آخر الموثقات

  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  • راقي بأخلاقي 
  • من دون سبب..
  • لحظات آنيه..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نهي رشاد
  5. عن عاشور الناجى..وسلالته التى لم تنجو..(6)

جلال ابن زهيرة....الحرفوش الذى لم يقرأ لساراماغو..

الحكاية السابعة..

من وسط كل حكايات الحرافيش..يقف جلال الناجى..أو جلال ابن زهيرة زى ما بيتعاير...متفردا بحكايه لا أظن فى زيها فى الأدب العربى ...كله..ولو حد عنده شبهها يصحح لى..

 

جلال الناجى..الطفل الجالس فى هدوء بجوار أمه "زهيرة الناجى" لحظة تحطم رأسها على يد أحد أزواجها..فى مشهد مش حيسيبه باقى حياته..وحيتحكم فى مصيره كله..

 

جلال وريث امه مع أخوه راضى..بيرث منها ثروة هائلة من الفلوس والجمال..كان صورة مصغرة منها...بيعود لأبيه "عبد ربه الفران" ..يبكى طول الليل على فراق أمه الحبيبة ..يعايره الناس و الأطفال فى الكتاب بانه (ابن زهيرة) وهو مش فاهم ليه بيتعاير! أمه بالنسبه له هى امه وبس..مصدر الحنان والراحة ..بيفضل سنين مش فاهم سر عداء الحارة لها..

 

يكبر وتظهر عليه علامات القوة الخارقة..بيعلن انتماءه لآل الناجى بعملقته وقوته وجمال منظره..و يقسم فى قلبه انه حينتزع احترام الحارة كلها فى يوم من الأيام..فى نفس الوقت بيحب (قمر) ..ابنه المعلم (عزيز) آخر ازواج امه اللى مات بعدها بفترة قصيرة من شدة حزنه عليها..بترفض أمها الزواج لأنها بتشوف فيه وجه غريمتها اللى سرقت منها جوزها لحد ما تحت الضغط والإلحاح تقرر تخطبها له..بتعرف نفسه فترة قصيرة من السكون النسبى ..بعدها لقاءه بالموت بيتجدد بس المرة دى بالتصوير البطيء..بتذوى عروسته قدامه و تنتهى و تموت..سكون و صمت..

 

صدمة الموت وتبدل الحال..من حركة لسكون..من جمال لشىء ينفر منه الجميع ويحاولوا يداروه قبل ريحته ما تطلع...وفى نفس الوقت تجدد إحساسه باحتقار الحارة كلها له..بيبدأ رحلة انتقامه لأمه من الحارة..بيجمع ثروة بعد ما أبوه بدد جزء كبير منها على البوظه..و بيخطف الفتونه فى لحظة و يعلن عن نفسه كقوة لا يستهان بها..ويغزو الحارات واحدة ورا التانيه..اعصار محدش قادر يوقفه..ورغم عدم التزامه بعهد عاشور الناجى الكبير فى عدله ..إلا انه بيحفظ للحارة أمانها ويصبح أهلها سادة بين الحوارى المجاورة...ومحدش بقى يقول جلال ابن زهيرة..بقى الفتوة جلال سيد الحارة..

 

ورغم كل دا..بيفضل يطارده شبح الموت..ان جماله وقوته حيتبددوا فى يوم ما....بيفضى بالسر ل (زينات الشقراء) بائعه الهوى وعشيقته ...بتفكره بقصة (شمس الدين الناجى) ذو الشباب الدائم..لكنه مش بيقنع بيها..هو مش عايز يموت..جلال بيقسم أنه يهزم الموت..يطارده ويتحداه...بيروح للعرافين و يطلب منهم الخلود ..ازاى! يتحد بالجن..يتنازل عن ملك بيت كبير...و ينعزل عن الناس فى الظلام لمده سنه..و يبنى مئذنه فى الخلاء ..عشر طوابق كاملة فى وسط الخرابه..بس من غير مسجد..

بينفذ الطلبات..ويخرج منها عنده ثقة أنه هزم الموت خلاص..يطلع لقمة مئذنته الغريبة و يبص للسما..و يتملكه إحساس غريب..انه خالد..فوق كل البشر الفانين اللى بيبص لهم من فوق كحشرات....

بيقرر يتجوز واحدة من بيت أصول..وهنا بتقرر عشيقته انها تمنع الجوازة..بتدس له سم فى الخمرة وبيشرب منها لحد ما احشاءه تشتعل بنار غامضة...هنا بتقوله زينات الحقيقة وانه شرب من السم ما يكفى لقتل فيل..فما كان منه إلا انه استهزأ بيها...هو واثق انه مش حيموت....يخرج جلال وهو بيتطوح لحد حوض شرب البهائم...بيحاول يشرب منه ويطفى نار احشاءه..لكنه بيموت..و يترمى نصه الأعلى في حوض البهائم و نصه السفلى فى فضلاتهم...

وتفضل مئذنته الشاذة الغريبة..بناء متعجرف أرعن مجنون عديم الجدوى...كلفه ماله وعقله ...بناء متغطرس كصرح هامان...اتبنى عشان صاحبه يطاول الإله بشكل ما..و انتهى بصاحبه للجنون والموت..

 

جلال هو قصة ما يفعله الخوف من الموت بالحياة..أزاى انسان يموت وهو عايش..خوفا من الموت...كان ممكن يعيش مبسوط بثروته وقوته وجماله سنين طويلة قبل ما يدركه الفناء..وساعتها حيكون الموت يوم..لحظة..لكن خوفه من الموت سلب منه حياته..والحقيقة انه مات وهو عايش من يوم ما دخل اختياريا فى الظلام لمده سنه..

 

مئذنه جلال دى حدوته تانيه..بجد كل ما أعدى عليها فكرة انها المقابل لصرح هامان مش بتفارقنى..تطاول و اغترار بالذات وطلب ألوهيه ..حتى وهو طالع يقف على قمتها مش بأقدر أشوف غير فرعون موسى وهو طالع عنده أمل يشوف إله موسى عليه السلام..حتى بعد وفاته بتفضل فى الحارة الكل خايف يقرب منها خوفا من الجن الساكن فيها..وبتنتهى كمأوى للأفاعى والعقارب ونذير شؤم بيطل على الحارة..ويتحول جلال الناجى الفتوة الاسطورى لجلال المجنون صاحب المئذنه ..

 

  لو كان جلال الناجى قرأ "انقطاعات الموت" لخوزيه ساراماغو..كان فهم ان الموت مش وحش أوى كدا..هو بالنسبه للعاقل ما هو إلا (المغامرة القادمة) كما قال بروفيسور دمبلدور..فى انقطاعات الموت وفى بلد ما الناس فجأة مش بتموت..حالة ايفوريا وقتية بيتبعها حالة ذعر من الأبدية..بتوصل فى الآخر لوجود مافيا بتسهل هروب سكان الدولة دى لبلد تانيه عشان يقدروا يموتوا فيها عادى..الموت ما هو إلا التوازن الضرورى للحياة وإلا كان زماننا بنقطع بعض أكتر ما حنا بنقطع بعض... 

 

كل اللى نقدر نعمله قصاده أنه مياخدش مننا أكتر من يوم حضوره..ويوم ما ييجى ياريت نبقى مخلصين المهام اللى ورانا...عاملين الواجب ....أو على أحسن تقدير مش سايبين أسئله إجبارى ولا مفوتين واجبات أساسية...نمشى واحنا واخدين ختم mission accomplished.. و ندعى أن ربنا يتجاوز عن ما تركناه من واجبات..كسل أو تقصير أو ضعف بشرى نتمنى أنه يتجاوز عنه برحمته...

اما العيال الفاشلة بتاعه الحياة عبث ما دمنا حنموت...دول يروحوا يقعدوا فى مئذنه جلال الناجى..يقفلوا على نفسهم هناك....يهدروا حياتهم قبل الموت ..و يموتوا نصهم عايم فى فضلات الحيوانات..

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

679 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع