده هى هتعرف تخلص منه ،صدقنى احنا ك بنات طالما خلاص ظبطنا امورنا ع حد بنعرف نطلع باى تلكيكه وهى والله هتستناك بس انت خليك اد الوعد
تنهد نادر وقال بصوت هامس يحمل هماً كبيرا
-خايف مكونش اده
-ليه بتقول كده
قطع سؤالها ،دلوف جلال من الباب ووجهه عابس
-توقعت انكم هنا اما سمعت صوت الاولاد
انتبهت والدته له ،نبره صوته تخفى وراءها امراً ما
-مالك يا جلال،فيه حاجه فالمكتب ولا ايه
جلس واسند حقيبة اوراقه جانباً،وفك رابطه عنقه بتباطئ وكلهم منتبهين له
-البنك هيحجز عالبيت والمكتب والعربية وكل حاجه
دبت والدته على صدرها فى هول
-يانهار اسود
انتبه نادر فقال بهدوء
-ليه ...عشان القرض
اردف جلال وهو ينظر للفضاء فى نقطة واحدة امامه
-طبعا عشان القرض اللى خدته اسدد بيه فلوس تنكيس البيت وبنى شقتك
والعلاج للاولاد السنين اللى فاتت
انزعجت بلقيس وزفرت بضيق،بينما نظرت والدته لابناءها الاثنين منتظرة اى منهما تنفرج شفتاه
بحثاً عن حل، ف اردف نادر
-لو بعنا البيت قبل الحجز...
قاطعه جلال بسخرية
-نبيع البيت ونعيش فين ، فالمكتب بتاعى! ولا فالجريدة عند بلقيس؟
وباقى مصاريف علاجهم اللى هيفضل لكام سنه قُدام
-طيب والعمل ، كده كده احنا هنترمى فالشارع هتعملوا ايه
مكنتش بتسدد ليه يا جلال
نطقت بالاخيرة والدته تحملهم عبئ فوق اعبائهم، فنظروا اليها ليردف جلال
كاظما غيظه
-كنت بسدد ،بس فالفتره الاخيرة المكتب يدوب مكفى مصاريفنا وبلقيس بتساعد بفلوس علاج عيسى ونوح
-ياااربي ! طب والعيال دول اللى جم ليهم اكل وشرب معين وعلاج بالشئ الفلانى ويا كده يا يحصلهم حاجه
هنعمل ايه
هنا انفرجت شفتا بلقيس وهمت بالايجابه
-متشلوش هم ياجماعة، انا عندى مبلغ وديعة متشال من زمان ،ده غير شوية دهب عندى
انا هبيع واشوف مبلغ القرض كام ونسدده
وحتى لو منفعش، هستلف الباقى من حنين او ليلى الاتنين برضو عندهم مبلغ متشال
ودول اهلى وهيوقفوا جمبي
فعر فاه نادر غير مستوعب،ا يقعوا من سابع سماء ل تتلقفهم هى!
ا حقاً الحل جاء بهذه السرعه ودون اى مجهود؟
حقاً ذات اصل ويجرى فى شريانها دماء نقية حتى تفكر هكذا بكل ماتملك كى تساعدهم،فى وقت آخر كانت ستفكر فى نفسها واولادها وتتركهم وترحل لتصيبهم المصيبة وحدهم..
اما جلال فقد كان هناك مشهد رومانسى بالغ الافتعال،لو كان هناك كاميرا تصوير لا كانت حصلت على لقطة للذكرى الجميلة الخالدة..فقد هرول ناحيتها يقبل رأسها وكلتا يداها غير مصدق بما نطقت به لتنقذهم من عار ودين يؤرقهم لاحق بهم لامحالة..
اما عن والدة زوجها فقد تنفست الصعداء وشكرتها بعدة كلمات بسيطة واجبه فى موقف كهذا،وبداخلها ك أى (حماه) تتحدث الى نفسها " كان من الاول وديعتك دى تشيل علاج عيالك اللى انت جيباهم لينا عيانين قبل المصايب دى كلها..يلا نصيب!"
-يبقى يتكتب البيت ب إسم بيلقيس لو هى اللى هتدفع القرض!
نطق بها نادر فى اندفاع فنظروا اليه اخيه ووالدته عاقدين حاجباهم،اما بلقيس فقد تعجبت
بما نطقه للتو من اقتراح لتأمين حقها ورداً ل جميلها طول العمر..
#نور_إسماعيل
❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????
" الف سلامة عليكى يا طنط أجر وعافيه"
نطق بها احد زملاء ابراهيم الذين أتوا ليطمئنوا إلى حال والدته بعد اجراء عمليه لها بالقلب شديدة الدقة..
باقات زهور وبعض علب حلوى الشيكولاته كانوا يصطحبونها،حتى حنين قد اتت حاملة معها علبة من الحلوى بعد الحاح جميع زملائهم ان تأتى معهم فى تلك الزيارة وكانت ترفض معلله انشغالها بإعداد حلقه اخرى من البرنامج.
-الف سلامة يا طنط،ابراهيم كان خلاص هيروح فخبر كان لو حصلت لك حاجه بعد الشر
حاولت التحدث السيدة حتى تردف لهم بكلمات الشكر رداً لجميلهم.
-تسلموا يا ولادى ،ربنا يبارك فيكم وفحبكم ل إبراهيم
-ايييه ماتقولى حاجه
تفوهت بها احداهن الى اذن حنين،فرمقتها حنين نظرة متعجبه ساخره وردفت
بصوت عال مسموع
-يعنى هقول ايه ،مبعرفش فكلام المجاملات
نظر الجميع اليها،فزمتت شفتاها قد علمت انها وقعت بخطأ غير مقصود بسبب لسانها كالعادة،لكمتها زميلتها لكمة قوية فى كتفها من الخلف واردفت
-يخربيتك بجم،قولى اى حاجه للست دى شكلها طيبة جدا ومحتاجه لكلام يطبطب ع تعبها
رفعت جانب فمها بامتعاض واردفت بنفس رنة صوتها
-اييه الدراما دى،م كل الكلام ده محفوظ وادينا جينا وعملنا الواجب فاضل ايه تانى
انتبهت والدة ابراهيم لها،فاسرع ابراهيم ناحيتها واخذ ب كفها
وقدمها لوالدته كى يغطى على ماتقذفه من كلمات ثقيله خشنه كتصرفاتها
-ماما...اقدملك حنين زميلتى،حكتلك عنها كتير
وهى السبب ف ان حضرتك تعملى العمليه
ابتسم ثغر السيدة ب تعب شديد،واجابت بكلمات واهنه
-تسلمى يابنتى والف شكر ،جميلك ده انا وابراهيم مش هننساه
هو طول الوقت يحكى عنك انك جدعة وبنت ناس
حكت ب رأسها،فهى غير معتادة على الرد لكلام المجاملات سوى ب أحجارها التى تقذفها فى صورة كلمات فهزت رأسها والتزمت الصمت،ابتسم ابراهيم فهو يعرفها جيدا
-عارفه يا ماما واشطر مُعدة فالقناه،هى اللى بتعد برنامج ماوراء الستار اللى بتشوفيه
-م خلاص بقا يا ابراهيم ،مبعرفش ارد عالذوق والمجاملات دى ياجدع بتجبلى حموضة
ضحكت والدة ابراهيم ومعظم من سمع الموقف ، فاردفت حنين بكلام جميل قدر استطاعتها تحاول فيها كأنها تجر حائط
-الف سلامه يا طنط وان شاء الله آخر العمليات،انا ماشية حد جاى
ترجلت للخارج ف الحق بها ابراهيم واوقفها..
-رايحه فين
-للشغل ياعم الحج مالك
-طيب حتى اعزمك على حاجه ساقعه،مجيتك انهاردة بالدنيا
-ماخلصنا يا ابراهيم،خلصنا هو فرح ياضنايا وكله بيوجب فيه بلاش دور أنور وجدى ده عشان والله بيوجعلى معدتى
-ايييه يا حنين دى مجرد حاجه ساقعه
-اه مجرد حاجه ساقعه ،ندخل فسندوتشين نضربهم سوا..نقوم نحبس بعصير قصب وكده الليلة ضاعت وافوجأ بيك قاعد فالصالون قدام ابويا مكسوف وبتلم فبدلتك وبتقروا الفاتحه
-وفيها ايه يعنى ،اذا كان قصدى شريف
-فالمشمش يا ابراهيم،فالمشمش واوعى من سكتى
دفعته برفق فى صدره وانصرفت من امامه تعدل ياقة قميصها ونظارتها على انفها،بينما هو ظل واقف على حاله ،،فما الحل مع هذا الفرس الجامح ؟