آخر الموثقات

  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  • راقي بأخلاقي 
  • من دون سبب..
  • لحظات آنيه..
  •  ثقافة الاعتذار بين الأزواج… حين يطيب الحب بكلمة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. فيولين (رواية) الجزء الثاني

ليست كل الخطايا قابلة للعرض على نوافذ البوح حتى لو مع من احببناهم! هذا المبدأ الذى يعتنقه نزار ادريس طوال الوقت ولا يزعزعه عنه شئ مهما حدث..

ذاك الرجل الاربعينى الذى رغما عنه سلم قلبه اسير تحالف عيناها وابتسامتها وبراءتها!

بهيبته ،بطريقه سيره ،بوثوقه فِ دبة خطوته،بعلو هامته ،ب أناقته المعهودة

كانت تسحبه قدماه الى حيث تواجدها،يترجل هائم على وجهه بحثاً عنها ولكن بثبات يحاول الالتباس به.

-مكتب استاذة ليلى مراد فين لو سمحت؟

اتسعت ابتسامة احدى صحفيات الجريدة عندما رأته،فقامت بالترحيب به جلياً ثم قامت تتقدمه الخطوات لتوصله إلى حيث سؤاله ومقصده...مكانها هى!

-متشكر

-ازاى ده حضرتك نورتنا

دلفت مسرعه لتجذب انتباه ليلى المنهمكه بعملها،منكسة الرأس على اوراقها منشغله عن العالم إثر ماتقوم به

فهمت زميلتها بغمزها فى ذراعها

-ليلى...استاذ نزار ادريس بنفسه

انتبهت ليلى، رفرفت اهدابها وتنحنحت وبللت شفتيها ..وقفت ومدت يدها مصافحة له ودعته للجلوس

انصرفت زميلتها على ابتسامتها البلهاء تنظر لهم كل ثانية حتى رحلت..

-حضرتك تشرب ايه

-على فكرة ،نزار وبس منك طعمها احلى منرجعش لحضرتك دى تانى

احمرت وجنتاها خجلاً،وامسكت بخصلة من خصلات شعرها المفلوته من (ذيل الحصان) وارجعتها خلف اذنها

-هطلب لك ليمون بالنعناع،عارفه انك بتحبه

ابتسم واردف بصوته الرصين

-وعارفه ايه كمان انا بحبه

هنا اتسعت حدقتيها الفيرويتان ليغرق بهم دون استدعاء لفرقة نجاة تقوم بمساعدته،هو يحبذ الغرق من هذا النوع!

خرجت تطلب المشروب ودلفت مرة اخرى وهى متوترة ،حركاتها لاتشبه بعضها كل هذا وهو على نظرته الرصينه وجلسته الهادئة

-حضرت...قصدى،انت جاى هنا لحاجه معينه؟

بثقه تعودت ان ينطق بها كلماته دائما

-اه

-ايه هى

-انا مش عارف اخد منك اى وعد بمقابلة عشا او غدا جديدة

زى ماتحبي،وبتصل بيكى كتير احيانا مش بتردى

فحبيت اجى من غير موعد وانا اسف انى اقتحمت ساعات شغلك وانهماكك بالشكل ده عشان أسألك سؤال واحد وبعدها همشى ع طول ومش هعطلك

كانت كل كلمة ينطق بها تأخذ محلا لها من الاهتمام والانصات لديها،حتى انتهى

فقامت بالرد

-ايه السؤال

اعتدل بحلسته ،واخرج من جيبه خاتماً باهظ الثمن رائع الشكل وابتسم بعدما قدمه لها

-تتجوزينى؟!

وزعت نظرة للخاتم ونظرة له بعينان تشع مفاجأة وذهول ولاتدرى من اين تبتاع لساناً حالاً فى هذة اللحظة كى تجيد فن الرد عليه،،!

❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????

فيولين ????

{عهد الثالوث}2019

#نورإسماعيل

❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????‏

الفصل الرابع

"ده حقها وانا مقولتش اى حاجه غلط للهوليلة اللى انتو عاميلنها دى كلها"

هب جلال واقفاً ورمق اخيه نظره يتطاير منها الشرر ،فقاطعت نظرته والدته بهتاف عالِ يكاد يكون مسموع للجيرانِ!

-انت فاهم يعنى ايه نكتبلها البيت! يعنى ممكن فاى وقت تقولنا باى باى ومع السلامة كلنا فالشارع

ضيق عيناه نادر غير مستوعب،ماهذا الذى يقولانه الاثنين

-ايه ده،هى لو عاوزة تعمل كده كانت سابتنا فمصيبتنا عادى جدا يتحجز عالبيت ويتحرق البيت عاللى فيه وخدت ولادها وجابت بيت بفلوسها وهربت من مصيبه مالهاش دخل فيها

-وهى المصيبة دى مش هى من اساساتها،ولادها اللى جابتهم عيانين خلت اخوك يبيع اللى وراه واللى قدامه عشان يكفى علاج ومصاريف ويقدم ع قرض،هى مش واحدة من اساس المصيبة دى يا سى نادر

هتف نادر بانفعال يذكر انه لاول مرة يفتعله على والدته

-ولادها دول احفادك يا امى،احفادك وهى مالهاش دخل جم عيانين جم كويسين دى خلقة ربنا وهى مجابتهمش وحدها جلال مشترك معاها يعنى هى مش صاحبه الجريمة الشنعاء دى وحدها

هنا امسك جلال بذراع نادر ل يلفت انتباهه له واردف بقول حذر

-وانت بتدافع ب استماته كده ليه

ضحك نادر بسخرية ونطر ل كليهما وقال فى تعجب

-انت بتتكلم جد ياجلال!المفروض انك انت اللى تدافع مش انا لانها مراتك وحبيبتك وهى السبب ف انها تنقذك من ورطة زى دى،يبقى اقل واجب نضمن لها حقها

دى هتدينا كل اللى معاها وهتستلف كمان

بغضب تفوهت والدتهم ردا على مايقال وبداخلها فوران بركان لقرار نادر الذى وضعهم أمام الامر الواقع

-نهايته..نكتب ل بلقيس البيت ب اسمها ع جثتى ،يتكتب باسم الولاد

وكده حل وسط بتاعنا وبتاعها

تنهد جلال وجلس بعدما كتف كفيه امام وجهه

-لا طبعا هتقول مش واثقين فيها بعد م نادر اصلا ورطنا

-لا مفيش توريط دول ولادها ،وهى وولادها واحد

هب واقفا نادر مستنكر لقرار والدته ولخضوع ولا مبالاة شقيقه،فقال بسخرية

-وانتو بقى هتقولولها غيرتوا الاتفاق بناء ع ايه ؟عشان مش واثقين فيكى يابيلا وخايفين ترمينا فالشارع اللى اصلا محدش اجبرك تنقذينا منه بفلوسك

نظرت له والدته وقالت بحنق بعدما كورت قبضة يدها بجانبها

-انت يا واد انت متنرفزنيش واخد صفها كده ليه

-عشان المفروض جلال كان عمل كده بس ساكت، وده حقها وانا محبش اشوف حاجه غلط ومصلحهاش

وعندكم اختيار كل حاجه تضيع مننا ولايتكتب ب اسمها البيت وتشتروا دماغكم

ثم سكت لبرهه واقترب من وجه اخيه وهدأ من نبرة صوته قليلا

-دى مراتك يا جلال،معقول مش واثق!

نظر جلال لوالدته ورجع نظر لشقيقه بعدما فعل نادر حركه بكلتا كتفيه رفعهم وانزلهم بثانية علامة ع قلة الحيلة وبيدهم القرار الاخير..

????❞ ????❞ ????❞ ????‏

قطتهم ناعمة الفراء،اغرقوها تدليلاً حتى نست انها لها مخالب لابد وان تستخدم ومواء تصدره عند الغضب

فاعتمدت على احتضانهم والانكماش على نفسهم بنفسهم حتى وصلت الى قاع بئر سلبيتها برضاها..

على طاولة مستديرة كان يجلس اربعتهم،آسر وحنين وبلقيس ..وليلى!

يناقشون العرض الذى فوجئوا به جميعاً من قبل نزار،وعليهم إسناد هذه العربة الخشبيه رقيقة الصنع قبل ان تُكسر عجلاتها حدة دفعه احدهم لها..

-انا اول م قالتلى،جبت تاريخه من ايام م حارب فموقعه حطين لحد يومه البتنجانى وجه وفاجئ البت دى وطلب ايديها...اسمعوا يا اخواننا

رمق آسر نظرة تعجب ل حنين وضرب كفا ب كف فى استغرب،ف لوت شفتاها ردا عليه امتعاضا وهمت بقذف بعض الاحجار فى وجهه فى صورة كلمات عادية من وجهة نظرها وحدها

-ايه فيه حاجه مش عاجباك ياسى آسر ولا ايه؟

-ايوة طبعا، هو يعنى اجرم الراجل لما طلب ايديها عشان تفتحى كل الموشح ده عليه؟

نظرت له نظرة احتقار من أسفل لاعلى عدة مرات ثم تفوهت بجمراتها

-اولا انا ابقى بنت عمتها وزى اختها ودى بنت خالتها،انت بقى مين وقاعد معانا ليه وبتشارك وبتحكى وبتقول رأيك كأنك مفوض من القنصلية ولا حاجه

ضحك آسر فزادها حنقاً،فردت ليلى دفاعاً عنه

-اييه يا حنين ده، آسر صاحبي وزى اخويا وفالفترة الصغننه اللى عرفتوا فيها عمل حجات كتير فيها جدعنه معايا ومحترم وعقله كبير ومحتاجه استشيره فموضوعى ده

-لا يبقى اقوم انا

هنا تدخلت بلقيس تهدأ من حدة الموقف كعهدها

-يا جماعة حصل ايه لكل ده،احنا جايين انهاردة نشوف ليلى هتعمل ايية ونفكر وياها مش نتخانق

قامت حنين من جلستها منزعجة

-ايوة ومين آسر ده ان شاء الله اللى جاى وقاعد معانا وبيعدل على كلامى كمان

ابتسم آسر فاردفت بلقيس

-يووه ياحنين خلينا فموضوعنا الاساسى

-ياستى اتكلمى وانا اعتبرينى مش موجود

نظرت له حنين وهى تضيق عيناها وتعدل من وضع نظارتها الطبية

-يبقى تقوم تتكل عالله طيب ده مفيش دم خالص،اللى عنده دم احسن من اللى عنده عزبة

ارجع آسر ظهره للخلف واراحه على المقعد وقال بثبات وكأنه تعمد اثارة غضبها

-مينفعش ابدا والله اسيب ليلى فموقف زى ده،كان ع عينى!

-هتقوميه ولا امشى انا بس بعد م البسه الكرسى ده فدماغه

قامت ليلى وهدأتها وهى تضحك لضحكات آسر المستفزه لها ،بالكاد استطاعوا هى وبلقيس تهدئتها

جلست وسحبت من حقييتها ورقه وفتحتها وبدأت تقرأ مابداخلها

-اسم النبي حارصه وصاينه ياختى، الأستاذ نزار قبانى ادريس بيه عنده42سنه وطبعا عارفه انه صاحب المؤسسه اللى عملتى له لقاء فيها او له الاسهم الاعلى

الاستاذ ياستى كان متجوز موديل الاعلانات المشهورة ريناد الهادى شهر وطلقها

الجميع منتبه معها وهى تتحدث ،،تغير لون وجه ليلى عندما علمت بزيجته السابقه وايضا سرعة الانفصال،شهر واحد!

بينما تتابع حنين والكل مصتنت لها

-عنده فيلا فكومباوند كبير ،رصيده فالبنك ماشاء الله

بيقولوا عليه هدوءه زى البحر..يخوف

انا بعتت حد يسأل لك طليقته ايه سبب الطلاق

-برافو عليكى يابت يانيمو

هتفت بها بلقيس فى اعجاب ب حنين،عدلت ياقتها ووضع نظارتها وقالت بعجرفة

-طبعا يابنتى وانا بلعب

-لا ييجى منك بجد نقطة حلوة

هتف بها آسر فرمقته كأنه شيئا لم يكن واتبعت

-لما اتسئلت الاستاذه ريناد مقالتش غير نصيب وسكتت،يعنى مفادتناش بحاجه

-ياريتنا ماشكرنا فيكى من شوية

عدلت من جلستها واصبحت مواجهه لوجه آسر وقالت فى اشتعال

-انا عاوزة اعرف مين خد رئيك فاللى بعمله ،انت مش قولت هتقعد زيك زى الكرسي اللى قاعد عليه

تعجب آسر وقال بصوت هامس

-هو انا واخد منك حتة ارض ياست انتى ماتهدى، مدفع رشاش يخربيتك

-يا ليلاااااه

بحنو صوتها المعتاد تدخلت ليلى كى توقف مهزلتهم العجيبة

-خلاص ي آسر ،متعلقش ع اللى هى بتقوله ...كملى ياحنين

رمقت حنين نظره اخرى من نظراتها النيرانية ل آسر واتبعت

-سمعت كده والله اعلم ان ليلى فعلا شدته،فيه مصادر من جوة مكتبه قالت ان تقريبا شاغله تفكيره اوى الفترة دى لدرجه ان نده سكرتيرته مرتين باسم ليلى

وان قالها تجمع كل التفاصيل عنك من ساعة م اتولدتى

-عنى انا

قالتها ليلى بخوف فربتت على ظهرها بلقيس بحنو بالغ،فاكملت حنين

-اومال عن امى! شكله كده شكاك جدا لانه بيستعلم عن اى حاجه واى شئ معرفش،هل دىمن طبيعته

ولا عشان هو راجل له وزنه ف لازم يعمل كده،انا خايفه منه اللراجل ده وابقوا قولوا حنين قالت

ماهى الناس تخلف وتحدف وتطلق علينا خلفتها اللى تعر واحنا نستقبل

تأففت بلقيس من تطويلها فاردفت

-طب كملى

-مفيش اى حاجه ع سمعته تدينه،راجل صحفى قديم ومخضرم ماشى دوغرى وفالسليم

هى بس الفكرة ان ارتباطاته كانت فسنه الحالى يعنى جوزاته اللى فاتت كانت من سنتين

هزت رأسها ب غرابة واتبعت

-كبير اوى عم نزار لحد م فكر يعمل بيت ،وكمان مالوش اى علاقات نسائية ولا نزوات

اغلقت الورقه ونظرت لهم

-هذا والله ولى التوفيق ..هاه ايه رئيكم؟

تنهدت ليلى بعمق،بينما شردت بلقيس بذهنها قليلا،وآسر اخذ يهز ارجله من التوتر والتفكير بينما حنين تمط شفتيها منتظرة اى رد من احدهم..قطعت الصمت ليلى بقولها

-انتو شايفين ايه ،حد كويس ادى نفسي فرصة وافكر ولا ارفض

ضمت بلقيس كفها الى كف ليلى برفق،وقالت كعهدها بهدوء

-انا شايفه انه يستحق تفكرى وتدى فرصة للموافقه

-ده ليه ياست بلقيس،الرجل الاوحد ولا اشيك ديك فمصر ده اكبر منها ب15سنه

ومتجوز قبل كده وفيه حاجه مش مظبوطه فجوازته،ايه يغصبها ليلى كده زى الفل

اندفعت حنين بكلماتها فزمتت بلقيس شفتيها وهمت بالرد

-لا مش زى الفل، ليلى لوحدها بعد موت تيتة،لوحدها اوى والعمر بيجرى بيها واى عريس جه قبل كده كان مش مناسب لكن انا شايفه ان نزار مناسب،ده نزار ادريس هو نزار ادريس يترفض ياناس!

بتهرجوا نزار ادريس بحاله عاوز يتجوز ليلى ترفض ليه؟

-والله نزار ادريس بتاعكم ده انا شيفاه عرض سخيف حتى الواحد ميفكرش فيه

ايه نزار ادريس وكأنه مالك امر المحيطات عشان تحسسوها انه فرصه ذهبية هتفوتها

يعرف ليلى منين عشان يطلب ايدها ويتجوزها وتكمل معاه حياته

شافها كام مرةلو عشان جمالها...

قاطعتها بلقيس

-نزار كل دقيقه بيشوف ست جميله،انتى بنفسك فتحرياتك قولتى مشدود ليها هى وبس

انتى مش هتحسي بيها ياحنين

-ليه مش هحس

هنا اوقف آسر جدالهم بكلمات رصينه مرتبه

-ليلى فعلا محتاجه حد تتسند عليه ويكون جنبها وتعمل عيله ،بلقيس عندها اسرتها وحنين من اللى انا شايفه شغلها وبرضو فيه اخواتها ووالدها

انا شايف انه فرصه مناسبه جدا ل ليلى وزى م قالت حنين مفيش حاجه على سمعته،يبقى ليه الرفض

نظرت باتجاهه حنين،وخلعت نظارتها ووضعت احدى ذراعيها فى فمها واردفت

-قولتلى تطلع ايه فالقاعدة ولامؤاخذه

ابتسم آسر بثبات وعقد ساعديه امام صدره

-اخوها وصديقها وبهمنى امرها

وجهت خماسى كفها فى وجهه واردفت حنين

-ياساتر يارب،كان يوم طين لما خبطتك واتبلينا بوشك وسماجتك

-ها ياليلى،المهم هو رأيك انتى،حاسه ايه شايفه ايه

نظرت ليلى الى بلقيس صامته خائفه متردده ك عهدها،فقطع الحيرة آسر عليها

واردف

-ليلى...اكتبي كل اللى خايفه منه فالتجربة دى فورقه،واكتبي كل اللى شيفاه مميز فيها وقارنى الكفة الارجح وافقى عليها...اظن ده حل يرضيكى!

بللت شفتيها اكثر من مرة وامسكت بشعرها كاملا وطرحته على كتفها بحركه توترية،قد اصبحت الكرة داخل ملعبها هى وحدها اما الخسارة او احراز الهدف ،هم اوضحوا لها الطريق..ووحدها هى من سيمشيه فلابد من قرار صائب ،ولاعزاء للمغفلون!

????❞ ????❞ ????❞ ????‏

)فى الوقت الحالى)

قطعة من القمر ..ام جمرة من النار انتى؟!

من يخبره ويخبرها انها وجهان لعمله واحدة،الثلج والنار..الخوف والطمأنينه

لون الورود النضره ربيعاً ...وجفاف اوراق الخريف!

اى إن كان مسماكى،قد وقع عليكى الاختيار من قبل سلطات قلبي..ولابد من نفاذ الحكم ان تبقى داخله الى ان يواريه الثرى..،

شاردة هى فى ضوء القمر الذى يتسلل الى نافذتها ومن ثم الى غرفتها،سحبت انبوب الاكسجين خاصتها

ووقفت تشاهد جمال القمر ،ولو انها استطاعت التركيز به..ل علمت بانها تفوقه جمالا وبراءه..

صوت طرقات الباب ومن ثم دلوفه اليها..

ابتسمت وسحبت الانبوب ناحية الباب لتستقبله،امسك كفها وقبله بحنو

واجلسها وجلس امامها...

-هتاخدى اد ايه فتغيير هدومك وتظبيط شعرك وكل حركات البنات دى؟

ابتسمت ليلى وعقدت حاجبيها ،علامَ ينوى ..فقطع استفهامها الداخلى واردف

-مفيش تفكير،انتى انهارده وبكرة اووف من المستشفى ،وانا كمان اجازة هناخد يومين نتفسح ونشوف لندن

هنتسنكح هنتصور هنعمل كل حاجه هنبات ففندق عريق وبعد كده نيجى واحنا مهدودين تعب وانبساط

حدقت ب رماديتيه بعمق، رباه!

هل يتحدث بشفتيه ام بعيناه اذاً، ام ب قلبه الذى يحتضنها بقوة وكأنه سنحت له فرصة الإمساك به اخيرا؟

بعد كل ما واجهت وعانت وعاشت ، احقاً وجدته عِوضاً عما لاقته فِ الماضى،ام انه مجرد اهتمام لكونها مريضة وغريبة ومُهملة...تستحق الشفقة!

قطع افكارها بصوتها الهادئ ونبرات صوته العذبه التى كلما تفوه دغدغ احساسها من الداخل

-يلا مفيش وقت ،10دقايق وجايلك

تركها ورحل، ابتسمت وسرعان فتحت خزانتها احضرت حقيبه صغيرة وضعت بها منامه وبعض اشياء خاصه تحتاجها وثياب كامله للخروج ،واخذت فى حيرة اختيار اى من ملابسها ستختار لترتديه.

عالفور وقع اختيارها على احد ملابسها (الكاجوال) كى تسطيع السير والتنزه لساعات طويله، ارتدت

مشت شعرها وصنعت منه جديلتين على جانبي رأسها جعل شكلها اصغر واكثر براءه عن عمرها الحقيقى

وضعت بعض حمرة للشفاه بعدما نظرت لوجهها الشاحب ،ووضعت القليل من حمرة الوجنتين

مشطت أهدابها بفعل ال(ماسكرا) الزرقاء ل تناسب زرقة عينيها،كانت مستعدة

طرق الباب ووجدها،تأبطت ذراعه وسحبت انبوبها وانصرفا..

بين تنزه وسير ،تنظر هنا وهناك يلفتها شئيا ما تقف عنده برهه

تجرى لتلحق بشئ قبل ان يختفى عن انظارها، كثيرا من الصور على الهاتف التقطاهع معا

ولها وحدها،،تناولوا وجبتهم فى مطعم واكملوا رحلتهم.

حتى تعبت قدماهم،فاستراحو على اريكة خشبيه بالشارع..نظر لها ب اعجاب مبتسم

ابتسمت له وهمت بانفراج شفتيها عن شيئا ما

-بتبصلى ليه كده

-صغننه اوى وكيوته اوى بضفايرك دى ،وضحكتك ومشيتك

ثم اشار الى جزء فى وجهها

-حتى فراولتك!

تبسم ثغرها بخجل ،فهم بسؤالها

-تعرفى اجمل واغرب علامة بتطلع بسبب الوحم شوفتها فحياتى

ضحكت فاردفت له وهى تتحسسها

-لا وبتظهر فوشى بشكل فراوله وقت طلوع الفراوله

-كانوا سموكى فراوله مش ليلى ،ولو ان انتى اجمل ليلى واحلى من اتسمى ليلى

رفرفت اهدابها خجلاً،وهبت واقفه وسحبت يده وبالاخرى انبوبها

-يلا نكمل مش عاوزة اروح الفندق الا وانا ميته من التعب

وقف وهم بالسير

-بعد الشر عنك،يلا يافراولاية

????❞ ????❞ ????❞ ????‏

)فى وقت سابق)

تقف حنين تترقب الحلقة وهى تذاع على الهواء مباشرة من محطتهم الفضائية

تترقب الايجابة على اسئلتها فى اسكريبت البرنامج بشغف دون ان يحول انتباهها عن الضيف والمذيعة.

من بعيد يقف ابراهيم ، يراها ويتأملها شوقا.

احقاً هناك حب كهذا؟ حب يجعلك تدهس قلبك تحت عجلات تصرفات حادة لاذعه ممن تحب؟

جذب انتباهه احد زملائه والذى يعلم جيدا ان ابراهيم يذوب عشقا بتلك الجافيه التى خُلقت ومكان قلبها فى صدرها اجوف !

اقترب منه وهمس له بهدوء،فانتبه له ابراهيم

-ايه يا ابراهيم ،كل ده حب يا اخى!انت بجد صعبان عليه

نظر له ابراهيم فى حزن وقال له بعد زفره حاره

-محدش عارف حنين زيي،حنين على اد الطوب والدبش ومعاملتها الناشفه

وتوب الراجل اللى هى لابساه ده، طيبه وحنينه وجدعة ومتسبش حد فضيقه

هز رأسه زميله واردف له مكملا لحديثه

-ماشى ،بس متنفعش زوجه تكمل معاها حياتك،دى لو قولتلها بم تفتح دماغك

لو زعقت لها على اى حاجه تلبسك اى حاجه فوشك

الواحد مننا بيتجوز ليه ،مش عشان يروح يلاقى ست حنينه مستنياه كلمة حلوة،ايد تطبطب عليه

انما دى تروح متلاقيهاش ولو لاقيتها وقولتلها مثلا فين الاكل،هتقولك روح اتعشى عند امك

ضحك ابراهيم لسخريته واضاف له نظريته فى اختيار حنين لاسواها

-وهو ليه الواحد عاوز واحده مكسوره تستناه وتغسل رجليه، طالما هى بنت نفسها زيك وليها كيان زيك

-مختلفناش بس حنين دى مش ست،دى ست اشهر!

ضحك ابراهيم ،والتفت وجدها تدلف الى الداخل بعد انتهاء الحلقة تضحك بانتصار فخورة بنفسها كثيرا،اقترب منها

-مبروك ياحنين،كل يوم بتثبتيلى انك مُعدة شاطرة واشطر واحده فمصر

-تسلم يا ابراهيم

انصرفت بسرعة من امامه كالعادة ابراهيم لها مثله مثل الاخرين،وهو يتحمل جموحها وكِبرها ولكن إلى متى؟

????❞ ????❞ ????❞ ????‏

زهيد ثمن الحب عندما نقايضه،براحة عقلنا عن التفكير مالياً ،ب أن هذا افضل من غيره

ب أن ولم لا فلنجرب إذا!

صوت عزف الكمانجات كان حريرياً على مسامعهم ،مساحة حديقة الفيلا الشاسعة كانت مملوءه بالمدعوين

المحبين او الحانقين الحاقدين!

العروس تتهيأ بغرفتها بالفيلا،والعريس ينتظر بالاسفل مع ضيوفه..

-الله اكبر،ربنا يحرسك يا ليلو،،بجد اجمل عروسه شوفتها فحياتى

ابتسمت ليلى ل ثناء بلقيس عليها واحتضنتها بقوة،عوضا عن حضن جدتها ووالدتها التى لاتعلم عنها شيئا منذ ان تركتها بعد وفاة ابيها..

دلفت حنين مرتديه قميصا وبنطالا نوعا ما شكلا غير المعتاد فى لونه وموديله ولكن هذا لايناسب زفافا،على كل حال هذا افضل من معتادها بكثير

-ايوة بقا عروسة خسارة فبابا جدو اللى تحت ده

-يا زفته انتى متعقديهاش من الجوازه من اولها ،ليلو سيبك منها نزار كويس وبيحبك وكل اللى عمله الفترة اللى فاتت عشان يثبت انه شاريكى من اول م بلغتيه موافقتك

-انا فعلا فرحانه بيه

-ربنا يسعدك ياقلبي يارب

وسط الاحتضانات والكلمات العذبه الرقيقه،هتفت حنين كالعادة بصوت عالِ لجذب انتباههما

-بت يا ليلو،عملتلك حركه انما ايه ،مش خلاص خلصتى؟

بانتباه نظرت لها ليلى

-ايه يا نيمو

صفرت ب شفتاها ك صبي مراهق يقف تحت شرفة صديقه، ضحكت بلقيس وليلى لفعلتها الصيبيانية هذة

دلف والد حنين زوجة عمة ليلى بهيئته وبدلته السوداء ونظارته وشيبته التى اعطته وقارا

قبل رأس ليلى بحنو أب واردف

-مبروك ياليلى ،انا هنا مكان والدك وهسلمك لعريسك زى م انا كنت موجود فكل الاتفاقات لازم اكمل للاخر

شعرت ليلى بسعادة عارمه واحتضنته وكأنما كانت تريد ان تستشعر منه اماناً غائب عنه من مدة طويلة،ابتسمت كلتاهما بلقيس وحنين ،تأبطت ليلى ذراع والد حنين وترجلت على سلم الفيلا

كان نزار ب انتظارها بكامل حلته ووقاره ،قبل وجنتها وكف يدها واخذها من والد حنين عندما سلمها له،وعندما خرج بها الى ساحة الزفاف صفق الجميع وتوسطا الجمع بأن يفتتحا حفل زفافهما برقصة على انغام الكامنجا الناعمه،الجميع ينظر ويلتقط لقطات رائعه لهما

ومن بعيد نسبيا،عند احدى الشجيرات الصغيرة كان يقف آسر مبتسما يتمتم بداخله ان يسعدها الله فى كل حال وان يجعل فى زيجتها هذه راحة البال والقلب❤

????❞ ????❞ ????❞ ????‏

وقفت سيارة جلال امام منزله،بعدما ودعوا ليلى وزوجها نزار فى المطار مسافران الى تركيا لتقضيه شهر العسل.

هبط جميعهم نادر ووالدتهم وجلال وبلقيس،،دلفا الى شقتهم شقيقه والسيدة وصعدت بلقيس تطمئن الى حال اطفالها التى تركتهم نائمين بفعل الدواء المخصص لهم تستودعهم فى معية الله ، رأتهم نائمان كالملائكه يحافظ عليهم المولى،،اغلقت الباب برفق عليهما ودلفت الى غرفتها تبدل ملابسها

وتخلع حُليّها وحذائها،،تعجبت تأخر جلال فاللحاق بها

هل دلف الى منزل والدته قبل ان يصعد،سمعت همسات صوته قريبه ترن فالهواء

خرجت الى الشرفه وجدته يقف خارجاً مستنداً الى سيارته يتحدث بالهاتف،عقدت حاجبيها بغرابة

مع من يتحدث بهذا الوقت المتأخر؟ وان كان احد عملاء المكتب لما يتحدث بصوت خفيض هكذا

ولما لم يتحدث اليه بالاعلى ؟

احست بنغزه فى صدرها،دخلت من الشرفه وجذبت الستائر ...هل هى مغفله ام تريد التغافل حفاظاً على بيتها،ام انه مجرد هاجس ليس له اى اساس من الصحة.

طردت الوساوس من رأسها،ودلفت الى حمامها ترشق بعض قطرات المياه على جسدها لتهدئ من تعبها الذهنى والجسدى طوال اليوم..

حتى سمعت دلوف مفتاحه بالباب،،نداها مرة واحدة يعتقد انها قد نامت بالتأكيد.

دلف الى الغرفة ولم يجدها،رأى اضاءه الحمام فعلم مكانها حتى خرجت ترتدى معطف الاستحام القطنى وشعرها يتساقط منه قطرات الماء وتتسلل بعض خطوط الماء على صدرها العارى نسبيا،رآها فاحتضنها وضمها له وترجل الى الغرفة برفقتها

-انتى حلوة اوى كده ليه

-ايه اللى اخرك تحت

-عادى ،دخلت اشوف ماما قالتلى بعد الفرح عاوزانى شكل ادويتها خلصت ومكسوفه تقولى

ضيقت عيناها لكذبه عليها،تبسمت مصطنعه تصديقه ودلفت برفقته وحلست الى الفراش

فسحب حزام معطفها واطفئ الاضاءه واغلق الباب..،

????❞ ????❞ ????❞ ????‏

#فيولين ???? 2019}عهد الثالوث}

❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????‏

الفصل الخامس

وريقات تقلب عدة مرات،نظرات منصبه فوقهم تقرأ بعناية..يدين تتصفح لشخص هيبته تدل على منصبه الكبير ..وامامه يجلس بهزه ارجله حركته العصبيه التى تلازمه

يوزع نظراته بين اوراقه وبين ردة فعل الشخص الذى يتصفح سيرته الذاتيه ، يحدث نفسه ان منذ عهد طويل لم يتقدم لامتحان وظيفى كهذا

ولكن هذا ليس بامتحان وظيفى،هو بالفعل مقبول ولكنها مجرد تعارف وشكليات ليس إلا!

-آسر فتحى راشد ،خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية

اردف آسر مبتسما محاولا كتم توتره

-بالظبط

-انت كنت بتقوم بعمليه التصوير دى كهواية لكن لا صورت قبل كده اخبار او فنانين او لاعبي كورة..

قطعه آسر ب ادب بعدما تنحنح معتذرا

-انا طبعت لحضرتك الصور اللى كانت بتجذبنى وطريقتى فى التقاطها لما حضرتك كلمتنى

هنا تبسم رئيس التحرير كى يهدا من جو المقابله العام وقال

-انت مقبول ي آسر،معقول ترشحك الاستاذه ليلى مراد للعمل هنا ونرفض لها طلب..

(تنحنح ل ثوانِ ثم اكمل)

-خصوصاً بعد زواجها من استاذنا كلنا نزار بك ادريس

ابتسم آسر مجاملة له لما قال ،فاردف رئيس التحرير

-دلوقت تروح للزميلة ....(يكتب شئيا ب ورقه امامه) دى هتعرفك طريقه شغلنا هنا وتبدء معاها تباشر وظيفتك وهتعرف كل حاجه ،متستعجلش

ب ابتسامه رضا اردف اسر بكامل ثقته

-مش مستعجل حضرتك ، والف شكر لذوقك

خرج آسر من غرفة رئيس التحرير يبحث عن هذه الزميلة المشار اليها كى يبدء عمله الجديد

مصور صحفى!

وظيفه افضل بكثير مما كان عليها،فمنذ أن علمت ليلى بموهبته فى التصوير والتقاط اللقطات المميزه ،وقد عزمت بان تغير مسار حياته تمام هى ترى انه يستحق اكثر بكثير ..

????❞ ????❞ ????❞ ????‏

"شوفتى جوز ...مش طلع بيخونها!"

تسللت هذه الاحجيه الى اذن بلقيس اثناء تحريرها لاحد منشوارتها بالجريدة قبل الطباعه.

رغماً عنها.. وضعت اذنها وتركيزها بين فم هاتين الثرثارتين،تود ان تعرف ما الحيله التى تعرفت اليها زميلتهم الثالثة بان زوجها يخونها.

-بتهزرى! عرفت ازاى؟

-ياستى كانت شاكه فيه بقالها فترة كبيرة ،حركاته كده مش مظبوطه

دايما يتكلم بصوت هادى وتكون هى نايمه

دايما تتصل بيه تلاقيه انتظار،بينسى كتير اى حاجه تقولهاله تحسي فيه حاجه تانيه خالص شاغله باله

بشغف قالت الاخرى لها

-وبعدين!

-نزلت برنامج تسجيل مكالمات على موبايله وخلته مخفى وسجل له يا حبيبتى وسمعت وعينك ماتشوف الا النور

اطلقا الاثنتين ضحكة عاليه ،وبداخل بلقيس قلبها يتمزق تذكر ما رآته منذ تلك الليلة وماتعانيه كل يوم بسبب شك يؤلم صدرها كثيرا

احقا يخونها جلال! جلال من تقرب وتودد اليها كثيرا حتى ترضى ،حتى تقبل عرضه عليها الذى تكرر والح به كثيرا..

جلال الذى قدم كل مابوسعه كى تشعر هى بالسعادة،جلال اول من دخل قلبها واخرهم

هل حقا بعد كل هذا ..يخونها مع اخرى!

ولكن لما الاستعجال؟ على فرض انها لمرة واحده وجدته يتهمس بالهاتف وقد كذب عليها بشأن هذه المحادثه

من الممكن أن يكون متورط بشئ ما ولا يستطيع اخبارها به!

هل هى فعلا مقتنعه بما تحدث نفسها به؟ ام انها تتغافل فقط كى تحافظ على بيتاً يحوى طفلين ليس لهم ذنب فى مرضهم ولا حيله لهم بدون اباً يراعيهم ويكون جانبهم .

ام انها تحبه لدرجه انها لا تتخيل خيانته لها وتبديلها بسيدة اخرى،هى تعلم جلال جيدا

شخص لامبالى،طويل البال،هادئ الطباع ...بعيد كل البعد ان يتورط معها بشئ يجعلها تترك له الجمل بما حمل وترحل.

فهى بلقيس ،،بيلا التى فيوم قال فيها مدينة الحنان الكامله،فكيف له ان يُّطرد من مدينة حنانه بكل سهوله وب إرادته وهو الذى يظل متشبث بها بكل ما اوتى من قوة،!

خرجت بلقيس خارج مكتبها،احست بأنها تريد ان تتنفس هواء خارج عن حديث تلك الثرثارتين ، فقابلت آسر

اتسعت حدقة عينها وتبسمت وقامت بمصافحته...

-آسر! انت هنا من امتى؟ وجاى تعمل ايه

كعهده تبسم بهدوء واردف لها

-ليلى من غير اى مقدمات جابتلى شغل معاكم هنا فالجريدة ومقالتش ليا ،ورئيس التحرير اتصل بيا وعاوز يقابلنى ومعايا ورقى والصور اللى بصورها

عقدت بلقيس حاجبيها ب غرابه وقالت

-بس هتشتغل هنا ايه؟ انا ع حد علمى انت خريج سياسه واقتصاد

-مصور صحفى ،هو واضح انهم هنا حابين يخدموا ليلى...معرفش ليلى ك ليلى ولا ليلى زوجه الصحفى المعروف نزار ادريس

قالها بسخرية فتفهمت بلقيس الامر وهمت بدعوته داخل مكتبها

-تعالا طيب نشرب قهوة سوا،انا لسه مخدتش قهوتى

-معلش يا بيلا اعذرينى، لسه هشوف شغل متلتل مع زميلتكم عشان هبدء ع طول

باذن الله نشربها كلنا لما ترجع ليلى

تمهل ل ثوان كأنه يريد البوح بشئ،هزت بلقيس رأسها بانها تريد ان يتبع حديثه

-هو ...ينفع لما تيجى ليلى اروحلها وياكم اباركلها وعالاقل اشكرها عالشغل؟

تبسمت بلقيس له واردفت

-طبعا، هنظبط انا وحنين وهقولك وقتها

نظر لاسفل بعدما عض على شفتيه ورفع عيناه ل بلقيس ،فهمت هى بسؤاله

-ايه يا آسر عاوز تقوللى حاجه !

زفر زفره طويله ثم اردف

-هو لو جيت معاكم اشوفها...ممكن ده يعمل لها مشكله مع جوزها ؟

بعطف اخت كبرى بقلب كبير ،رغم ان عمرها يقارب عمره ولكن بلقيس لديها الحنان مايكفى

امبراطورية...ربتت على كتفه واردفت

-انت عاوز تشوفها وخايف عليها مش كده؟

هز رأسه ايجابا فتابعت هى

-متقلقش ،نزار راجل عنده ذوق واكيد هى هتحكى له عن علاقتكم

مفيش حاجه يا آسر

ابتسم لها وصافحها ،ومضى كلاً منهم بطريقه يشغلهم بنفس الدقيقة

شخص واحد... ليلى!

????❞ ????❞ ????❞ ????‏

قد تخدع غيرك فى صورتك الخارجية حينما تبدو على اكمل وجه لايشوبها شيئاً.

ولكن عند الاقتراب يمكننا ان نرى اكثر من عمقك الذى تخفيه ب إحكام دون ان تدرى..

كانت تحاول فتح عيناها بتثاقل بعد نوم دام ل 10ساعات متواصل إثر سهرة جديدة من سهراتها الجميلة مع شريك حياتها،أخذت تحرك فى اهدابها باصابعها وتفركهم كى تستطيع الرؤية ،ف رأته جالس بحانبها ينظر لها ب حب عميق.

تعجبت من جلسته هكذا وابتسمت وهى تردف

-انت قاعد كده ليه

ب أنامله ابعد خصله من خصلات شعرها المنسدلة على جبهتها برفق وهمس بصوت خفيض

-طيب مساء الخير الاول

ابتسم ثغرها ،واعتدلت من نومها وقالت

-مساء الخير، كنت قاعد كده ليه وبتبص لى

قام نزار بجذبها له يدنيها منه اكثر،وتنهد وهمس ب اذنها

-عشان وحشتنى عيونك اوى،وطول م انتى نايمه كنت مستنى تصحى عشان اول م تفتحيهم

تشوفينى انا

ابتسمت ليلى ،وقامت برفع الغطاء عنها لتترجل وتذهب خارج الغرفة الى الحمام ف اوقفها

-مبسوطه ياليلى؟

تعجبت من سؤاله ، كيف له ان يسأل...إنها حقا سعيدة...عروس ب اجمل ايام حياتها

سافرت بلاد لم تحلم يوما ان تخطيها قدماها،ف كانت محطتهم الاولى تركياثم لبنان وبعد ذلك المانيا ،ترى من العجب مالا تتوقعه عيناها او تسمع وتكتشف مالا يتخيله عقلها

وكل هذا برفقة رجل يتمنى رضاها بكل دقيقه وكل ثانية ..يهيم بها عشقاً نائمه غافيه او متيقظه

شعرها اشعث او ب اجمل حِلتها،بضحكاتها الطفولية او بوقار كلماتها حينما تضعه فى محله.

ف ليخبرها حقاً...ما الذى يجعلها غير سعيدة،اكافرة هى بنعمه المولى حاشا لله!

-طبعا مبسوطه يانزار ،جدا

افتعلت كلماتها فعلتها السحرية،جعلته يطبع على جبينها قبله حانيه ويردف لها

-ولسه ياليلى ،انا هخليكى تشوفى معايا اللى عمرك ماشوفتيه

-طب انا هدخل اخد دش ،وأطلب لنا الفطار

ضحك ساخرا من كلماتها وقال

-فطار ايه احنا بقينا المغرب، خدى دش وهناكل فحته مكان ميخطرش ع بالك

فرحت ليلى فاحمرت وجنتيها،وظهرت تلك العلامة التى تميزها ،،علامة ثمرة الفراولة بذقنها!

امعن نزار النظر واقترب منها

-ايه ده ياليلى! ده جديرى ولا تعب معرفوش انتى تعبانه؟

قالها بهلع بالغ ،فنظرت للمرآه وضحكت وهى تتحسسها وادارت وجهها له ،بعدما تعلقت بعنقه دلالاً

-انا محكتلكش عن اغرب علامة وحمة فمصر!

عقد حاجبيه دون ان يعقب،فاكملت هى

-تيته حكتلى،ان ماما وقت حملى كان نفسها ففراولة ومكانش اوانها عشان كده طلعت فوشى

وقت نضج وطلوع الفراوله تفضل ظاهره كده لحد موسم الفراولة ما يخلص

قهقه بصوت مرتفع وجذبها ل صدره فجعلها تضحك هى الاخرى،ثم نظر لها

-انا كنت خايف يكون تعب ولا اى حاجه

بدلال نظرت له

-كنت هتعمل ايه

-طبعا كنت هشوف دكتور مستشفى اى حاجه اعملهالك عمليه حتى،المهم انتى متتألميش ياليلى

انا خوفت بجد تكون حاجه خطيرة...انا اخاف عليكى من اى حاجه توجعك انتى خلاص بقيتى بتاعتى لوحدى وانا هفضل الحارس بتاعك وكأنى بحاوط عليكى بحضنى واحجز عنك اى شئ فالدنيا وحش

فغر فاهها تعجباً،احقا الى هذا الحد يهيم بها عشقا؟

متى وكيف ولماذا؟

هى تعلم جيدا ان زوجته السابقه كانت جميلة للغاية وجمالها يجذب الانظار،وايضا يتحدثون بان لها شخصية واثقه بذاتها وروحها تلفت انتباه اى شخص للاقتراب منها..

ومع ذلك انفصلا بوقت وجيز لو تحدثنا بتفصيليه اكبر،فهما بالتأكيد ماكان لديهم متسع للاختلاف والانفصال فى ايام شهر العسل !هل بالفعل احب ليلى دون غيرها فى هذا الوقت الوجيز ولم يحب الاخرى او تعلق بها حتى! سيظل السؤال بداخلها ،لماذا كل هذا الحب الذى بداخله لها ، والذى يدعوها للغرابة اكثر طريقته معها هو حقاً صادق،فقلبها لم يُكذب حدسه مرة على إلاطلاق.

-انت بجد بتحبنى اوى كده!

-حسي السؤال ومتستنيش اجابه ياليلى

لم تتفهم إجابته،اشار لها ب ان تسرع ماستقوم به حتى يلحقا وقتهما الجميل كمعتادهم منذ بداية الزفاف سوياً.

????❞ ????❞ ????❞ ????‏

كانت تنتظره بلهفه،فاليوم هو اخر ايام اداء فحصهم النهائى لهذا العام الدراسى،واخر عام فى دراستهم بالعموم..

حينما افرغت اجاباتها على ورقة الاجابات،خرجت وانتظرت امام لجنته مع كل طالب يترجل خارجها تراقب وجهه حتى رأته فاقبلت نحوه ..

-عملت ايه يا حبيبي

-الحمدلله يا ميريهان ،المهم انتى عملتى ايه

هزت رأسها ورفعت اكتافها بلا مبلاه وقالت

-مش مهم اللى عملته عملته، اهم حاجه ان خلاص اتخرجنا وخلصنا والتعليم بح بقا ياسااتر

تنهد نادر بقلق وهو ينظر حوله

-لا طبعا لسه النتيجه والتعيين والشغل

قطعت حديثه بثرثرتها البلهاء كعادتها

-يووه يانادر دايما خايف دايما قلقان،ماتسيبها تيجى زى ماتيجى

-ماهو يافالحه لو سيبتها تيجى زى م تيجى ،لا هعرف اخطبك ولا اتجوزك ولا اجيب عفش

طرقته بخفه ب ابهامها فى جبهته وقالت

-ياعم يعنى لو فضلت شايل الهم فيه حاجه هتتغير فكك

-عارفه ياميرا

-ياعيون ميرا

-يعجبنى فيكى انك هبله!

-قلب وعقل الهبله والله

ضحك وطرق كفا ب كف وهو يتلفت حوله ،فهمت هى بسؤاله

-يلا بقا نروح ناكل عشان واقعه اوى،ونشرب حاجه ونقعد شوية سوا

هز راسه ايجابا وهو يردف

-              فعلا ،عشان مش هقابلك تانى لحد م اجى اتقدملك

مطت شفتيها باستياء فقال هو

-واعدلى بوزك ،عاوزة ايه يعنى اتسنكح وياكى واحنا مفيش حاجه رسمى

-طب امتى طيب،كنت بشوفك ع حس الجامعة بعدين هعمل ايه

عقد حاجبيه وامال ب رأسه يسارا،حديثها الذى يؤرقه دوما بالحاحها المستمر اصبح عبئ لديه

-ميرا،انتى عاوزة نتخطب عشان اشوفك وتشوفينى ونخرج ونتصوروياسندى وياضهرى

وكل العبط بتاع دماغ البنات ده،لكن انابفكر غيرك تماما مع ان المقصد واحد

تأففت ميريهان وعقدت ساعديها امام صدرها وقالت

-ودى احلى حجات اللى بتقول عليها عبط دى،بجد بفكر امتى مثلا هكتب اتخطبت للكراش عقبالكم يابنات

استجاب فعلا ادعوا ربنا كتير

خطيبي خرجنى تحت المطر،اعمل استورى لينا بتاكلنى شيكولاته وتاخد حته من بُقى

ضيق عيناه واقترب منها بحده فرجعت هى للخلف خطوة

-اعمل ايه ؟!

-تاخد حته من بُقى وفيها ايه يعنى،ماكلهم بيعملوا كده

-ميريهان انتى مخلوله ،وانا بصراحه معرفش فالبيت هفتح معاهم الموضوع ازاى واقولهم يا جماعة

تعالو اخطبولى واحده هربانه منها كل اللى هاممها تعمل ستورى وتنزل بوستس واشيلها تحت المطر

قطعت حديثه

-وتاخد منى الشيكولاته دى اهم خطوة

-تصدقى بالله ...انا اللى جبته لنفسي ،قدامى ياهبلة

دفعها تمشى امامه وكعادتها تضحك ضحكتها العاليه وينهرها وهى على افعالها التى تستفز رصانته،ولكنه الحب هو من يجعلك تتجرع المر بطعم العسل وتتقبل الغير مرغوب فيه بصدر رحب .

????❞ ????❞ ????❞ ????‏

)فى الوقت الحالى)

"سيدى الطبيب..سيدى الطبيب،يجب ان تستيقظ حالة السيدة ليلى تحتاجك الآن!"

استفاق من غفوته على صوت مساعدته،فخرج مذعورا متوجه الى غرفة ليلى بالمشفى خوفا من ان يكون حدث لها مكروه او انها دخلت الى نوبة حادة من نوباتها وتستدعى تدخله ..

دلف الى غرفتها بسرعه،وجدها تتألم وعلى انفها كمامه جهاز الاكسجين،ودمعاتها تسيل اغرقت وجنتيها،امسك كف يدها بشدة وسط كفيه وقال

-ليلى...قاومى ياليلى،قاومى انتى اقوى وبتعديها كل مرة

بينما من الواضح ان هذه المرة ليلى كانت تعانى حقاً،ف انفاسهاكل كادت تخرج تذبح رئتيها فتصرخ الماً،بينما هو كان يعطى أوامره الطبيه للمساعدين فى الغرفة ،هتاف صوته كان يدل على خوفه عليها

لست مجرد مريضه فحسب،اختلجت عضلة فكه وعينيه بين جهاز التنفس وجهاز نبضات القلب وبينها وكفها المتشبث به.

-اسرعوا،ليس هنا المزيد...افرغوا محتوى المخدر بالانبوب

صوته كان يحمل خوفاً غير عاديه ،يداها تقبض عليه كأنها توصيه لاتتركنى، خائف هو دقات قلبه تحدثه

هل سيخسرها؟ هل ستضيع منه ليلى حقاً!

-ليلى،قوليلى حجم المك كام من عشرة

ببكاء مرير كاد يمزق قلبه إرباً،اشارت له رقم 10بكلتا يديها ،،،وبعد ثوانِ هدأت

هدأت تماما ...واصدر جهاز النبضات القلبيه صوت صفيرته الشهيرة بأن الخط قد استقام!

بأعين فزعه،يوزع نظراته بينه وبينها وصرخ بحدة

-احضروا...جهاز الصدمات الكهربائية،اسرعوا

حاول مرة...اثنين...والجثة همدت ،حتى همست احدى المساعدات

-قد ماتت بالفعل،ساعة الوفاه...

صرخ بحدة فى وجهها،ثم استفاق وجد نفسه فى فراشه!!

نفسه المتقطع وصدره الهابط والصاعد وعيناه التى تمشط المكان حوله،انه بغرفته كما هو

نائم...انه كان حلماً...لا والله بلى انه كابوساً!

ارتدى معطفه الابيض كطبيب،وضغط زر المصعد ليكون بجناح غرفتها بالمشفى

ترجل نحوها حتى وقف عندها،فتح الباب بهدوء وجدها تغط فى سبات عميق..نائمه ك ملاك صغير

تعبر تلك الانبوب الرفيعه من تحت أنفها كالمعتاد ويفترش شعرها حولها على الوساده..

زفر ب راحة اخيرا واغلق الباب وهو يهمس الى نفسه

-اوعى تمشى ياليلى، انتى اقوى من كل اللى عدى وكل اللى جاى فحياتك

تحذيرى الاخير ليكى،،مش بعد م تعلقينى بروحك تضيعى منى،إياكِ!

????❞ ????❞ ????❞ ????‏

لو تبتعدين حد السماء،ساقترب انا بطائرة نفاثه كى اصل اليكِ، لو اعلانك لى اننى اتمركز بعقلك بصب السباب واللعنات..ف فى ذات يوم سأتمركز قلبك وسأستمع من شفاتك ارق الكلمات..

كان موعد مفاجئ قد تعمد فعله ابراهيم، حينما اخبر والدته انه يريد ان يتقدم لخطبة زميلته حنين عبدالله ،وبعد موافقه والدته وفرحتها ب هذا الخبر، حاول بطرق شتى ان يعثر على رقم والدها ويهاتفه ل يأخذ منه موعد.ولكن فى اثناء المكالمه طلب منه ان يعد هذا الموعد مفاجأة ل حنين وان لايخبرها وقد كان..

-آنستنا يابنى

قالها والد حنين مرحبا به بعدما قدم الفتى الصغير اخر العنقود فى إخوة حنين المشروب تحيه الضيافه، ف تنحنح ابراهيم وبدء يسترسل كلماته فى طلب يدها على مرأى ومسمع والدها واخوتها الذكور الحاضرين

-انا ياعمى يسعدنى اطلب ايد حنين ،ويشرفنى لو وافقت حضرتك

وباذن الله اى طلب هتطلبه حضرتك او هى اوامر بالنسبة لى

تبسم والد حنين ونظر ل ابنه الاكبر سعيد،ف هم الابن الاكبر بسؤال ابراهيم

-انت زميلها يا استاذ ابراهيم مش كده

-اه فنفس القناه،معد برامج دينيه

-ابراهيم بيشكر ف اخلاق حنين،وبصراحه وقت عمليتى انا شوفتها مرة ودخلت قلبي ع طول

نطقت بها والدة ابراهيم اثناء الحديث ثناء على حنين امام اهلها ،،قام احد اخوتها بتقديم المشروب والحلوى لهم

ومن ثم اجتذاب أطراف الحديث حتى يقوموا بمجاراة الوقت الى ان تأتى حنين.

وبعد مرور ما يقرب من ربع ساعه،سمعوا دلوف مفتاح الباب وصوت دندنه حنين وهى تدخل

-السجن بقا بيتى،بسجارة خربت بيتى..اصحى معايا متنامشى انا مباكلش كرانشى

-تعالى ياحنين سلمى ع ضيوفك

سمعت هتاف والدها ولوت شفتيها بتعجب ودلفت لتجد ابراهيم ووالدته وامامهم باقة من الزهور

فغر فاهها وهزت رأسها وعلمت المقصد من الزياره

انفرجت شفتاها عن الترحيب بهم،وياليتها مارحبت!

-اه انا عارفاها القاعدة دى،مش موافقه يا ابراهيم وخد امك وروح عشان الضغط عندى عالى!

????❞ ????❞ ????❞ ????

#فيولين ???? 2019

}عهد الثالوث} روايتى رقم 14

الفصل السادس

❞ ????❞ ????❞ ????❞ ????‏

-اه انا عارفاها القاعدة دى،مش موافقه يا ابراهيم وخد امك وروح عشان الضغط عندى عالى!

تبادلوا جميعاً نظرات الاحراج المفاجئ التى وضعتهم فيه حنين بقولها الذى لايحوى اى نوع من الذوقيات والرقى!

هب والدها واقفا وقد اعتلت الدماء جبهته من شدة الخجل

-حنين! انتى اتجننتى

-بابا ده موضوع منتهى انا مش فاهمة هو مصمم يحرج نفسه كده ليه

بغضب وهتاف عالى نالها رد قاسي من شقيقها الاكبر

-انتى تخرسي خالص لان واضح كده انك متربتيش كويس

انفرجت شفتيها للرد على شقيقها،فقطعها فعلة والدة ابراهيم التى انزعجت كثيرا

وبحركتها البطيئة لثقل وزنها ومرضها قامت وامسكت بيد ابراهيم التى ارتسمت بمقلتيه الدموع دون ان تهبط

-ياللا يابنى، كفايه قلة قيمة اكتر من كده

-ياست ام ابراهيم انا اسف والله بجد

حاول والد حنين ان يقوم بتهدئتهم وان يصلح مافسدته حنين بقولها اللاذع وعدم تقديرهم حتى وان كانت زيارتهم غير مرغوب فيها..

بعد خروج ابراهيم ووالدته وتعمد والد حنين توصيلهم للخارج،اندفع وهو لايرى امامه من شدة الغيظ الى غرفتها بينما كانت هى على هدوئها كما انها لم تفعل شيئاً

-حنين انتى ايه اللى عملتيه ده

خلعت نظارتها تمسحها بهدوء وهى تهم بالرد لتساؤل والدها

-وبعدين لسه اخويا سائل السؤال ده م تعملولى مجلس تأديب طيب

ب أعين يتطاير منهم الشرر اقترب منها

-اتكلمى ب ادب،واضح بجد انى اتهاونت معاكى

-يابابا يا حبيبي اقعد بس واهدى كده صحتك بالدنيا ، بلاعريس بلا ونيس

واحد ورفضته زائد انى مش عايزة اتجوز من الاساس

فيها ايه دى

-انتى بتستهبلى يا حنين،اوعى تكونى فاكرة انى مش عارف بانك بتمشى اى حد يسأل عليكى عاوز يطلب ايدك من برة برة وانا معرفش ،لكن اللى حصل يا حنين من شوية ده انا لايمكن اعديهولك

-يابابا متخليش اللى حصل يعمل مشكله بيينا، انا ميهونش عليا زعلك

زفر والدها زفرة مريره ،فاتبعت حنين حديثها له

-ابراهيم ده حقيقي مبيفهمش ،قولتله 500مرة مش عايزاك مش بقبلك مش هتجوز لكن هو كالعادة استغبي

-بنت!

هتف والدها فى وجهها بحدة فاتبعت حديثها كما هى

-اه والله ده غبي ،مانابه الا احراج امه ونفسه وسمعله كلمتين زى الفل وجاى جايب ورد رايح يخطب هدى سلطان!

-على فكرة بالمنظر ده هيتقال انك فعلا مش محترمة،من الممكن تدخلى ترحبي بالناس حتى عالاقل عشان والدته وبعدها ترفضى بطريقه مهذبه

مع ان معرفش ليه يترفض اصلا شكله شاب محترم وشاريكى

اختلجت عضله فكها،وتصنعت عدم الاهتمام وقامت بالالتفات حولها تبحث عن شيئا ما،فادرك والدها انها تتجاوز الحديث فى الموضوع وتظهر عدم الاهتمام به،فهم بالقيام

وهو يردف اليها

-لازم تعتذرى لابراهيم ولوالدته ده لو كنتى عاوزانى بجد اعديلك الفصل البايخ ده واتكلم معاكى لانى همنع معاكى الكلام فعلا ..

تاففت حنين وقالت

-يوووه يابابا

-اخرسى،هتعتذرى وانا كمان هعتذر لان واضح فعلا انك مش متربية

تركها وانصرف واغلق الباب خلفه بحدة ،زمتت شفتيها بسخرية واخذت تمشط بعيناها المكان ثم تحسست (كعكتها)شعرها الملفوف لتجد القلم الذى كانت تبحث عنه مغروسا بها فتمتمت

-اعتذر لمين يابابا،انا هفكك بطريقتى متشغلش بالك انت

قامت من مجلسها وهى تغمغم بكلمات اغنية شعبية ولا اكتراث لاى شئ حدث

-ياعم صحصح لينا...اوعى تلعب بينا ،غنوا معايا ايوا ايوا

❞ ????❞ ????❞ ????

انتهت رحلة شهر العسل للعروسين خارج البلاد حتما،لكن الجدير بالذكر ان مازال هناك اياما جميلة يجب ان تقضى سويا برفقة بعضهما البعض.

رجعا الى ارض الوطن،ومن ثم قد تمت دعوتهم للحضور فورا وقضاء يومان وسط الماء والخضرة والهواء النقى بواسطه بعض ابناء عمومة نزار.

ف نزار يُعد قروى المنشأ لبلدة ريفيه بضواحى القاهرة،وهو يعتز كثيرا بهذا مهما وصل الى مناصب تعلى من شأنه

ولكن ليلى كانت لاول مرة تعلم بعد تلقيها هذه الدعوة ،كما انها وجدت زوجها متحفز جدا لقضاء هذين اليومين هناك ولكى تتعرف ليلى الى اصول عائلة زوجها..

فى رحلتهم الى هناك انطلقا والسعادة ترتسم على وجوههم وتتخلل كلماتهم وضحكاتهم معا طوال الطريق..

وصلا وما ان ترجلا حتى صار هناك اكثر من فرد يهلل ويقوم بالترحيب بهم بحفاوة،فرحت جدا ليلى لهذا الاستقبال ،،دلفوا الى منزل ذا بهو واسع عالى السقف متعدد الطبقات،طرازة من الداخل ريفي بعض الشئ ولكن يجب أن لا ننسى تلك الروح الدافئه التى تملأ المكان بهجة وسعادة.

-احنا انهاردة فرحتنا مش سيعانا ،مراتك حلوة اوى يا نزار بيه ربنا يخليها لك

تفوهت بها احدى سيدات المنزل والتى تعد زوجه من زوجات ابناء عم نزار، فهم زوجها بتوجيه الحديث الى نزار

-اسمع يا نزار يابن عمى، احنا لاعرفنا نيجى ولانحضر فرحك الذواتى هناك فمصر ف احنا بقا هنعمل حفله هنا ع ادنا نفرح فيها بيكم

ابتسم ثغر نزار بينما توجه بنظره ل ليلى التى لمعت عيناها من هذه المفاجأة المفرحه،سيكون لها ليلتين زفاف وبمدعوين مختلفين..سيتجدد شعور الفرح ثانية ،اى دلال كانت تتوعد به هكذا..

سرعان ما اتى الفطور الفلاحى لذيذ المذاق الشهير،فقد تحرك نزار فى وقت مبكر من القاهرة حتى وصل

ارادت ليلى الرفض بذوق ولكن ماذا عساه باب الرفض ان يغلق امام هذا الكرم المغدق عليهم كسيل ليس له آخر .

طاولة قديمة الطراز ارجلها قصيرة تعلو الارض نسبيا، ويلتف حولها الجالسون

كان عليها صحنا من القشدة والزبد الفلاحى والعسل الابيض والشطائر الشهيرة بمسمى(فطير مشلتت(

بعد الحاح استجاب كلامنهما وشرع فى تناول هذه الوجبة الدسمه الشهيه بنفس مفتوحه وشرهه، كان نزار يحيط ذراعه خلف ظهر ليلى كانه يحميها داخله طيله الوقت وهذا كان ملحوظا جدا.

فالبداية كانت تتعجب ليلى من تشبث انامله باناملها او يدها او احاطه ظهرها بذراعه كلما اجتمعا،ولكن مع الوقت تأقلمت حتى اصبح عادياً.

تناولوا بصحبه مضيفيهم ووجوههم لاتخلو من الابتسامه، تناولا وجبة الافطار سريعا حتى هبطت (صنية)الشاى ..تناولاه سويا ثم دعاه احد اولاد عمومة نزار للتنزه بالحقل لهضم وجبتهم.

امسك نزار بكف ليلى وحاوط كتفيها بذراعه الاخروترجل بها،كانت تنظر هنا وهناك كطفله اخيرا وافق والداها على رحلة مدرسية فذهبت فيها واستمتعت بكل جزء منها وكل وقت فيها.

براءة نظراتها وهمساتها كانوا يصنعوا فيه العجب! يأخذانه نحو روحها ليتجانس بها ويتجرع بسببها نوبات غرام لا يزهده ابدا.

اشارات اصابعها الى هنا وهناك ، نظراتها له، صفين اسنانها الصغيرة عندما تضحك ،لمعة عينيها ، كل هذا ما اوقعه عنوة فى حب هذه البريئة الجميلة.

تعبا من التنزه،فقد همست ليلى بأذن نزار بأنها تريد العودة لكى تستحم وتاخذ قسطا من الراحه..فاجابها على الفور واستاذن ابن عمه،وتوجها للمنزل ،صعدوا الى غرفتهم سويا حتى فتحت الحقيبة واخرجت منامه وفى طريقها الى الحمام فاوقفها..

-ليلى،انتى مقولتليش انك واخده بيجامات قصيرة كده

تلعثمت ونظرت للمنامه واردفت له

-دى مش قصيرة،بنطلونها لتحت الركبه ونص كم

-انتى عارفه رئيي فاى لبس يبين اى جزء فيكى حتى لو عادى او صغير ،وده عامة تخيلى بقا

دول اهلى وناس ارياف يعنى طباعهم غير

تنهدت ونظرت لمنامتها،فهم بالقول لها

-انا هنادى على اى واحده منهم تشوفلك عبايه بيت ولا حاجه

اتسعت حدقة عيناها وهى تردد خلفه

-عباية،انا مبلبسش من حد ثم مبلبسش عبايات انا اصلا قصيرة

-اومال عاوزة تقعدى كده وسطهم! هتتكتفى بلبس خروج ولا ب دول؟

هتف بحدة فى وجهها،هذه ليست اول مرة فقد لاحظت ليلى فى هذا الوقت القصير غيرته العمياء

بل حب تملكه الزائد لها

هو لا يريد ان يرى احد منها مايخصه وحده،اى شئ وكل شئ حتى وان كانت ابتسامة عابرة!

انصاعت لأمره ،عندما خرج ونادى احداهن ليطلب منها طلبه ل زوجته فهرولت لتحضره له عالرحب والسعة.

ارتدت ليلى رغما عنها ،جلباب حريمى منزلى واسع وفضفاض جدا كانت اكمامه طويله على ذراعيها وطويل يسير تحت قدماها!

جسدها الضئيل لا يسعه هذه الاشياء ولكن منعا لاى مشكلة،ارتدته وهى صامته.

-كويس منظرى ده يعنى

ضحك نزار ودناها منه وهمس لها

-فرحان انك متغطيه كلك كده ،ولو اطول يبقى شكلك كده طول عمرك وانتى معايا مش هتردد

-فاضل كمان تقوللى فكرى فالحجاب مش كده

قالتها باسلوب طفله تريد التذمر على أمر لايروق لها،فتبسم ضاحكا وقال

-ونقاب كمان لو لزم الامر وندارى عنيكى الحلوة دى

-كده ده سجن

-كده ده حب،انتى متعرفيش لو حد شافك واتمناكى فنفسه او استكترك عليا انا ممكن اعمل ايه

اقتربت منه بهدوء وقالت بنبراتها الهادئه

-ليه يا نزار،انا مجرد بنت عادية مفيش اى حاجه تخلينى اتميز عن غيرى تخليك عاوز تقفل عليا كده

-لا فيه

قال الاخيرة بصوته ونبراته الرصينه كعهده ،فعقدت حاجبيها فاكمل كى لايثير فضولها

-فيه يميزك،انك بتاعتى ،بتاعتى لوحدى وطالما انتى كده يبقى ليا حق اعمل كل حاجه معاكى وتبقى مبسوطه

-كلامك ده بيخوفنى يا نزار

ضمها لصدره بحنو وهو يتحسس شعرها ويشم رائحته

-فيه حد يخاف من حد بيحبه كده،انتى لسه متعرفيش انا بحبك ازاى

قبل جبينها ونظر لمقلتيها مباشرة

-احنا ننام شوية عشان نستقبل الحفلة اللى عاوزين يعملوها لينا ،لازم نكون عرسان كلنا نشاط

مش كده ياقمر؟!

ضحكت تجاريه على حديثه، وقامت بحمل ملابسها وانصرفت مستسلمه لما يقول

كعهدها معه.

????❞ ????❞ ????

قد تعلم ب اسوء طريقه ان الشك الذى يدلف الى قلبك لاتندمل جراحه حتى وان آتاك اليقين

ستبقى ندوبها كريهة المنظر كلما تذكرنا النبضات الخاسرة حينها ونحن نتأرجح بين حيرة واخرى!

تزيح بلقيس غطاءها الوثير من عليها،خطت قدماها الأرض بهدوء وهى تراقب نومة جلال بحرص ،ثم امسكت هاتفه وامسكت باصبعه وفتحت البصمه برفق واخذت تتصفح كل برامج وملفات جواله باهتمام والمكالمات كلها.

طرق برأسها فكرة زميلتيها ان تقوم بتنزيل برنامج متجسس للمكالمات ولكن بداخلها ترفض،كما ترفض فعلتها هذه الان ايضا كيف لها ان يصل بينها وبين جلال الامر هكذا.ظلت هكذا لبضع دقائق

حتى قطع اندماجها صوته بهدوء شديد وهو ينظر لها..

-خلصتى ولا لسه ؟

فُزعت بلقيس وظهر واضحا على رعشتها إثر سماعتها صوته،فاعتدل وجلس على الفراش وقال بهدوء باديا عليه جدا

-خلصتى تفتيش ؟طب ممكن تسأليني اسهل

هنا بقوتها التى تخفيها كى تقوم بمجاراة الأمور،قامت من جلستها وواجهت وجهه بانفاسها المشتعله وعيناها الغاضبة،وقد عليت نبرة صوتها

-اسألك عشان تكدب علياتانى

-اهدى مفيش داعِ للصوت العالى ده

-اهدى ازاى وانا متأكدة انك مخبي حاجه عليا ،وبتكدب كمان

-انا مكدبتش

طرقت بكفها الكومود جانبها بحدة اثناء هتافها

-لا كدبت!يوم فرح ليلى انا شوفتك بعينى واقف تحت بتتكلم فالموبايل ولما سألتك قولتلى انك كنت عند طنط،انامتاكدة ان فى حاجه وراك يا جلال

انزل ارجله الى الارض،وقام بتكاسل خطوات وهو يتحدث بمنتهى هدوء الأعصاب

-انا مش مخبي حاجه،وعندك الموبايل كملى تفتيش ومتعليش صوتك تانى

ماشى..

انصرف إلى الحمام وتركها تشتعل لا يأخذ حديثهم جدوى حق او باطل، امسكت الهاتف واكملت بحث بل عزمت هذه المرة ان تقوم بتنزيل برنامج مخفى تسجيل المكالمات لكى تقطع شكها بيقين وحينها سيكون التصرف لها وحدها..

????❞ ????❞ ????

وفى اليوم التالى..

كان نادر يجلس وسط ابناء شقيقه يلاعبهم بلوح البازل والمكعبات ،يحاول فهمهم واضحاكهم بصدر رحب

وقد ينسى معهم الوقت،وقتاً يشغله دائما بالتفكير فى النتيجة

وماذا عساها الخطوة القادمة بمستقبله.

حتى رأى بلقيس تقترب من النافذه تنظر بشرود للفضاء امامها ،فترك الطفلين واقترب منها..

-مالك يا بيلا؟

نظرت له بلقيس وتنهدت بعمق وكأن جبلا قد اهتز بفعل كلمته هذه،فكرر سؤالها مرة ثانية

-الولاد فيهم حاجه ،علاجهم اكلهم؟

ابتسمت بلقيس لحنانه عليهم وتفكيره بهم ،فربتت على كتفه واردفت

-هما كويسين يانادر متشغلش بالك

-مالك...عيونك مش مطمنانى

نظرت له متعجبه وابتسمت وقالت

-ايه يا واد الكلام ده ،روح قوله لميرهان

ضحكت كى تخفى مابداخلها وتلهيه عن الموضوع الاصلى الذى يشغلها،ولكنه يتفهمها كثيرا وذكاءه بادراك الامور عالى جدا حتى انه يتفهم مابين السطور دون ان يُنطق.

-متغيريش الحوار، فيه حاجه بينك وبين جلال؟ماهو يا نعمة هتقولى يعنى هتقولى مش هسيبك

رددت بصوت خفيض خلفه بعدما ضيقت عيناها

-نعمة!

-انا عارف انك بتحبي اللى يقولك نعمة عشان انتى فعلا نعمة بس ده مش موضوعنا،مالك بقا؟

-والله م تشغل نفسك يانادر مجرد خيالات دماغى وعبط كده

-ياستى احكى،مانا بقولك كل حاجه اول باول لابقول عبط ولا حاجه

تنفست بلقيس بالم ظهر على وجهها،وجلست الى الاريكه ،صوب نظره عليها حتى دلفت والدة جلال اليهم..

-اومال جلال مباتش امبارح فالبيت ولا ايه؟

ردفت بلقيس لها

-لا كان موجود يا طنط

-اصل مشوفتش عربيته تحت ،قولت يمكن متخانقين ومباتش هنا

-لا جه متأخر ،وبعدين ربنا ميجبش خناق ولا حاجه

اسرعت بلقيس بحمل الطفلين والصعود الى الطابق الاعلى لشقتها، فحمل نادر معها واحد منهم وترجل خلفها

بعدما القت بلقيس التحية الى حماتها،فهمت بسؤالها

-هتطلعى بيهم بدرى كده

-يدوب عشان يناموا  وياخدوا الدوا جه ميعاده

قالتها وصعدت السلم ونادر خلفها، حتى وصلت ووضعوهم سويا بغرفتهم بعدما تجرعوا الدواء المخصص لهم

-انا هنزل ،بس خليكى فاكرة انك ضحكتى عليا ومقولتيش مالك وهفضل قلقان ،بس هعديها يانعمة

تصبحى ع خير

انصرف نادر وتركها للتفكير الذى ينهش اعصابها وخلايا عقلها يوما بعد يوم ،كيف لإمراة احبت ..ان تقبل بان تكون مغفلة او مجرد دور بحياة رجلها الوحيد !

????❞ ????❞ ????

بغرفته العتماء ،كان يجلس ابراهيم حزيناً منكسرا

هو كان يعلم برفض حنين من البداية، يعلم بعنادها برأسها ذو العقل المتحجر

يعلم بكبريائها،لكن لا كان على خاطره او باله هذا الموقف المحرج الذى وضعته هو ووالدته به.

وامام اهلها كلهم ،قالتها ولم يهتز لها رمش لجرحه وكسرة قلبه وخاطره!

هل هذا هو الحب؟هل هذا هو من يتغنون له بأجمل الكلمات واعذب المشاعر،هل هذا هو من يدعسنا بعجلاته دون توقف لمجرد اننا دخلنا دائرته.

مساكين نحن حينما نقدم قلوبنا مغلفه بشريط هدايا ثمين مقابل كلمة لطيفة!

ابراهيم كل مايريده هو فرصه،فرصة يقتنصها من تلك القاسية

فرصة يفتح لها قلبه يريها وضعها داخله وحدها لاسواها، كيف يهيم بها نهارا ويحلم بها ليلاً

ولكنها هدمت سقف حلمه الناعم الوردى عليه كى تفيقه على صفعه جديدة من صفعات وزخات لسانها الغير ملجم حتى يعرف مقداره لديها بالظبط لازيادة او نقصان..

فتحت باب الغرفة والدته تحمل الطعام،هم ليأخذه منها واجلسها برفق

-يا امى تعبتى نفسك ليه

-مش عاوز تاكل ولاتروح شغلك ليه يا ابراهيم

صمت ابراهيم ونظر لأسفل قدمه ،امسكت والدته كفه بحنان وقالت

-يابنى كسرة خاطرك دى مش ساهله،الراجل لما يتكسر وحشه ومن بنت

انساها يا ابراهيم دى متنفعكش الله يصلح حالها عاللى عملته

رفع لوالدته عيناه تفيض دمعا وشفتيه تنفرج عن الكلمة الوحيدة التى يحملها قلبه لمعذبته حنين

-بحبها،،بحبها اوى يا امى

احست والدته به ولاتريد ان تُثقل عليه اكثر،احتضنته لعل حضنها يواسي جُرحه الذى لاينسى ابدا..

????❞ ????❞ ????

العشق..

هو ما يجعلنا نتعذب لانه يحكم قبضته على قلوبنا فيفقدنا السيطرة عليها تماما، فلنتخلى عن العشق اذا

حتى نستطيع فقدان مانعشق بروح رياضية..

امام مرآة غرفته المتواضعه ،كان يتأنق آسر بوضع اخر اللمسات من عطره  وهو يرتدى بنطالا جديدا وقميصا ايضا اشتراهم  خصيصاحديثا لزيارة ليلى فى منزلها لاول مرة ..

مشط شعره واعدل هندامه وتأكد منه،وخرج حسب الموعد المتفق عليه مع بلقيس ان تلتقيه فى مكان محدد.

وعلى الموعد وصلت اليه بلقيس وهى تستقل سيارة أجرة مع حنين لتترجل منها هى والاخيرة..

-ايه ده مين اللى هيجيب النطع ده معانا

اشارت حنين بسبابتها نحو آسر بطريقه سخيفه،فهم هو بطرق كفها وهو يهتف بحده

-اسمعى يابت انتى طولة لسان مش عاوز عشان متلاقيش قفا ايدى بيزغرد على وشك

قالها اسر خروجا عن شعوره،فهتفت حنين فى وجهه مشتعله كيف له حق الرد عليها

-بقولك ايه لايمها عشان مصورش قتيل هنا،انا مش عارفه ايه حشرك وسطنا فى ساعة قضى غبرة

-للاسف مضطر استحمل سخافاتك وانى اشوفك عشان ليلى بس

-يا اخى ده انا ببلع جوز ليلى عنك يا ارخم خلق ربنا

-يعنى هو انا اللى بالعك

اوقفت صراع القذائف بينهم بلقيس بهتاف بصوتها رغما عنها بسببهم

-مش معقول احنا مش صغيرين على كده

ردفت حنين وهى ترمق آسر نظره امتعاض وتلوى شفتيها وتوجهت ل بلقيس

-انتى خلتيه ييجى معانا ليه؟ وييجى معانا ليه من اصله كان من بقية العيلة

-قولتهالك قبل كده ليلى يهمنى امرها ولازم اروحلها واباركلها واتطمن عليها انتى مالك

اقبلت حنين عليه وكأنها ستسدد له لكمات بقلب الشارع

-يبقى تروح لوحدك ومتزهقناش بخلقتك يا سمج

-والله انا قولت لبلقيس هروح معاها وهى وافقت،انتى اتحشرتى ليه معرفش

-انا اتحشر ياتلاجه! هو مين فينا اللى دخيل عالتانى يا احول

-يوووه كده هنتاخر على ليلى ،ممكن لو سمحتم تستحملوا بعض الزيارة دى وخلاص وبعدها محدش يعرف التانى ...ممكن!

قالت بلقيس بنفاذ صبر ، فصمت آسر كعهده بينما حنين كادت تنفجر من غيظها من وجوده ولكن الضرورة تحكم فى الاعصاب فى بعض الاحيان..

احضروا ثلاثتهم هدايا لها ،ووصلوا لمكان فيلتها ..وما ان وصلوا ورحبت بهم مديرة المنزل واجلستهم

الى ان سمعوا صوت طرقات حذائها ذو كعب تهبط من اعلى السلم ،فهب واقفا آسر وقد بدا عليه اللهفة التى لاحظتها بلقيس واخفت كالعادة..

هبطت اليهم ليلى بردائها ك اميرة بشهر العسل ،جميله الشكل ومختلفه بهذا المنظر وقصة الشعر التى تبدو عليها..

بحفاوة احتضنت بلقيس طويلا وقبلتها عدة،ثم حنين واخيرا يداها عانقت يد آسر الذى بعيناه مشط وجهها وكفها،قدموا ثلاثتهم هداياهم التى فرحت كثيرا لها واحمرت وجنتاها عندما تناولتهم.

تبادلوا اطراف الحديث حول الاطمئنان والاخبار ،ثم توقفت هى لبرهه لتستاذنهم ف احضار شيئا وستعود حالا

قُدم لهم مشروب الضيافه وبعض الحلوى ،هبطت ليلى تحمل علبتين وحقيبه على ظهرها

-انا جبت لكم حجات من كل مكان روحته،انتو التلاته بس

ابتسم اسر وتعجب وهم بسؤالها

-وانا كمان

-طبعا ي اسر وهو انا انساك

-انا كنت فاكر هما بس ،لكن وانا كمان طب ليه

ابتسمت ليلى واقتربت منه تحمل هديتها له وقد همت بفتحها وهى تردف له

-معقول بتسأل ليه،شكلك لسه متعرفش يعنى ايه اسر بالنسبة لى..دى بقى هديتك

اخرجت هديته عبارة عن آله الجيتار!

يا للهول..اتراها مازلت متذكرة حينما قال لها فى احدى مرات ثرثرتهم سويا الدائمه انه يريد التعلم العزف على الجيتار وانه ينجذب له ك آله عن غيره ولكن لم يهم يوما بشرائه يراه رفاهيه ومافحياته اهم من هذه السخافات حتى وان كانت امنية.

-ليلى انتى ...

ابتسمعت لاتساع عيناه امامها فقالت

-انا منساش حاجه ليك،وبعدين ي آسر عملت معايا كتير ووقفت كتير وانقذتنى من السجن لما سيبت حقك وانت متعرفنيش...انت غالى اوى عندى ي اسر

من دون وعى ،جذبها آسر لاحضانه امام مرأى حنين و بلقيس التى فرغ فاهها فقد تأكدت من ظنونها،ولكن كُتب على لحظه ك هذه عدم الاكمال وتوقف المشهد على حاله،حينما سمعوا جميعهم صوت نزار الرصين يرحب بهم إثر وجود ليلى باحضان آسر!

-اهلا وسهلا،،البيت والمكان نوروا بوجودكم ...بجد!

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

551 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع