آخر الموثقات

  • لو قبيحة .. شبيك لبيك
  • أتعلم تكون أنانى 
  • على كتف أبي معلقة ..
  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. فيولين (رواية) الجزء السابع و الأخيرة

الفصل السابع والعشرين

????❞ ????❞ ????❞ ????❞

*بعد مضى فترة من الوقت*

كانت حنين فى طريقها للانصراف من عملها بالمحطه الفضائية،واذ ب آسر يقف ب دراجته البخارية ينتظرها..لا شك الان باتساع ابتسامتها عندما رأته ولكنها سرعان ماحاولت اخفاءها وبدعابتها الساخرة كالعاده اقبلت نحوه

-آسر قلوب العذارى،ماذا اتى بك الى هنا يافتى؟

طرق كفا بكف واردف لها ممتعضا

-متضايقه عشان شوفتينى يابت ؟

-لا بس شوفاتك كترت وانا الدكاتره منبهانى البيض وحش على صحتى

تصنع ضحكه ساذجه ردا عليها ،ومن ثم اخرج من حقيبته حقيبه بلاستيكيه وناولها اياها

اومات ب رأسها هى مستفهمه ف اردف هو

-ده مبلغ انا كنت اساسا مجمعه بس انتى اما دفعتى العملية كلها قولت خلاص خديه واهو حاجه ورا حاجه يخلص

-رجع ياض الفلوس دى،متبقاش حمار عامل زى اللى فكل توب عنده رقعه ...هتقعد تستلف من الكل عشان تسدد واحد،رجع المبلغ دا لاصحابه وانا ياسيدى نسيتهم اصلا

وبراحتك فيهم اساسا مش بعمل بيهم حاجه

زمت آسر شفتيه واردف وهو يمد يده لها بالمال

-اخلصى متقعديش ترغى انا هعرف اصرف امورى

دفعته بكتفه بخفه واذ بها تركب دراجته البخارية

-فكك يالا من اللى بيشكك والله م هاخد حاجه،تعالا بقا وصلنى للبيت ..ولا اقولك اركبه انا واوصل للبيت وانت تعالا ورايا بتاكس

قالت الاخيرة وهى تبرز صفين اسنانها له كضحكه بلهاء ساخره،ف افسحها للوراء بعنف وجلس امامها وادار محرك الدراجه وهو يقول

-ماشى ياختى هنيلك هوصلك ، متمسكيش فالقميص بس

-دا من الوكاله ياض اللى خايف عليه دا

التفت لها يتحدث ب جديه

-طب والله براند ،ليلى جابتهولى من برة

اختفت بسمتها نسبيا فور سماعها اسم ليلى ولكنها عادت للموضوع الاصلى

-طب يلا وصلنى عشان اتأخرت انهارده وابويا زمانه واقفلى عالباب بالعصايه،عاوزة باقصى سرعه يامعلم

وطيربينا ياعم

انطلق آسر بسرعه كادت تطير حنين من فوق الدراجه،كانت تتصنع بذراعيها جناحين تمرح كالاطفال وتصدر الصفير وأسر يتضاحك وهو يقود على ماتفعله تلك البلهاء.

على طريقهم بقيا الا ان فوجئ آسر بسيارة تقود بطريق عاكسى خاطئ حاول ان يفاديها ولكن للاسف انقلبت الدراجه بهم!!

ادركتهم مجموعه من الاشخاص،حاولوا ان يساعدوهم على النهوض ولكن حنين اغشى عليها حقا فقد ضربت رأسها باسفلت الطريق..

بينما كان آسر بكامل وعيه ولكن هناك بعض الخدوش بذراعه اثر السقوط ،حملها على دراجته وحاول ان يوقظها ولكن لا فائدة ...انخلع قلبه عليها قلقا .

اسند دراجته والى اقرب مشفى دلف بها ، وانتظر بالخارج بعد الفحص ..خرجت مساعدة الطبيب اليه فسألها على تعجل من امره

-هى كويسة!

-الحمدلله ،الخبطه دى غلط عالمخ والجمجمه والدكتور عمل اشعه لقى ان كل شئ تمام متضايقش

تنفس الصعداء ب ارتياح آسر حامدا لله ف استطردت المساعدة

-هى خطيبتك مش كدا! احمد ربنا عارف الخبطه دى تأذيها وبصراحه انا قولت للدكتور نتطمن لايكون اتاثرت بالوقعه لاقدر الله لاقيناها سليمه الحمدلله ومفيش نزيف ولا حاجه بنت بنوت زى ماهى

تحدث آسر خلف ماقالته المساعدة بخفوت ..

-بنت بنوت!

-ان شاء الله هتفوق شويه كدا هى بس الخبطه عملت لها كدمه دماغها جامده والدكتور ربطها ..

تركته ورحلت وهو يحدث نفسه،كيف لها ان تبقى عذراء وقد سبق لها الزواج!! ابتسم يالقدرتك يا حنين

صنعت ماتريده للنهاية حتى لو كان من بداية امرها الامر إجبار ..هل استطاعت ان تخرج من زيجتها سليمه كما دخلتها!

نفض عن عقله مايدور واراد ان يدخل حتى يطمئن لحالها ..دلف وهى مازالت فاقده وعيها وهناك رباط من الشاش دائرى حول رأسها ،جلس بجانبها وتحدث كأنها تسمعه

-قومى بقا يا زفته خضتينى عليكِ،قومى حتستهبلى وتعملى بتحسي وانتِ جبلة اصلا

هتقومى ولا اغنيلك..لو معايا الجيتار كنت لحنتهالك كمان

طب هغنيلك عشان تقومى بالعافيه ..يانااسى وعدك ،وعدك لياا بعدك والله صعب علياا

حاولت ان تفتح جفنيها ببطء ومن ثم نظرت نحوه وابتسمت ابتسامه جانبيه وبوهن ضربته فى يده وقالت

-كنت هتموت اسطورة الاعلاميين يا بغل

-ياختى انتيلى دول كانوا هيدعولى،مش انتى اللى شبطتى اركب معاك يا آسر اركب معاك كأنها زحاليق الخليفه

ابتسمت من قلبها حقا ف عاود هو الغناء وهو يتراقص بحاجبيه لها يكيدها

-ياناسى وعدك ،وعدك لياا بعدك والله صعب علياا

????❞

-شقه الاستاذ نادر زكى.؟"

تعجب نادر من ذلك المحضر الذى يقف امام بابه بينما هرولت امه مسرعه تقف خلفه

-خير حضرتك

-قضية مرفوعه عليك..امضى بالاستلام

-يانهار اسود اكيد اللى تتشك بلقيس عشان حقها وفلوسها بتوع البيت

استلم نادر الورقه واخذ يقرأها حتى اتسعت حدقتيه حينما قرأ اسم ميريهان هى المتدعيه لقضيه قائمه الاثاث والمصوغات الذهبية ،قال نادر ب صدمه بالغه يكاد صوته ان يكون مسموعا

-دى ميريهان رافعه قضيه عليا بالقايمه والشبكه

دبت ام جلال على صدرها اثر صدمتها وقالت بصوت يشبه الصراخ عاليا

-ميريهان! اخص عليها كدا برضو وانا اللى بزن عليك تروح تجيبها منها لله ،بوز الاخص اللى من يوم مادخلت البيت واتخرب

دلف نادر الى غرفته يبدل ثيابه ووالدته تتبعه مسرعه

-هتروح فين

-هروح اشوف ايه دا ان شاء الله مع المدام،مشيت وسابت البيت عشان الحوار اللى اتفتح لكن توصل لقضايا

سرعان ما ارتدى ثيابه وترجل نحو اقرب مواصله لمنزل والد  ميريهان .

????❞

"انا مش هبطل افضحه وافضح كل عمايله هو واهله معايا ، كنت بحبه وعملت كل اللى يرضيه وفالاخر رد المعروف ومكملتش سنه جواز يخوننى مع مرات اخوه ،انا مش هسيبهم ويا انا يا انت يانادر انت وبلقيس"

خرجت شهقه دون ان تدرى من بلقيس بعدما رأت ذلك التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعى كلها يتداول واصبح خبر حصرى متداول بكثرة وعلى كل الصفحات-تريند- كيف لها تلك الغافله التى ولدت من دون عقل ان تشهر بهم هكذا ،بزوجها وبها ...هى التى حتى الآن تدافع عن حق ميريهان ب نادر هل يكون هذا هو الجزاء!

هل ستسطيع اسكات السنه الناس فيما بعد فضيحتها هذه،هل من الاصل نادر يعلم ماحدث ولا لم يكن على علم بما انه غير متواصل بالانترنت وتحديثاته كثيرا !

خرجت منفعله من مكتبها بالجريدة تحمل حقيبتها ، فكرت ف انها تذهب اليها تقوم يتهديدها ان تكف عن تسجيل مثل هذه التسجيلات والا ستقوم برفع قضيه سب وتشهير عليها، ذهبت فى طريقها تحضر أطفالها من الروضه ومن ثم تفكر ماذا ستفعل مع تلك الغبية الحمقاء ، احضرت طفليها ووقفت تنتظر سيارة اجرة

وعلى فجأة ،فوجئت ب اثنين يستقلا دراجه بخارية قام واحد منهم بسرقه حقيبتها من ذراعها وهو يجذبها بقوة صرخت ف انتبه بعض المارين حتى يلحق به احدهم وهى تحتضن طفليها خوفا ورعبا ..حقيبتها بها كل شئ يخصها وعلاوة على ذلك أخر ماتبقى لديها من مال ولاتعلم ماذا ستفعل الايام القادمه ..بكاءها واحتضانها لاطفالها اشار لها بأنها فعلا وحيدة وبحاجه لسند ..تستند اليه ويستند اليه اطفالها ،يحمل من على اكتافها من احمالها شيئا ..ويشعرها بالامان والثقه كما اعتادت افتقادهم ..

انتبهت على صوت شاب يافع يمد لها حقيبتها بعدما قطعت انفاسه يلهث خلف هؤلاء اللصوص ،فتركوها على قارعه الطريق وانصرفوا ..تناولتها وشكرتهم واستقلت سيارة اقبلت نحوها وكانت وجهتها منزلها مؤقتا ..منزل ليلى حتى تستعيد قواها وفكرها ،من الواضح ان حدث جديد غير بعض من مبادئها التى تعتمد وتستند اليها طول الوقت وان أوان سماع صوت العقل .

????❞

ممسكة بهاتفها الذى اذا دققت به النظر ، لاعتقدت انه جزء من جسدها..تتحدث بحرارة مع صديق قديم وزميل جامعتها ،تشكو مأساتها وتسمع منه مأساته هو الآخر..

-انت مش متخيل الموضوع دا جارحنى ازاى

-الحمدلله انى كنت جنبك يا ميرا لما حصل كل دا ،انا مبسوط ان احنا رجعنا اصحاب تانى ..عشان انتى من وقت ماصاحبتى نادر واحنا فالجامعه نسيتى الكل

تنهدت ميريهان بحرارة واردفت له وهى تمدد جذعها على فراشها وتتقلب يمينا ويسارا ...

-عارف يا خالد ..انا كنت غبيه لما فضلت عليكم كلكم نادر ..فعلا انت كنت بتحبنى بجد

حتى بعد جوازى بيه وطريقته الجد اللى خنقتنى فيه دى ..كنت انت بتهون عليا كتير لما كنا نتكلم فون

ونتواصل شات

على الجهة الاخرى ابتسم صديقها وأردف لها

-بس اخر لايف طلعتيه يابنت اللذينا جامد، شوفتى كميه اللايكس والردود

-ايه رأيك بذمتك

-حلاوتك يا ميرو ياللى مولعاها بقيتى اشهر من ريهام سعيد يابت

ضحكت ميريهان ،بينما كان نادر يقف على عتبه باب منزلها الخارجيه فدعاه والده للدخول ولكنه اراد ان يرى زوجته اولا ،ف اشار احد اشقاءها انها بالداخل ،استأذن نادر وفتح الباب اثر هى تتحدث مع صديقها هذا وتقول

-ولسه هفضحه وابهدله ،خسارة فيه كل الحب اللى حبتهوله خليه يشبع ب ارملة اخوه الطروب ،انا بدأت فرفع القضايا وهسففه التراب عشان يعرف هو غلط ازاى لما يفضل على ميريهان كوين واحده قرشانه زى بيلا

-ايووه وتطلقى منه وترجعيلى بقا

ابتسمت وداعبت شعرها وكل مايحدث ونادر على وقفته يراقبها فى صمت ،اذ هى اردفت تتحدث بالهاتف لاتراه

-استنى ياخالد بس نشوف الدنيا هتوصل ل أيه وبعدين نبقى نظبطها م احنا سوا اهو

دلف نادر مسرع فشهقت هى تخبئ فمها بكلتا يداها، ترتجف خوفا وفزعا من اين اتى ومنذ متى يقف ويستمع اليها ،جذبها من شعرها ليصفعها عدة صفعات ويلقى برأسها تصدم بالفراش تعالت صوت شهقاتها ومن ثم بكاءها ليتحدث نادر والغضب قد عمى عيناه كليا

-انا مش هطلقك وبس ،انا هجرسك فالمحاكم ياحيوانه ياللى اكلتى وشربتى فبيتى ونمتى فحضنى وانتى بتخونينى...ماشى يا ميريهان هنشوف مين اللى هيضحك فالاخر

سمعوا اهلها صوته يرن ك أجراس الخطر وهى تبكى فزعه منه ،ترجل الى الخارج مسرعا دون ان يلقِ تحية السلام،نظر لها والدها ب احتقار شديد وانصرف دون ان يتفوه احد منهم لها بكلمه..

????❞

"حاليا"

يلومونه على شكوكه ووساوسه ولايدرون انه درعه الاخير كى لايلدغ مرة اخرى ، يزن ،،شخص خائف طيلة الوقت ان يذق مرارة التخلى والفقد ..شخص اعتاد على هذه الرشفه ولايريد ان يتجرع منها المزيد..جرحه لم يندمل بعد ..ولكن يتظاهر ب اندماله معظم الوقت امامها ...جوليت خاصته وحبيبته وشهرزاده وليلاه!

جالس ليتذكر ذكرى تؤلم قلبه ..تؤلم روحه ،تمر مرور المرار ب حلقه ..هو لايحن بل يثأر لجرح أن الاوان ان يشفى منه تماما..

"عوده لاحداث ماضية"

-ايه رأيك فالمفجاة دى؟

تنظر ريفا ب اعين متسعه من هول المفاجأة ،كان يزن قد استأجر السيارة التى طالما حلمت ان تستقلها بيوم عيد مولدها ،دلفت داخلها تتهلل اساريرها فرحا ودلف هو الآخر من الناحية الاخرى

-مش غاليه عليك دى يا حبيبي؟

-الغالى يرخص ليكِ،اهم حاجه عندى هو انتى وبس تفرحى وتنبسطى انهارده

تتلفت حولها فى كل ارجاء السيارة ،ينبعث من عينيها نظرات الاثارة بالمغامرة التى ستعيشها الآن..

-جاهزة يا حجه

-جاهزة يابنى يالا بينا

انطلق بها مسرعا ومن ثم فتحت هى نافذه سقف السيارة ووقفت بها وهو ينظر ناحيتها تارة وناحية الطريق تارة،تتطاير شعيراتها طويلة الخصلات حول وجهها وخلفها..تغنى وتنطرب مع الاغانى التى اشغلها يزن بقائمه الأغانى بالسيارة...ريفا كانت تحلم ان تستقل مثل هذه السيارة فى يوم مولدها وتلبيه للحلم ك جان احلامها وفانوسها السحرى أجر من راتبه السيارة ليوم واحد فقط لاسعادها ..

سرقهم الوقت يتمايلون ويتضاحكون وينطربون ،ولكن ساعة القدر قد يعمى البصر !! مطب لم يحسب له حساب يزن ولايعلم بوجوده تعثرت به عجلات السيارة وانقلبت عدة مرات وسط صرخات ريفا وخوف يزن عليها حتى تكسير زجاج النوافذ والزجاج الامامى ولم يكن بحسبانهم ابدا ..ماوقع ل يزن هذا اليوم وما جناه منه حتى الآن ..

????❞

-معقول وسط كل اللى انت فيه ،برضو بتطمن علينا ؟

قالتها بلقيس فور تلقيها اتصال من نادر ، ف اردف هو بكل اريحيه وكأن لم يعوقه عائق او تقلقه وخزة ابره صغيرة فى اصبعه

-هتطمن على مين غيركم،قولتلك عمرى م هسيبكم ولو كنت فبلاد ما وراء البحار

صمتت بلقيس احس هو بانها شردت مع كلماته ف استطرد

-مالك؟

-مفيش،هتعمل ايه مع ميريهان

-هى الى بدأت والبادى اظلم ...حقى وحقك فالتشهير والعبط اللى عملاه كوم ،وحقى فالقضايا اللى رفعاها دى عشان تمرمطنى كوم ..وحقى عندها فخيانتى وهى مشافتش وحش كوم تانى خالص

تذكرت بلقيس ماحدث لها اليوم وكل يوم وهى وحيده بطفليها ولم تستطيع النهوض اكثر من ذلك،تذكرت عبئ قلبها المتعب هكذا ..تحملت لامبالاه وعدم مسؤلية ،تحملت منزل بمايحويه وحدها دون شكوى

تحملت حماه متسلطه وزوج كل مايهمه منها ملاذه فقط ،تحملت صبر على ابتلاء طفلين يحملون بدمائهم مرض نادر كل يوم يصيبها الخوف عليهم وعلى مستقبلهم ك أطفال ومستقبلهم مع المرض ..واخيرا خيانه زوجها وخداعه لها ...يا الله ! هل خُلقتى من حجر يابلقيس!

حان الوقت ان يأتى من يشاركها ،من يتحمل معها دون الطمع بها ..هو انسب شخص حقا انه هو

.واخيرا فكرى فى بلقيس ولو لمرة..مرة واحدة فقط

-انتى مش معايا خالص،الووو

-نادر ...انا موافقه

هنا اعتدل نادر بعدما كان مستلقى بجذعه على الفراش ، واستفهم ب حذر

-موافقه على ايه يانعمه

-نتجوز

عم الصمت فالمحادثه لثوان ،قطعت بلقيس الصمت متعمده لتنهى كل هذه المهازل وكل هذه الحيرة

-شوف الوقت المناسب لكتب الكتاب ..وانا معاك

تصبح ع خير

اغلقت الهاتف دون ان تتلقى رد منه ..نظر الى الهاتف وابتسم رغما عنه ،نعمه ردت بالقبول على طلبه

هل كان حلما ام حقيقة استجابتها،ام من الاصل كان حلما ان تكون ملكه فى يوم من الايام.

????❞ ????❞ ????❞ ????❞

#فيولين ???? 2019

}عهد الثالوث} روايتى رقم 14

الفصل الثامن والعشرين

????❞ ????❞ ????❞ ????❞

هناك مقوله تقول قد تمسكت بحبالنا حتى ادميت يدى،ولكن معذرة لقد التف الحبل على معصمى ادماه ب ارادتى وبغباء فكرى وب عشقى الغافل للشهرة وجنونها..

بعد مضى الايام ،تلقت ميريهان العديد من الشكاوى والقضايا المرفوعه ضدها من زوجها نادر ..وايضا من المدعوة بلقيس !

ميريهان بسبب وصولها لمرحله ان تكون مخبولة مواقع تواصل اجتماعى وتصبح احد مشاهيره صورت محادثات فغاية السرية لها مع زوجها فى منزلهم دون ان يعلم ..وتحدثت بمقاطع كثيرة وشهرت به وب بلقيس وهذا ما ادى لرفع قضيه سب وتشهير وتشويه سمعتهم وانها غير امينه على حياتهم الزوجيه ويجب التعويض المادى والمعنوى لما وقع عليهم من اضرار مقابل هذا التشهير ،ولسوء حظها وحسن حظه هو ..عثر نادر على طريق زميل دراستهم والذى يدعى خالد ،ذاك الفتى التى تقيم معه ميريهان علاقه صداقه وحب خفيه وهى متزوجه من نادر ..دهاء منه ان يقوم بتهديده ان يذكر اسم خالد فالقضيه ويكون له طرف فخاف الاخير واعطاه تسجيلات لها وفق محادثاتهم الهاتفيه الكثيرة دون علم من ميريهان والكثير من الصور التى التقطاها سويا فكل مرة تنزها سويا دون علم نادر وهى زوجته متدعيه انها تفتقد اهتمام زوجها وانه مجرد صديق ليس إلا.

ومنذ هذا اليوم ، وقع عقاب رادع من والد ميريهان عليها بحبسها فى غرفتها حتى يعثرون على مخرج يخرجهم من هذه الورطه والفضائح الملقاه على عاتقهم بسبب تلك الابنه الحمقاء الغير عاقله ،هدمت حياتها بغمضه عين ولازالت تجنى ثمار نقصان عقلها وسوء تصرفها وسنحت لغيرها بفرصه امتلاك حبيب عمرها ..

اما عن بلقيس ، بعدما أخبرت نادر بموافقتها على الزواج كان هناك شروط ..اولهم ان لاتعيش مع والدته فكر نادر فالحل ولكن سهلت لهم والدة نادر الامور عندما علمت ب أمر اتمام زواج نادر من بلقيس فقد اشتعلت بصدرها نار متأججه وبعد تفكير طويل حسمت امرها ب قرار مكوثها مع شقيقتها الارملة بعدما سافر أبناءها للخارج ان تقيم عندها فتره حتى تهدأ الامور وترجع المياه لمجراها الصحيح.

الامور تأخذ منحنى لصالح نادر بعد رفع القضايا وموافقة بلقيس اخيرا ورحيل والدته من المنزل ، لكن خبر زواج بلقيس من نادر لم يكن من السهل ابدا ابتلاعه من قبل حنين وهذا ماجعل بلقيس تجلس الآن امامها على صفيح ساخن!

-نادر...نادر العيل هتتجوزيه ،رافعين قضايا كلكم على بعض وفالاخر هتتجوزيه

اندفعت بلقيس بها لاتريدها ان تتفوه بكلمه اخرى بعد ذلك

-حنين اسكتى بقا ،بطلى طريقة جلدك فينا تانى ومعالجتك للامور ..حاولى تفهمى وتسمعى غيرك مرة

ابتسمت حنين بسخريه من جانب ثغرها واردفت

-هو انتو كبرتو وخرفتوا ولا ايه ؟ خلاص يابلقيس مش قادره تعيشى من غير راجل

وكمان مين اخو المحروق اللى سففك التراب وبهدلك حى وميت،مش كفايه يابلقيس من بيت الغوله فوله!

هبت بلقيس من جلستها وقالت بصياح

-حنين مسمحش ليكى ،انا وافقت على نار عشان مبررات كتير مش مطلوب منى دلوقت ابررهالك لانى مش مضطرة ،انا لوحدى ب ولادى وعارفه اصرف امورى كويس واعتقد انى عاقله بمافيه الكفايه ومش محتاجه عقل على عقلى

-انتى مفيش فيكى عقل اصلا ! انتى مغيبه بتتصرفى ب انتقام

-انتقام من مين

-من ميريهان اللى بهدلت كرامتك سوشيال ميديا حته الطفله اللى مطلعتش من البيضه دى،ومن جلال اللى بهدلك عايش وميت وهدر حقك وخانك ،بتنتقمى من اهمالك ك ست يابلقيس ويكون عيل زى نادر اصغر منك بكتير مريل عليكى وهيموت يبقى ليه لا

عبس وجه بلقيس وعقدت حاجبيها غضبا مما تفوهت حنين واسرعت بتنفيث غضبها الداخلى فى وجهها

-انتِ انسانه مريضه عشان تتهمى كل واحده فينا شويه ب اننا محتاجين رجاله فحياتنا وبنجرى ورا شهوتنا اذا كنت انا او ليلى،لكن الحقيقه العيب فيكِ ياحنين ..انتِ شخص مش بيحس بحد يا حنين ،شخص جاحد بمشاعر الآخرين وظروفهم ..شخص بيشوف كل الامور بعيونه هو ومش مهم غيره حاسس ايه

وخلاص الموضوع لان انا مش مضطرة خالص لكل الجدال دا ،انا عارفه نفسي بعمل ايه ومحدش مننا وصى ع حد..انا خدت قرارى وهتجوز نادر ولو عاوزة بعد قرارى دا تقاطعينى شئ يرجعلك

هنا وقفت بدورها حنين منزعجه تعدل من هندامها ونظارتها الطبيه واردفت بحنق ظهر اثره على نبرة صوتها

-اه يابلقيس من اللحظة دى محدش فينا له علاقه بالتانى ،طالما انتِ حرة وانا شخص جاحد ومش بيحس

اعملى اللى يريحك ..

تركتها وانصرفت بعدما قرعت الباب خلفها ب عنف اهتز له جسد بلقيس كليا،ومن ثم رفعت رأسها عاليا باقيه على قرارها لايهزها رياح او عاصفه حنين حتى!

-نعمة..مفيش اى جديد هيطرأ علينا غير بس دلوقتِ انا ليا الحق فكل تصرف فحياتكم انتِ وولاد جلال

هتفضلى اختى نعمة وهفضل اخوك نادر ..جوازنا هيفضل ورق وكلامنا مش هيتغير ،هنحافظ على الولاد سوا ومصلحتهم ونلتفت لهم ،هكونلك انتِ وهما سند وساعد وعمرى م هسيبكم ولا اتخلى عنكم لو تفداكم روحى ..البيت بيتك ومملكتك ومتشغليش بالك بموضوع ميريهان قريب اوى جاى حقى وحقك ..خلى النقط تبقى فوق حروفها الصح لان بقالها كتير غلط لحد م اتمادى الغبي فغباؤه ، والدتى مش جايه هنا يعنى مفيش حد هيزعجك او يؤذيكِ بكلامه تانى..والوقت اللى امى هتحب تشوف ولاد جلال انا هاخدهم بنفسي ليها وارجعهم تانى ،،من انهارده اوعى تحتاجى حاجه انتِ والولاد ومتعرفنيش وتتصرفى وحدك زى العاده ..دلوقت الوضع اختلف انا بقيت جوزك وهفضل عمهم،اه جوزك عالورق بس واجبي ناحيتكم اكمله لاخر سطر فيه ...نورتى بيتك وانا ضيف هنا

تصبحى ع خير

كانت هذه آخر كلماته قبل ان يرحل نادر الى الغرفه المجاورة ،تاركا إياها تتلفت حولها على وضعها الجديد ،اصبحت زوجه نادر من كان بالامس فى منزله شقيقها الصغير ..الوضع الجديد يحتاج دعم اكثر بالعقل حتى وان كان على الورق لابد من الاقتناع به فى ظل كل هذه التخليات والمشكلات وحبال الوصل المقطوعه .

❞ ????

كم تنادينى لعبتك حقاً ان التف حول عقدها ل أحلها ببساطه وبهدوئى الشديد ،ف والله ياعنيدة ماحسبت لها حساب ابداً ان تمسكى بقوسك لتطلقى بسهامك فترتد بصدرى انا!

-معرفش ليه وايشمعنا انت بالذات اللى اتصلت بيك اول م حسيت انى مخنوقه اوى بعد م بهدلت الدنيا كالعادة مع اقرب حد ليا،مع انك آخر خلقه احب اشوفها

نظر اليها آسر بفتور ورجع بنظره امامه فالفضاء مستندا برأسه الى الاريكة الخشبية بالحديقة العامة

بينما اكملت حنين حديثها كأنها تبوح عما بداخلها لنفسها امام المرآه

-عارف يا بتاع انت ،رغم ان شوفتك لا كان ليها وقت ولا اوان ...بس ساعات كده بحس انك سند بجد

يعنى عقلك شغال وبتعرف تتصرف او تحل مشكلة واجهتنا مثلا

وجهت وجهها له فوجدته على حاله ينظر للسماء عاقدا ساعديه وكأنها سراب حقا! غضبت منه فلوت شفتيها وكورت قبضة يدها ولكزته باحد كتفيه بقوة آلمته قليلا،فاردفت له

-بكلم روحى ياسى اسمك ايه انت،ماترد!

-مستنى كل القذائف النوويه تخلص عشان اعرف ارد

-هيهيهي والله والله دمه خفيف،وهى امتى يعنى القذائف النوويه خلصت

-لا ماهى اكيد فيوم هتخلص

اعتدلت بجلستها وسحبت قلمها من جيب بنطالها وقامت بوخزه فى كف يده ثائرة على ما قال

-خلصت روحك وروح اللى تعرفهم يابعيد

-طب م انتى من اللى عارفهم ..هتخلص روحك؟

كزت على اسنانها بقوة كاد صريرها يُسمع،ورفعت جانب ثغر فمها بسخريه بعد ان غرست القلم ب شعرها الملفوف كعهدها واردفت

-تصدق انى غلطانه انى اتصلت بحمار زيك !!

نظر لها آسر منفعلاً،وهب واقفا وعدل ثيابه إثر جلسته وهم بالانصراف دون ان يتفوه باى كلمه، ادركت حنين حينها الامر فخلعت نظارتها ومسحتها وارتدتها ثانيه وهرولت تلاحقه على الفور،فامسكت بذراعه وأوقفته

-انا عشان بشكر فيك بتشوف نفسك يعنى،واول م اتخنقت من اللى حصل كلمتك نتقابل برة

-انتى عاوزة ايه يابت انتى،مش انا حمار

-بت!بته اما تبتك

دفعته امامها وقالت بكبريائها المصتنع المعهود

-امشى مع السلامه انا غلطانه انى كلمتك وعملتلك قيمه

ضيق آسر عيناه ولوح بكفه امام عينيها وهو يكتم غضبه عنها لآخر لحظه

-بقولك ايييه اتعدلى بدل م أعدلك انا على ايدى

تصنعت الخوف وامسكت ثيابها وهى تحتضن نفسها بذراعيها

-يالاهوى خوفت! ربينى يا شرس ورينى

-انتى الكلام معاكى ممنوش فايده ،بنى ادمه براس كلب

هم بالرحيل وادار لها ظهره ،فاردفت تستفزه كالعادة ولكى تسطيع ايقافه قبل ان يرحل

-ليه مشيت كنت مستنيه اتعدل على ايدك يا معدلاتى!

لف لها وترجل نحوها ،فقبض بيده على ذراعها وتحدث بلهجة عصبيه لاول مرة يكون بهذا الطبع او يظهر عليه من الاساس

-اعدلك والمك كمان عشان انتى مش لاقيه اللى يشكمك وامشيكى عالعجين ميتلخبطش

تعجبت من لهجته الجديدة الحاده هذه؟احقا هو آسر الفتى الهادئ الوديع المستسلم

القانع البسيط..

اهو من يحدثها الان بحنق وغضب وقبضه يده تكاد تدمى ذراعها بعلامات اصابعه اصبع تلو الاخر.

-تشكمنى! شكلك اتجننت عشان سمحتلك بمساحه فحياتى فاكر نفسك بقيت حاجه عندى ولا حاجه

-بقولك ايه متستفزنيش انا معبي منك،طايحه مش لاقيه حد يوفقك عند حدك بلسانك وتصرفاتك

فلتت يدها من قبضته بعنف،ووضعت كلتا يداها على خصرها واهترت بسخرية واردفت

تكاد تكون تتراقص امامه

-هتعمل ايه يعنى يا مرعب زمانك!وقفنى عند حدى يلا

هنا وكأن الغيمه قد حلت على وجهه،اقترب فِخطوتين بعددهم وامسك ذراعها بقوة وجذبها لجسده والصقها بحدة الى صدره والتهم شفتيها بدون اى مقدمات او ترتيب ،،نعم قبلّها!

لو ان القبلات تقع تحت قائمه اختيار من الافضل للاسوء،ستكون هذه القبله من اعنف واصعب القبلات فالتاريخ

فاسنانه كادت تقضم شفتيها الحادتين ،وانفاسه التى سارت برئتيها هى،اما عنها حاولت المقاومة ولكن احكام ذراعه عليها منعها زائد ان هذا الاحساس الذى بداخلها ،،هى حقا قلبها يعترف انها كادت تهيم به غراماً!

اثناء قبلته لها ،بيده الاخرى قام بفك لفه شعرها المعتاده فانسدل على كتفيها كستار جميله سوداء اللون طويلة طولا مناسبا كست نهاية المشهد.

بعد ثوان ،ابتعد ونظر لعينيها وهى تلتقط انفاسها وتتحسس شعرها المنسدل هذا وشفتيها التى احست انهم بالفعل قد ادموا بعد عنف فعلته ،،شفتاها اخيرا ذاقت طعم القبلة الرومانسية كما سمعت عنها وكما يقول الكتاب

ابتسم لها واردف بثقته المعهوده

-خليه دايما كده لانك بنت،وانا كمان عاوز اشوفك كده وكلامى  هيتسمع لحسن هعدلك بطريقتى وانتى عارفه

سددت عدة لكمات عشوائيه الى صدره بقوة بعدما كورت قبضه يدهاوهى تهتف بغضب

-انت فاكر انى هسكتلك عاللى عملته ده ياحيوان؟ اتجننت انا هدفعك تمن اللى عملته غالى

الحمدلله ان مفيش حد كان شافنا

وانت انا هعرف....

كتم فمها بيدها وجعلها تدنو منه بعنف جذبها له وقال

-ششش والله لاشكمك واربط لجامك،هتجوزك ياعنيدة يا ام دماغ ناشفه

وانا بقى اللى هظبطك ...ماهو اتق شر الحليم

لاحظها تصمت لاول مرة وحدقتيها تتسعان ك بئر عميق تناديه اسراره،فاكمل

-سامعه ولا لا!

همت بالرد كالعاده بقذائفها،فاغلق فمها ودفعها امامه

-انتى لسه هتتكلمى قدامى،انا اللى هربيكى واطلع البنت اللى جواكى ياجعفر

لسوعتى كل البشر بلسانك ده انا هكربجك بس نصلح نيلتك دى مع بيلا الاول وباباكِ وكل الزفت اللى عماله ترميه يمين وشمال ياجعفر

افلتت نفسها من قبضته وعلى هتافها

-وقح وانا حبهدلك ع اللى عملته ده

قبض على شعرها بطريقه مضحكه وقال

-امشى وانتى ساكته بدل مااااا

افلتت شعرها منه وحاولت ان تقوم بربطه ثانيه ،ف امسك يدها وابتسم واردف لها مصوب عينيه بعينيها

-ومن هنا ورايح مش هقولك جعفر تانى ، عشان انتِ للاسف احلى بنت فعينى واجدع بنت وشفايفك طعمها سكر

ترجل امامها فتوقفت هى مبتسمة تتحسس شفتيها ثانية شاردة ف تنتبه مع صوته حينما رفعه وتحدث وهو مبتعد عنها بضع مترات

-يلاااا كلامى مش بيتسمع لييه

هرولت ناحيته بطريقه مضحكه وامضوا بطريقهم بعدما وقعوا سويا معاهدة غرامهم المفاجئة..معاهدة سلام

معاهدة عشق من نوع آخر ..فريد ومستحدث وفذ النوع!

❞ ????

*بعد مضى الكثير من الوقت والاحداث*

-الدفع يا الحبس ...سمعتى المبلغ اللى حكم بيه القاضى ياست هانم قصاد الهبل والعته اللى عملتيه دا

ميريهان تبكى ب احضان والدتها بشده لاتستطيع ايقاف سيل عبراتها ونحيبها العالى ،استطرد والدها يكاد الدماء يصعد من جبهته

-يعنى تمسحى كل القرف اللى رفعتيه وتعتذرى لهم ففيديو وتقوللى انك كنت مجنونة يابنت المجانين وتدفعى مبلغ وقدره ليهم دا غير الفضايح يابنت ال•**

هم ناحيتها ليصفعها عدة صفحات متتاليه ف اختبئت ب احضان والدتها لتردف والدتها دفاعا

-بقولك اييه ،يتنازل هو والحيزبونه مراته واحنا نتنازل عن قضايانا ونبقى خالصين بدل والله البت تفضل ماشيه فقضايا وتخليه يلف حوالين نفسه

انزعج والد ميريهان وبدا هذا واضحا على قسمات وجهه فقال ممتعضا

-قضايا ايه! انتو متخلفين ولا بتتعاطوا ؟قضايا بنتك كلها فالارض قصاد قضاياها ومش هيتحكم لها ب مليم احمر منه

-يعنى نسيبها تتحبس!

بقوة سدد عدة لكمات على جسد ابنته عشوائيا ترجمه لكم الضيق الذى يحويه صدره من الداخل وهو يهتف بنبرة عاليه

-تتحبس ولاتغور فداهيه ،انا مش عارف هجيب المبلغ دا منين

عشان تلمى لايكات ياختى وشير بالهبل ،خلتيهم ينفعوكى لما طلقك ورماكى زى الكلبه وكمان هيحبسك

اعمل فيكِ ايه اعمل ايييه

وفجأة وقع والدها مكانه بلا حراك مغشى عليه ..تحركوا جميعا نحوه يهللون ب اسمه ولكن دون جدوى ..استدعوا سيارة اسعاف حتى تم نقله الى المشفى وبعد الفحص تأكدوا من وجود تجلط دموى على القلب كاد ان يودى به الى الهلاك وان يلقَ حتفه اليوم بسبب ابنته ،بسبب عقلها الخرب عاشق لاضواء الشهرة وحديث الناس ..ضيعت كل شئ بسبب عشقها الغافل الذى اهلكها فالنهاية ،ولست وحدها هالكه...هى ومن معها ،ميريهان ياباخرة -تيتانك-الغارقه ولست بوسعك طوق نجاه واحد .

❞ ????

"حاليا"

ولعَل هُناكَ شيئًا يُحطِم الوَجع ، يُبدِل ليالي الحُزن ، ويَمحى بُكاءها،لعلَ هُناك قلبًا يختبأ خَلف الظلام يخشى فُقدانها ، لعلهُ يحبها بصدقٌ ..  لعل الأيام السيئةٌ تغيب عن قلبها يومًا ما .. ويأتي مَن يُصلِح جِداره..يتردد داخلها كلمات تواسيها قالتها فيروز يوما بأحد اغانيها الشهيرة..

"لعل وعسىٰ أترُك هالأسى ويرجعلي حُبي صباح ومسىٰ"

ليلى..كانت تتنقل من مقعد ل آخر فى نمط عجيب ،تتهلل اساريرها فرحا ب انها اخيرا عائده الى الوطن مع حبيبها الذى اختاره قلبها له يزن..تبتسم لكل مار بالمشفى كأنها تمارس احد العابها الطفوليه ومن يراها يكتفى بنظره ثم ابتسامه عبثيه لها ويتجاوزها!

كانت ترتدى ثوبا رقيق المنظر براق ك جمرة وجنتيها ينسدل ب انسيابيه على خصرها حتى ركبتها وخصرها ينحصر بحزام حريرى ازرق اللون عريض اعطى لثوبها رونق ليلى الخاص متماشى مع فيروزيتاها.

شعرها الذى طال قليلا عن السابق كان يتهادى على كتفيها دون اكتراث حتى وصلت الى مكتبه وطرقت بخفه..

-حبيبي!

تهللت اساريره وهب من مجلسه مقبلا نحوها يعانقها بشدة كما اعتاد ، وينظر لمقلتيها ب امعان

-قلب حبيبك، خلاص بخلص آخر حجات وهنطلع على المطار

انبعثت سيمفونيه من صوتها حينما تحدثت واردفت بنغمات الفرح

-اخيرا هرجع مصر ،هرجع بعد ما انتصرت على مرضى..هرجع وانت معايا وجنبي واخيرا نصيبي الحلو من الدنيا لاقيته..هشوف بيلا وحنين واعرف اخر اخبارهم الحلوة اللى مستنينى بيها

هرجع لدفاهم وازود على دفايا بيهم ..حضن قلبك ،فرحتى تسوى الكون

تبسم يزن وقبل رأسها بحنو واردف

-كل دى فرحة

-حاسه انى هناك وجسمى بس هو اللى هنا ،هموت واشوفهم

امسك كفها وقال بثبات حاسم

-هتعيشى وتشوفيهم

الكابوس !

هو حلقه الوصل بين الواقع ومانخشاه من عالم الاحلام الخفى.

لامداعاة للخوف..واجه كابوسك فقد تكون المواجهه هى الخلاص من عالم الاحلام..

الى مصر ،كان مقصدهم يزن وليلى وبحفاوة ترحاب تلقاهم حنين وأسر وبلقيس ونادر فى المطار ،عبير شوقهم كان يفوح فى عناقهم لها وبسمتهم وفرحتهم وصولها بسلام الله..

وبعد ما امضت ليلى وقتا مع بلقيس وحنين بمنزلها ثانيه ليلتان اطلقوا عليها ليلة نسائية فقط !

حان الوقت ب ان يقدم يزن الى عائلته عروسه المنتظرة

ترجلت الى المنزل على استحياء ممسكا بيدها ينظر ناحية والدته ويردف بسعادة

-ماما اقدملك ليلى ...احلى حاجه فحياتى

مدت السيدة يدها بالمصافحه الى ليلى وهى تحدق النظر بها ويزن يستطرد تقديمهم لبعضهم البعض

-امى ياليلى ... الست اللى ليها الفضل فكل حاجة ،مدام نعمه

حدقا الاثنين ببعضهما البعض وقطعت حملقتهم هذه دلوف ريفا الى المنزل وانضمامها لهم وعم الصمت على الجميع!!

????❞ ????❞ ????❞ ????❞

#فيولين ???? 2019

}عهد الثالوث} روايتى رقم 14

الفصل التاسع والعشرين

????❞ ????❞ ????❞ ????❞

حان الوقت ب ان يقدم يزن الى عائلته عروسه المنتظرة

ترجلت الى المنزل على استحياء ممسكا بيدها ينظر ناحية والدته ويردف بسعادة

-ماما اقدملك ليلى ...احلى حاجه فحياتى

مدت السيدة يدها بالمصافحه الى ليلى وهى تحدق النظر بها ويزن يستطرد تقديمهم لبعضهم البعض

-امى ياليلى ... الست اللى ليها الفضل فكل حاجة ،مدام نعمه

حدقا الاثنين ببعضهما البعض وقطعت حملقتهم هذه دلوف ريفا الى المنزل وانضمامها لهم وعم الصمت على الجميع!!

تعجب يزن من هذا الصمت بينما بقيت ليلى على حالتها هذه تحدق بهذه السيدة كثيرا ، فهناك شعور غريب ينتاب ليلى انها رأتها من قبل بل وتحدثت اليها ...ولكن متى وأين؟

وعلى الجهة الآخرى من النهر،نرى ريفا تشتعل الغيرة فى طيات قلبها وروحها وهى تنظر الى ليلى هكذا وترى بعينيها فرحة يزن بها الغامرة بالسعادة..

-نورتى مصر ياليلى

تبسمت ليلى وارجعت احدى خصلاتها الى الوراء وهى تردف للسيدة

-ربنا يخليكِ يا طنط

-وانتى بقا كنتِ بتتعاالجى برة من ايه

قالتها ريفا ب اندفاع ف احست ليلى ببعض الاحراج بينما اردف يزن بالإجابة بدلا من ليلى

-تليف رئوى ،والحمدلله بفضل ربنا ثم على ايد العبد لله بقت احسن من الاول

تعلم ريفا هذه اللغه التى يتحدث بها الآن يزن إليها،انه يريدها ان تعلم شيئا معين ..شيئا هى استطاعت فقدانه فى الماضى دون ان تأبه واليوم مع تلك نظراتها النارية الغيورة لتلك ال ليلى ! لديه اليقين بالندم الداخلى الذى يتعمق ب ريفا الآن ولكن مافائدة البكاء على لبن مسكوب!

-تشربي ايه ياليلى؟

هم ب سؤالها يزن ف اجابته ليلى ومن ثم انصرف ،حدقت بها ريفا ماليا وبعدها الحقت ب يزن فى الداخل..ليلى تعلم بأن هذه هى حبيبته السابقه هو حدثها وافصح لها عن كل شئ ،ولكنها لاتريد بترك انطباع سئ فى اول لقاء بهم..

-انتى اسمك ليلى ايه ؟

تبسمت ليلى واجابت السيدة بصوتها الهادئ

-ليلى مراد يا طنط

فور سماع السيدة اسمها،ارتسمت عبرات فى كلتا اعينها وهى تنظر اليها ب حسرة واذ بنا نطير للجهة الاخرى

-جايبها تقدمها لحد هنا يايزن فاليوم اللى بكون فيه هنا مع ماما مش كدا؟

تحدث يزن برصانته المعهودةوهو يصنع عصير البرتقال الطازج دون النظر اليها

-انا معرفش انك بتيجى فالوقت دا هنا

-وعرفت دلوقت!

التفت اليها بكامل جسده يحدثها وهو يصوب عيناه بمقلتيها

-انتِ عاوزة ايه ؟ كنتِ مش عاوزة انزل مصر خالص ياريفا افضل هربان وخايف من نظرات الناس ..على فكرة انا مش مذنب ورجعت وفمجالى اثبتت نفسي اكتر من الاول

وهتجوز ليلى ..ليلى اللى كانت معايا فكل خطوة ومسابتنيش ،اللى فخورة ب انها بسببى نالت شفاءها اخيرا

وبتفتخر انى جزء من نجاحها ف الانتصار على مرضها

اخذت انفاس ريفا تصعد وتهبط تشعر بالحنق الشديد ، ومن ثم انفرجت شفتيها اخيرا

-وتعرف انك هتبقى اعمى وفعداد نظرك الاخير!

اتسعت حدقه يزن لها ،يالها من وقحه لاتأبه بشعور من امامها ...لم تكن ريفا هكذا من قبل

هل الغيرة ب امكانها فعل كل هذا بها وتحولها تماما هكذا ..

-انتى وقحه ! لو شايفه ان اللى هيحصل لى دا يبعدنى عن ليلى او يبعدها عنى يبقى عشان تفكيرك مريض وانانى وفاكرة كل الناس زيك ،لكن هى مش كدا هى بتحب بجد ومستحيل تسيب الشخص الوحيد اللى سلمته قلبها مستحيل تكون انانيه ووحشة ،صوابعك ياريفا مش زى بعضها

كانت تهم ريفا بمبارزته بالرد منذ بدأ المشادة حتى سمعا صياح بصوت ليلى ياتى من الخارج !

هرولا مسرعان ليجدا ليلى تقف امام السيدة مشدوهه وهى تردد

-انا مش ففيلم اكيد ...وفيلم هندى وبايخ كمان ..يعنى ايه اللى بتقوليه دا ؟

انا بنتك ازاى

اقتربت السيدة تمسك بكف يد ليلى برفق ف ابعدتها ليلى عنها بعنف،اردفت السيدة بتوسل إليها

-من اول م يزن بعتلى وانتو برة انه اخيرا لقى نصه التانى بعد موضوعه مع ريفا لما محصلش فيه نصيب فرحت له اوى ولما بعتلى صورتك قلبى اتخطف قالى اسمها ليلى مراد عبدالحميد ،مستحيل فيه تشابه فالشكل والاسم طب مثلا فيه تشابه ودقه قلبي ك ام اللى حستها اما شوفتك وو

قاطعتها ليلى منفعله

-دقة قلبك ايه ! كنتِ فين لو انتِ فعلا امى ..عاوزة تقولى ايه دلوقت ان يزن اخويا ؟

طب ازاى وهو اكبر منى ،ايه غلطتى مع الراجل اللى اتجوزتيه وخلفتى منه بالحرام

-ليلى!

اندفع بمنادتها يزن بصوت رخيم غير معتاد له واستطرد

-انا مش ابنها ياليلى ، الست دى ليها الفضل انها تكبرنى وتخلينى راجل واعتمد على نفسي

انى ابقى الدكتور يزن مكاوى ، انا ابقى ابن اخو طلعت جوز الست نعمه وابو ريفا ،يعنى انا وريفا ولاد عم

وامى ..الست نعمه ربتنى انا وهى بعد م مات ابويا وامى وام ريفا فحادث نجى منه عمى طلعت وانا وريفا كانت بنت شهور !

لمست السيدة اناملها برفق ذراع ليلى وهى تكمل القصه بعد يزن وكأنها ترجوها السماع للنهاية

-ابوكِ مات ..وانا فضلت معاكِ ومكنتش هسيبك ،عمك طلعت الله يرحمه كان خطيبي قبل ابوكى م يتجوزنى

وكان حبيبي والاهل اتدخلت ف اخر وقت وفشكلوا الجوازه واتجوزت ابوكِ ب امر من جدك ابويا الله يرحمه ..لما مات ابوكِ طلعت عرف ورجع جدد عرضه فالجواز واللى زود الحاحه تربية اليتامى دول يزن وريفا اللى هو متورط بتربيتهم وحده

هزت ليلى رأسها ب سخرية واردفت للسيدة وهى تنظر لها تمقتها وتبغضها

-ف انقذتيه عمو طلعت وبنته وابن اخوه من الضياع واليتم وسيبتى بنتك ! مش كدا

-جدتك اخدتك منى بالقوة ورفعت عليا قضيه وكسبتها انك تكونِ من حقها بعد جوازى وحرمتنى منك غيرت عنوانها وانا دخلت فنوبة اكتئاب عصبي شديد مر عليا سنه مكنتش اعرف انا مين ولا بعمل ايه

ولما فوقت معرفتش اوصلك ابدا ،قلبي كان كل يوم بيتوجع عليكِ الف مرة ..انتى فين وعايشه ازاى

جدتك عايشه ولا ماتت ! لوحدك ولا معاكى بلقيس وحنين زى م طول عمرهم مش بيسيبوكى

عم الصمت على الجميع لحظات بعد. انتهاء اخر كلمات السيدة نعمة...لحظات يدرك فيها يزن لعبة القدر ب أن بعد كل هذا العمر يكون هو سبب اعظم ل لم شمل ليلاه بوالدتها بعد كل هذا الفقد دون علم منه او ترتيب ولكنها قدريات ،،اما ريفا فهى مازالت تستوعب حبيبها السابق يعشق ابنة هذه المرأة التى تجلس بمقام والدتها الراحله مع مرتبه الشرف لاحسانها لها طوال هذا السنوات ..السيدة التى منحتها حنان وارف اغرقها واشبعها جعلها تتفوه بكلمه "امى"من داخل نبضات قلبها حقا.

وكأن الظروف كلها تعاندنى يا أماه!! وجدتك بعد فقد كل هذا العمر، وجدتك بعدما اشتقت لحنانك ظمآنه الوحشة والوحدة طوال عمرى وعدم الأمان ..شكوت التخبط والخوف وانتِ تحتضنى قلبان ليسو منك تاركه قطعة منك بقارعه الطريق وحدها لاتدرك مصيرها ابنة السبع سنوات!

وتطالبين اليوم بالمصافحه وان ارتمى ب احضانك،،لحظة!

هل هذا مشهد سينمائى وانها ليست الحقيقة؟بلى انها الحقيقه ...حقيقة امرى ومصيرى المحتوم اخيرا

حبيبي الذى وجدته اخيراً ابنك بالتبنى..وحبيبته السابقة ابنتك ايضا ،اما انا..انا من اكون يا امى ؟!

انتبهت ليلى على دمعة تأخذ مجراها على وجنتها مسحتها برفق وهى تردف بخذلان ..

-تعرف يايزن ،كنت عارفه اننا مش هنكمل ..عارف ليه ؟ عشان مفيش اى حاجه اتمنتها الا وانحرمت منها

انا مش معترفه انك أمى! ومش عايزة اصدق انك امى

انا هسيبك يايزن للست دى ...ول ريفا ،وانسى اى وعد اخدناه سوا ..مش انا سندريلا احلامك ولا انت فارس الملثم اللى هيخطفنى بعيد عن كل دا

دى الحقيقه،زى م خسرت زمان وغيرى اخد اللى من حقى ..هسيب حقى للنهاية

بعتذر دراما اوفر مش كدا

جذبت حقيبتها وارجعت خصلاتها المتهادية بعشوائيه على اكتافها وقذفت قنبلتها   الاخيرة

-من اللحظة دى ملكش حق فيا يايزن ،والبركه فالست نعمة

مش هنكمل سوا عشان انا مش عاوزة اشوفها ولا اسامحها ابدا ...وزى م ريفا اخدت اللى من حقى كله زمان

قلبها وقلبك ،ف انا بمنتهى الاستسلام وعدم الرضا هسيبكم ليها للاخر

هرولت مسرعه للخارج حاول الإلحاق بها يزن دفعته بعنف وصعدت سيارتها ورحلت على الفور ،اشار لاحدى سيارات الأجرى وتبعها حتى وصلت لمنزل بلقيس ونادر الجديد هبطت وهبط خلفها

رأته ونهرته بصوتها العالى غير معتاد على ليلى

-امشى يايزن

-لا ياليلى ،مش همشى نسيتى الوعد ،نسيتى اللى بينا

لو عشان امى

وضعت يدها على فمه وتحدثت ببكاء يكاد يمزق قلبه هو إرباً

-انا مش عاوزة اسمع حاجه تانى،ياريتنى م قربتلك ولاعرفت دا كله ،ياريتنى ماشوفتها

سيبنى فحالى بقا وابعد عنى

صعدت الدرج فصعد خلفها ، قرعت الباب ففتحت بلقيس وجدتها بحالها الرث هذا دب الذعر قلب بلقيس وخلفها يزن يرجوها ،اشارت ليلى ل بلقيس ان تجعله ينصرف وهى تشهق بعبراتها

انصرف يزن بعدما طلبت منه بلقيس هذا مؤقتا،اخذتها ب احضانها وغلقت الباب!

????

"معقول اللى بتحكيه دا؟!"

هتف بها نادر مشدوها مما سمع من بلقيس الآن اثر تحضيرها امبول لحقنه بعدما تعرض لاشعه شمس شديدة اثناء عودته من العمل ومكوثه ينتظر حافله تنقله الى منزله.

كشفت ذراعه واعطتها له وهى تردف بهدوء

-انا نفسي مصدقتش،بعد كل السنين دى نقابل خالتو نعمة وتكون الست الى ربت يزن خطيب ليلى ،يعنى هى تعبت واتعالجت برة مصر خالص ويكون هو الدكتور بتاعها وتحبه ويتفقوا على الجواز وينزلوا مصر تشوف امها بعد كل دا

عبس وجه نادر قليلا اثر وخز ابرة الحقن ومن ثم بعدها استطرد بسخرية

-فيلم قديم ومكسيكى يانهار ابيض ياجدعان

تضاحكت بلقيس وهى تجس حرارته برفق فوق رأسه ،تنهد وهو ينظر لها تباً لرقتك..لحنانك لعزوبتك

-الحمدلله بدأت الحرارة تنزل ،بعد كدا لما الباص يتأخر خد اوبر

-ياستى هى مش ضربه الشمس ، دا عشان ذنب ميريهان وأبوها

ضحكا الاثنين سويا ومن ثم اردفت بلقيس

-يااه حوار ميريهان دا عدى خلاص الله يسامحها بقا،وبعدين انا وانت اتنازلنا عشان باباها الراجل كان هيموت بسبب طيشها دا

تنهد نادر واعتدل فى جلسته واردف ناظرا لعينيها مصوب الاسهم الى فؤادها

-مين عارف الخير فين،بسبب طيشها وغباءها..بسبب اللى عمله جلال

بسبب كل الحجات اللى كنا فاكرين انها وحشه ..انا وانتِ دلوقت تحت سقف واحد !

الفضول..احد مكائد الحب الكثيرة ،يتسلل ويحكم قبضته ثم منه لامناص..فضولها يتغلب عليها الى ماذا يرمى نادر والى اين يوارى كلماته ..تبسمت فى وجهه وذهبت الى غرفتها

جلست على طرف فراشها ...تتذكر كل م آلت اليه الاحداث فى الاونة الاخيرة ،هى وحنين وليلى!

تذكرت ب انها تريد ان ترى نعمة خالتها،،من سُميت ب اسمها تريد ان تعاتبها على كل هذا الغياب وان م روت ليلى لن يخفف عنها عقوبة جلدها لذاتها ..

حتى بعد كل الذى حدث تصبح ايضا العقبه الاخيرة فى حياة ليلى المستقرة مع يزن بحثا فيما وراء الحقائق ،القشه التى كسرت ظهر البعير .

ومن ثم تذكرت حالها الآن ..غارقه هى ب احساس مختلف ،احساس جديد يدغدغها كلياً غير الذى كانت تشعر به ذى قبل ..اهتمام مبالغ به دون انتظار رد معروف

احساس بها وبمشكلاتها ، تبادل احاديث ..اطراف موضوع حيوى يشغلها ،يشكو لها من شئ عارض يقلق باله حيال عمله او ماشابه فتفكر معه حتى يصلا لحل.

متشبثا بها وب اولادها ،سندا لهم حقيقي فعلا لا كلام ..منذ ان دلفت الى عالمه لم تشعر لوهله انها وحيدة ثانية او بدون ظهراً تحتمى به كما اعتادت..ولكن هناك نبضه غريبة تدق وسط نبضاتها ،،نبضاتها وسط كيان مهترئ واطر للذكرى بالية ونفوس آيله للهاوية ..لا تتركى نفسك لحبل واهن مما تشعرين يابلقيس..او يانعمة

كما يدعوكِ،قطع حبل افكارها حينما وقف نادر امام باب غرفتها يردف

-كنت عاوز اشكرك يا نعمة،الحمدلله بقيت احسن

تبسمت فى وجهه ب امتنان ف استطرد

-انتِ نعمة بجد ع فكرة ،تصبحى ع خير

تركها الى غرفته يقف خلف الحائط يلتقط انفاسه ،،عذراً ايها الحب ..لجأت إليك كى تعيد إلى مافقدته من الحياة،ان تنير القادم وتمحى الماضى..وانا الآن بكامل الرضا!

❞ ????

"يا أنا يا أنا واناوياك..صرنا القصص الغريبة

يا أنا يا انا واناوياك..وانسرقت مكاتيبي..وعرفوا انك حبيبي"

تسللت كلمات هذه الاغنيه الشهيرة بصوت المطربه فيروز الى مسامع يزن اثناء جلوسه بإحدى مقاهى القاهرة الراقيه-كافيه-شرد معها لثوان وشعر بوخز ذكرى ما يسرى الى سر روحه،سر روحه العالق بها أو بالادق والاحرى كان عالقا بها الى هذا الوقت ومن بعده سرى ترياق يداوى سمّ عشق فى شريانه حتى شفى من العشق تماما ولكن مازالت الالام السم موجودة لامحاله ولاحتى بمضى الوقت.

(عودة للماضى)

"يا انا يا انا وانا وياك صرنا القصص الغريبة"

باناملها قامت ريفا بالضغط على احد ازار جهاز مشغل اقراص الاغانى المعروف ب اسم-سى دى كاسيت-وتوجهت بوجهها الى يزن ل تردف ب اهتمام

-يزن ..انا مش عارفه اتأقلم عالوضع دا نهائى

التفت إليها يزن وأردف مستفهما

-اى وضع؟

-الوضع اللى انا فيه بسببك! انت مش عارف الناس بقت تتعامل معايا ازاى

من بعد اللى حصل

بصوت تعلو نبرته نسبيا أردف يزن رغم ان هذا ليس بعهده ليقول

-اللى حصلّى قضاء وقدر وكان ممكن يحصل لاى حد فالدنيا وف اى وقت مش عشان انا دكتور بقت مشكله بتهددك ياريفا فتعاملك مع الناس

-انت كنت هتموت بنى ادم بسبب تشخيص غلط! كان هيتشطب عليك فالنقابة

الناس بقت تخاف تجيلك او تكشف وتستشيرك وانا بتعامل مع الخوف والتجنب دا كل يوم

هنا ادرك يزن ان ريفا برغم كل هذا الغرام ستبقى هى ،ريفا القوية ..بلى ريفا الانانية التى تكاد لاترى سوى نفسها فقط حتى وان دعست بقدمها جرح اقرب من يكون.

-انا مش مذنب عشان اتعامل على انى كدا

-خلاص تسيب الطب

-ياسلام بالبساطه دى

-مستقبلك ضاع يايزن ،انت ليه مش مصدق ..اللى كنت فيه مبقاش بتاعك

تعمق يزن بالنظر لمقلتى ريفا، رغم بساطه ماقالت لكنه شعر بها تعصف بكيانه ،حروف سهله وبسيطه قامت بطعن قلبه امامها ولم تأبه

-انا مش هسيب الطب،مش هسيب حلمى ك دكتور سنين تعبت عشان اوصلله حتى لو اضطريت انى امشى

اسيب البلد كلها ،اسيب مصر!

-عاوز تهرب؟!

امسكها من ذراعها بعنف لم يعتاد عليه معها وصاح فى وجهها بنفاذ صبر

-متسميهوش هرب انا مش مجرم،انا مش هوقف طموحى على غلطه ..مش هوقف حياتى على حادثه انا فيها ضحيه ..فبلدى اترفعت ليا المشانق لغلطه مش مقصوده،هحاول اشوف طريق ليا بعيد

لكن مش هنتهى ياريفا ومش هستقيل واسيب الطب

-انت بتعاند مع ايه ،عمليتك صعبه وقالوا ان ليها مخاطر وان تشخيصك كطبيب متوقف مؤقتا ،عاوز تكمل اخطائك فحق الناس وتبقى جرايم بس فبلد تانيه ...كل دا ومش عاوز تتسمى بتهرب

نظر يزن الى خاتم خطبتهم بيده ، ولمسه برفق بيده الاخرى فنظرت له ريفا وادركت فيما يفكر

-يزن ،دلوقت حالا تقرر ي انا ..ياتكمل مشوارك بس وانا بعيد مش هقدر استحمل اكتر من كدا

-بتتخلى عنى بسهوله ياريفا،عن قلبي ! بتتخللى عن احلامنا سوا ،كل دا عشان

-كل دا عشان عنادك ..عشان انت مش عادل فميزانك ،يزن والله مبقاش فيا طاقه خلاص من يوم الحادثه

-انتى عاوزة تسيبينى لان قريب هبقى عاجز تماما ،وانتِ مش هتقدرى ياريفا

نظرت له واغرورقت عيناها ،كيف له ان يتهمها بهذا الاتهام بعد حبه الكامن داخلها،حبه الذى تتنفسه ويعيش داخلها كانه احد اجهزة جسدها ووظيفته يعطيها قدرة لاكمال الحياة تماما كالاكسجين.

اليوم تجرأ يزن ليصفعها صفعه مدويه ب انها انانية ،لاتفكر سوى فى نفسها وانها لن تقف جانبه ابدا  فى محنته ،هو يعتقد انها تريد جزء يزن المحب الحساس الغيور الرومانسى ..ولكن هذا الجزء الدرامى المتعلق بالمرض والعجز والكآبة والسواد ...ليس لها به صله ولاتعرفه ولاتعتاد عليه ..احقا يراها مدلله الى هذا الحد؟

-انت بتتهمنى انك لو اتدهورت حالتك انا مش هستحمل ف بعمل مقدمه من دلوقت؟

-والله انتِ شايفه ايه؟

-هى وصلت لكدا يايزن؟مدام انت شايف انى وحشه اوى كدا يبقى بعد انهارده مش هينفع نكمل سوا

انت من يوم الحادثه واحد تانى واكتر من كدا فوق احتمالى

خلعت خاتم الخطبه وعينيها تتقطر دمعا ،ويزن على نظرته المكسورة لها خلعته واعطته اياه وحملت حقيبتها وهرولت للخارج محاوله كتم شهقاتها التى قطعت باقِ أوصال قلبه الموشوم عليها اسمها..،

تذكر واحرقته الذكرى ،بقانون الغابة ..البقاء للاقوى

وبقانون حياة يزن ..لاشئ محال..فالحياه غابة كبيرة بها الوحوش الكاسرة والحملان الواهنه،عليك الاختيار فاختيارك هو مصيرك!

❞ ????

اعترف انى هُزمت امامها ..لم أكن اقل منها حباً لها ولكنها اسقته سمّها بحلو معاملتها وشهامتها كفتاه لم يعتاد على فتاه مثلها ذلك،لم تكن اجملهم ولا اروعهن معاشرة ..كانت تملك شيئا واحدا يختلف عن باقى النساء ..احبته بصدق برغم كل ماهو عليه ،،أسر قلبها وانتهى الامر.

متشابكين الايدى يسيران فى الطرقات متسكعان هائمان على وجوههم ،،ممسكان بمثلجات ..كانت حنين ب حلتها التى اصبحت عليها مؤخرا ترتدى ثوبا جميلا واسع فضفاض من على الصدر يحيط بضيق على خصرها ثم يهبط بطولا مناسباً الى قدميها ،اما عن شعرها لم يصبح ملفوفا بعد!

مرفوع ذيل حصان انيق وبه رابطه شعر نفس لون الثوب ..وقد ارتدت بعد الحاح شديد عدسات لاصقه ارضاء لرغبه معشوقها ساكن قلبها ..آسر.

-موضوع ليلى بقا يتعقد اكتر ،،ياعينى عليكى لولو كل م تفرح تتوكس

-بصّى ليها حل

-ايه هو بقا ياعبقرى زمانك

-طب اتعدلى عشان معدلكيش

-خلاص ايه هو يا حبيب قلبي

-انى غلطت غلط كبير اوى زمان ،ومش مستعد غيرى يغلطه الا لما انصحه يهرب منه

نظرت حنين ناحية نظرة يعلمها هو جيدا،حصانه الجامح يغار ..ابتسم لها واراد تهدئتها بقوله

-كنت ...دلوقت معايا احلى عوض فالدنيا ،كلنا بنبقى مغفلين وقلوبنا كمان لحد م نصحصح ونعرف حلاوة الطريق منين

استقوت ب امساكها لكف يده حتى كادت ان تدمى اصابعه ،نظر إليها نظرة حب اعتادت عليها حنين ..نظره تغرم بها تجعلها ب وادٍ آخر ..اردف هو

-يزن لازم يفوز ب ليلى ، هى مش قادرة تسامح والدتها ..مش هقدر اقول حقها لان ربنا وصانا نفضل نطيعهم حتى لو كفار...بس ليلى قلبها طيب وهترجع عن قرارها

-انت متخيل! ليلى الى مبتعرفش تاخد قرار واحد قسيت على قلبها وليه ،عشان الراجل اللى فضلت تحلم بيه من غير اى ترتيبات اخد حقها هى ف امها لا وكمان هيفضل له علاقه بيها عرفان بالجميل ..كان عنده حق خالى مراد الله يرحمه لما وصانا على ليلى .. كان خايف وكان حاسس انه لو مات طنط نعمه هترجع ل حبها الاولانى..جدتى كانت صح لما بعدت ليلى عنها

نظر أسر لها نظرة عاقدا حاجبيه تعجبا واردف

-لا مش صح ، محدش له الحق يحرم ام من ولادها ...هى اتجوزت م اجرمتش

جدتك رفعت قضية ضم ل ليلى وغيرت عنوانها والست تعبت ودخلت مرحلة اكتئاب

حرام ...كل طرف منهم عند قصاد التانى واللى ضاعت ليلى

التوت شفتى حنين وأخذت تنبش عن قلمها فى لفه شعرها ولكن سرعان ماتذكرت لم يعد هناك قلماً ،ابتسمت واستطردت بقولها

-انا عاوزة احلها مع ليلى ...عاوزة ليلى تفرح هنعمل ايييه !

????.

فى اساطير العشق والغرام التى تبدء بذات يوم..دائما وابدا يكون هناك اثنان مغرمين عاشقين..هائمين بقلوب بعضهم البعض ..تظن حين تراهم انهما للآمال والأحلام عنوان! خذها قاعدة ياعزيزى ،،متعة القصة تكمن فالبداية ..لذلك تمهل حتى ينتهى حماس البدايات وتحال هالة الغموض الى نهاية الفصول..والبقاء دائماً للأوفى!

كانت حنين بصحبة بلقيس وأسر حينما اراد ثلاثتهم وضع كل حرف فى محله بقصه ليلى ويزن لتسدل الستار إما بالسعادة او بالفراق ،،وسيدة اللقاء كانت والدة ليلى ..نعمة!

-انا من سنين ...عملت حادثة كنت وقتها خاطب ريفا وهنتجوز، العربية اتقلبت ..الازاز كله كان ف وشى والنتيجه انى فقدت قرنيتى ..عملت عمليه زرع قرنيه وقالولى مع الوقت انا مهدد بضعف نظرى وممكن العما

نظر ثلاثتهم الى بعضهم البعض ،ف اكملت والدة ليلى

-يزن من اول يوم اتعلق ب ليلى حكالى عنها ،بدء يحكيلى تفاصيل حياتها وبعدها بعت صورتها قلبي وجعنى مصدقتش دى بنتى ليلى،تعبانه بمرض بياكل فيها وممكن تموت ف اى لحظة

جزاتى انى مكنتش جمبها ولا اعرف عنها حاجه

هبت حنين من جلستها مندفعه كالعادة تصب لعناتها فوق رأس هذه السيدة

-ولا هتعرفى ،ليلى اتجوزت واتطلقت واتأذت واتشال رحمها غدر واتخطبت واتسابت غدر برضو وكل التخبط دا بسبب الامان اللى بتدور عليه بعد مامات خالى وحضرتك اتجوزتى ورايحه تربي اتنين مش عيالك

نكست رأسها لاسفل قدميها ،تشعر الآن السيدة نعمه بالخزى واردفت بنبرة حزينه

-حقك يا حنين ..وحقكم كلكم ،انا مستعدة اروح اترجاها مش عشان تسامحنى انا عارفه ان ليلى مش هتسامحنى طول عمرها ..انا عاوزاها متسبش يزن دا م صدق لقاها ،وهى بعد كل اللى شافته دا عوضها الوحيد يزن، مش عايزة اكون السبب فضياع اللى بينهم ..

تنهدت ب اسى ومن ثم استطردت

-كفاية اللى ضاع منها كل دا بسببي ،كأنها معرفتش بوجودى ودا عقابي الوحيد

انى اتحرم منها بعد م لاقيتها ..

ذهبت فى بكاء مرير وقام ب احتضانها يزن وربتت على ظهرها بلقيس بحزن .

وعلى الفور ..مقصدهم منزل ليلى ،طرقوا الباب ماليا ولايوجد رد !

هاتفها مغلق ،هبطوا الى حارس العقار وسألوا عنها ف اخبرهم انها منذ بداية اليوم خرجت ولم تعود حتى الآن.

فكروا فى منزل جدتها القديم ،وكان مغلق بقفله كما هو وبيوت العنكبوت تخيم حولها ،اى انها لم تأت الى هنا منذ زمن..الى اين ذهبت ليلى ،دب الرعب فقلبهم جميعا

خائفون من قرارها المجنون ..الى اين ذهبت؟!

????❞ ????❞ ????❞ ????❞

#فيولين ???? 2019

}عهد الثالوث} روايتى رقم 14

الفصل الأخير

❞ ????

‏هل يجدي نفعاً أن تقول لغريق تغمره المياه: تنفس، أنت أقوى من الماء، دون أن تمد يديك إليه لتنقذه؟

كذلك هو الأمر حين يكون أحدهم في عمق معاناته، بينما أنت تُغدق عليه عبارات التحفيز التي تستفز ألمه، إن حاجته للإنصات والتفهم بصمت، حينها كحاجه الغريق لليد...بلقيس..و أه يابلقيس ،من المتحكم بقلبك سواكِ فى ظل ضغطك انتِ على نفسك وعلى قلبك ،يحاصرك جنون العشق الخفي!

ماذا عساها تنتظر منه وهو آخر احتمالاتها فى الاخذ بأطواق النجاه.. نجاة قلبها والفرار لقلبه. نادر!

نادر الوجود حقا اسماً على مسماه..

كانت بلقيس شاردة بكل مايجول بخاطرها ،حتى انها تناست امر (صنية البطاطس )بالفرن حتى تسللت رائحه الاحتراق الى انفها ف أفاقت من شرودها تهرول للحاق بما يمكن انقاذه...فتحت باب الفرن وامسكتها بغير وعى دون ان ترتدى قفازات تحميها شدة سخونة الفرن والصحن الموضوع بداخله

حتى احترقت اصابعها..

اخذت تهلل وتقفز كطفلة صغيرة من شدة الالم ،كيف تناست امر القفازات كيف ان تتصرف بهذا الغباء دون وعى،مالذى أخذ جزءا كبيرا من تفكيرها حتى تتصرف ببلاهة مطلقه هكذا.

كان نادر بالخارجً ،جالس على حاسوبه فسمع صراخاتها،انتبه مذعوراً

فِ عدة خطوات كان أمامها بالمطبخ ،ورآها تتألم وتضع الثلج على اناملها المصابه.

امسك يدها باهتمام بالغ واردف لها قائلاً

-اهدى اهدى،هدخل اجيب مرهم الحروق من جوةمتتحركيش

دلف الى الحمام ، فتح خزانه العقاقير الدوائية ..بحث بعشوائية عن الدهان المسكن للحروق حتى وجده

وسرعان ما رجع لها وهى تظل واقفه تضع قطع الثلج تاره وتنفث بهم تاره كى تخفف حدة الآلامهم وما تشعر

امسك يدها ووضع برفق يسير على اناملها الدهان ، حتى استكانت له تماما..

نظرت اليه وهو غارق بعمله غير واعِ الى نظراتها وكيف تتطلع إليه لاول مرة..

كيف تراه لاول مرة بهذه اللهفه التى شكت قلبها للتو!

كيف تراه فى صورة جديدة غير التى اعتادت عليها..انتبهت مع كلماته الموجهة إليها

-بصى حاولى كل شوية تدهنى منه ،وبعدين مش تاخدى بالك

-مكنتش مركزة..معلش

-حصل خير،هتخف ان شاء الله بسيطة

-تسلملى ،تعبتك

-يعنى جبتينى من بلد تانيه ،وبعدين بجد اتخضيت لما سمعتك بتصرخى

عيناها تلمع وهى تخفيهما عنه كى لا يفتضح امرها،وما بال نظراتها المكتومه له حتى انطلق منه فعل فوجائى ماخطر يوما بخاطرها..

-سلامتك...بجد ان شالله انا

مال بوجهه على اناملها ،وطبع قبلة رقيقه على اصابها المصابه وانفاسه تكاد تلفح باطن يدها وتفضح ما بداخله هو الاخر من عشق يريد هو ان يموت قبل ان يولد ويعلن خروجه لنور قلبها..

دقات قلبها تسارعت ،هل ما جرى كان حقاً!

ومنه هو ؟

كيف هذا؟

وما ان جرت ببالها التساؤلات ،وما كانت افاقت من جرأته الاولى حتى تفاجئت بفعل أكثر جرأة عما سبق..

رفع وجهه لها وهو مازال يحتضن كفها بكلتا يديه ،عيناه تنظر لها تستطيع ان تتحدث بشوقها المدفون لها

عينيها تهمس له ،انا انتظرك ولكننى اخاف..عينيه تصرح كيف لى ان احبك وانسى من انتِ!

ومابين جدال وصراع ،إيجاب ورفض

لن يظلا على هذا الحال كثيرا،حسمتها قبلاته وهى تنهال على وجهها بشراهه وكأنه يتذوق شئ رائع المذاق قد حُرم عليه منذ عهد طويل

انهال بقبلاته كادت ان تتفجر قسمات وجهها من فرط اشتياقه ،انامله تعبث بملابسها يشتد ويغضب تاره ويرخى قبضته تاره

وهى فى حالة استسلام لاتدرك من اين لها به،وكيف لا تحاول ادنى محاوله لإبعاده

يرسل هو وتستقبل هى ،انفاسه كادت تحترق بداخلة،فقبلاته ساخنه الهبت نار بداخلها قد أخمدت وتناست امرها..

يحاصر خصرها بيديه،تحاوط بيديها رقبته فى استسلام

يحاول إنزال ثيابها من عليها ،ولكن لحظة!!

هل انت مدرك من هى؟!

افاق من لحظته بأعجوبه ،امسك بذراعها وهى مازالت تنعم بثوان من عدم الوعى والتوغل فى بحر مشاعره التى فاض عليها بها

دفعها لداخل غرفتها واغلق بابها فى وجهه وقال بصوت متهدج ،ووعينيه تنطق أسى

تأبى الدموع ان تهبط منها

-لو خبطت متفتحيش،واوعى تطلعى من اوضتك طول الليل لحد م انزل شغلى الصبح

سامعه اوعى

وعالناحية الاخرى تستند هى على الباب وتنزل ببطء،افاقت من حلم وردى اللون جميل الملمس على كابوسا

فرت دمعتها رغما عنها مع سماع صوته بهذه الحاله وهى تراه هكذا وترى نفسها فى هذا الموقف الضعيف وهى التى اعتادت من روحها القوة ..

-سمعانى،،مهما خبطت ،اوعى تفتحى

وانا آسف...حقيقى آسف

تركها وابتعد خطوات إلى غرفته،نيران عشقها تلهب جسده وجمرات شفقتها على نفسها تحرق ما تبقى داخلها من احساس تخفيه ..حتى ركض نادر من غرفته واذ به على باب غرفتها يقف واردف بصوته المتهدج المحمل بالمشاعر وانفاسه فى صراع العلو والهبوط

-نعمه...نعمة انا عارف انك سمعانى

كانت هى على فراشها تمسح دمعاتها واذا بها تقترب من الباب بهدوء تستمع إليه فى صمت حيث استطرد هو

-احنا ليه بنعاقب نفسنا يا نعمه!ينفع تجاوبي عليا ..انتى مراتى وانا جوزك وانا وعدتك هنفضل اخوات

بس مش نافع ... مش نافع ابدا يا نعمه بعد م دقه قلبي ندهتك ومش بعد كمان م انتى حسيتى بيها ،نعمة .. يانعمة

على صمتها تضغط بكفها على فؤادها كاد ينفجر منادياً إياه وتتنفس اشتياقا له من خلف الجدران

_نعمه انا بحبك ،حرام نعاقب روحنا واحنا اصلا مش غلط ..ميريهان راحت لحالها واخويا جلال محافظش عليكى وانتى نعمته ،وانا وانتى تحت سقف واحد كل دا وبنعاقب روحنا على شئ كل حد مننا مفتقده من التانى من زمان ...يانعمة انا مش قادر اكتر من كدا

ومش هقدر

ولوهلة ،فتحت الباب ودفعت نفسها داخل احضانه دفعه واحدة ،فوجئ بها ومن ثم اغرقها قبلات اشتياق وحب وغرام ولهفه ..ففى هذه اللحظة شهدت جميع قسمات جسدها بلهيب نيران شفتيه عليهم ..ضاعت بين يديه ووجد نفسه اخيرا داخلها وفيها ولديها..

❞ ????

يا الله!

من الذى كان سيخبره انهما نجمتان متلئلئتان فِ السماء!

او جمرتان من نار لهيبهما الاحمر يكاد يلفح كل من اقترب منهم..جوهرتان تتوهج ضياءا،ام رقعتين مدنستين فِ ثوب؟

من كان سيخبره انهما متشابهتان كل هذا الحد من التشابه...ومتضادتان كتضاد الثلج والنار،،

بلى،قلبه هو الذى كان سيخبره رغما عنه حينما نبض فجأة دون سابق انذار ..قلبه الذى رفع الراية البيضاء واستسلم لقواعد العشق المحتله له،قلبه هو نقطة الحسم..هو الحكم ،وماخاب ابدا من استشار قلباً كان بالحب سيد كل حواسه الخمس.

"والمطلوب منى ايه دلوقت؟"

رفع إليها عيناه يحدق بها،كيف لها ان تسأل مثل هذا السؤال وهى تعرف الاجابه،ولكن كونه صبورا وهذه من اهم صفاته اجابها وهو يعلم تمام العلم ان الاجابه لديها قبل نطقه بها

-انتى عارفه ايه المطلوب،انا حاسس بالذنب وهى كمان

-وانا يخصنى ايه

قالتها بنبرة حاده فنظر إليها نظرته المعروفه والتى حفظتها هى ،ف اتبعت حديثها

-المشكله دى انتو السبب فيها وانا مكانش ليا دخل ،حلّوها بقا وبرضو من غير دخل ليا

-ياسلام!اذا كنتِ انتِ اساس المشكله وانتِ اللى عملتيها وجايه دلوقت تطلعى نفسك منها

فرغ فاهها وقالت ب استهزاء

-انت بتضحك على مين، انت جاى معاها هنا وتقريبا متفقين على كل حاجه انت وهى من قبل م اشوفكم رجع بظهره الى الوراء وقال

-يعنى بترمى الكورة عندنا ومبسوطه وانتى شيفانا ف عذاب،انا وامى وليلى اللى منعرفش هى فين

-وعذابي انا !!! عذابي انا يايزن  ولا خلاص

-خلاص اييييه،خلاص كل حاجه ومن زمان اوى ايه الجديد متعمليش نفسك مش من هنا وكل حاجه حصلت غصب عنك يا ريفا

قالها ب اندفاع وبنبرات صوت عاليه نسبيا اخافتها ،جعلتها تتراجع فِ جلستها للوراء،ب عنف امسك يدها

ورفعها امام عينها ل يقول

-اسألى نفسك او اسالى دى !! شيفاها دى ولا بس مش شايفه غير اللى عاوزة تشوفيه

صمت ل برهه وجلس امامها يعلو ويهبط صدره إثر انفعاله وهو يتحدث ،تنظر هى له لاتنفرج شفتيها

ليردف هو

-طول الوقت كنتى بتشوفى بس اللى عاوزة انتى تشوفيه وتستنجيه وتحلليه وتبنى حجات عليه

حتى لو غلط حتى لو ملهاش اساس من الصحه ،انا اكتر حد حفظك وفهمك

انا اكتر الناس اللى عرفتك ...دمى ده فيوم من الايام كان بيجرى ف وريده اسمك. ريفا!

خدتى كل حاجه واتمتعتى ب كل حاجه وباقِ النفس تحرمى غيرك منه،تحرميه ان شالله من الحياه

لسه مبتشوفيش الا نفسك فالمراية..ليلى شايفه انك جزء كبير ف اننا منكملش عشان تسيبك ليا للنهاية وانتٍ ب انانيتك المعهودة مش معترفه بذنب

ترقرقت بعيناها الدموع لتسيل على جانبي وجهها،ف يرق قلبه ويهم بمسحهم ل تقوم ب ابعاد أصابعه وتتكفل هى بحالها ،ل يكمل هو محاضرته الساخنه التى فضحته عندما صَبَر صبر الحليم وآن اوان اتقاء شره.

-فيه سوء تفاهم وحاجه غاليه ضاعت منى بسبب غبائى وبسببك

ف لازم تصلحيها معايا،لو كنتِ حابه ان يفضل لك اى حاجه حلوة منك جوايا ..

همهمت ريفا فى خفوت حزين

_للدرجة دى حبتها؟

_اشترتنى..وانا اللى يشترينى بعيوبي ابيع الدنيا عشانه لو اقدر

رفعت بصرها إليه فى قوة

_وانت عارف مكانها فين دلوقت ؟

تنهد يزن فى حزن وبصوت متهدج يمزقه اليأس

_دورنا عليها فكل حته ومش لاقيينها نهائى ...هموت واتطمن عليها

اقتربت ريفا من يزن ،تحركت بداخلها مشاعر القرابة والاخوة التى كانت تجمعهم قبل علاقة الحب ..احست ان حياتها بالفعل مستقرة وهى بها فى حال افضل ،وهو مازال معطل فى مكانه هذا غير انه على وشك ان يصاب بعاهه العمى المستديمه ..لا يستحق منها سوى ان تقف بجانبه فى اصعب مراحل حياته شدة ..فهو قدم إليها الكثير وان أوان السداد.

-يزن ،متقلقش لما تلاقو ليلى هحاول انا وماما نصلح ولملم باقى اللى اتكسر مابينكم  ..متزعلش ليها حل

تنهد بقوله ناظرا اليها رجاءا

-يارب

❞ ????

-انا مش فاهم لحد دلوقت كلمة منكم ،ليلى مختفيه وبتدوروا عليها عندى؟

نظر كلا من حنين واسر الى بعضهم البعض ،ومن ثم التوت شفتى حنين واردفت الى نزار

-ايه اللى مش مفهوم ! لولا الظروف لا كنا جينا هنا ولا ازعجنا سيادتك نزار بيه ..بس افتكرنا انها ممكن تكون عندك بعد م سألنا عليها فعنوان الاستاذ مؤيد خطيبها السابق وطلع هو نفسه مسافر برة مصر بقاله فتره

اشعل نزار السيجار ونفث دخانه بعيدا عن وجههم واردف بثقته اللامتناهية

-انا عرفت ان ليلى رجعت، لكن هى فين معرفش وانا مش مضطر انى اكدب لو اعرف هقول هى فين ..بس سؤالى هى مختفيه ليه

زفر اسر بضيق وهب واقفا ممسكا بيد حنين وهو يقول

_شكرا نزار بك ، واسفين للازعاج وتعطيل من وقت حضرتك

ترجلا خطوتين للخارج ف اوقفهم نزار بقوله

_مردتوش على سؤالى!

التفت إليه اسر بهدوءه الذى يغلب صبره وقال

_مش مهم ،مهم دلوقت نعرف ليلى فين ..ولسه موصلناش

انما هى اختفت ليه ..مش دى المشكله الاساسية

بعد اذنك

_مفكرتوش ليه تكون راحت للمقابر...عند والدها وجدتها!

اتسعت حدقه حنين وتعجب أسر بعقد حاجبيه تعقيبا لآخر كلمات نزار التى تفوه بها واندفعت حنين بقولها الغير واعٍ

-يابن الإيه !

لكمها أسر ان تعدل مما صاحت به ،المتها لكمته فصححت ماقالت ثانية واستطردت

_عندك حق ، شكرا جدا..يلا يا أسر!

وفور اخطارهم بهذه الفكرة قامت حنين بابلاغ البقية حتى تهدأ دقات قلوبهم الخائفه كل هذه الايام على قطتهم الصغيرة حينما وقعت اعينهم عليها تقيم بغرفه بجانب قبر والدها..

غرقها كان بيدها ،كان بِ كامل ارادتها

ارادت الابتعاد،،ارادت الانعزال

حتى انبثقت بقعته ...رغما عنها

رغما عنه ايضا..ربما!

ولمَ لا؟

احيانا اقدرانا لاتحدث صدفاً،،لاتحدث الا وان كان انسابت حبات العقد واحدة تلو الاخرى حتى حان دورها...حان وقتها..حان قدرها!

ليقبل هو بقلبه وتهرول هى بروحها ليتعانقا

ناسيين ماقد مضى...طامعين فى كل ماهو آت❤

-بتعملى ايه هنا ياليلى؟انتى عارفه‏من كتر ما انتِ حاطة فكرة انه محدش يدوم للتاني بقيتى تنهى علاقاتك، اللي من الممكن انها تدوم بس عشان المبدأ السخيف دا ..اللي زرعتيه وغرستيه في عقلك ، أصبح بالنسبة لك قطع العلاقات أمر سهل جدا ..جدا ياليلى

نظرت الى يزن بعمق بالغ اثره،كم تود ان ترتمى بين احضانه كما اعتادت تشكى منه إليه ...يريحها ويجبر كسر قلبها ويزملها وفى خلال الدقائق..مجرد دقائق تعود ليلى كما كانت .

-انت اللى هنا ليه يايزن؟

-احنا كلنا هنا عشانك يا ليلى ،لازم تواجهى قرارك متنسحبيش ..وكمان مش عدل ابدا تسيبي يزن بعد م نزل مصر عشانك وواجه امه وواجه ريفا واستقوى بيكِ

اردفت بالاخيرة بلقيس بينما اكمل أسر بدوره تباعا لما صرخت به بلقيس

-مينفعش برضو يكون حواليكِ كل الناس دى بتحبك وتهربي،وتهربي للاموات رحمة الله عليهم

عيشى وواجهى ب حبك وجاهرى بيه واتمسك وخليكى قوية زى م بدأت ِ مشوارك

اقتربت منها حنين وهى تهمس لها بحب اخوى غير معتاد على شخصية حنين جافة المشاعر

_لو المشكله ف طنط نعمة ،فهى قالت انك ممكن تعتبرى انك معرفتيش اى شئ عنها زى زمان بس تخليكِ مع يزن ..

امسك يزن بكف يدها برفق ،ووضعه موضع قلبه واردف

-كل الناس وكل الحب وكل دى قلوب شايله رحمة كدا حواليكِ وتقسى عليا كدا !

تركت مشاعرها الحبيسة تتحرك له أخيراً وتتحرر من اسرها ،عانقته وكأنها ظمآنه غرامه ..تبسم من حولها واخيرا تمت المهمه.

❞ ????

كونى بخير دوماً نجمتى ،ف أنا لست اول عاشقيك ولا آخرهم ..ولكننى الوحيد من امتلك مضغة فؤادك

انا من كبلها بقيوده للأبد ..انا ياليلى!

بثوبها ذو اللون الابيض الملكى وتاج الورد الابيض الطبيعى فوق رأسها الموضوع بعناية مع تصفيفه شعرها ،عروس تتألق فى حلتها وسعادة قلبها هى من ابرزت جمالها ..دقات قلبها تشير ..هناك سويعات ياليلى وستسقطى ب احضان اميرك ..امير حياتك ،من تقبل عالمك الاسود المظلم اخيرا وعانق كل جزء كسر بكِ دون ان يخاف الجرح.

تهيئوا كلا من حنين وبلقيس واسر حتى نادر ، وانشغلت والدة ليلى وايضا والدة يزن وريفا ب استقبال المدعوين متهلله اساريرها ..فقد سامحتها ليلى ذات القلب الطيب نظرا لأنها هى من ربت يزن وكانت بجانبه للنهاية ..ومن ساعد على تحقيق ذاك الانتصار هى ريفا حينما شرحت لها سوء حالة والدتها قديما وان ما سطعت عليها شمس يوما الا وذكرتها وكانت تود ان تطمئن لحالها ..حتى بعدما طرقت كل ابواب الاقارب لمعرفه حال ابنتها ولم يعطونها الجواب الصريح منعا للمشاكل مع جدة ليلى صعبة الطباع .

اتممت زينتها ليلى وكانت برفقه حبيب عمرها يزن فى رقصة افتتحاها سويا ، وبجانبهم بثوب يشبه نسبيا ثوبها يرتدياه بلقيس وحنين واطواق ورد حمراء تحيط برأسهم ومن ثم تنسدل شعورهم على اكتافهم.

بلقيس فى يد نادر ،وحنين مع اسر الذى اتم خطبته عليها اليوم وعقد قرانه عليها عقب يزن وليلى واصبحث الفرحة ثلاثية اخيرا..

شهد عهدهم الحب والفرح , الحزن والضيق , اليأس والامل ، على نغمات الأغنيات يتراقص الجمع بفرحه وتتبادل الادوار حينما كان يراقب نزار الاجواء من بعيد كما اعتاد اهم شئ ان تظل ليلته ..طفلته بخير.

"حالفين لا نقاوم ايامنا ..مع ناس دايما حاسين بينا ..لا حياه ولا دنيا هتخذلنا والضربة اللى متقتلش تقوينااه

طبعا قادرين نعملها..طبعا نقدر عالدنيا بحالها،والسكة اللى تبان صعبه ف اولها ..مع بعض انا وانت اكيد هنكملها"

اعتلت اصوات الجميع وكل من وجد نصفه الآخر كان مشاركا له الفرحه والسعادة،يصفقون يهللون يتراقصون ..كانت اللقطات المبروزة لهذه اللحظات ذكرى ويالجمالها لا يمحيها الزمن ابدا لكل من شارك بها..

❞ ????

‏لقد كان وجودها خفيفًا إلى درجة إنه لم يفتقدها أحد، إلّا قلبي، لأنه أصبح خفيفًا أيضًا حين التقى بها أول مرة..كانت شمسا لاتغيب لكل من يريدها لكل من يحتاجها ..كانت قلباً يسع الجميع وكانت قلبي الذى لايسع إلّاها!

‏لقد كان وجودها خفيفًا إلى درجة إنه لم يفتقدها أحد، إلّا قلبي، لأنه أصبح خفيفًا أيضًا حين التقى بها أول مرة..كانت شمسا لاتغيب لكل من يريدها لكل من يحتاجها ..كانت قلباً يسع الجميع وكانت قلبي الذى لايسع إلّاها!

بمدينة الالعاب ،كانا يمرحان الطفلان نوح و عيسى بعدما تحسن حالتهم الصحية كثيرا،فقد صنع لهما نادر يوما لمشاركتهم اللهو واللعب بمدينه الالعاب ويوما لتعلمهم لرياضة السباحه فالمسبح فهذا صنع تطور كبير لحالتهم ايضا علاوة على اختلاطهم بمن حولهم اكثر حتى يتم اندماجهم بهم ليصبحون جزءا من ذاك الكيان..

اما عن بلقيس فهذه الحياة التى لم تعد يوما بحسبانها ، كانت اشبه ب انتظار زاهد ل الجنة اخيرا

كان وعدا من الله ..ووعدا الله يكفيها ان يبشر الصابرين ..وهى كانت على عهدها صابره مثابره تتحمل حتى فازت ب أجرها الذى فاق التخيل والتوقعات..

-انا هدخل اغيرلهم هدومهم ونديهم الدوش سوا

دلف نادر يساعد احدهم فالدخول للمنزل وهو يردف الى بلقيس

-طيب تمام ،انا هغير ووراكى

ملئت بلقيس.حوض المياة بالماء ووضعت بعض المواد ذات الروائح لانعاشهم وجعلهم يستمتعا بوقتهم فى الاستحمام ،ومن ثم دلف نادر لايرتدى سوى سروال منزلى قصير وبدأ الثنائى باللعب معهم وهم يقومون بمساعدة الاطفال بالاغتسال ،تتعالى الضحكات ويتراشقون بعضهم البعض بالماء والصابون ..وكأن الحمام اصبح مسرح لاربعتهم ضحك ولعب ولهو ..

خرجت بلقيس ونادر يلفون المعطف القطنى للاستحمام على عيسى ونوح ومن ثم قاموا بمساعدتهم ب ارتداء ملابسهم وعلى الفور كان قد اعد نادر كوبان من الشيكولاته بالحليب الساخنه .

وبهدوء ساعدوهم بتجرعهم وبعدها بعشرة دقائق تناولا دوائهم وظلا بجانبهم حتى غطا فى سبات عميق ، اشعلت بلقيسجهاز المدفأة الكهربائى  واغلقت انوار المصابيح الجانبيه-الاباجورة-وتأكدت من تدفئتهم بفعل الغطاء .واغلقت الباب وهى تستودعهم الله كعادتها

-انت عملتلى انا كمان هوت شوكليت !

نظر لها وابتسم وهو يقوم بفتح الحاسوب المحمول وهو يردف

-وحضرت فيلم كمان واوام عملت اوردر فشار ولب وسودانى وحجات يافندم ،اتفضلى

جلست هى وابتسامتها على وجهها فجلس هو بدوره جانبها،لف ذراعه حولها وبدء الفيلم فانهمكت هى فالمشاهدة والمتابعه وهى تتناول المسليات التى حضرها ، شعرت بلقيس بالبرد دون ان تتفوه ،فقد علم نادر اثناء رعشتها الخفيفه بين احضانه ،فقام على الفور واحضر غطاء وثير ولفها هى وهو به على الاريكه ،تبسمت ...ب امتنان وتناول هو كفها ب يسر وقبلها به وعلى نظرته الحانيه،رجعا ببصرهما الى الحاسوب يكملا متابعه الفيلم واذ به .يحاوطها بذراعه وانفاسه قرب اذنها فقالت بلقيس

-الفيلم حلو اوى ،هفضل احب ذوقك

-عشان انتى بس حلوة اوى ..متابعه قصته

همست بخفوت وعلى نظرتها لشاشه الحاسوب

-طول عمرهم كانوا قصاد بعض ومكانوش يعرفوا ان الكل الحب دا جواهم لبعض ..وكل الجنة دى هيلاقوها فبعض

اشتدت بعناقه عليها واسندت هى رأسها الى صدره تشتم عبير جسده ورائحته ..التفت ب رأسها و اردفت هى بصوت هادئ كعهدها

-انا بحبك اوى يا نادر

اقبل عليها اكثر وقبلها فى منتصف بداية منبت شعرها من الامام واطال القبله ، ثم رفع بصرها له باصبعه ليقول بحنان

-انا بعشقك ..وبعشق حنيتك ،ياشمس حياتى وحبيبتى ونعمه ربنا اللى ادهالى ووعدنى بيها

عانقته هى بشدة فقام هو باغلاق الحاسوب بيد وبالاخرى لفها بالغطاء وتقوقع هو بداخله معها وذهبا الى عالمهم عطشى...ككل مرة كانا فيها سويا يذهبون بعد ظمأ طويل من وجهه نظرهم حتى وان كانوا ارتشفوا عسل عشقهم مرات ومرات سيظلا عطشى وشعور الشبع لن يكون فى قاموسهم قط.

❞ ????

"ولا يا اآسر ،خد هنا ياض"

صفعه صفعه خفيفه خلف رأسها وهتف فى سخرية اثر جلوسها على المنضده تكتب نص لحلقه قادمة فى البرنامج الذى تقوم ب اعداده

_نعم يا جزمة،حد يقول لجوزه ياض؟

_تعالى ياباشا يا وزير يا للى مفيش منك ،المرة الجايه هناديك وانا مجهزالك فرقه حسب الله

جلس بجانبها ينظر لها امتعاضا ،ف اشارت الى الورق الذى امامها

_بص ،ايه رأيك فالاسئلة هزنجفها بعون الله

_تزنجفيها ايه يا مُعده نص كم، لا بس الشهادة لله شوية اسئلة فالجون جدع ياجعفر

اطلقت زمجرة غضب ناظرة اليه ف ابتسم هو نجح فى كيدها ككل مرة

-جعفر ايه ماتتلم ،واما انا جعفر بتيجى ليه وقت ال

وضع انامله على شفتيها ضاحكا وقبل رأسها وهو يردف

_لالالا مقدرش على زعل جعفر،دا انتى جعفر قلبي يابت ..يابت يا جعفورتى هاتى بوسه من زلومتك

لكزته حنين بقوة ف اتسعت حدقته ومن ثم اردف

-بلاش ضرب هروقك

-ورينى

-طب تعالى

سددا لبعضهما البعض بعض اللكمات ك اطفال يتعاركان على امتلاك كرة احدهم،حتى احتدت المعركه الهزلية

واذ به يوقعها ارضا فتعلن استسلامها بتقبيله لها وعناقها له منتشيين داخل بقعة غرامهم المعزولة الصغيرة

اما عن ليلى ويزن ..

فالحال انقلب ،بعدما تم زفافهم اصيبت ليلى بحالة جعلتها ترفض اقتراب يزن منها كزوج ..فى بادئ الامر تفهم هو واحتمل ولكن بعد ذلك لم يستطع الاحتمال اكثر من ذلك

فهو افتعل كل الاشياء لاقناعها،بتدليلها مرة ..بالود مرة...وبالتفهم منها مرات

حتى ذلك اليوم التى كانت تعد فيه المرحاض لتغتسل اثر يوم طويل ..واذ به يقف خلفها يتحسس اناملها ب اصبع واحد منه يمرره من اول ظفرها مرورا بكف يدها للرسخ للذراع برفق وهو يتنفس خلف اذنها تكاد تسمع دقات قلبه من شدة التصاقه بها.

التفتت فالحمها فى احضانه رغما عنها وبرضاها..هاهى المرأة تريد وتظهر الاستغناء ،تعشق ويبدو منها البغض والكره ..كائن غير مفهوم ابدا ولكن من دونه لن تستمر الحياه ابدا..

*نظرة مستقبليه بعيييدة للغاية*

وخدت سندريلا القرار ..وفاتت سنيين كتيىر

والعصفور مبقاش امير

ولا عاش وحيد

بقى عنده ولاد وعيلة وبيت ..

حلم كتيير وحلمه اتحقق ،بعد ما كان مبقاش يصدق الحواديت

حملقت الصغيرة"نشوان" بجدتها  بفيروزيتاها الجميلتين اللتان وهبهم الخلاّق لها إرث من جدتها ليلى وهى تردف بصوتها العذب الطفولى

-وخلصت الحدوته كدا يا آنه ليلى ؟

ضمت بذراعها على حفيدتها قدر استطاعتها فقد وهنت قواها لتقدم سنها،احتضنت نشوان حفيدتها من طفلتها بالتبنى "عزة" التى تبنتها قديما هى وزوجها يزن وظلت معها الى ان انهت دراستها وزوجتها وانجبت نشوان التى اسماها جدها يزن على مسمى زميلة عمله فى لندن طبيبه عراقية الاصل ...نظرت ليلى لها وهى تردف

_ايوا خلصت يا روح آنه ليلى

هبت الصغيرة من مجلسها ،وهرولت ناحية الخارج حينما رأت جدها يزن قادم يدلف للغرفه متحسسا المكان بعكازه كما اعتاد ..حاولت ليلى النهوض لتساعده وهى تردف

_انت صحيت يا حبيبي ..

_طبعا ،قاعدة مع نشوان ونسيانى

_لا يا جدو آنه كانت مستنيه تصحى راحت حكتلى قصة العصفورة ليلى والعصفور الامير يزن لما بنو العش ومبقتش وحيدة تانى

ابتسم يزن فظهرت تشققات وجهه ل كبر سنه،ومن رائحه ليلى التى حفظها قلبه اقترب من رأسها وقبلها بهدووء وضمها إليه قدر استطاعته وهو يردف

_ليلى هى البيت وهى العش وهى العيله يا نشوان ،ليلى هى الناس

تبسمت ليلى ف لمعت فيروزيتاها اللتان بمرور الوقت سيظلا بريقهم ينير درب كل من استحق ان يراهم ويمتلكهم ويكون خير راعِ لهم الى الابد..

الفيولين ،الة صغيرة جدا ..من نظرتك الاولى تعتقد ان ب امكانك العزف عليها بسهولة...ولكن احذر!

ليس كل صغير سهل او ضعيف..الفيولين اصعب آلة يمكنك العزف عليها لتعطيك لحنا يرضيك ،يجب ان تحفظها وتدرسها وتصمها ..سعدت كثيرا بهذة النهاية ،النهاية التى علمتم من خلالها ان طريق الحياة ليس صدفه بل نصيب وعلينا تقبل النصيب خيره وخيره ايضا ...فلا من عند الله ابدا من شر

اعتذر كون القصة تحتوى على الكثير من الدراما ،ف انها الواقعيه واقعيه حياتنا ما كان ب استطاعى رسم فراشات الحب بين سطور الرواية طيلة الوقت فهذه لست قصة الثرى والفقيرة فالحب،ولا الوسيم والجميلة

هى قصة حياة ..قصة لا تدرك عالمها الا حينما تدلف إليها وتكون من ساكنيها..ف استقبلوا رسائل هذه القصة بلمساتى الخفيفه ك ارض عطشى للمطر!

كنتم مع "فيولين" اتمنى ان تحظى بالقبول عندكم وبقبولى انا ايضا ،فلا اجتمعنا يوما انا وانتم سوى حروفى كانت حبل الوصال فهنيئا لى بكم ..

تمت بحمدالله

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1091 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع