آخر الموثقات

  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  • راقي بأخلاقي 
  • من دون سبب..
  • لحظات آنيه..
  •  ثقافة الاعتذار بين الأزواج… حين يطيب الحب بكلمة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. فيولين (رواية) الجزء الرابع

الفصل الثاني عشر

❞ ????❞ ????❞ ????❞

أتأذنِ ليْ بنسمآتٍ رقيقة من شذى أنفآسِكْ . .

و جُرعةٌ كبيره من إهتمآمِكْ . .و قسطٌ وآفر من كلمآتِكْ . .

ليهدأ معهآ " ركضُ " آلحنينِ دآخل شرآيينيْ لكِ؟

اشتاظت حنين غضباً حينما قرأت كلمات ابراهيم هذه اثناء تصفحها لهاتفها وهى تتفقد رسائل (الواتساب) ،فقررت ان تهاتفه في حينها كى تهدأ نيران صدرها التى اشتعلت بفعل رسالته.

ضغطت زر الاتصال وانتظرت وهى تلوى شفتاها،بحركة متوترة لا ارادية منها ولكنها معتاده بالنسبة لها .غرست القلم الذى كان بيدها بشعرها الملفوف دوما بشكل (الكعكه) اعلى رأسها طيلة الوقت حتى اعتاد الناظر لها مظهرها هكذا الدائم..

بعد انتظار دام لثوان ،اجاب الاتصال اخيرا

وبانفاس مشتعله ردفت حنين بعد ان زفرت مطولا

-الو...ايه يا استاذ الى انت باعتهولى ده ؟

اجاب ابراهيم بلهفه عاشق

-ايه ياروحى عجبتك

-روحك ايه ياخى طلعت روحك،بقولك ايه بطل تبعت لى رسايل ملزقه ومتفتفه من بتاعتك دى انت سامع ولا لا

_ايه فيييه ايه لكل ده ،من حقى ابعتلك كده

زفرت بقوة وخلعت نظارتها الطبيه والقتها بغير اهتمام بعيداوقد احتلها الغضب كلياً وماعادت تستطيع السيطرة عليه

_ايه هو الى من حقك ،حقك ده ايه متنرفزنيش

_انا خطيبك ياحنين وهنتجوز ،من حقى اغازلك وابعتلك رسايل حب وبعدين انا شوفتها عجبتنى اكمن اسمك فيهايكون ده ردك

_اسم النبي حارسك ياخويا

_على فكره انتى لسانك طويل

_بجد!طب ابقى فكرنى اقص لك مترين تعملهم اسدال لأمك

تأفف ابراهيم بنفاذ صبر منها وقال

_عمرك م هتتغيرى تعبتينى

_يلا ياعم عندى شغل ،حرقت جاز كتير ارحمنىوالمرة الجاية بلوك على طول

فرغ فاهه وأردف

_بلوك لخطيبك!

_بلوك لابويا لو خنقنى ياعم

اغلقت حنين الهاتف حتى دون ان تسمع اى رد منه ،نبشت تبحث عن نظارتها وارتدتها ثانية

واخذت تنظر حولها تبحث عن القلم كعهدها فى كل مرة تغرسه هكذا وتنسى امره !

واخذت تتمتم بسخرية محدثه نفسها

_بعتهالك اكمن اسم فيها ...انا خطيبك ومن حقى،ايه الجو الملزق ده ،ناقص يجيبلى دبدوب فالبتاع بتاعهم ده

ساعتها تكون الناهيه بقا ومحدش يقولى انتى عدوة الارتباط انا ارتبطت اهو والى قدامى زرايره مش شغاله ...اعمل ايييه!

????❞ ????❞ ????❞ ????❞

)فى الوقت الحالى)

آهٍ على قلبُ هواه محكمُ..فاض الجوى منه فظلماًً يكتم

ويحي أنا بحت لها بسره..أشكو لها قلبا بنارها مغرم

ولمحت من عينيها ناري وحرقتي..قالت على قلبي هواها محّرم

كانت حياتي فلما بانت بنأيها..صار الردى آهٍ عليّ أرحم

"وحشتينااااا اوووى ،هسمعك آخر مقطوعاتى اللحنيه ولاعمر خيرت فزمانه"

كانت كلمات آسر عبر هاتف ليلى تترنن اثر محادثاتها له عن طريق برنامج-الايمو- وجها لوجه محادثه صوت وصورة بمايسمى(الفيديو كول) ممسكا بآلة الجيتار خاصته ويعزف لحناً جميلا ف أردفت له ليلى مبتسمه

-يلا سمعنى ياعمر خيرت فزمانك

-بصى هتنبهرى، قاعد ليل نهار اتعلم من اليوتيوب وكأنى خريج الكونسفتوار امبارح

بدء يعزف على اوتاره بدقه محترف ،حقيقى ان ماكان يصدر من الحان كان دقيق ورائع وكأنه متدرب على يد مايسترو خبير..شردت ليلى مع الحانه وتذكرت ذكريات متعلقه بوجودها بمصر-وطنها-بعيدا عن بروده هذه البلده بروده المشاعر بروده الحياه،بروده الحركه...بروده كل شئ.

-اسمعى بقا الاغنية اللى الفتها مخصوص عشان اسمعهالك

ابتسم ثغر ليلى واردفت له ب اهتمام

-يلا انا سمعاك اهو ومستعده

-ياناسى وعداااك ،وعدك لياااا..بعدك والله صعب علياا

تضاحكت ليلى عاليا نسبيا وهى تضع اناملها على فمها تخبئ لولياتها،ضحك آسر عقب ضحكاتها ف أطمئن قلبه

عليها قليلا يدق له محدثه انها بخير وستشفى وتصبح بخير للأبد.

-تصدق كنت عارفه انك هتغنى ياناسى وعدك وكنت مستعده لها

ابتسم آسر ،وأردف بعينان يمتلئان حناناً ليقول لها

-تعالى بقا عشان فيه حجات كتير عاوز اقولهالك اخبار حلوة زيك كده ،وقبل كل حاجه تعالى احسن من

ليلى اللى مشيتى بيها من هنا..مفهوم

اومات ب رأسها ايجابا،حتى تطلعت امامها لتجد مساعدة الطبيب مقبله نحوها ل تهم بالقول(متحدثه باللغه الانجليزية)

-سيدة ليلى،الطبيب يريدك ب غرفته الآن

-اننى آتيه حالا،س اتبعكِ

ترجلت ليلى مقصدها نحوغرفة الطبيب بالمشفى المقيمه بها لتلق العلاج، طرقت الباب حتى سمعت صوته بالداخل يدعوها للدخول

-قالولى انك عايزنى

تبسم هو إثر سماع صوتها بعدما اغلق الشاشه المعروضه امامه،ورفع عيناه لها بفرحه وكأنه فى كل مرة يراها

لأول مرة

-فراولاية! تعالى

جلست ليلى مقابل مكتبه مبتسمه ،ف اردف هو ب اهتمامه وحنوه المعتاد

-قوليلى اخبارك ايه انهارده؟

تبسمت عيناها ب اشراق،واردفت بهدوئها المعروف

-الحمدلله احسن بكتير

امسك اطراف أناملها ب كفيه ،واردف بدوره معها المعهود الحنون وهو ينظر الى حدقتيها الفيروزيتان بعمق ويقول

-مستعدة امتى تنزلى مصر

اتسعت حدقتيها فرحا،احقا مايقول؟ ولا انه يقوم بدعابتها كعادته ف همت بسؤاله

-اروح مصر! يعنى انا

بصوته الحنون وبرقته معها كما اعتادت اردف وهو يقولها على مقاطع كى تصدقه

-انتى خلاص على طريق الشفا التام حطيتى رجلك،وقريب اوى هتودعى كل ده وتنزلى مصر وانتى قويه واتحديتى المرض وهزمتيه

فرغ فاهها متعجبه فرحه بما صرح لها للتو،ومن دون اى مقدمات هبت لتجذبه وتقوم ب احتضانه

وقد اشتدت فى غمرته،بينما هو تعجب من رد فعلها هذا فى البداية ولكن بعد مضى ثوانٍ بادلها العناق الشديد وكأنه يباركها سرورا بما اخبرها.

ابتعدت عنه ونظرت اليه لتقول ببرائتها بعدما بللت شفتيها عدة مرات

-يعنى انا خفيت واقدر امشى قريب

-انتى عندك استجابه للشفاء بصورة قوية وده اللى وضحته آخر فحوصات ليكى،مبروك ياليلى

تنهد بحزن بعدما قال الاخيرة حتى لفت انتباهها فسألته

-مالك!

-انا فرحان انك اخيرا هزمتى المرض،هزمتى ليلى اللى كانت جاية ضعيفه ومكسورة

هتنزلى لحبايبك اللى وحشوكِ ولدنيتك اللى سبتيها من وقت كبير

بس...

ارتبكت واحتيه الرماديتين امام نظراتها المصوبه نحوهم،فاكملت هى نيابه عنه

-هو انت مش هتنزل معايا؟

سؤالها اربكه اكثر،كأنه كان يخطى طريقا دون النظر اسفله ليدرى ان هناك-حجراً-قد يتعثر خطاه به

فقال لها بصوت متهدج

-بقالى سنين منزلتش مصر! ومعتقدش

قطعت حديثه بقولها

-بص اسمعنى،،سيبها دلوقت لربنا،ولما ييجى وقتها نفكر تانى..اتفقنا!

قالتها بمرح طفولى وب بسمتها العذبة ،فقبض بكفيه على كلتا يديه كأنه يدعوها كدعوته لها فى كل مرة

لاتتركينى..ارجوكِ

????❞ ????❞ ????❞ ????❞

)فى الوقت السابق)

اأيسمى بدفاتر العاشقين عشقا حينما ترجح احد كفتى الميزان به، بلى..فى قاموسه هو لابد وان يكون هو الميزان،ف عبثها،عطرها،انوثتها وجنونها لايعجز امامهم ابدا ان لم يشير مؤشرها وفق نجمات فلكه هو تحديدا لاغيره.

بعد يوم مرهق،كان ب استعداد نادر ان ينصرف من عمله بعدما صافح زملاءه وحمل حقيبه حاسوبه المحمول ،ترجل لينتظر-الحافله-فى محطتها وعندما اتت صعد بها مضى الوقت حتى وصل لاقرب مكان لمسكنه

حيث يمضى بطريق خال طويل إلى اخره،عادة نادر لا يلتفت لأى شئ حوله بالطرقات يسير بهدوءه ورصانته ..ولكن قد اخترقت اذنيه صوت ضحكات عاليه

يعلمها جيدا،يحفظها عن ظهر قلب حيث نظر بجانبه كانت سيارة اجرة مسرعه بداخلها فتاتين وشاب،ومن بين هاتين الفتاتين كانت ميريهان خطيبته!

نظر بمفاجأة ناحيتها،بينما هى كانت لاتراه من الاساس ..امسك بهاتفه واتصل بها حتى ردت فقال بصوت عنيف

-انتى فين يا ميربهان

ارتجف صوتها حتى بدت نبراتها تهتز وهى تردف إليه

-ايه يانارد فيه ايه

-انتى فييين

قالها بصوت جهور،فاختلجت عضلة فكها وهمت بالقول

-مالك يا نادر انا..

-انتى فين ؟فالبيت

-اه فالبيت

احتنق وجهه وقد غلت الدماء بعروقه ، ميريهان تكذب ..وهل هى مرتها الاولى

ولمَ الكذب؟ ماذا تخفيه ميريهان؟هنا اغلق الهاتف بوجهها وهو فى قمة غضبه ووساوسه

وشكوكه.

وصل المنزل،القى بحقيبة حاسوبه بعيدا وجلس يفرك رأسه غيظا ودقات قلبه تكاد تكون مسموعه..

يفكر ..يكاد ان يعتصره التفكير ،يكاد ان يفتك به.

????❞ ????❞ ????❞ ????❞

بنفس التوقيت،كانت مترجله بلقيس تدلف الى شقتها وقد فوجئت بمشهد عقدت له حاجبيها

من غرابته!

شموع مضيئه بجميع الارجاء، باقه زهور بالوان مبهجه فى استقبالها .

كادت تنظر باعين متسعتين ،ماهذا ؟ اهو منزلها ام اخطئت العنوان!

دلفت وهى على غرابتها،كان مقصدها غرفة اولادها اولا اذ وجدتهم نائمان بحفظ ربهم،اغلقت الباب وهى تنظر حولها لتلك الرائحه التى تتسلل الى أنفها رائحه الشموع برائحه الورود زائد باقه الزهور الكبيرة،،وماهذا اذا

كعكه احتفال مزركش عليها بالشيكولاته والكريمه-عيد زواج سعيد-تذكرت بلقيس!

اليوم ذكرى عيد زواجها،هى اغفلت عنه فى ظل ماتعانيه يوميا من اعتناء بالمنزل والأطفال وعلاجاتهم وعملها الخاص وزوجها ومتطلباته وايضاء إرضاء والدة زوجها والعمل على ذلك دوما.

بدأت تبحث عنه،فوجدته بغرفتهما جالس الى الفراش وواضعا حقيبة هدايا صغيرة بجانبه

تبسمت فقام بعناقها ،لاول مرة منذ زمن طويل امده يصنع جلال مفاجأة كهذه لها!

قد غرزت قدميها فى بحر المسؤوليات والضغط،وغرزت قدميه هو ببحر اللامبالاه والقاء الحمل عليها طوال الوقت.

ونسيا امر حبهما ومالذى علق قلبيهما ببعضهما البعض منذ البداية،،نظرت إليه وقالت ب امتنان

-انت عملت كل ده عشانى انهارده ياجلال

-اكيد ،اوماال عملت كل ده ليه

امسك بالحقيبه الورقيه الصغيرة وناولها إياها

-مش هتشوفى هديتك

تلعثمت بلقيس وقالت بخزى

-هشوف طبعا بس أسفه ياجلال كنت ناسيه ومجبتش هدية ليك

اومأ برأسه متفهما ،فتحت الحقيبه وعلمت مابها اكثر الاشياء الانثويه مولعا بها جلال

وبالتفصيل هى كل هداياه لها هذه النوعيه لاغيرها.

ابتسمت مجامله له ،فضمها إليه ضمه متفهمه هى الغرض منها ف اردفت هى

-طيب ننادى ع نادر وطنط ونطفى الشمع ونحتفل فالجو الحلو اللى انت عامله بره ده

ترجلت خطوتين ف ارجعها إليه مرة ثانيه وقال

-ابقى ابعتيلهم نصيبهم بعدين،انهارده انا وانتِ وبس مفيش عيال مفيش ماما مفيش حد

ضمها له وقد دنى منها وقبلها بوجنتيها ومن ثم شفتيها وكلتا يداه يقوما بدورهما فِ تبديل ملابسها، استسلمت

بلقيس ،هى تعلم تمام العلم ان زوجها طعامه وشرابه غرائزه وتلبيه حاجته الجنسية طيلة الوقت دون ان يقلل منه مجهود او تعب.

بدأت ليلتهما معا ،ووسط انشغالهما رن هاتف بلقيس مرة ...فجعلها جلال لا تأبه له

مرة ثانيه وثالثة،حتى انزعج هو فقامت بلقيس بعدما جذبت الغطاء عليها لتجدها ميريهان..ياترى ما الامر؟

-دى ميريهان

-سيبك منها

-استنى ياجلال دى رنت اكتر من مرة ،هو نادر رجع من بره ولا لسه

اجابت بلقيس اتصال ميريهان لتجدها منهارة فِ بكاء متواصل وصوتها يحل به الفزع والضيق

-بيلا...نادر قفل التليفون ومش بيرد عليا الحقينى!

????❞ ????❞ ????❞ ????

"انا اسف ليكم على ازعاجها وهبلها ده اطلعوا انتو وبعدين هبقى اكلمها"

حدقت بلقيس ب وجه نادر بتمعن تريد ان تتفهم ما الذى جرى؟

-فيه ايه يانادر

-مفيش يابيلا ، اطلعى مع جلال دلوقت

-يابنى دى بتموت افتح فونك ورد عليها عشان خاطرى وبعدين ابقا احكيلى فيه ايه

زفر نادر بضيق واومأ ب رأسه ايجابا،ف ربتت بلقيس على كتفه وصعدت الدرج الى شقتها

بينما دلف نادر الى غرفته ،فتح هاتفههاتفه وارسل اليها رساله نصيه يقول بها

-متتصليش بحد ولا تكلمى حد ومتتصليش بيا لحد م انا لوحدى انوى اكلمك ومن دلوقت لوقتها

مش عاوز اسمع ليكى اى صوت ولا رساله ولا اتصال..مفهوم

????❞ ????❞ ????❞ ????❞

"سيكون لى شرف كسر قلبي بواسطتك"

ابتسمت ليلى حينما قرأت هذه الجملة مترجمه، بفيلمها المفضل التى اصبحت تحفظ تفاصيله-the fault in our stars-تشاهد إثر نومتها بغرفتها بالفندق المقيمه فيه هى وزوجها نزار برحلتهم،بعدما اجرت عملية-ازالة اللوزتين-تمت رعايتها بالمشفى ليومين كاملين ومن ثم بعدها خرجت لتتلقَ باقى علاجها بالخارج تحت رعاية زوجها والذى لا يتسنى لحظة عن الانتباه لها.

-مبتزهقيش خالص من الفيلم ده

تبسمت بوهن وحاولت النهوض من مجلسها فاعتدلت نسبيا،واردفت ليلى الى نزار الذى ساعدها فالجلوس وضمها إليه

-انا بحبه اوى وبحب قصة الحب اللى فيه ونفسي اعيشها

اختفت الابتسامه من على وجهه ببطئ وانقشع ،انتبهت ليلى لما قالت ب اندفاع فاخذت تصلح مايمكن

-قصدى كنت نفسي اعيشها،وقت لما كنت بشوفه قبل جوازنا

اوما نزار برأسه،وقام من مجلسه نحو اوراقه المسنوده على المنضدة ..فتنهدت ليلى لتتابع قائله

-معرفش ليه حاسه انى تعبانه اوى

انتبه نزار ونظر ناحيتها وقال

-اثر العمليه،معروفه انها لما بتتعمل وانتِ فسن كبير بتتعب ان شاء الله يومين وتبقى زى الفل

نهضت ليلى من مجلسها،ف احست بدوار قليلا فجلست الى طرف الفراش،فهرول ناحيته نزار

-عايزة ايه بس وانا اعملهولك

-انا عاوزة اتحرك،بتخنق من النوم الكتير وبعدين انا فعلا مبعملش حاجه طول اليوم

ربت نزار الى ظهرها وداعب خصلات شعرها بيديه وقال

-انتِ بس شدى حيلك،وانا هفسحك فسحه قبل م نرجع مصر سبيشيال!

ابتسمت ليلى واسندت رأسها لقلبه واجفلت عيناها بهدوء..

????❞ ????❞ ????❞ ????❞

الى ارض الوطن..

مقصدهم مرة اخرى معا نزار وليلى،بعدما امضوا رحله سويا ب ولاية كاليفورنيا بضعه ايام

انتهى نزار هناك من بعض الاعمال،واجرت ليلى عمليتها وعادت متعافيه .وما ان عادت وعلموا حنين وبلقيس

اسرعا لزيارتها بصحبه آسر الذى صمم ب اعطاء اذن له ان يطمئن لحالها من قبل نزار بك شخصيا.

جلسوا جميعا،وجلس آسر على استحياء خاصة فِ وجود نزار بالمجلس ،رحب بهم وبوجودهم وزيارتهم

اطمئنوا جميعا لحالها وسرعان م هموا بالرحيل ،خاصة ان الجلسه لم تكن مريحه بوجود نزار بينهم .

لا احد تحدث معها كما يحب ولا حتى هى كانت معهم ليلى كما يعرفونها،ف كل كلمة تراجعها بذهنها قبل التفوه بها امام نزار ..كل ابتسامه وكل ضحكه.

تعمل على ان تكون مثلما هو يريد وليس هى،اما عنهم فهم لا يعتدونها ابدا هكذا فكانت جلسه ذات احساس ثقيل على القلوب وسرعان م انتهت..

-انا طلبت اوبر ، يلا اهو جه تصبحوا ع خير

قبلت بلقيس وجنتى حنين وصافحت آسر ومضت، فترجلت حنين بمفردها ف اوقفها آسر

-هتمشى ازاى

-وانت مالك

-لا مش وقت لسانك الطويل،المكان هنا مفيهوش اى اتوبيس او تاكس ي اوبر ياتتمشى كل ده لاقرب محطه مترو فهتعملى ايه بقا

رفعت حنين النظاره الى انفها بدقه ونظرت له من اسفل لاعلى،واردفت باستهزاء

-عاوز ايه من الآخر يارئيس حركه مرور الجيزة!

لوح آسر لها بيده وقال بعدما امتعض وجهه منها سخرية

-وانا مالى ياستى النخوة جوايا ك راجل قالت ميصحش اسيبك تروحى وحدك او اوصلك لاقرب محطه مترو لا اكتر ولا اقل

تركها وانصرف امامها مترجل ،وضع يديه بجيب بنطاله واطلق صفيرا بينما كانت حنين تسير خلفه ممسكه يهاتفها تتصفحه تبحث عن اقرب محطة للمترو من مسكن ليلى حتى فوجئت بصوت عجلات دراجه بخارية يقترب منها وتوقفت بقربها حتى سمعت نبرة غريبة تتسلل الى اذانها ف انتبهت...

-ايه ي موزززة مصلحه ولا مروحه

عقدت ساعديها امام صدرها وقالت ب استهزاء

-نعم ي خويا اؤمر

-ده انتى حلوة اوى بس لو تشيلى الفاترينه اللى على وشك دى

اقترب احدهم ليخلع النظاره من امام عينياها ،فابعدت حنين يده بعنف

فهرول الاخر ليمسكها من طرف قميصها الذى ترتديه فقالت بصوت مرتفع ونبرة حادة

-جرا ايه يا ولا ال*** لو فاكرين انكو تقدروا تعملوا حاجه تبقوا غلطانين

لكمت احدهم فِ صدره بعنف بينما جذبها الآخر اليه بقوة لتركله بقدمها بحدة حتى نال منها الثالث وجذبها الى الدراجه ليجعلها تصعد عنوة وهى تدافع عن نفسها وتحاول افلات قبضته ب استماته.

صوت محاولاتها فِ ابعادهم كان الى حد ما مسموع الى آسر الذى ابتعد مسافة عنها يطلق صفيره ليس ب استطاعته سماع شيئا حتى انتبه ووقف ونظر الى الخلف ليتحقق مما يرى وتتسع حدقتيه من هول ما رأى

ليهرول بسرعه ناحيتهم ويتناول-عصا-ملقاة بجانب الطريق أهداه الله لها ان يراها لتساعده يطرق بحده جسد احدهم ويهم بطرق الاخر وفى الوقت ذاته بيده ابعد حنين لتقف خلفه ، و ب لمح البصر سحب العصا  منه الثالث فجأة ليقوم بضربه  من الخلف على رأسه من الوراء عدة ضربات ليقع اسر مغشى عليه ويسرعوا هم بالركوب الى دراجتهم ويختفوا عن الانظار ويتركوا آسر وحنين بمصيبتهم هذه فِ طيات صفحات الليل الدامس ومكان خالِ لايسمعون به صياح طفل حديث الولاده!

????❞ ????❞ ????❞❞

#فيولين ???? 2019

}عهد الثالوث} روايتى رقم 14

الفصل الثالث عشر

❞ ????❞ ????❞ ????❞

لابد من تواجده 24ساعه تحت الملاحظة الطبية،تلك هى الكلمات التى نطق بها الاطباء بعد الكشف والاسعافات الضروريه لحالة آسر.

فبعد الذى حدث معهم، هاتفت حنين الإسعاف بسرعه وسيارة-اوبر-ايهما تصل اسرع كى تنقل آسر الى المشفى الذى من الواضح ان احد الضربات قد صنعت جرح ب راسه وجعلته ينزف ويفقد الوعى تماما..

والآن...تقف حنين بجانبه ورأسه ملفوف ب-الشاش والقطن-وتنفذ من اوردته ابر مغذيه لفقدانه كميه من دماءه ،الامر لم يستدعى نقل دم ولكن على اى حال لوجود الجرح تم فحصه ب اشعه على جمجمته تجنبا حدوث كسر بها ولكن حمدا لله على سراءه وضراءه لايوجد اى كسور او شروخ.

هاتفت حنين والدها وشرحت له الوضع واخبرته ب اسم المشفى وعلى الفور كان والدها وشقيقها الاكبر بجانبها هناك ليتحققوا من الامر ويطمئنوا الى سلامتها وسلامة ذلك الشهم الذى انقذها من ايدى المختطفين وفداها ب نفسه.

-انتى مركبتيش مع بلقيس ليه

تاففت حنين واردفت الى والدها

-يابابا بلقيس طريقها غير طريقى اصلا

-عالاقل كنتو طلعتوا من منطقه ليلى المعزوله دى وبعدين يحلها ربنا

تدخل شقيقها ب دوره فالحديث وهو ينظر من خلال النافذه الزجاجية ب حائط المشفى على آسر

-انتى خليكى ماشيه مبتسمعيش كلام حد الا نفسك، كنتى هتتخطفى وزميلك اتضرب كله بسبب نشفان الدماغ

التوت شفتى حنين وخلعت نظارتها نفثت بها ب حنق وارتدتها وقالت

-المرة الجايه هشيل موس ف جيبي او صاعق كهربا ،انا متصلتش بيكم عشان تفتحوا معايامعاي محاضره

لكزها والدها بقبضه يده فى احد كتفيها بعنف وقال

-مفيش فيكى فايده،عباره عن لماضه ولسان وبس...ليلى وجوزها عرفوا باللى حصل؟

-لا طبعا..نزار القبانى بيه محاصرها مش اى حد ترد عليه الفون ولا اى وقت

تنهدت وقامت من مجلسها ل تنظر ناحيه آسر عاقدة ذراعيها ،تتأمل نومته التى كانت احد اسبابها وتتذكر مقوله قالتها ليلى ذات مرة امامها عن آسر ويبدو ان عقلها الباطن قد استرجعها الان

"آسر ده كتله جدعنه وشهامه وطيبه ورجوله،استحاله تلاقى حد عامل كده دلوقت ..عارفه اللى هو يفديكى بقلبه بس تكونِ بخير ومش مهم هو ،راجل بجد ف زمن مفيهوش الا عيال!"

افاقت من شرودها إثر نغز اصبع شقيقها بظهرها ف انتبهت

-اييييه!

-هو آسر ده مالوش اهل،م تكلموهم لحسن يقلقوا

زمتت شفتيها وجلست القرفصاء بجانب والدها وقالت

-تقريبا ليلى قالت انه من المنصورة بس عايش هنا لوحده عشان بيكون نفسه يعنى اهله اصلا مش عارفين عنه حاجه غير لو نزل عندهم زياره

-طب احنا هنمشى ولا نفضل معاه ولا ايه

هتف بها شقيقها فنظرت حنين تجاه والدها الذى أردف

-هو موقفه مع اختك يخلينا نفضل جنبه طبعا وخصوصا بعد اللى هى قالته ده ان اهله مش هنا،بس وجودنا هنا مش عامل له اى حاجه احنا نمشى ونتابعه لحد م يطلع من هنا بالسلامه..

????❞ ????❞ ????❞ ?❞

"فيه ناس كده زى القهوة،لازم تاخد غلوة جامدة عشان تديك وش مظبوط"

كانت احد النكات التى تفوه بها زميل من زملاء  نادر اثناء فترة عملهم حتى يستطيعون تمضيه الوقت والضغط وساعات العمل المرهقة،لكن نادر كان منهمك ب عمله منصب عليه لا يشغله شاغل

اولا لانه يحب عمله ويريد التميز به واتقانه على اكمل وجه،وثانيا مشكلته العاطفية مع ميريهان التى طال وقتها ولم يفصح عنها او يسامحها او يقوم ب إرجاع المياه لمجراها الصحيح...او حتى يسمع منها ف من الجائز وجود سوء تفاهم ادى الى هذه الفجوة واحداث هذا البُعد ب علاقتهم.

ها وقد حان وقت الاستراحه،نادر شخص اجتماعى ب عادته التفاف حوله الاصدقاء والمعارف والزملاء،،يلقِ النكات والمواقف الهزليه..محبوب ذو تصرفات متزنه عاقله راشده.

-امتى الفرح يا ندوور

قالها احدهم ل تهم احدى الزميلات بالرد عليه

-مستعجلين عالواد ليه،ده لسه صغنن

-ياكيوتى ياصغنن يوغتى بطه حلوة

ضحك الجميع بينما اردف نادر

-هو الجواز ف حد ذاته حاجه حلوة جدا،انما بقا الجهاز والشقه والعفش وكع يانادر وهات يانادر

ده ف حد ذاته بسم الله ماشاء الله حاجه نيله خالص

زمت احد زملاءه شفتيه ل يقول بسخريه مضحكه

-الله يطمنك ده انا كنت ناوى اخطب الشهر الجاى

طرق كفه ب كف نادر، فقطع حديثهم هروله فرد الامن للشركه وهو يقبل ناحيه نادر

ل يردف

-مستر نادر،فيه واحدة برة عاوزاك

تعجب نادر ورفع احد حاحبيه

-واحده مين؟ فيه حاجه فالبيت وبلقيس جت ولا ايه

-طيب قوم شوف بدل التخمينات دى

قالها زميله،فقام نادر من جلسته ناحيه البوابة ليجد ميريهان امامه بمنظر مضحك حقا،تقف رافعه يدها ب لائحة مكتوب عليها"حقك عليا يابيبي" وخلفها فتاتين يرفعون لائحات ايضا مسطور عليها"اسمعها يا نادر" "ميرا بتموت فيك"

ذُهل نادر فِ اول وهلة للموقف،ومن ثم اقترب نحوها وقال بحزم

-انتى مش هتبطلى عبط بقا،ايه اللى عملاه ده؟وكمان لحد الشغل

مطت شفتيها بطفوله وقالت بدلالها عليه المعروف

-اعمل ايه ياروح ميريهان،هموت والله بسبب بعدك وهجرك ده

-تقومى تيجى الشغل وعامله حركاتك دى،ومين اللى وراكى دول اسدين قصر النيل؟

تبسمت ميريهان بعفويتها الزائده وطرقت صدره بكفها ل تردف

-م انت مش عاوز تكلمنى وصدرت فرمان لا اتصل بيك ولا ب اى حد من طرفك وطبعا علينا السمع والطاعه يا مولاى، هعمل ايه وطولت فالغيبه يا بيبي

ظل يتلفت نادر حوله،خوفا من اثاره البلبله بما فعلته ميريهان امام عمله،ف جذبها بعيدا قائلا

-طيب روحى دلوقت ولما هروح اتصل بيكِ

تبسم ثغرها واخذت تقفز فِ مكانها فلكمها لتتوقف فضحكت ضحكتها الرنانه ليضع يده على فمها ويسلمها صديقاتها اللتان غرقا فِ نوبة ضحك متواصله..

-يلا روحى يا مهبوشه،عالبيت فورا فاهمه عالبيييت ولما اروح هكلمك اما اشوف اخرتها مع جنانك ده ياللى مولوده من غير عقل خالص

دنت منه ميريهان وهمست ب اشتياق قائله له

-حبك اللى جننا ي اسمك ايه!

ضحك نادر رغما عنه، لديها القدرة الغرببه ان تحول مزاجيته من الاسوء للاحسن والعكس صحيح..ودائم فِ بعض الاوقات،ولكن فِ كل حال كلمة القلب الاخيرة هى من ترفع الجلسه!

❞ ????❞ ????❞ ????❞

)فِ الوقت الحالى)

وكم كنت اهرب كى لا اراكِ..فالقاكِ نبضا سري فً دماٌيا..

قد كنتِ دوما بعمري صلاة..فكّيف الصلاة غدت كالخطاٌيا!

كانت تنسدل خصلاتها على كفها المستندة عليه إثر انهماكها فِ تدوين مذكراتها ب دفترها الخاص ناعم الوريقات،وردى الكلمات والذكرى!

منهمكه هى ففوجئت بسرقه القلم من بين أناملها! لتطلع بالنظر تجده هو مبتسم امامها،تضحك ف يجلس جانبها ويقول

-مممم فيوم من الايام هسرق النوت دى واقرا كل اللى فيها وامسكهم عليكى دليل

ضحكت ليلى ضحكه رنانه وقالت وهى تضم خصلات شعرها الى بعضهم البعض لتقذف بهم على احد كتفيها

-اصلا كل حاجه مكتوبه هنا انت عارفها،مفيش الاشويه رتوش زوئننه

-رتوش ايه!

ضحكت اكثر على سوء فهمه لمصطلحاتها الخاصه، ف اردف هو

-بصى شوية الرتوش المش عارف ايه دى اللى هتخلينى اسرقه عشانها

نظرت له ليلى نظره غريبة،غريب اهتمامه بها وبتفاصيلها كل هذا الحد .

اكل هذا من اجل وحدتها وغربتها ومرضها وانهما من نفس البلده ؟ ام هناك شعور اخر..

بلى ياليلى،،لاتفعليها مرة اخرى،لايوجد بالعمر متسع للتجارب ..للضعف..للخذلان،لجرح عميق لايشفى ابدا ولابقرع الطبول حتى!

-سرحتى ف ايه؟

استفاقت من شرودها ل تهم بالرد عليه

-مفيش ،بس افتكرت انت خدعتنى ازاى

اتسعت واحتيه الرماديتين تعجبا وقال

-انا! خدعتك يافراولايه

-ايوة طبعا،جرجرتنى كده خلتنى اندلق واحكيلك وافضفضلك اول ب اول وانا معرفش ازاى عملت معايا كده

وانا معرفش حاجه عنك غير انك مصرى ودكتور هنا ومتابع حالتى

تبسم ثغره وقال

-وبس

-اه...واسمك يزن مكاوى

تبسم هو بدوره ممسكا اطراف اناملها ل يقول

-فاكرة اول مرة جيتى هنا وشوفتك وعرفتك عليا ..قابلتينى ازاى وكنتِ عامله ايه

ادارات ليلى نظرها ناحية غرفتها بالاعلى ل تتذكر هذه الذكرى المنحوته

(عوده الى السابق قليلا)

كانت هناك اصوات متتاليه متلاحقه خلف بعضها،لصوت هاتفها تعلن عن وصول العديد من الرسائل (واتساب،ماسنجر،انستجرام) وهى صامته جالسه على فراشها تشخص نظرها بنقطه امامها،وضعيتها رافعه كلتا أرجلها ملتصقين ببعضهما البعض وتحاوطهم بذراعيها متكتفتان حولهم،شعرها منسدل ولا تعطى نظرة بسيطه حتى لتلك الهاتف المسكين الذى كاد ينفجر من اعلان الرسائل والمكالمات.

لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي

لكن عسر فقر الحال مأساتي

عانيت عانيت لا حزني أبوح به

ولست تدرين شيئاً عن معاناتي

طرق الباب طرقتين من باب الادب والاستئذان ثم دلف، شاب يافع يعد فى اول الثلاثينات،يمتلك خصلات شعر طويله نوعا ما تحيط بوجهه وتنسدل قليلا الى خلف رأسه،بشرته تدل على بيئته او دولته فلربما عربي المنشأ لون بشرته ممزوجه بين السمره العربيه واللون الفاتح المعتاد للاغلب.

عيناه....آهٍ يا أُماه

واحتين من الجنة ،الجنة عندما تدخلها نيران برداً وسلاماً ،،نارا رمادية اللون كلما نظرت اليهم اشتعلت احتراقا او غراماً!

شفتين حادتين ..وبذقنه جزء محفور للداخل يُقال والله وحده يعلم انها علامه من علامات وسامة الرجال.

على كل حال هذا هو كان حاله ...دكتور يزن مكاوى .

-يزن مكاوى ،اول دكتور مصرى هنا والوحيد ..عرفت بانك حالة جاية من مصر واطلعت على ملفك بالكامل

عرفت حالتك كامله وسنك طبعا...واسمك

هى على وضعها صامته،حتى انها لا يسعها النظر اليه،هو متفهم الامر لابعد حد فاتبع حديثه

-تليفونك بيصرخ،ياتردى ياتقفلى صوته لان محتاج اتكلم معاكى شوية

امسكت ليلى بهاتفها واغلقته تماما ووضعته ثانية،جذب كف يدها فنظرت له فبدء بتباع كلماته

-              ليلى..ليلى مراد !صورتك متديش انك مصرية

فى ف اصولك حد مش مصرى مش كده؟

-لأ

واخيرا انفرجت شفتيها منذ قدومها لم تتفوه بكلمة واحده، اراد يزن متابعه الحديث معها

-على فكرة انا اللى هبقى مسؤل عن حالتك،لما عرفت انك مصرية قولتلهم هتدوهالى ولا اقطعلكم شرايينى

ابتسمت ليلى فلمعت عيناها، ماذا بكِ ايتها النجمة الساقطة للتو فى كوكبي؟

ما سر كل هذا الحزن ،اهو المرض ام شيئا اكبر ...او ربما اشياء والمرض آخر محطاته؟

رباه!

هل لتلك العينات نصيب من حزن عميق كهذا رغم صغر سنها؟ هل ستظل حالتك تستفز مابداخلى هكذا كثيرا

ام اننى اناشد روحى فى صورتك..سنعلم عاجلا او اجلا لا محاله.فكل شئ مكتوب عند الله بقدر وماعلينا الا تقبل اقدارنا اى ان كانت .

-حاسس انى من ضمن اوحش حجات قابلتيها هنا

افاقت ليلى من شرودها على صوت يزن الرصين كعهده،فتبسمت وقالت

-فعلا انت من اوحش اوحش اوحش الحجات اللى قابلتها هنا

-كل دا!!

تبسمت هى فتبسم بدوره واخذا يترجلا بالحديقه كعادتهم يملئان وقتهما ثرثرة واسترجاع للذكريات.

????❞ ????❞ ????❞ ?❞

)فِ الوقت السابق)

كانت ليلى فِ زيارة ل بلقيس فى منزلها، بالكاد استطاعت اخذ اذن من نزار بهذه الزيارة وحينما اتيحت الموافقه اخبر سائقه ب ميعاد نزولها وميعاد رجوعها للمنزل.

واثناء جلستهما سويا،كانت تقص بلقيس الى ليلى ماحدث ل آسر وحنين عقب زيارتهم لها والتى جعلت آسر يخضع للملاحظة ثلاثة ايام ومن ثم خروجه من المشفى ومضى اسبوع بالمنزل لاسترداد عافيته..

-يا نهار ابيض! وانا معرفش حاجه يا بيلا؟

-نعمل ايه للحجر اللى عامله عليكى نزار ،لا بنعرف نتصل ولانقولك حاجه ولانبقى على تواصل دايما معاكى

كانت تتلفت حولها ليلى ومن ثم اردفت

-هو جلال فين

-ف اسكندرية عنده قضيه هناك ،يومين وجاى ..المهم هتكلمى آسر تطمنى عليه

شردت ليلى،وامسكت حقيبتها واتت ب اسم آسر وضغطت زر الاتصال

عالناحية الاخرى،كان يترجل آسر ناحية هاتفه بثقل ممسكا ب رأسه الملفوف بالشاش ليجد اسم ليلى ف يدق قلبه فرحا ويقبل الاتصال قائلا

-ليلى! انا مصدقتش اما شوفت اسمك

اجابته بلهفه صادقه وهى تردف

-طمنى عليك يا آسر،مالك لسه بلقيس بتحكيلى

جلس آسر الى اقرب مقعد ببطء وهو يحاول اثبات انه متعافى لها حتى لاتقلق

-والله كويس ، مانا بكلمك زى الفل اهو ..أدى اللى بيجيلنا ورا حنين وفيتامين

ضحكت ليلى لالقاء سخريته على حنين ، تبادلا الحديث لدقائق ومن ثم اغلقت المكالمه ومسحتها على الفور من قائمه المكالمات كل هذا وبلقيس تترقبها، فقالت لها

-وكمان بيفتش فونك وبيشوف كلمتى مين

تلعثمت ليلى ورفرفت ب اهدابها وتناولت كوب-الشيكولاته ممزوج باللبن-التى حضرته لها بلقيس واخفت الاجابه،وك تغيير للحديث قالت

-المهم،فيه حاجه وراكى دلوقت

اومات بلقيس بالنفى، فتابعت ليلى حديثها

-بصى ،السواق جاى هنا فميعاد انا عارفاه...وبصراحه انا اتلككت انى جايالك عشان عاوزة اروح معاكى لمشوار تانى

انتبهت بلقيس واعتدلت فِ جلستها

-فيه ايه ياليلى

تنهدت ليلى بحزن وقالت لها

-من ساعة م جينا من السفر ونزار بيتوه عن موضوع اننا نروح للدكتورة ..مع انه عمل التحاليل انا شوفتها بنفسي بتاريخ قبل م نسافر

وبصراحه هموت واروح واودى تحاليله واعرف هنعمل ايه وحدتى قاتلانى وهموت ع بيبي

جذبتها بلقيس الى احضانها وهى تربت على ظهرها بحنان ،بلقيس لديها الاحساس المتقن ب ان ليلى تتعرض لشئ يعذبها بجيزتها الى نزار ولكنها تخفى،رفعت بلقيس وجه ليلى اليها بواسطه اصابعها لتقول لها

-هو بيعمل فيكى كده ليه ياليلى

كعهدها تهربت من الاجابه ب اجابه اخرى

-مفيش حاجه يابيلا، نزار كويس وحنين هو بس الغيرة العاميه بتاعته

-هى غيره وبس،حنين بتلفت نظرى وانا عارفه وساكته مش عاوزة اخرب عليكى

ده قرب يمنع عنك المياه والهوا

صمتت بلقيس لتترقق دمعه على احد وجنتى ليلى ،فمسحتها برفق لتتابع بلقيس

-ثم تعالى هنا ..لما هوّ عامل التحاليل وقالك هنروح للدكتورة بيراوغ ليه اذا كان فيه حاجه مش مظبوطه

هنا تحدثت ليلى ب اخر صبر لديها الى بلقيس

-مفيش وقت يابيلا،يلا بينا نروح لها ومعانا التحاليل وكمان جبت معايا ورق كان مع ورقه لما لاحظت اسمى عليه جبته تفيدنا فيه ايه

امسكت بلقيس بالملف الذى تحمله ليلى وقالت

-انتى شاكه فحاجه؟

-لا ،بس انا لاقيتهم سوا ...جايز ده ورق عمليه اللوز بتاعتى

اومات بلقيس برأسها نفيا وهى تتصفح وقالت

-لا شكله خاص بحاجه تانيه، شكله عملك تحليل هناك وانتى متعرفيش

عالعموم مش عايزين نضيع وقت انا هلبس ونروح قبل م ييجى السواق بتاعك

❞ ????❞ ????❞ ????❞

وعلى الفور،، كانا هناك بعيادة الطبيبة بلقيس وليلى منتظرين بصالة الانتظار حتى يحين دور ليلى، الثوان تمضى سنوات وتترقب ليلى الساعات خائفه من مضيهم ووصول السائق قبل ان تنقضى المهمه

حتى سمعت اسمها، دلفت وورائها بلقيس..تبسمت الطبيبة لهما،جلسوا وبدأت ليلى برواية تفاصيل تأخرها عن موعد تقديم فحص زوجها وان ياتى معها وقدمت الملف اثناء حديثها

تصفحت الطبيبة واتسعت حدقتى عينيها هولا،حتى لاحظا بلقيس وليلى رد فعلها المفاجئ والغريب

-مدام ليلى عاوزة اشوفك حالا على سرير الكشف

صعدت ليلى بمساعدة مساعدة الطبيبة وبلقيس تفرك بكلتا يديها تنتظر ، كشفت الطبيبة بواسطه اشعه ثلاثيه الأبعاد للكشف المتمكن والدقيق حتى صرخت وقالت جمله مهما طالت الايام او قصرت

لن تنساها ليلى

-جوزك فين،،انا هخرب بيته!!

????❞ ????❞ ????❞

#فيولين ???? 2019

}عهد الثالوث} روايتى رقم 14

الفصل الرابع عشر

❞ ????❞ ????❞ ????❞

ب اندفاع،،كانت تهرول ليلى وبالكاد بلقيس تلحقها ..اشارت الى احد سيارات الأجرة

وما ان وقفت حتى دلفت اليها بغضب وخلفها بلقيس تحاول اللحاق بها.

عيناها يتطاير منها الشرر، هريرتهم ذات الفراء الناعم...الخائفة المستسلمه ،الضعيفه المنكسرة

من كان سيصدق كل هذا الغضب الذى ينبعث منها آلان!

توقفت السيارة امام المكان المقصود، ترجلت منها تجرى فكانت الانظار كلها مصوبه ناحيتها

اوقفتها -موظفه الاستقبال- لدى نزار ادريس ولكن لم يسعها الوقوف،فتحت ليلى الباب بحده

لتهرول ناحيته ..وما ان رآها حتى اتسعت حدقتاه هولا وهب واقفا

-عملت فيا كده ليييييه ،لييييه

قفزت عليه ،كقطه نالت اخيرا من فأرها ..مخالبها كادت تمزق وجهه تمزيقا وهى تصرخ

اشار نزار بغلق الباب حينما توقف معظم الموظفين امامه يشاهدون الحدث.

حاول نزار كبح جماح ليلى وتقف بلقيس غير مستوعبه ماسمعته ومايحدث امامها الآن.

-ليلى..بتعملى ايه ؟

تحدثت بنبرات عاليه ودمعاتها تشق طريقها على وجنتيها ،تنسال حارة تماما كالالم الذى تستشعره داخلها

-انت اللى عملت ليه كده ؟ عملتلك ايه عشان تاذينى كده عملتلك ايييه

هدأت قفزاتها و-نبش اظافرها-وسقطت مغشى عليها!

تستفيق من نومتها ،اذ هى بفراشها الوثير بمنزلها الفخم وبجانبها نزار ينظر لها بقلق،هبت من مجلسها

ف ادرك هو بهجوم قنبله غضب اخرى عليه فى انتظاره،فبادر هو

-ليلى! انا عملت كده عشانى وعشانك...انا عارف انى غلطت بس انتى ملكى واللى بيتصرف فحاجه

ملكه مبيتحاسبش عليها

-يا اخى انت اييه،انت ايه كافر! لا مش ملكك ولا من حقك

انا ليلى من حق نفسي وبس ...جسمى ده بتاعى انا وبس

-جسمك من حقى وبتاعى ياليلى

-انا هسجنك !هسجنك بالورق ده والله لاخد حقى منك ،انا فضلت مستسلمه كل ده

لحد م عملت فيا كل اللى بتعمله كأنك بتتصرف فحته ارض ولا قطه ولاحتى كلب عندك!

اتسعت عيناه وقال بغضب

-تسجنينى ياليلى،،

-ايوة اسجنك ! والناس اللى عملت كده فين الضمير ،فين تحكيم العقل

انت قولتلهم اييه

استرجع نزار القصة منذ بدايتها،وصولا لما هم فيه الآن...كان بالفعل قد اهتم بعمل فحص وتحليل

كما اشارت طبيبة ليلى وهو ايضا يريد ان يرى طفلا منه ليحمل اسمه وثروته بعد كل هذا.

ولكن مافاجئه طبيبه بعد الكشف والفحص لم يكن ابدا بالحسبان..

-استاذ نزار، مشكلتك الجنسيه بالنسبة للضعف اللى عندك كان لها سبب قوى فى انسداد بعض انابيب الناقل

فالجهاز التناسلى وبالتالى حضرتك مصاب بالعقم ومفيش امل ابدا ولاحتى بالعلاج طويل المدى!

خرج نزار،هائم على وجهه ...هو يعلم بمشكلته حقا ولكن مااصعب ان تواجه بعجزك على شئ وعدم قدرتك ...فالامر لايقتصر على ضعف فقط..بل وعقم!

ابدا لن يرى بعينه اطفال تحمل اسمه وشخصيته وشكله..وليلى!

ياللمصيبه ماذا سيقول لها ؟

ايصارحها بحقيقة الامر ،ام يخفيه ؟ وحتى ان اخفاه ماذا عساه ان يفعل حيال اصرارها على الفحص والذهاب الى الطبيبة.

بفكر شيطانى تسلل لعقله،وقد زعم ان هناك عمل لديه ب ولاية-كاليفورنيا- ولابدمن اصطحابها معه واجراء العمليه لها ،هذا الفعل الاجرامى والذى لايرضى الله.

ولكن حيال أطباء الغرب من يراعون ضميرهم فى كل شئ،،ولابد من اخذ موافقه المريض قبل اى شئ؟

-ليلى لازم تمضى هنا

تنظر ليلى الى الورقه المكتوبة باللغه الانجليزيه وترفع نظرها الى نزار

-دى عشان ايه

-موافقتك لاجراء العمليه

-بس دى عمليه بسيطه مش مستاهله

-انتى عارفه هنا لازم يراعو ضميرهم فكل حاجه ولازم كل شئ يمشى رسمى

حصل على توقيعها،ومن ثم خرج الى الطبيب ليحدثه باللغة الانجليزية

-قد استجابت لنزع رحمها،وتم التوقيع فهى ترى انها بوسعها الاستغناء عن الاطفال مثلى تماما سواء معى او بدونى فالرابط بيننا قوى الى حد هذه التضحيه

صمت نزار واستطرد للطبيب

-اسيكون كل شئ بخير؟هل سيصيبها مكروه؟

اردف الطبيب الامريكى الجنسيه

-لاتخف ، كل شئ سيكون على مايرام اطمئن

تبسم نزار له ب امتنان له ف اشار الطبيب لهم بتحضير غرفة العمليات للبدء على الفور.

بعدما قص القصه لها،كانت أصابع قدمها قد تبللت بفعل دموعه وهو منكب عليهم يبكى بحرقه عاشق مريض نفسي،،تحكم به المرض حتى اذى ونال من معشوقته ..

-ليلى انا بحبك،والله م كان قصدى أذيكى ...انا كنت خايف تعرفى وتسيبينى عشان تخلفى

مش هعرف اعيش من غيرك ياليلى ...عشان خاطرى سامحينى

نفضت قدمها من امام وجهه،لتتحدث بجبروت غير معروف عن عهدها تماما معه او مع غيره وترجلت بالغرفة

تتحدث بنبره غريبة

-اتجوزتك،اتحملت الضرب والقرف والشك والغيرة وقفلتك عليا ،قعدتنى من الشغل ومبقتش اشوف الناس ولا اهلى ولا اصحابي ....معرفش الشارع شكله ايه الا بموافقتك

حتى حقى ك زوجه !

هنا التفت اليها من ركوعه تحت قدميها لتستطرد هى وكأنها لاتراه

-كنت راضيه وساكته حتى وانا مش عايشه انوثتى زى الستات!!

امسكت بتلابيب قميصه وقالت بصوت جهور

-طلقنى،طلقنننننى هفضحك هاخد حقى منك بكرهك مش عايزاك والله بكرهك ومش متصوراك ابدا

اخذ صدر نزار يعلو ويهبط إثر انفعاله على كلماتها ، ونظر اليها

-حتى لو سجنتينى ، حتى لو خدتى حقك زى م بتقولى مش هقولك حاجه يا ليلى

اهون عليا السجن ولا انى اسيبك

تركها فى الغرفه ورحل وتركها هى بمعاناتها ومصيبتها وحدها

????❞ ????❞ ????❞ ?❞

"يعنى ايه شاللها الرحم؟ يعنى اييه"

اشارت بلقيس ل حنين ان تغلق فمها وهى تنظر ناحية غرفة طفليها

-وطى صوتك م صدقت العيال تنام

-وانتى ازاى تسيبيها انا رايحالها اكيد هيعمل فيها حاجه، اقسم بالله لاخرب بيته وافضحه واجرس اهله

-اهدى يا حنين ، ليلى تعبت وهو طردنى فعلا من هناك لما وصلتها

ليلى خلاص مش عاوزاه وهتخليه يطلقها

-انتو جوة عندكم مخ؟يعنى فيه مخ زيينا ولا عنب بناتى

يطلق ايه وزفت ايه واللى خده منها ومش راجع وبسببه عمرها م هتكون ام ده لازم يتشنق فى ميدان عام

والله م هسيبه نزار الكلب،قولتلكم من الاول انا خايفه من الجوازه دى وانتو عملتوا البحر طحينه وكنتو موافقين ومبسوطين واخر حلاوة ...جالكم كلامى

شوفتى نزار بك ادريس ياست بلقيس عمل ايه فبنتنا؟

صمتت حنين لبرهه وحكت باناملها فى رأسها وقالت

-وازاى يعنى تتعمل لها عمليه ويتشال الرحم وهى مش حاسه وحتى متعرفش مكان للغرز

ليلى دى عبط ماشى على رجلين

-الدكتورة سألتها،وبالعافيه شوفنا الغرزة متتعداش ال2سم وانتى عارفه يعنى ايه شغل دكاتره برة مش زى هنا

هى نفسها محستش بالم بعد العمليه او تعب ومخدتش بالها ولا مرة من الفتحه الصغننه دى

طرقت حنين بكفها فى الحائط بقوة فاستطردت بلقيس حديثها

-هو كان عارف يعمل ايه بالظبط عشان مينكشفش ملعوبه ،مخطط لكل حاجه تفكير يهود

هبت واقفه حنين لتصيح عاليا

-ساذجه...هتفضل طول عمرها عبيطه ،سلمت نفسها لايده يعمل اللى يعمله ان شالله يدفنها بالحياه ويفهمها انه لمصلحتها،انا مش هلوم عليه اد م هلوم ع ضعفها وغباءها

ترقرقت دمعه من عين بلقيس بخزى ل تقول

-خايفه يا حنين ...ومرعوبه

-خايفه منه! ميقدرش بعون الله هسجن اللى خلفوه وهجيب حق ليلى

-انا مش خايفه منه انا خايفه ع ليلى ،العهد بيضيع مننا ولا ايه ياحنين

احنا مكناش اده شكلنا كده

اردفت حنين بثقه وهى تنظر لكلتا مقلتى بلقيس ممسكه بكفيها

-لا مش هيضيع يا بيلا ...وحياتها هى عندى ماهيضيع،هنبقى اد العهد اللى خدناه يابيلا

اتطمنى،

❞ ????❞ ????❞ ????❞

مكالمة هاتفيه مشتعله كادت ان تفتك شبكة الاتصال حرارة مشاعر كلا الطرفين المتحدثين ،،مكالمة غراميه ومن النوع الثقيل .

-انت مش متصور بستنى الوقت ده بالذات كل يوم يابيبي ازاى عشان هسمع صوتك فيه

تصنعت البكاء بدلال ميريهان المعهود واكملت

-اهئ اهئ انا مش عارفه الشغل ده رخم اوى يارب يموت

ضحك نادر يخفوت واردف لها

-يارب الشغل يموت! خلاص يموت ومنخلصش الشقه ولا العفش ولا نتجوز ولا..

قاطعت حديثه بلهفتها المعتاده وأردفت

-لالالا خلاص هستحمل

صمتا لثوان،كانت يتقلب نادر بنومته فاصدر انينا واضحا نوعا ما ف همت ميريهان بسؤاله

-بيبي..انت بتكلمنى وانت نايم صح

-صح

-شكلك تعبان اوى ياروحى عشان بتأن كده سلامتك

اجاب بصمته نادر كالعادة عندما لايجد مايسعه للرد فاكملت هى

-بيبي،ممكن توصفلى انت نايم ازاى دلوقت

قالتها بصوت انثوى شديد الرقة،جعلته يبتسم على سخافتها لذيذه المذاق واردف

نايم عالحيط ياقلبي زى البرص عارفه البرص

غرقت بموجه ضحك برنتها العاليه وهى تصفق ،ابتسم هو بدوره فقالت ميريهان

-بيبي ده انت قمرى اوعى تقول على نفسك كده،لابجد نايم دلوقت ازاى

-يا ميرا اسئلتك ف منتهى الهبل،نايم مطروح ع جنبي اهو

-واكيد براحتك صح

-لا لابس طرحتى عشان اتحجبت جديد

-يالاهوى عليك يانادر بتقتلنى بجد،انا اقصد نايم براحتك الدنيا حر وكده

-ايه يابت اسئلة المتحرشين دى ؟

-عارف يا ندورتى هموت واشوفك كده يانهااار، امتى نتجوز

بقولك ايه طقت فبالى فكرة ،،اقترح ع بابا نكتب الكتاب هموت وابوسك بوسه مشبك يابيبي

اعتدل بجلسته بعد مفاجئته لما قالت ميريهان واردف

-اتجننتى يابت! ميريهان اقفلى دورك ده كلام تقوله بنت لراجل هيبقى جوزها

مطت شفتيها دون ان يدرى واردفت

-م هو عشان هتبقى جوزى يابيبي

-ميريهان صواميل مخك دى هتتعدل ولا ايه عشان مبقتش قادر بصراحه،انا عديتلك الموقف بتاع خروجك من غير اذنى وكدبك عليا وضحكك وصوتك فالشارع وقولتى ابن خالى وخارجين وخوفت منك وهييئ ومهييئ وعديتها

هتقلبينى عليكى ليه

هدأت من نبره صوتها قليلا تخفف حدة عصبيته

-كل دا وعدتها دا انت علمتنى الادب ياعمنا

-طب قفلى ليلتك عشان عصبتينى

-م عاش اللى يعصبك ياسيد قلبي

صمتا فاستطردت هى قولا

-هاه هتكلم بابا

بنبرة صوت له نائمه اردف لها

-على ايه

-على كتب الكتاب

-ليه نسبق الاحداث خلينا ماشيين براحتنا يا ميرى مبحبش الاستعجال

-طب وامتى هتبوسنى ياندورتى!

-يلا يابت يلعن شكلك

اغلق الهاتف دون اى مقدمات ووضعه جانبا وامسك وسادته وضعها على رأسه

وفرد جذعه وراح فِ سباته.

????❞ ????❞ ????❞ ?

مقولة يجب ان تؤرخ،لاتأمن ابدا سحر الأيام ،احذر مكرها وغدرها..احذرها وانتبه!

"انتى لما تجاهلتينى وعزلتى نفسك من غير اكل او شرب ف اوضة لوحدك،تجاهلتينى وتجاهلتى المعامله معايا قصاد انى اطلقك...وافقت انى اطلقك .

عشان بحبك ياليلى،مستغربه مش كده! اه بحبك وعشان بحبك اذيتك..عشان بحبك ضربتك

عشان بحبك حرمتك من امومتك باقى العمر عشان متتهنيش بحاجه معشتهاش معايا

اول م شوفتك جننى تملكك،بعد م امتلكتك اتجننت ي حبك .

حبيتك ياليلى ومستحيل احب اى ست فالدنيا زيك،انا هلبي طلبك وهنفذه حتى لو على حساب قلبي وروحى وحياتى اللى بيتقطعوا عليكِ

والله م حلفت كدب انى بجد بحبك لدرجه الجنون،للدرجه اللى خلتنى اذيكى

انا ودعت مبلغ ليكى فالبنك باسمك ،مش تعويض لا ده حق رغم انك مطلبتيش منى حاجه

بس عمرى م انسى اى حاجه عيشتها بسببك ومعاك ، حقك عليا وسامحينى

وان افتكرتينى فيوم افتكرينى بالخير...نزار ادريس"

جلس بدفاتره بثيابه المعروفه الازهريه، توسط الجلسه وفتح دفتره -المأذون- وكان كل من بلقيس وزوجها وحنين وأسر موجودين وحاضرين .

على يمين المأذون تجلس هى -ليلى-عيناها الذابلتين المرهقتان ،يداها ترتجف وجسدها كله يهتز

انفاسها متهدجه تكاد تحرق رئتيها، وجهها ساخن تشعر بلهيبه ..يا الله ماهذا الموقف وماهذه المحطه التى وقفت عندها حياتها الان!

تنظر ناحيته وتشرد بعيدا بنظرها تارة اخرى،على يسار المأذون يجلس هو منكس الرأس لاينظر لأحد ولايدرك بكل الموجودين سواها.

-مفيش حل يا جماعة نستهدى بالله يمكن كانت وخزة شيطان

تفوه بالكلمات هذه المأذون حتى اندفعت حنين به

-ياسيدنا الشيخ خلص قعدتنا دى لو سمحت كل حاجه خلصانه اصلا

-لا حول ولا قوة الا بالله،لا حول ولاقوة الا بالله ...طيب ياسيد نزار بص لوجه زوجتك اذا سمحت

رفع نزار لها بصره،عيناه حمراوتان هو على وشك البكاء كطفل صغير بعد دقائق سيفقد امه!

اما عنها هى تنظر ناحيته، تنظر بعين مكسورة تحاول التمرد ولكنها لاتستطيع ليس من طباعها التمرد والهجوم

ارجلها تهتز تعزف على الحان التوتر بصوت عالِ، وكلمة تدوى بالآذان كقنبلة صوت دويها يفقد حاستها السمع لديها ،انفرجت شفتى المأذون ل يقول

-              ارفعى وشك ياست ليلى وبصى له فعنيه ،ارمى عليها يمين الطلاق ياسيد نزار

تلعثم نزار فى انفراج شفتيه ونطقه للكلمات، الكل متأهب مصوب نظره ناحيتهم

زفر نزار بصعوبه حتى قالها

-انتى طالق..ياليلى!

انسالت دمعه من احدى مقلتيها لتستمع من المأذون التالى

-قولى ياست ليلى وقد قبلت طلاقك على ذلك

ارتعشت شفتيها ،قامت بلقيس من مجلسها واحتضنتها ل تدعم موقفها

ازدرت ريقها بصعوبه وعضت شفتيها المرتجفه وقالت

-وقد...قد قبلت الطلاق..على...على ذلك!

اجهشت فالبكاء فى احضان بلقيس ، بينما قام الجميع من مجلسهم حينما قام نزار ووصل المأذون للباب

اندفعت ناحيته حنين بحنق

-هسجنك على كل اللى عملته معاها وفيها اصبر عليا

امسكت نزار من ياقته فانزلها هو ليقول

-ليلى مضت موافقه عالعمليه ومفيش عندى اى مسائله قانونيه ،بالنسبة لها هى انا لحد دلوقت مش عاوز اعمل مشكله معاكم ولاهعمل ،،عشان ليلى وبس ..

تركهم ورحل وحنين بمكانها بلا حراك ،ترجل جلال ناحية ليلى وقال لها

-ليلى انا هوثق الورق اللى بيثبت حقك ده ومعايا كل الاوراق متقلقيش

دنى من اذن بلقيس ل يقول

-الموضوع حساس وانا همشى ماشى،خليكى معاها

اومات بلقيس ايجابا وف احضانها ليلى ، فقالت حنين

-مبسوطه كده ،،محدش منكم سمع كلامى قولتلكم بلاش منها الجوازه دى

الراجل ده مريب وانا مش مرتاحاله قولتولى ده نزار ادريس حد يرفض نزار ادريس حسستونى انه اخر راجل عالكوكب،كويس اللى اخده منها وعمله فيها وحتى مسائله قانونيه عليه مفيش

عشان اعبط خلق ربنا مضت على بياض من الثقه حتى مقرتش ايه اللى هتمضى عليه ده وثقت فغسيل مخها بسببه وسلمت له عالاخر

-انا كنت عارف بكل الشر اللى هو فيه ،كنت حاسس انه هياذى ليلى.لا انا كنت متأكد

تفوه بها آسر بعد طول صمت ، نظروا ثلاثتهم إليه بمفاجئه فتابع هو

-روحت لريناد الهادى طليقته وقالتلى على كل حاجه، قالتلى انه مريض وانه عنده ضعف هز ثقته بنفسه

وانه بياذى اللى بيمتلكه وكنت حاسس

اندفعت ليلى نحوه لتقول بصوت اجش

-وسكتت لييه ي اسر،سكتت لحد م ضعت

جثت على ركبتيها تبكى امامه ،فامسكها يسند قواها ويساعدها عالقيام

وهو يردف

-خوفت عليكى لو عرفناه يقفل عليكى اكتر او يوديكى حته منعرفهاش حتى ولا بعد100سنه

-ليييه طايح فالدنيا،فيه قانون نبهدله بيه

قالتها حنين بغضب موجهه حديثها الى آسر ف اردف لها هو

-خدتى منه اى حق او باطل بالقانون ، عرفتى دلوقت تثبتى حتى انه اذاها وغدر بيها

خطت خطوات نحوه بلقيس ببطء وهى تقول بنبرة عتاب

-وازاى تعرف ومتقولش ي آسر حتى لو كنت خايف عليها تعالا عالاقل احكيلى

-مقدرتش..خوفت عليها والله م قدرت

-قول انك خوفت على نفسك

قالتها حنين بحده ،فادار لها وجهه وقال بغضب

-انا مبخافش من حد ومخوفتش على نفسي ولا فكرت فيها، كل اللى كان همى هى ليلى

-واديه قطعها بالحته زى الدبيحه بسببك سكوتك،انت دمرتها اكتر منه لو كنت فاكر انك بكده كنت بتحميها يعنى

-اطلعوا برة،اطلعوا كلكم برررررة

كان هتاف ليلى عاليا وهى تزج بثلاثتهم للخارج ب انفعال غير معروف منها ولكن متوقع فى ذلك الموقف تحديدا

-مش عاوزة حد هنا،سيبونى لوحدى بررررة سيبونى وحدى

وانت بالذات يا آسر مش عاوزة اشوفك تانى...اناعمرى ماهسامحك عمرى ماهساااااامحك

زجتهم،واغلقت الباب خلفهم وهرولت دفنت وجهها بوسادتها واصبحت لاتريد سوى مواساة جرحها وحدها لاتريد من العالم احدا.

❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞

#فيولين ???? 2019

}عهد الثالوث} روايتى رقم 14

الفصل الخامس عشر

❞ ????❞ ????❞ ????❞

)فى الوقت الحالى)

اذا كنت تظن انك تعرف نفسك جيدا وتعلم عنها كل شئ،،انت مخطئ!

ف انتظر حتى تقع فى شرك حب احدهم وقل مرحبا لذآك الآخر،،

شارع بيكاديللى،اهم وابرز وأشهر شوارع لندن ..كان فى استقبال تجوال ليلى ويزن بيوم عطله عن المشفى

بعيدا عن العقاقير عن اجهزة التنفس،عن رائحه المورفين

عن التعليمات والاطعمه المطبوخه بطريقه صحيه لاتحتوى ابدا على طعم شهى او لذيذ.

دلفوا الى السينما ومن ثم بعدها جلسوا الى احد المطاعم يتناولون وجبتهم تحت اشراف طبيبها يزن بالطبع حتى وان كانت عطله ونزهه لابد من اتباع التعليمات الطبيه..

-شايفه التمثال ده يا فرواله،اسمه ايروس

نظرت ليلى ب اتجاهه وهى تتناول طعامها وابتسمت فاستطرد يزن

-بعد م تخلصى اكل نتصور جمبه انا وانتى، وجمب الاعلانات الضخمه دى كمان

أردفت ليلى ب اهتمام وهى تنظر نحوهم

-اه فعلا ضخمه اوى وتشد الانتباه ،بس روووعه كل حاجه فالبلد دى روعه

ماعدا البرد

ابتسم يزن وامسك كفها كعهده يدفئهم ،فابتسمت هى

-انا مقصدش برد الجو

-اوماال آيه

تنهدت ليلى وقالت بعينان ارتسم فيهم الشجن والحنين

-برد المشاعر،برد المعامله،برد الناس...اشتقت للى كنت فيه قبل م اجى

ربت على كفها يزن بحنو واردف

-وحشوكِ كل اللى هناك مش كده ؟طب مين اكتر حد وحشك فيهم كلهم

ابتسمت ليلى فور تذكرهم واحد تلو الآخر ،وبدات تروى مابها وقد لمعت عيناها اشتياقا

-بلقيس...مامتى اللى مخلفتنيش ومش اكبر منى اوى بس بتعرف تلملمنى بتعرف تضمنى بتعرف تاخدنى جواها تخبينى..نيمو بقا ،،العقل المدبر المخ والعضلات فنفس الوقت

حنين قائدنا مش عشان هى اكبرنا وبس ،،هى فعلا حد مسؤل وبيعرف ينتقِ افعاله وتصرفاته

رغم اعتراضها الدائم على كل تصرفاتى..ودايما انا وهى نشد سوا بسبب اسلوبها

بس مقدرش استغنى عنها،اخ ولد ليا فصورة بنت

ابتسم يزن لتشبيهها ل حنين،فاكملت ليلى

-آسر ..قدره حطه فطريقى،مرة انا ادشدشه بعربيتى ومرة يتضرب من تحت راس حنين لما يتفشفش

ومرة يدخل القسم بسبب بيلا وحاجه منتهى الغلب الازلى،معرفته لينا جاياله بمشاكل

بس سند وراجل..جدع وصاحب صاحبه،حاجه حلوة فدنيا كلها مُر

اختلجت عضلة فك يزن إثر وصف ليلى ل آسر ولقد عاد الى ابتسامته كأن الامر لم يكن وهم بسؤالها

-هما دول بس ؟ ولا فيه حد تانى مشتقاله

شردت وارجعت ظهرها للخلف وقالت بنبره تشوبها الحزن

-مقدرش انكر ان كان فيه ناس غيرهم ،معرفش يستحقوا اتكلم عنهم ولالا بس هما سببولى وجع كبير اوى

بس على اد وجعهم انا شوفت معاهم ايام حلوة منسهاش

-طب وليه الدمعه اللى واقفه على باب عيونك الحلوة دى

سقطت دمعتها رغم عنها فبادر هو بمسحها بأطراف أنامله ،قاما الاثنين وترجلا خارجا

اراد تغيير الموضوع يزن كعهده فى تصريف الامور بحكمه

-تعرفى اننا يعتبر وسط لندن وحوالينا اجمل واشهر شوارع،يعنى لو مشينا من هنا اخر الشارع هنلاقى شارع بوست ستريت لندن...ومن هنا نقدر نطلع على شارع ريجنت او بوند اللى هما اصلا احسن وافضل شوارع للشوبينج ...ومنطقة سوهو دى اللى فيها مدينه الالعاب الترفيهيه واللى هى عمرك م شوفتى احلى ولا امتع منها بحياتك،لكن طبعا احنا فيين

اردفت ليلى بعفوية طفله

-بيكاديللى

-يعنى احلى هدايا تذكارية نلاقيها هنا ،تعالى نختار منها ونتفرج ونطلع عالشوارع دى نتسوق وبالمرة

تحكيلى عن اغرب خناقه اتخانقتيها مع الثلاثى بتاعك عاوز اعرف دام خصامكم لمدة اد ايه

ضحكت عاليا ليلى وهى تخبئ شفتاها بيدها كعهدها وبدأت تروى له احدى نوادر وسابقات مشاداتها مع الثلاثى آسر وحنين وبيلا.

????❞ ????❞ ????❞

)الوقت السابق)

40مكالمة فائته ،،كان الهاتف يضئ ويطفئ عدة مرات ..ب إسم بلقيس كثيرا

وحنين وأسر ووالد حنين وزملاء عمل ليلى بالجريدة واجابتها هى الصمت تنظر ناحيته بعدم اكتراث على وضعيته الصامته ..نائمه متيقظه بدون اكل بدون نوم...دون حراك.

لاتستجيب لطرق باب منزلها لأى احد منهم، عادت الى منزل الجدة مجددا وحدها ،تعيسة،حزينه ،،مهزومه.

بعد مضى الساعات طرق الباب عدة تقريعات،لم يسأم الطارق ابدا ظل يطرق الباب مجددا ومجددا من الواضح انه لديه اصرار لتفتح وتجيبه حتى لو صبت على رأسه السخطات واللعنات .

شعرت ليلى بالضجيج من كل هذا الطرق،ومن الطارق اذا!

-عاوز ايه يا آسر؟!

نظر لكلتا مقلتيها ب رجاء ، وتحدث وكأنه يحدثها لاول مرة

-عاوز تسمعينى واتطمن عليكِ 10دقايق بس ،بس 10دقايق من فضلك ياليلى

زفرت ليلى بنفاذ صبر،فاستطرد هو حديثه

-عشان خاطرى ياليلى، هقعد هنا عالسلم حتى بس اسمعينى

ابتعدت عن طريق الدخول ،فانفرجت اساريره ودلف الى الداخل ..جلس وجلست امامه غير ناظره له

فبادر هو

-عامله ايه

-جاى ليه يا آسر ،انا قولتلك انى مش عاوزة حتى المحك ف اى حته ،عاوز ايه

تنهد وبدأ يتحدث بصوت متهدج يشوبه اللوم والضيق والخزى

-عارف انى خذلتك،عارف انك زعلانه منى..بس اللى بيتحكم عليه بالاعدام بيتسئل الاول عاوز ايه

وانا اعدامى انى ابعد عنك ومطمنش عليكى..وطلبي الوحيد تسمعينى

تبسمت ليلى بسخريه واردفت له

-الصحافه علمتك ازاى تجود ي آسر،اهلا بيك كويس ان كان ليا ايد فحاجه تبارزنى بيها بكلامك دلوقت

-انا مش ببارزك بالكلام ياليلى دى الحقيقه،ايوة عرفت حقيقه نزار وسكتت مش خوف منه بس خوف عليكى

ع فكره هو لو غنى بفلوسه ونفوذه وانا ع ادى فربنا معايا واتعلمت ان اللى معاه ربنا ميهابش مخلوق

لكن انا فكرت فيها،لو قولت حنين كانت هتدمر سمعته وكان هياذيكى

ولو ع بلقيس هى مش هتسكت وتقولك وبرضو هنوصل لنفس النتيجه ممكن يخفيكى فاى حته ومنعرفش عنك حاجه وبكده انا كان ممكن اموت نفسى عشان كنت السبب

-انت عرفت من ريناد الهادى ازاى ،كان فيه حوار معاها فالشغل

طرق برأسه اسر اسفل قدميه ومن ثم تحدث

-لا ياليلى،انا روحتلها مخصوص...من يوم م شوفت نظرته وقت م جينا وباركنالك لوفاكرة وانا من وقتها خايف عليكِ..حاسس انك مش بخير

قاطعت ليلى حديثه لتقول بسخرية

-وروحت وعرفت وسيبتنى اغرق حتى ممدش ايدك كان زمان اللى فقدته موجود،كان زمانى طلعت من الجوازه دى بنفسى عالاقل مش خسرانه روحى...خسرانه باكبر واحلى حلم عيشته طول عمرى

انى اكون ام

هنا اندفع آسر بالقول وب علو صوته اردف

-حتى لو كنت قولتلك كنتِ هتفضلى،انا سالتك فخطوبة حنين قولتيلى انا كويسه

انتى مستسلمه وضعيفه ياليلى،انتى كنتِ مبسوطه بتعذيبه فيكِ

انتى استحملتى ضرب وذل ومهانه وحبس ومعرفناش غير فالاخر،يعنى لو كنت قولتلك كنت هتفضلى خاضعه

متحملنيش كل الذنب ،انتِ عندك ذنب برضو

هبت ليلى من مجلسها لتقول ب انفعال يشهد انها لاول مرة تفتعلها

-ولو مكانش اذانى الاذى الاخير كنت هفضل وهكمل عارف ليه؟

نظر لها آسر متعجب منها ومن عيناها الذابلتين الدامعتين فقالت هى

-كنت هكمل، عشان انا طول الوقت بدور عالامان عالسند عالعيله،،نزار كان امان وسند

نزار لولا اللى حصل كنت بسعى بسببه للعيله اللى اتحرمت منها

انا كبرت ضعيفه ،عارف ليه ي اسر كان عندى 7سنين لما بابا مات

ملحقتش حتى اشبع من حضنه ،وبعدها ماما سابتنى ...سابتنى مفكرتش مرة تسأل عنى من وقتها لدلوقت

ربتنى تيته...ست كبيرة فالسن طيبه ،هتعرف ازاى تعلمنى اكون قويه تعلمنى اخد حقى

تعلمنى مخافش،محتاجش لحد،،طب ازاى كل ده وانا اصلا محتاجه وعطشانه وجعانه طول الوقت

محتاجه دفا عطشانه ناس جعانه امان ،،ازاااى وحتى هى سابتنى برضو الدنيا تشيل فيا وتحطنى وانا لوحدى

عارف ليه معملتش حاجه فنزار ولا حتى شكوى فقسم بوليس او خليت جلال يرفع عليه قضيه!

ينظر آسر لها كما هو لم ينطق ببنت شفه كلمه واحده وهى تتابع

-عشان نزار كان بيخاف عليا من الهوا ،الالم مش عاوزه يقرب منى حتى كان كل حياته ليلى

عارفه انه مريض نفسي...ومريض من الدرجه الصعبه،طب وفيها ايه انا كمان مريضه

مريضه عدم امان وحياه ..مريضه خوف الفقد مريضه استرجاع الماضى

عارف لو ماذنيش كنت هكمل معاه

-تكملى وهو بيضربك وحابسك حتى انفاسك بيعدها

-فيه كام حد فحياتى شغله الشاغل ليلى بكل حاجه فيها ؟

-انا!!

نطق بها رغما عنه ب اندفاع مشاعر،استطاع كتمانها طويلا ولكن لم تعد ب استطاعته اكثر من ذلك

تعجبت ليلى ونظرت نحوه ،فعدل آسر ماوقع به للتو

-انا مهمه عندى ليلى ،انتى وكل اللى بيشغلك  مهمه عندى وعند بلقيس وحنين ...ليه مهمشه نفسك كده

-عشان انا جزء من حياتكم،،جزء من حياة اى حد لكن مش كل حياة حد ابدا ولاحتى امى اللى خلفتنى كان كل حياتها هى وبس!

رق قلب آسر لحالها ، وهم بقول كلمات تثلج لهيب روحها المشتعله قليلا

-ليلى اطلعى من وحدتك دى،اطلعى من عزلتك ،ارمى اللى فات ورا ضهرك وبصِّ لقدام

متخليش حد يحاول يطفى ليلى ومتستلميش لاى حاجه تضعفك قومى تانى وحاولى وعافرى فالدنيا لحد م تاخدى اللى انتِ عايزاه ..

جلست ونظرت لاسفل قدميها،فتحرك من جلسته ليكون بجانبها ورفع وجهها له

-اوعدينى ياليلى ،،اوعدينى

-مش قادرة خالص مش عارفه

اجهشت ببكاء مرير ،وكأنها طفله ضلت طريق عودتها لمنزلها تتشابه كل الوجوه امامها وكل الطرق وكل الاصوات ضائعه كعادتها ،ضائعه وتريد هداية لطريقها .

دون تخطيط سابق اسندت راسها بصدر آسر ودفنت وجهها بملابسه واخذت تبكى وكأنها تتخلص من اخر دموع بمقلتيها ،ضمها آسر بحنو أخ لها هذا الامر بالذات يستدعيه جانبها،طبع قبله على شعرها إثر بكاءها وهى يتحدث لها

-،ارمى اللى فات ومتعيطيش عليه ،متخليهوش ياخد من وقتك اكتر من كده متخليهوش يهزمك

تجربه وعدت واتعلمى منها

رفع وجهها له ب انامله وتحدث مصوب عيناه على فيروزتاها وكأن حديثه طلق نارى وعيناها الهدف

-خدى وقت وجعك ومتطوليش ،وارجعى لنا احسن ليلى فالدنيا♥

????❞ ????❞ ????❞ ?

فتور...ذبول..ركود ،تلك هى الاشياء التى يعانيها ابراهيم فى علاقته بخطيبته حنين،ماذا عساه يفعل

حتى يذيب هذا الحجر..ايكسره بالقوة ام يحاول تهذيبه بالحنان؟

يعملان بنفس مكان العمل وتتعامل معه وكأنه زميلا ليس اكثر،حتى فى محاولاته معها لكسر الحاجز باءت بالفشل ..ياللحيرة ويالقسوة مضغتك الموضوعه فى صدرك يا حنين.

وكيف اسمك حنين وانتِ كل معانى القسوة فى صورة فتاه!

-معلش هطلب منك طلب واعمليه لاخوكِ ابراهيم

كان رجاء ابراهيم هذا موجه الى احدى زميلاته بالمحطه الفضائيه فهمت هى بالاجابه

-اؤمر يا ابراهيم خير

ينظر ناحية غرفه الأعداد مكان حنين الدائم ويرجع بنظرته ناحية زميلته واردف

-بصى ،عاوز انكش حنين اخليها تغير عليا هنمثل تمثيليه كده ان انا وانت بنهزر وانى عازمك عالغدا وكده وخليها تشوفنا

-لا ياهيما حنين مبتتفاهمش لحسن تخبطنى بدماغها فدماغى تجيب اجلى

-متقلقيش والله دى تلج اراهنك حتى لو عملت اى رد فعل،دى لابتغير ولابتعرف تحب ولا تناغش ومصيبتى سوده

ضحكت زميلته طويلا واردفت

-طب يابنى عملت كده فنفسك ليه

-عشان بحبها من بختى،هاه هتنفذى معايا معلش بالله عليك اول وآخر حاجه اطلبها منك

وافقت زميلته على مضد، وبدأت الخطه ..توجها بجانب غرفة الإعداد وتحدثا بصوت مسموع لها نسبيا،حول انهما قد يتناولا وجبه الغداء معا بالخارج فى احد المطاعم ومن ثم بعدها القى ابراهيم نكته قديمه وسخيفه نوعا ولكن زميلته اصطنعت الضحك عاليا،،،انتبهت حنين وقامت من مجلسها وخرجت اليهم

غرست القلم بكعكة شعرها ووضعت يديها فى جيب بنطالها واردفت اليهم باستهزاء

-ايه الجمال ده يا سى ابراهيم سردينه

تصنعت زميلتهم الارتباك بينماعلى اتسعت ابتسامه ابراهيم على بداية نجاح خطته

-ده ايه ياعصافير الكناريا ده،سامعه مش متأكده غدا وهزار وكركره ومرمره ولا كاننا فكباريه الفورتيكانا

خير ينفع اقف اشوف فيه ولا غير مسموح

-طب عن اذنكم انا

سحبت زميلتهم نفسها من بينهم وتركت ابراهيم فى مواجهه حنين وحده

-ايه ياحبيبتى انتِ بتغيرى؟

-بص يا ابراهيم ياخويا عشان بس المرارة مش مستحمله ،عاوز تخرج تتغدا تهزر تنكت اتحرق بسولار

لكن بعيد عن مكان انا فيه ليه بقا

-عشان بتضايقى

ضحكت بسخريه ووضعت احد كفيها على كتفه

-اتضايق ايه ياحسب الله صلِ عالنبي ،عشان منظرى هنا فالشغل ..انت بقا عاوز تتمرقع وتهزر يبقى نفسخ وكل واحد يعمل اللى عاوزه قولت ايييه

جزت على اسنانها اثناء نطقها لكلماتها الاخيرة فخاف هو ورجع خطوتين للوراء ..

-لأ فسخ لأ،خلاص انا اسف ياحنين انتِ بس متضايقيش واعتبرى انها مش هتتكرر

-اه ياخويا متتكرش ،متعمليش فيها البطل احمد عبدالعزيز وانت بالكتير احمد رزق

تركته ودلفت للداخل،زمت هو شفتيه حنقا وشعور الخذلان يحطمه ..ولكن هذا هو اختيار قلبك منذ البداية

اما السير بطريقه صامد حتى ترفع راية نصرك،او الانسحاب تلملم ذيول خيبتك.

❞ ????❞ ????❞ ????❞

دق جرس المنزل،فتحت ليلى لتجد باقة زهور يحملها عامل من محل الورد،تحملها وتوقع بالاستلام وتغلق الباب...فى وسطها بطاقه مكتوب فيها"كل سنه وانا هفضل احبك حتى لو اخترت البُعد..كل سنه وانتى طيبه

نزار ادريس"

مطت شفتيها والقت بباقه الزهور فى سلة المهملات،،وفى منتصف النهار دق جرس الباب ثانية فتحت لتجد كلا من بلقيس وحنين وأسر وبعض زملاء الجريده مبتسمين يحملون هدايا،الجدير بالذكر قام احدهم بإطلاق-صاروخ-للزينه عندما فتحت الباب وقالوا جميعا ف صوت واحد جهور

"سربرااااايز كل سنه وانتى طيبه ياليلووو"

على نظرتها لهم الغير مباليه تفوهت بكلمه واحده اليهم

-انا معنديش اعياد احتفل بيها، معلش مش قادره اشوف او استقبل حد

عن اذنكم

تنحنحت واغلقت الباب!

????❞ ????❞ ????❞

"وهى هتفضل كده لامتى؟"

كانت تقوم بلقيس بوضع صحنين من حلوى -البفاريا-امام نادر ووالدته ،فاردفت الى نادر بالرد على سؤاله

-محدش يعرف،بقالها كتييير اوى فى عزلتها دى ليلى ولابتطلع ولا بتدخل ولابتشوف حد ولا بتستقبل حد

تناول نادر احدى الصحنين ليتناول بلذه بدت واضحه على قسمات وجهه

-تسلم ايدك يا بيلا ،،بصى ليلى دى بالعافيه لازم تطلع من اللى هى فيه بالذوق بالعافيه لو سيبتوها هتفضل على حالها اللى هى فيه ده اكتئاب على فكره

-انا عارفه ومضيقانى وهى كده،بتصل بيها بترد بطلوع الروح حتى زيارات البيت مش بتستقبل حد نفسي ترجع زى م كانت،منه لله نزار

تستمع اليهم والده جلال وهى تتناول الحلوى ،فقامت بالتدخل فى الحوار المقام حول ليلى

-والله هى لا اول ولا اخر من تطلق عشان كل اللى عاملاه ده،ولاعشان العز اللى كان معيشها فيه

وخلاص رجعت لبيت جدتها اللى على اده

غضبت بلقيس وظهر واضحا فى انعقاد حاجبيها ،لاحظ نادر فقال لوالدته

-يا ماما مسمعتيش حديث الرسول-صل الله عليه وسلم-المرأه كسرها فى طلاقها،دى كسرة ربنا مايكتبها على حد،،وبعدين معتقدش عشان المستوى اللى كانت فيه ليلى وبلقيس مبحسش ان بيهمهم المادة اد الشخص

سمعته والدته للاخر والتوت شفتيها،فقامت بلقيس من مجلسها قبل ان تصاب باختناق اكثر من ذلك

-هطلع اشوف جلال عشان صاحى،تصبحوا ع خير

صعدت لمنزلها،دلفت الى مطبخها احضرت صحن حلوى البافاريا ودلفت للشرفه حيث يتواجد جلال،وما ان اقتربت حتى سمعت منه هذه الكلمات اثناء مكالمته الهاتفيه

-طب اعمل ايه تانى طيب...حاضر حاضر،هحاول والله مع ان معرفش اكتر من كده اعمل ايه

دلفت بلقيس فتلعثم جلال وتابع مكالمته

-طيب هنتكلم تانى،سلام دلوقت

-ايه قفلت ليه

-مكالمه شغل وخلصت

نظر الى الصحن ف ابتسم واخذه منها

-بفاريا! طول عمرك شيف ممتازه

ابتسمت بلقيس واستندت الى سور الشرفه اثر هو يتناول صحنه بشهيه ،نظرت تجاهه وقالت

-جلال مش شايف اننا اتغيرنا سوا ومبقيناش زى زمان،قبل م اخلف يعنى

رفع بصره لها ومن ثم نظر ثانية للصحن،فقالت هى

-معرفش حاسس ب ده ولا انا بس،حتى لما بتحاول تحسسنى بحاجه منك بحسها تاديه واجب

تحدث وفمه به حلوى بنبره عاديه

-ليه بتقولى كده ،انتى شكلك مكبره المواضيع او هرموناتك متلخبطه هى مواعيدها ولا ايه

قال كلماته وربت الى ظهرها ودلف للداخل وتركها كما هى ناظرة نحوه ،قابل كلماتها بعهده اللامبالى

الغير آبه لشئ .

????❞ ????❞ ????❞

فتاة الفيولين ،،ابدا لا تسمحى للون الاسود ب استعمارك بعدما كنتِ مركز الالوان المبهجه،المضيئه،المضوية!

مضى الكثير والكثير من الوقت،مضى وهى كما هى حتى انها ماعادت تميز الوقت ولا الايام ولكن يبدو انه قد مضى عهد طويل وليلى على حالها.

كانت تنقل بعض الصحون ممتلئه بالطعام كما هى للمطبخ ،م حركت منهم ملعقه واحده!

اصبحت هزيله جسديا وضعيفه النفس،وهى بطريقها للردهه وقع نظرها لصورة فوتوغرافيه لجدتها-رحمة الله عليها- نظرت لها وكأنها تود منها عناق حالا كى يلملم بقاياها المبعثرة!

تذكرت اقوى واعمق قالتها لها ذات مرة " ليلى...اوعى مهما حصللك فالدنيا دى تنكسرى ولاتحزنى،ارمى ورا ضهرك وبصى قدامك...الدنيا حلوة ،حلوة بيكى يابنتى مش بحد حلوة بنفسك لا ب ابوكى ولا امك

لو فارقتك ياليلى خليكى بنفسك قويه،سيبك من اللى فات متبصيش لتحت رجلك ولا لحته حجر وراكى شنكلك،بصى لقدام اووى لبقعه نور مفتوحالك ياست البنات"

وكأن قدرها وخزها اخيرا لتستفيق من غفلتها بعد معاناة بلقيس واسر وحنين معها كى تنهض من عزلتها هذه،،فالتو

باليوم التالى ،،اسرعت وسحبت مبلغ كبير من المال المستودع لها بحسابها البنكى بواسطه نزار ،فتحت النت واخذت تتصفح بحثا عن شقق تمليك فى موقع متميز وسعر مناسب،حتى وجدت

ذهبت وشاهدتها وقد نالت اعجابها اتفقت عليها واشترتها...ومن ثم تم بيع سيارتها القديمه قديمه الطراز والشكل واشترت سيارة طراز السنه..

بدلت طريقة ثيابها القديمه،قذفت بكل ماهو قديم..اشترت كله حديث

غيرت شكل شعرها ولونه تماما ،،،اصبحت ليلى جديده ومقبله على الحياة،

-كورس إيطالي! ليه هتهاجرى

كانت كلمه لحنين جعلت ضحكات الباقيين تتعالى بسبب سخريتها فاردفت ليلى بثقه

-ايوة نفسي اتعلمها وعاوزة اغير المود واعمل حاجه غريبه

-طب خدى كورس فلغه هتستفادى بيها فسفر او شغل مثلا

تفوه آسر بالاخيرة فاوضحت له بلقيس

-انا فاهمه ليلى هى عاوزة تعمل اى جنان من غير تفكير، اعملى ياليلى طالما هتبقى راضيه كده

اعملى ومتحرميش نفسك من حاجه

كانت تتلفت حنين حولها فى ارجاء منزل ليلى الجديد وقالت

-الشقه جااحده! يمكن اتجوزلى فشقه زى دى عشان اتقبل الغراب ابراهيم

-ياست عالله هو يتقبلك

-قصدك يا اسطا آسر شربات

-ايه آسر شربات دى

-ده بالنسبه للذاذه التى يحملها دمك

-طب م انا دمى شربات فعلا

-انت دمك شرابات مش شربات

-مش هرد عليكى

امسك جيتاره وتركها مشتعله يفتك بها الغيظ منه،وأردف آسر لهم

-اسكتوا مش انا حفظت عزف مقطع تحفه من اليوتيوب هعزفه ل ليلى بمناسبه كل التجديدات وانها قامت لنا بالسلامه

-اعزف ياهانى ياعادل اعزف

لم يأبه اسر لها وكأنها شئ غير مرئي،بدا بالعزف وغنى

-ياناسى وعداااك،وعدك لياااا،بعدك والله صعب عليااا

اكمل آسر وكان عزفه جميل نوعا ما،فجذبت بلقيس يد ليلى ليرقصا معا وقامت حنين معهم بعد إطلاق زغروده استهزاء بعبثهم هذا وهى تصفق لهما وبلقيس وليلى متالقتان برقصتهما وأسر يعزف وقد اتسعت ابتسامته وهو يردد كلمات الاغنيه،لوحه فنيه جميله تحفظ فى ذهن كل من حضر بها الى الابد..

????❞ ????❞ ????❞

❞#فيولين ???? 2019

}عهد الثالوث} روايتى رقم 14

الفصل السادس عشر

❞ ????❞ ????❞ ????❞

"قلوبنا فالهوا نصيبها..حكايه واحده متشابهه..لكن نهايتها مختلفه

واصل الحب ده رحله..وبيه الدنيا دى بتحلى..قدرنا اصله مش صدفه!"

اطفئت ليلى مشغل قائمه الاغانى بسيارتهاوهبطت حيث مركز صف اللغة الايطالية،صفت سيارتها وترجلت للداخل بعدما هدلت هندامها وانسدال شعرها .

كانت هذه المرة بعد حادثة سكب-كوب القهوة-على ثيابها من قبل هذا المستهتر الذى يدعى مؤيد..

حقا هى تتذكر اسمه وتتذكره ايضا حينما دلفت وكان على مقعده يجلس مصوب نظره عليها ما ان تلاقت عيناهما صنع باصبعيه حركه-سلاح نارى-واطلق منه رصاص فامتعض وجه ليلى لتلك الدعابه السخيفه منه وبدأ الصف..

مضى وقته وكان كل تركيز ليلى منصب لتعلم هذه اللغة الجديده حقا،انتهى الصف وترجل من ترجل ووقف من وقف مع صحبته وليلى كانت تمسك هاتفها تشغله حتى لا يقلق عليها احد..واذ فجأة جلس بجانبها هذا المقتحم وقال

-على فكرة انا متضايق على فونك

نظرت له ليلى بتعجب عاقده حاجبيها واردفت

-ايه متضايق على فونى دى ،يعنى ايه

-يعنى زعلان عشانه،،اصل مش عليه رقمى يا دموزيل ليلى مراد

تصنعت ليلى ابتسامه سخيفه له وسرعان ما تلاشت وهى ترمقه نظره تنبعث منها كلمات السخط،ترجلت للخارج فالحق بها مؤيد وهو يتحدث

-بصى انتى ممكن فاكرانى بعاكسك

التفتت له ليلى ونظرت له فاردف

-بس انا فعلا بعاكسك وانا هكدب ليه

اومات برأسها ليلى علامه على ماهذا الشخص غريب الاطوار،ف اوقفها ثانية لكن هذه المرة وقف امامها مباشرة يمد يده لها بالمصافحه

-مؤيد نور

-والله عرفت من المرة اللى فاتت،عاوز ايه بقا

-عاوز نتعرف باليز باليز باليييز

انكمشت قسمات وجهها سخريه وقالت

-باليز! انت بقى من بتوع نتعرف

-لا حاشا وماشا،انا من اللى بيطبع كروت نتعرف واوزعها عالحبايب

اسرعت بالخطوات وهى تتحدث بنفاذ صبر

-اوووه ابعد عنى انا اصلا مش ناقصه وشكلك فاضى

امسكها من ذراعها يوقفها وهو يردف

-والله مافاضى انا مليان جدا،معايا فونى ومفاتيح عربيتى ومناديل واستنى كده(كاد يفرغ جيب بنطاله) ولبان كلورتس وكروت ومحفظه مليان اهو انا مبكدبش

-انت فاكر نفسك دمك خفيف

-بالعكس انا دمى تقيل جدا مين الغبي اللى قالك انى دمى خفيف

نفثت بوجهه واسرعت مترجله نحو محل وجبات سريعه بجانب المركز،وهى يتبعها

وقفت وطلبت شطيرة-تشيزبرجر-والقليل من البطاطا المقليه،كل هذا وهو خلفها

فتحت حقيبتها واعطت المحاسب بطاقتها المصرفيه بعدما اسندت الهاتف ،دفعت ثمن وجبتها واخذت البطاقه ورحلت عندما رأت مؤيد يتابعها استشاظت غضبا وواغلقت حقيبتها مترجله نحو سيارتها وصعدتها ورحلت..

هم محاسب المحل بنداءها فور وقوع نظره على هاتفها الذى غفلت عنه بسبب ضيقها من مؤيد،فقام مؤيد ب اخذه منه معللا انه يعرفها وسيعطيه لها.

وما ان ابتعدت حتى تذكرت الهاتف،اتسعت حدقه عينها واصطفت لاقرب مكان بالسيارة تبحث داخل الحقيبه عنه وليس له أثر،نبشت هنا وهناك

كورت قبضة يدها وصفعت عجلة القيادة وهمت بالرجوع للمحل قبل ان يُسرق او شخص آخر يعثر عليه.

????❞ ????❞ ????❞ ?

)فى الوقت الحالى)

كانت ليلى تقص هذه القصه الى يزن،بعدما اخذت جلستها المعتاده بالمشفى

اراد يزن كعهده ان يريحها بان تروى اجمل ذكرياتها فتذكرت واتبعت..

-وبعدين لاقيتى الفون ولا ايه؟

ابتسمت ليلى وقالت بصوت يشوبه التعب ولكن تحاول تجاوزه

-لاقيته معاه مخبيه وقاعد مستنينى،انا شوفته عملت نفسي مش شيفاه روحت سألت الكاشير قاللى الاستاذ اخده روحت له وانا متعصبه انت ازاى تاخده ومش عارف ايه متنرفزه بقا

يزن يضحك على طريقتها وهى تستعيد الموقف

-وبعدين

-فضل باصص لى متنح هو كان عليه رخامه يالاهوى يفرسنى وساااكت وانا شغاله اشتم وفالاخر طلعه كده بتناوله راح خطفه تانى

(عودة لسابق الاحداث)

-انا بس عاوز اقولك حاجه قبل م تاخديه ، انا سيفت رقمى عليه وكتبت My man

اغتاظت ليلى وزفرت بحراره وقالت

-ماى مان ايه انت اكيد متخلف ،انت بتستعبط انا هعملك بلاك ليست حالا

ضحك مؤيد ب استفزاز ليردف

-شكلك وانتى متعصبه زى الكتكوت الملون الامور اللى بيحاول يبان شرس

-هات الفون!

-هديهولك اصبرى،بس بشرط متعمليش بلوك لرقمى

-لاهعمل وهاته قبل م ابلغ انك سارقه منى

ترجل بعيدا عنها مؤيدا يدير لها ظهره بلامبالاه وهو يتحدث

-روحى بلغى،وانا هحكيلهم عالصور اللى شوفتها عليه ...بس تعرفى شكلك دلوقت احلى

يعنى فيه صور فمصيف تقريبا وصور ففندق فخم شكلها بره مصر ومعاكى راجل شبه محمود قابيل كده شعره ابيض فاسود مش متأكد،وصور معاكى حتتين طراى كده منهم واحده تعبانه شويه

وصور معاكى واد كده فاتح بوقه فكل الصور عاوز يقول انه بيغسل سنانه بسنسوداين

وصور ليكى سيلفى ففيلا شيك بس الشهاده لله قمر بلبس البيت

غمز لها بإحدى عيناه،فتلعثمت ليلى انه رأى كل هذا من خصوصياتها

-انا بعتهم لنفسي عشان انا بحب اشوف الحلويات،ماعدا الواد اللى بيضحك ابوسنان مرضتش اخدها

اتسعت حدقة عينها بقلق وقالت باندفاع

-انت خدتهم بجد

-اه والله ان شالله اموت محروق

-انت ازاى تعمل كده انت ايه ،انت انسان مستفز

-ياكلاثى عالكتكوت الملون الشرس

-متستفزنيش بقولك وهات الفون وامسح صورى من عندك،انا فحياتى مشوفتش ارخم من كده

رفع هاتفها امامها ولوح به وهو يتحدث بثقه

-هاتخديه بس بصراحه،همسح كل صورة فكل مرة تردى فيها ع فونك لما اكلمك كل مكالمه بصورة

هعمللك سكرين وامسحها فوقتها،موافقه امين مش موافقه خلاص

انا عندى قناة عاليوتيوب ووو

وضعت يدها على شفتيه تسكته وقالت على الفور

-خلاااص موافقه،هاته بقا

اعطاه له وهو مبتسم واخذته منه تتصفحه بينما هو اردف لها

-اوعى تغيرى الاسم فاهمه

-وانت My manمنين هو بالعافيه

-لا مش بالعافيه ...بس هييجى وقت وهتلاقى ان ده انسب اسم ليا فحياتك

مسح ع شاربه بشكل مثير وغمز بإحدى عينيه ولوح لها انه راحل واختفى عن نظرها تماما..

(عودة لوقتنا الحالى)

كان يضحك يزن بهيستريا وامامه ليلى تضحك ايضا ف اردف هو

-ده مجنون رسمى

-مجنون وبس ده مستشفى مجانين كامله

-بحس انك بتنبسطى لما بتتكلمى عن مؤيد بالذات ،يعنى غير لما كنتِ بتحكيلى عن نزار

انقشعت ابتسامه ليلى تدريجيا، همت بالنزول من فراشها فساعدها هو بدوره وهى تجر الانبوب الخاص بها واضعه يدها الاخرى على صدرها ووقفت الى نافذتها تنظر للسماء وهى تحاول الاستنشاق بصعوبه واردفت

-كل واحد منهم فرحنى بطريقته...وكل واحد منهم قتلنى،بطريقته برضو!

????❞ ????❞ ????❞

)فى الوقت السابق)

عيسي ونوح جلال..طفلى بلقيس كانت تحمل واحدا وأسر يحمل الاخر فى مركز الاستشفاء الذى يتلقى الطفلين فيه علاجهم.

الجدير بالذكر ان الطفلان مصابان بمرض جينى منذ الولاده لايعرف اسبابه حتى الآن ،بعد فحوصات عدة لهما عثر على علاج قد يكون نافعا لحالتهما وطرق طعام معينه بل وطعام معين ايضا،وان لم يتم الالتزام تزداد كهرباء المخ لديهم وتحدث لهم تشنجات وقد تؤدى الى غيبوبه حتما..

رحمهم الله ممايعانون وشفاهم وعفاهم واعان الله والديهم على ماوجدوه بهم من ابتلاء.

-انا متشكرة ليك يا آسر ،بجد الايام اثبتت انك اخ واكتر من اخ والله

أردف اسر لها مبتسما وهو يقول بنفس راضيه

-على ايه يابيلا متكبريش الحوار، انا مخلص شغل وبعدين حرام تروحى لوحدك

طالما جوزك مشغول قوليلى بعد كده وانا هكون معاكى فمتابعاتهم

تبسمت بلقيس وربتت الى كتفه بحنو وقالت

-حتى نادر اخو جلال برضو قالى اوعى تروحى بيهم لوحدك،بس انا لو قولتله بياخد يوم بحاله اجازة وكده خسارة لشغله مش عايزه احمل حد منكم الهم

-ياستى شيلينا وملكيش دعوة ،ربنا يطمنك عليهم يارب

تنهدت بلقيس ونظرت للسماء،،وتمضى الساعات واحده تلو الاخرى...الانتظار قاتل وطفلى بلقيس اشقياء

ولديهم فرط حركه..جعلا الاثنين آسر وبلقيس يدوران فى المكان طيلة اليوم حتى حان دورهما ودلفها ...تلقوا الفحص كامل كالمعتاد وكتب لهما التعلميات الجديدة والعقاقير ومن ثم انصرفا الاثنين كل واحد منهم يحمل طفلا..

-هوصلك بتاكس لحد البيت وبعدين همشى

-يا آسر كفايه تعبك لحد كده، انا هركب وهناك هخللى اى حد يساعدنى فيهم

-متبقيش عنديه بقا يابيلا

إثر تحدث الاثنين كانت هناك سيارة مسرعة، اصطدمت بجانب بلقيس وكادت ان تطيحها ارضا وهى تحمل طفلها فصرخت من صدمتها واسرعت السيارة بالهرب،اراد آسر ان يوقفه التقط-حجرا-من الارض وقذفه نحوها فاصابت -فانوس الاضاءة الخلفى-وكسرته و يهتف اسر بحده ويقذفه سبابا وقح.

توقفت السيارة وهبط منها الرجل لينظر الى ماتحطم لديه بالسيارة وهم نحو آسر،وبدأت بينهما مشادة تصاعدت حتى اصبحت سبابا وضرب وتمزيق ثياب!

-انا هعمل محضر حضرتك

طرق الظابط النوباتشى بيده منضده مكتبه بحده واردف

-محدش هنا يتكلم ،اتفضلى ياست قولى اقوالك

قامت بلقيس بوضع شكوى ضد هذا الرجل الذى قام باصطدامها ومن ثم عراك آسر ،،وبعدها اوضح كلا من الرجل وأسر ماحدث ف امر بوضع الاثنين بالحجز حتى يأت من يضمنهم ضمان شخصى،اما بالنسبة للرجل فالمحضر اوقع عليه عقوبه اكبر بالاحتجاز سيُعرف مداه بعد فحص كدمه بلقيس ان كانت تستحق الاحتجاز الطبي ام لا ..

هاتفت بلقيس جلال زوجها عدة مرات لم يجب الى هاتفه...ف قامت بالاتصال ب نادر الذى اجاب على الفور

وسرعان ماكان هناك حتى يضمن آسر ويخرجه من محبسه.

ذهبوا ثلاثتهم ب اصطحاب الطفلين الى مشفى يطمئنوا الى بلقيس، وحال آسر ايضا لايرثى له به بعض الكدمات والجروح بسبب العراك الذى حدث ..قاموا من بالمشفى بتضميد جروحه وعمل اشعه لبلقيس وتبين انها بخير مجرد كدمه ليس الا..

اوصلوها الى منزلها كلا من نادر وأسر بالاطفال، وعادوا الى قسم الشرطه حاملين اوراق تثبت عدم وجود احتجاز طبي لبلقيس حتى تخلى مسؤليتهم نحو هذا الرجل فى محبسه وياتى. فقط من يضمنه مثل آسر ويخلي سبيله.

-متشكر يانادر ازعحناك وتعبناك

ابتسم نادر وربتت الى ذراع اسر بهدوء

-ياعم احنا اللى تعبناك نعمه 600مرة اقولها اروح انا معاكِ مفيش فايدة

عقد آسر حاجبيه تعجبا حينما سمع اسم نعمة فضحك نادر واوصله الى اقرب محطة مترو وانصرف هو فى طريقه للمنزل.

????❞ ????❞ ????❞ ?

جارى حذف رسالة ،،حذفت الرساله ووضع جلال الهاتف جانبا وهو يقول بهدوءه المعهود

-على فكره انتو اللى عملتوا كل الهوليله دى،يعنى مش كفايه يوم متعب مع الاولاد كان بتتخانقوا وتكسروا عربيات الناس

كانت تطمئن بلقيس الى حال كدمتها امام المرأة،ثم التفتت اليه غاضبه عقب كلماته الاخيرة وقالت

-ياسلام! يعنى عربية تخبطنى وكمان نسكت،مش كفايه تعب اليوم كمان اتخبط ف اخره ومتكلمش

اعتدل جلال بجلسته وأردف

-ومرواح قسم ومحضر وتتصلى عليا وانا نايم وعلى نادر ليه ده كله

-انت ايه يااخى، مبتحسش واحد ودافع عنى اسيبه مرمى وارجع مش كفايه تعبه معايا ومع الولاد احسن من اللى مطلوب منه كده وبيطنش

-والله انا مش مطلوب منى حاجه معملتهاش ،معروف كل الستات بتشيل ولادها من الالف للياء انتى بس اللى بتمنّ علينا كل شويه

هنا نفذ صبر بلقيس فقالت له بحده وعيناها تتحدث مرارة

-بقولك ايه ياجلال انا تعبت، احنا كل واحد مننا يروح لحاله يابن الحلال طالما كده كده انا لوحدى

ابتسم جلال لها بسخريته اللامباليه وقال

-هى عدوى ولا ايه، مش لازم نقلد ليلى فكل حاجه ...عاوزانا نتطلق ياست هانم!

-انا تعبت انا مطحونه برة وجوه ومفيش تقدير ولاحتى كلمة تجبر بخاطرى،حرام كل ده حرام

صفق لها باستهزاء وقال

-مشكورة مجهوداتك ايتها الصحفيه المخضرمه،واحنا كمان بنتعب والله وعاملين اللى علينا وانا مبقصرش معاكى فبعد اذنك بلاش كلامك ده بلا كل واحد يروح لحاله بلا كلام فارغ

عاوزة ايه ...تمشى وتسيبي الولاد مش كده

لوحت بلقيس له ساخره وهى تردف

-طبعا وانا ايه اهميتى غير البيت والولاد والعيشه ورضا سعادتك ورضا حماتى وملعون اى حاجه تانيه مش كده

نفث جلال بحدة وارتدى خفيه المنزلى وترجل نحو الخارج وهو يتحدث عاليا

-انا زهقت من النكد،انا نازل عند ماما جايز تهدى شويه ياصحافه مصر..

تركها مشتعله كالعادة،تركها دون اطفاء نيرانها حتى بكلمه يسكب بها ماء بارد على ضغطها العصبي

تركها تشتغل وتهدا وحدها كما اعتاد وكما اعتادت هى ولاحياة لمن تنادى..

????❞ ????❞ ????

"تعالى يا حنين ...اقعدى هنا عاوزك"

ترجلت حنين ببنطالها المنزلى الرجالى وال-تى شيرت-الاحمر الشهير لنادى الاهلى وجلست بجانب والدها حتى لمح هو القلم المغروس بجذبه بحده واردف

-ايه ده،بيعمل ايه ده هنا؟

تناولته حنين من والدها واعادته الى مكانه برأسها مجددا وهى تقول

-يابابا ليه قلة المزاج دى،اعتبره الاريال بتاعى وبيوجهنى...خير بقا كنت عاوزنى ليه يابوب

سحب والدها من جانبه-كيس بلاستيكى-به مبلغ من المال واعطاها اياه ف امسكته حنين وقالت

-ايه ده يا بوب، فار ميت

لكزها والدها باحد كتفيها وقال

-فار ايه ، فار لما يعشش فنافوخك دى فلوس يا ام لسان

فتحت حنين لترى المبلغ فتقول بشغف

-متقولش وافقت انى اجيب موتوسيكل واترحم من المواصلات

-اعقلى بقا،اعقلى هتشلينى ده اخواتك الرجاله مش راكبين موتوسيكلات

ده مبلغ تنزلى تجيبي جهازك ...ده غير اللى باسمك فالبنك

اللى باسمك نصيبك من ورث المرحومه والدتك لكن دول من عندى

اغدقته حنين قبلات على وجنتيه ورأسه الذى غطاه المشيب وهو يبعدها عنه إثر ضحكاته على فعلاتها..

-تسلم تسلم تسلم ياعم عبدالله ياجامد يا احلى اب وأعظم اب وسفن اب

لكمها بحده فى رأسها فضحكت هى واتبعت

-بس بص بقا عشان نبقى على نور ومتجيش تنفخنى انا لاهجيب بيهم جهاز ولا بوتوجاز

هو كام تى شيرت زى دول وبنطلونين من عند اخواتى على بيجامتين هضرب عليهم منك وكده اتعشت

انما دول بقا هجيب بيهم موتوسيكل

قامت من مجلسها تهرول ناحية غرفتها ،فاسرع والدها بنداءها بغضب

-خدى يابت تعالى هنا

-لاياعم م انت هتضرب

قالتها وهى تحتمى بباب غرفتها ،ففتحه عليها وامسكها من تلابيبها ليقول بحدة

-عارفه لو جبتى البتاع ده هخللى حد من اخواتك يركبه ويدوس عليكى بيه، دول هتجيبي بيهم جهازك

شوفى بيلا وليلى وانزلى هاتى معاهم وكلمه كمان مش هسمع ،فاهمه!

صنعت بيدها إشارة-تعظيم سلام شرطى-وانزل يده عنها ورحل وهى تتحدث الى نفسها حانقه

-جهاز ايه هو ابراهيم ده شخص عشان يتعامل معامله عرسان واجيبله جهاز،منك لله ياللى فبالى

انت السبب فالتدبيسه دى.

????❞ ????❞ ????❞ ?

)الوقت الحالى)

عروس احزانى انتِ..والوجه الآخر ل العُملة خاصتى.

تميمة حظى انتِ ببطن الحوت،ياشمس حبي التى ابهرت الاعمى

ماذا عساى الفعل حيالكِ وشيفرة قلبى التى فقدت رُدت اليكِ دون تخطيط مُسبق!

كانت هذه كلماته التى يسطرها يزن ب ورقة ما امامه وهو شارد لايدرى عن الوقت او المكان شيئا،،شيئا غريبا

كان يحدثه عنها،عيناها وكأنها رُسمت امامه ليرى فيروزتاها بوضوح ويهبط عليه إلهامه الروحى..

تنهد وترجل من مكانه ..خطى خطوات نحو الخارج هائما وحيدا بشوارع لندن،صامت وبداخله صخب العالم كله..

يحدث نفسه وهو يسير كمتسول يضع يديه بجيب بنطاله، ينظر فى فراغ امامه لاينتبه لأحد اوينظر ل شئ..

يحدث نفسه وكأنها اوسع مكان لسره الخفى ..سره الغريب

-انا وهى نفس المعاناة،،معاناة الحب،،معاناة الفقد،،معاناة الوجع!

هو ممكن حد يقابل نصه التايه كده بكل سهوله؟ ممكن حد يقابل ترياق سحرى لجرحه كده من غير مخططات سابقه؟ طب هشفيها ازاى وانا الموجوع

هطمنها ازاى وانا الغريب ،،هنسيها اللى فات ازاى ووجع الماضى لسه فيا ،هقدر اقنعها بجمال الحياة وانا على نفسي منتهى !

هتقدر يايزن ،بعد سد كل الابواب قصادك تنزل عليك رسالة من ربنا فى صورتها هى ،يبقى هتقدر..

بعد تعب من سيره المتواصل بلاهدف،جلس الى احدى الارائك الخشبية تحت احد الشجرات ،اراح ظهره عاقد ساعديه ناظر للفراغ امامه ...زفر زفرة موجعة ونظر امامه يستفيق من شروده اذ صوت فرملة سيارة مسرعة كادت تصدم احد الماره،فانتبه الجميع لها وعلى الفور اتى ضابط الحركه المرورية ليستدعيه معه الى قسم الشرطه ليسترجع يزن ذكرى مرة اوجعته جعلته يتمتم بخفوت داخله

-ليه حبيتى الفيلم للدرجه دى ياليلى،اختلفنا فحجات واتشابهنا فكتير والنتيجه واحدة

امنيتك اتحققت وكأن بابا نويل كان بيوزع تحقيق الامانى يومها وجت النبوءه من نصيبك!

????❞ ????❞ ????❞

#فيولين ???? 2019

}عهد الثالوث} روايتى رقم 14

الفصل السابع عشر

❞ ????❞ ????❞ ????❞

)فى الوقت السابق)

*مضى الكثير من الوقت والاحداث*

فى غرفة استقبال الضيف،كان يجلس نادر بجانب خطيبته ميريهان يتحدث مع والدها بشأن امر مصيرى .

-ايه رأيك يانادر ، نخلى كتب الكتاب يوم الفرح فالقاعة؟

اسرعت ميريهان بالرد بدلا من نادر وقالت مندفعه

-لايابابا خليها دلوقت،لسه ميعاد الفرح بعد3شهوور كتير

رمق والدها نظره لها ان تصمت وتابع حديثه الى نادر

-ها يانادر ايه رأيك؟

قامت ميريهان ب-غمز-نادر ب احد ذراعيه دون ان ينتبه والدها،فانتفض نادر إثر فعلتها ونظر لها شرذا ثم التفت ناحيه والدها ل يقول

-والله اللى تشوفه حضرتك ،،انا عن نفسي كل الامور مناسبه بالنسبة لى

هنا تدخلت والدة ميريهان بدورها حامله بيدها صحن من الفاكهة الطازجه ودلفت ومن ثم قدمته الى نادر واردفت

-ينفع اقول انا يانادر ؟

-اه طبعا اتفضلى يا طنط

-انا رأيي انكم تكتبوا دلوقت،عشان لما تروح معاك ميرا البيت عندكم تفرش او تختار حاجه ع ذوقها تكون مراتك ومحدش يقول حاجه

نظرت ميريهان الى نادر نظرة حب ورجاء،بينما هم والدها بالقيام من المجلس بعدما سمع هاتفه بالخارج يصدر صوت مكالمه قادمه فاستاذن وانصرف وبدورها تركت الام ايضا الغرفه للخطيبين حتى يقررا امرهما سويا

-والنبي يابيبي توافق نعمله اليومين دول والنبي والنبي

-انا عاوز افهم،انتِ ليه مستعجله على حوار كتب الكتاب ده

مطت شفتيها وتأبطت ذراعه وقالت بصوتها الرقيق بدلالها عليه

-يابيبي نفسي اوى احضنك نفسي احس بدفا قلبك،نفسي يحصل بينا الحجات الاكشن

اللى قبل الجواز دى ،مش لازم عشان متجوزين يحصل كده

انا عاوزة التعطيف والتلطيف الحلو اللى فالاول ده

تنهد نادر وهو ناظر لها ثم اردف بنبره اكثر هدوءا عما قبل

-حبيبتى كلها 3شهور ونبقى مع بعض للابد ونعطف ونلطف ونمحر ونبيض ونعمل كل اللى نفسك فيه

-يوووه يانادر انا هموت واعيش الاكشن معاك

-اكشن ايه هو انا داخل فيلم مع السقا

-لامحمد رمضان هق هقهق

ضحكت بسخريه له فضحك لدعابتها وطرق كفا بكف،فاستطردت الحاحها عليه من جديد

-والنبي ياقلبي،هما3شهور بس فالاكشن وهعيشك احلى اكشن فالدنيا

-يا ميرا يا قلبي ياعمرى،حتى لو كتبنا انا مش فاضى للمياعه بتاعتك الفاضيه دى هيفضل الوضع زى ماهو

لكمته بخفه ب أحد ذراعيه وقالت تصتنع الغضب

-انا عاوزة اعرف انت ليه مش زى الشباب اللى فسنك،مطرقع ومقضيها (نظرت الى السماء) ليه ياربي

من وسط كل الناس اقع فحب دكتور عقل دا

قهقه نادر عاليا عقب كلماتها الاخيرة وقال لها بصوته الرصين

-عشان لو كنت مطرقع وانتِ مجنونة كده ،هنخربها ومش بعيد نتجوز فالسرايا الصفرا

يرضيكى!

تأبطت ذراعه ثانية واسندت رأسها اليه وقالت فى حِنو

-يرضينى...اعيش معاك ان شالله فسجن ياسيد قلبي

تبسم نادر وامسك احد كفوف يديها وقبلها بحنو من الداخل ،ونظر لمقلتيها بعد ان ربت على كفها بطريقته المعهوده معها ،فعلة منه ابلغ من الف كلمة!

????❞ ????❞ ????❞

وعلى ذكر تحديد ميعاد العُرس والزفاف،كان ابراهيم يهرول ب فرحه الى حنين بعد انتهاء حلقة من حلقات البرنامج التى تقوم ب اعداده ،مُقبل عليها واساريره ينبعث منها الحان الفرح ف ادركته هى بصدها المعهود بعدما عدلت وضع نظارتها الطبيه على انفها

-فيه ايه يا ابراهيم خير؟

-مش هتصدقى يا حنين كنت بكلم مين دلوقت

-مين

-هقولك ع خبر بمليون جنيه

-ماتخلص يا ابراهيم،اخلص هى فزورة

تلاشت ابتسامه ابراهيم نسبيا وأردف لها

-طيب بالراحه ياحنين دايما عصبيه كده،اسمعى بقا ياستى انا لسه قافل مع والدك

وقاللى كلم حنين تحددوا سوا ميعاد الفرح وياريت يكون فاقرب وقت لان تقريبا كل حاجه خلصت عندك وعندى يبقى نستنى ليه

صنعت حنين حركه باصبعها وكأنها تفرغ اذنها لتسمع جيدا وسحبت القلم من لفة شعرها لتردف الى ابراهيم

-قولت ايه يا ابراهيم؟

-انتِ كل ده مسمعتنيش؟

التوت شفتيها حنقا واهتزت فى مكانها وقالت

-زفاف مين يتحدد انا وانت

-دا الطبيعى فترة خطوبتنا طولت وانا وانتِ خلصنا كل حاجه يبقى نستنى ايه

-دا الطبيعى للناس العاديه يا ابراهيم ياخويا

-اومال احنا ايه اتنين من الفضاء

اصطنعت ابتسامه صفراء له وسرعان ما تلاشت واتبعت

-لا الدم الخفيف ده هيبقى ف وشى ليل ونهار،نتجوز ليه يا ابراهيم ليييه ياحبيبى

-وهى الناس بتتجوز ليه ياحنين

-يعنى انا..كل دا ومعاملتى ليك واقول دلوقت يزهق دلوقت يفسخ دلوقت يحل عنى

لا مفيش وكمان بتحدد الفرح مع بابا!

-انا عمرى ماهسيبك ياحنين حتى لو عملتى ايه وعارف ان كل افعالك دى من ورا قلبك

-لا من صميم قلبى من صمصوم الصمصوم ومن غير حلفان

قطع جدالهم صوت هاتفها اذ بمكالمه قادمه من والدها ، طرقت بقدمها الارض غضبا واجابت الاتصال

-ايوا يابوب

اصدر والدها يشخصيته العنيده القوية التى ورثتها هى عنه فرمان كالآتي ،ضرورة تجهيز كل مايتعلق بيوم زفافها لان قريبا سيتم تحديده مع ابراهيم وسَتُزف اليه ...حاولت التملص وان تقدم اعذار بينما لن يتم اعطاء لها اى فرصه من قبل والدها ومن ثم صُدر الحكم واغلق المكالمه.

نظرت الى ابراهيم نظرة تطاير الشرر منها عقب المكالمه التى سمعها ابراهيم بالكامل،واردفت اليه وهى تكز على اسنانها يكاد صريرهم يكون مسموع

-بقا عملتها وخليت بابا فصفك وهتحددوا الفرح وانت مصمم صح

اومأ ابراهيم ايجابا فاستطردت هى

-تمام جدا وحلو خالص ...نتقابل فساحه القتال بقا ياابراهيم سردينه

تركته وانصرفت على عجل وشياطين الارض تتقافز امامها،فعقد ابراهيم حاجبيه بعد سماعه اخر كلماتها فتمتم الى نفسه بخفوت

-ساحة القتال،يا ابراهيم سردينه! هى هتموتنى ولا ايه؟ياربي دى جوازه ولاجنازه

يخربيت يا حب ويخربيت معرفتك،!

????❞ ????❞ ????❞

"انا عاوزة اعرف بعد دا كله،انت عاوز منى ايه"

اجابها مؤيد عبر الهاتف وهو يلعب رياضة-الضغط-بمنزله واضعا اسلاك السماعات الخارجيه للهاتف ب اذنيه

-انا مش هكدب عليكِ،الاول استفزني انك مش عاوزة تتعرفى عليا واستفزنى اكتر انك منفضالى

فحبيت اكسر عنادك بحاجه تخليكى غصب عنك تكلمينى،لكن دلوقت انا مش عاوز غير انك تكونِ معايا

وانا خليتك تشوف فونى بنفسك ان مفيش اى صور ليكِ عليه كل الحكايه انى لعبت عليكِ لعبه عشان توافقى وتتعطفى نتكلم

ضحكت ليلى بخفوت ،ومدت يدها تضئ مصباح-الاباجورة-بجانب فراشها بعد ان تمدت عليه واردفت

-طب نتكلم بعد ماتخلص تمارينك عشان بتقطع فالكلام وانا بصراحه قلبي بيوجعنى من الطريقه دى

توقف لبرهه وقال وهو مبتسم لتظهر بوضوح غمازتيه

-قلبك بيوجعك عشانى! بتحبينى ياهدى

ضحكت ليلى واردفت بصوتها الرقيق الانثوى

-يابنى قلبي بيوجعنى بحس ان انا كمان بتكلم وانا ببذل مجهود،هو اى هجص وخلاص قال بحبك قال

صعد مؤيد الى جهاز السير الكهربائى بمنزله بعدما انتهى من رياضه الضغط واردف لها بعدما ارتشف رشفه من عصير الطاقه الخاص به

-طيب بصراحه،دلوقت مفيش اى حاجه تغصبك على انك تتكلمى معايا،مكمله ليه

داعب ليلى خصلة من خصلات شعرها وهى تتحدث له

-معرفش،عامللى حاله حلوة صحيح فالاول كنت مستسخفاك جدا ودمك تقييل،بس جنانك وهزارك

وطريقتك لما كنا بنروح الكورس سوا لحد م خلص،لما تطق فدماغك حاجه وتخلينى اعملها معاك

كلها مخلياك عامل حاله حلوة عندى،وبصراحه اكتر

انا كنت خارجه من اسوء تجاربي وكنت محتاجه لحد زيك فحياتى

مسح على شاربه علامه على ثقته بنفسه وانه على وشك الانتصار بأن يحظى بمسمى لعلاقته بها قريبا

واردف

-تعرفى،انا عرفت بنات بالهبل صاحبت وخرجت وكل اللى يحبه قلبك واظن شوفتى دا ومخبتش عليكِ

بس انتِ الوحيده اللى ليكى حته خاصه عندى مش شبه حد ومش زى حد فكل حاجه

-مش فاهمه

-فريدة من نوعك ياليلى،كانوا سموكِ فريدة يليق اكتر بسموك عن ليلى

ابتسمت وهى تفرد جذعها لتتحرك براحه على فراشها فيستطرد هو

-بسكوته،وعفويه..طفله وفنفس الوقت ست عاقله وناضجه طيبه ونرفوزه

ليكِ قواعد خاصه ومفيش حد يشبهك

ضحكتك لوحدها كتاب من 100صفحه ولون عيونك غلب جمال بحر مطروح اللى غنت له ليلى مراد

ليلى مراد اللى تتسمى على اسمك مش العكس،،ليلى وانتى ليلى اللى اكيد من كل الدنيا هيجيلك المجنون

مجنون ليلى اللى حكت عنه الروايات والحكايات

بنوتة مميزة ...بنوتة مالهاش شبه ولا هيكون unique!

-ايه؟

-لاصحصحى معاياكده انتِ بتنامى ولا ايه

-لابس بجد مسمعتش الكلمه الانجلش

-اومال كورسات وحركات

-هو انت عشان مترجم هتشوف نفسك عليا ولا ايه

ضحك مؤيد عاليا واردف

-لاياليلو مش هشوف نفسي،uniqueيعنى مميزة وفريده ومالكيش شبه

ابتسمت ليلى لجميع كلماته التى تفوه بها اخيرا،شعرت بشئ ما يداعب قلبها وقلبه ايضا

نفس الوقت بنفس النبضه...قطع هذا الهيام صوته بعدما نظر امامه الى ساعة الحائط

-ليلو ،، قومى خدى دش وهعدى عليكِ

تعجبت ليلى ونظرت الى ساعه الهاتف واردفت

-ليه ،انا كنت رايحه انام

-لا نوم ايه ، يلا مفيش وقت

-على ايه طيب مش تفهمنى ..

هبط من جهاز السير الكهربائى متوجها نحو حمامه الخاص الزجاجى وهو يخلع مايرتدى بعفويه ويتحدث اليها

-بصى معرفش هنعمل ايه بس هننزل ونخرج سوا ودلوقت وهنعمل اى جنان يطق فدماغنا

ياسمو البرنسس

ضحكت ليلى وهى تغطى شفتيها وقالت

-انت مجنون وانا مش هعرف اجارى جنانك دا

-لا هتعرفى، يلا بالامر الملكى قومى مسافه السكة وهتلاقينى تحت

اغلق الهاتف دون ان يسمع اى رد منها،ابتسمت ونظرت الى خزانتها فقد ارتضت امرا واقعا

وماعليها الا الطاعه ولكن هذه المرة تختلف،هذه المرة الطاعه عن رضا عن قناعة ،عن نبضه مجنونة نبشت قلبها وماعليها الا التسليم.

????❞ ????❞ ????❞ ?

إني مذبوح فيكِ .. من الشريان إلى الشريان

علمني حبك كيف الحب يغير خارطة الأزمان

علمني أني حين أحب .. تكف الأرض عن الدوران

علمني حبكِ أشياء ما كانت أبداً في الحسبان

فنجان من الشاى الاخضر يوضع على طاوله ،وبظهرها ترجع للخلف لتستطرد حديثها الى آسر الذى ينظر لها

الآن نظرة لايفهمها سوى عاشق ذبيح سكين نبض قلبه الخاطئ.

-لسه فاكره تحكيلى كل دا دلوقت ياليلى؟

توترت مقلتيها واردفت له برجاء عدم غضبه منها

-والله يا آسر الحوار مكانش فدماغى اصلا عشان احكيه،حتى بيلا وحنين محكتش ليهم اى حاجه

هز رأسه متفهما ،امسك فنجان قهوته ارتشف وارجعه مكانه وقال

-              حاسه انك بتحبيه؟

اطلق رصاصه كتساؤل وفى الوقت ذاته مصوب نظره الى مقلتيها ينتظر انفراج اجابه من شفتيها

-تعرف يا آسر،رجعتنى لسنين ورا لما اول مرة سالتنى عن نزار بس حاسه المرة دى نبرتك مختلفه

-عشان وقتها كنت حاسس،لا كنت متأكد انك مش بتحبيه بس متردده لفرصه جواز مناسبه

لكن دلوقت وانتى بتتكلمى عن مؤيد حاسس انك طايره من الفرح لانه فحياتك

بللت ليلى شفتيها ورفرفت ب اهدابها عدة ثم قالت

-هو بصراحه خلانى احس احاسيس عمرى م حسيتها ،واعيش جو حلو ومش بيتعدى حدوده معايا

-بتحبيه؟

كز وهو ينطق الاخيرة قالت هى

-احنا اصحاب يا آسر

-زى انا وانتِ كده

قالها بنبره يشوبها الحزن ،وخزت قلبها ل لحظه وتعجبت منها،فتابعت هى

-مفيش حد فالدنيا هيبقى عندى زيي انا وانت يا آسر

تبسم بينما اختلجت عضلة فكه رغما عنه،ارتشف رشفه اخرى من قهوته

وهم بسؤال آخر

-وضعه الاجتماعى والمادى كويس؟ لو معاكِ صورة له وريهالى

تبسمت ليلى وفتحت هاتفها وبحثت عن صورة له التقطتها هى لهما سويا أثناء احدى تنزهاتهم المجنونة

نظر له برصانته وهدوءه إثر اخبارها هى له عن بعض معلومات تعلمها هى عن مؤيد

-هو حالته الماديه كويسه وعايش لوحده بيشتغل مترجم فى اكاديمية كبيرة وأوقات كتير بيسافر برة رياضى زى م انت شايف مسبقش له اى ارتباط بس عنده اصحاب وصحبات كتييير

هز رأسه آسر وهو يتابع رؤية كل الصور التى تخصه على هاتف ليلى ...صور بمفرده وصور له هو وليلى سويا

واردف وهو ينظر للهاتف

-زير نساء يعنى ،نطلع من واحد مريض نفسيا لزير النساء

ضاقت ليلى بما تفوه آسر اخيرا فظهر على قسمات وجهها ،حتى انتبه هو ف اسرع بتصحيح الموقف

-انا خايف عليكِ ياليلى ،محدش فالدنيا والله يخاف عليكِ ادى!

عضت على شفتيها السفلى بحزن وهى ترتشف من كوب الشاى ،فامسك بكف يدها

-انا مقصدش حاجه غير انى نفس اتطمن عليكِ،فاكرة اما قولتيلى انت اخويا اللى كان نفسي فيه وسندى وحمايتى ،والله ياليلى بقيت احس ان دى كل مهتمى عشان بجد انتى اهم مافحياتى

سكت ل ثوان وهى على قبضه يده لطرف يدها وتابع حديثه

-قولتيله على ظروفك كلها ؟

اومأت برأسها نفيا فتفهم هو الامر ولم يستطع الاثقال عليها بالاسئلة اكثر من ذلك،اعطاها هاتفها

واراد تغيير مجرى الحديث

-طبعا اكيد سمعتى بتحديد ميعاد فرح المهبوشه حنين

تبسمت هى كطفله سرعان ماتناست الامر وقالت

-آه وفرحنالها اوى،ربنا يتم لها بخير ويهديها على ابراهيم غلبان وبيحبها

-حنين دى مينفعش معاها ابراهيم ،دى عاوزة واحد ياكلها ببوكس جمب عينها وهو بيفطر

يقلبها بشلوت قبل النوم ،حنين عاوزة مركز تأهيل عشان يفهمها انها بنت وتتعامل ك انثى بدل ماهى جعفر كدا

ضحكت ليلى عاليا فضحك هو انه انساها الامر سريعا ،يدرك آسر بل عنده يقين ان مفاتيح ليلى لم ولن يعثر عليها غيره ولكن ما الجدوى اذا كانت لاتراه سوى اخ وهو يرى ان هذه الرتبه التى منحته اياها افضل بكثير من رتبه حبيب يمكن رحيله فى اى يوم ،لكن الأخ علاقه لاتمحيها الايام مهما حدث.

????❞ ????❞ ????❞

)فى الوقت الحاضر)

دفترها وردى اللون الذى يظهر على غلافه بوضوح صورة الشخصية الكارتونية "سندريلا" وقع فى يد يزن من دون قصد ،او ان كان يقصد على كل حال هو لايريد التجسس على مذكراتها الخاصه!

هو فقط لديه من حب الاستطلاع مايريد معرفته مالذى يحمله هذا الدفتر بين طياته ليرسم شخصية لا احد يعلمها عنها،عن ليلى ..شخصية تعيش وتتعايش بها داخل صفحاته..

لذا،، فدفترها هذا صديقها معظم الوقت ،لاسيما طيلة الوقت ان تركته قليلا بحقيية يدها لتفعل شيئا اكثر اهميه من الامساك به والكتابه بداخله واغلاق صفحاته على مايحوى من اسرار ..

تناوله برفق ،بداخله شعور يلومه ان لا يقوم بفتحه وقراءه مايحويه..

فعل يُعاب عليه حقاً،ولكن كيف وهى من الاساس تخبره بكل شئ عنها دون كذب او حتى محاولة منها فى تغيير مجريات الاحداث التى ترويها له.

ما الذى يدفعه لفتحه ويريد معرفته ،هو يكاد يكون علم عنها اكثر مما تعلمه هى عن نفسها..

بين صراع القاء لوم من نفسه عليه وبين الحاح فضوله

قرر ان يفتح اخر ماتوقفت عنده فى توثيقه...وقعت عيناه على حروفها هذه وقد انبعثت من شفتاه ابتسامه جانبيه

وكأنه بداخله كان يعلم المكتوب بإحتراف،تعتقد انت انه قد احضر جنى يقرأ له الافكار!

كانت هذه هى كلماتها التى حركت نشوه ما بقلبه تخصها وحدها تخص وجودها وكيانها وروحها ووقع صداها بحياته وبعالمه:..

ستبقى داخلها تلك الطفلة ذات الأعوام الخمس..مهما زاد في رصيد عمرها عددُ السنوات! وصارتُ إمرأة كبيرة، ناضجةُ العقل! ستظل هى التي تركض بفرحة حين يأتي إليها شخصا ع هيئه عوضا كاملا لها عما فات!

متعلقة بأطراف أصابعه متلمسة الأمان..منتظرة الدلال وكأنه أبيها..!

متوقعة جرعات وجرعات من الحنان يرويها..! فان حالفك حظك ان تكون انت ! فلا تبخل يومًا أن تُطعمها شتي النكهات من بئر مشاعرك! لو فعلت، ستختزل كل البشر فيك أنت!

ومازال على بسمته هذه ، فامسك بالقلم المعلق اعلى الدفتر وكتب بخط يده تحت اخر سطر كتبته هى

"قد حالفنى الحظ سيدتى ،وانتى بالفعل قد اختزلتى كل البشر على هيئتى وحدى

ولكنى اخاف عليكِ قلبك...كما اخاف عليكِ  قلبي

فالجريح ليس باستطاعه ان يضمد جريح آخر...ولكنى سأحاول يا .."فراولاية".

وضع الدفتر كما كان جانبا،فدلفت ليلى متعبه تجر انبوبها فساعدها تصعد الى فراشها بيسر وتنفست بصعوبه ومن ثم اردفت

-انت كنت ماسك النوت بتاعتى؟

تلعثم هو فقال برصانته المعهوده وصوته المميز لها

-انا بس لاقيته هيقع ف ...

-متحاولش تكدب يايزن ،انت فتحته وقريت منه صح

تبسم لها ،ليس ذكاء منها ان تعرف هى تستشعره حتى ولو كان يجاورها فى بلد اخرى

-مش عارف كان عندى حب استطلاع ، بس مقرتش الا اخر حاجه والله

سعلت هى بشدة بعدما ضحكت بخفوت،فاسندها هو بيديه وقال ب اهتمام

-معرفش بعد ما اتحسنتِ ليه بقيتى كده ورجعنا كام خطوة ورا

قبضت على كفه بشده ومن ثم مددت جسدها على الفراش وقام هو بتغطيتها من البرد وهو يمسح جبهتها بحنان حتى استسلمت للنوم ...اقترب من اذنها وهمس بهدوء

-روحى متعلقه بروحك ،خليكِ فاكره دا ..ماشى؟

طبع قبلة على جبينها وانصرف بعد ان اغلق باب غرفتها عليها..

????❞ ????❞ ????❞ ?

استفاقت بلقيس من شرودها اثر رؤية كوبا ساخن من الينسون يمده اليها نادر ويقف جانبها ينظرون للفضاء امامهم.

-تسلم ايدك يانادر ،معلش بقا عالازعاج

-بس يا نعمه بطلى هبل ،اصلا انا كنت مخنوق وعاوز احكى مع حد وماصدقت انك نزلتى

تنهدت بلقيس فتابع نادر

-جلال جاى امتى؟

-بعد بكره،يخلص القضيه وجاى ...حاسه بجبل على صدرى يانادر

-ومين سمعك!

توقف عن احتساء مشروبها ونظرت له بعدما فرغ فاهها تعجبا فقال هو

-مالك؟

-ايه ياعريس ،فيه حد يبقى فرحه قرب ويبقى عامل كده برضو

ولا اسمى ده توتر التجهيزات والحجات اللى قبل الجواز دى

زفر نادر زفره عميقه شعرت بلقيس انها اتيه من اخر انفاسه ، زفر وهو ينظر الى السماء متابعا تلألأ النجوم امامه واردف

-مش عارف ، فيه حاجه غلط ...والحاجه دى فيا انا ،ميرا بتحبنى ..بتحبنى ايه دى بتعشقنى

وانا عارف وحاسس دا ،امور الجواز والتجهيزات ماشيه تمام الحمدلله

بس انا مش مبسوط ...مش حاسس انى مبسوط وانا داخل دنيا جديده حتى بعد كتب الكتاب محستش بتغيير رغم انها هى طايرة من الفرح

-نادر ليه مبتقولش ابدا انك بتحبها،دايما بتقول انك حابب وجودها حابب حبها ليك ..بس انك تقول وتصرح بحبك ليها مباشر كدا ..محصلش!

ترك سور الشرفه وجلس الى مقعد خلفه ومن ثم جلست هى بدورها امامه ،واستطرد نادر كلماته

-ساعات بحس انى مثلا قافل زى ماهى بتقول او مشاعرى جامده مبحسش

قاطعته بلقيس لتقول مبتسم ثغرها

-انت مشاعرك جامده! انت احن شخص انا شوفته فحياتى

لمعت عيناه ونظر لها مبتسما،اخيرا عدل صورته أمام نفسه انه سوى فقال لها

-ربنا يخليكِ يا نعمة بس بجد..

-بس ايه،كفايه لو اتصلت بيا وكنت مثلا مخنوقه من حاجه بتحس حتى لو مش شايفنى

كفايه سؤالك واطمئنانك عالولاد ب استمرار كفايه احساسك بينا كلنا

يالاهوى يا نادر حنيتك دى تملى كون بحاله

-بتبالغى يابيلا

-طالما قولت بيلا يبقى مش مصدقنى

-لا والله مش كده ،بس معرفش مع ميرا اللى هى فعلا مراتى وحبيبتى انا مش كده ليه؟

-يمكن انت بيتهيألك عشان هى مشاعرها جياشه عنك وبتحبك اكتر،لكن صدقنى انت احن راجل عالارض

استنى وشوف نفسك معاها بعد الجواز كل دا حيتهد وهتبقوا اسعد زوجين ان شاء الله

انا واثقه ف كده جداً

تبسم هو واسند رأسه الى كف يده ،فتعجبت هى من نظرته وقالت

-بتبصلى كده ليه؟

-عشان انتِ احلى حاجه عملها جلال فحياته

كلمات ثناءه عليها معتاده لها دوما ، فهو لها بمثابة مسحه بلسم ناعم على جرح غائر عميق يريحه ويطيبه لا اكثر ، جبرا لخاطر مكسور منذ امد..نحن لا نختار رتبه المقربون لدينا ابدا،هم من يختاروا وجودهم بقلوبنا باتقان ...يختارون المكان والرتبه...هم من يفعلون ذلك ولا سلطه لنا على قلوبنا وساكنيها ابداً..

????❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????❞

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

503 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع