هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • طبيبة نساء كفر الشيخ علي حق رغم ..
  • لماذا الإلحاح على قبول المثلية الجنسية في بلادنا ؟
  • ندوب الروح
  • للنساء فقط 
  • جريمة في معسكر الكشافة "حلقات الموقع الأسود"
  • كلمة نون
  • السر في الصحبة
  • طب م تيجي نمشي تاني
  • الموت.. القانون إلهي
  • دعوتك عشقي السرمدي
  • آه من الشوق
  • أدوية قد تسبب الجفاف في رمضان
  • لي الغزل ولها الخجل..
  • اتعالجوا انتم مرضى
  • لسن بنات مصر
  • مرتاح فيكى
  • الحاجة الحلوة فى أنا
  • بيت السكة الحديد
  • كوني صريحه..
  • يا كام مربع علي موال
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة شريف ابراهيم
  5. في انتظارك
في هدأة الليل وأنا ألتحف بلحافي لأقي نفسي وطأة البرد القارس ونغزاته، تذكرتكَ على الفور، واشتقت إليكَ، وأخذني الحنين إلى تلك البقاع خالدة الذكر ودفئها، وآثار خطانا عليها. لم أُرِدْ شيئاً سوى رؤياك! كنت في حالة استثنائية تستدعي حضورك، لأقص عليك قصة القمر الذي غاب بنوره، والشمس التي لم تشرق كسابق عهدها، وددت أن أُذَكِّرك بضحكات ذلك الصغير الذي التقيناه معا أمام حديقة بيتنا. لا أنسى إطلالة وجهك وأنت تداعب براءته وتقول له: ما أجملك! هل تعلم بأنك جميل؟ وأنني لأول مرة أذوق طعم الجمال، وسُرت عيني حين التقيتك الآن.
لم يستوعب الطفل كلامك آنذاك، واكتفى بعقد حاجبيه الصغيرين ودهشة تكسو ملامحه البريئة، فاحتضنتَه وقبلتَه على جبينه، ثم فَزعت من نداء أبيه عليه بصوت عال أخافه، وقتها بكت عيونك كما لم تبك من قبل، ورأيتُ في عينيك نظرة قاتمة، ألقت بسحبها على الجمال الذي استشعرَتْه نفسك منذ لحظات.
أرغب في أن أقول لك: إن البحر الذي لامست مياهه جسدينا ضاق اتساعه، وتلاطمت أمواجه من بعد هدوء، وإن الكون الفسيح الذي كنت تتغنى برحابته قد امتلأ عن آخره، وإن ذلك الرجل الذي زارك ليسلم عليك بعد مرورك بوعكة صحية، لا لشيء سوى الاطمئنان عليك، أُخبرك بأن حالته الصحية قد ساءت الآن وأنه اشتاق إلى حضورك مثلي كي تمنحه نقاء إحساسك.
أحببت أن تأتي بجانبي ونلتحف معا، اُضمك وتضمني، وأملأ عينيّ بك، وأغتسل بنبضات قلبك وهي تدق لي وحدي. لم تكن بيننا مسافات تحددها جغرافية المكان، كان الطريق ممهداً. أيقنت لأول مرة أن التاريخ قد أُعيدت صياغته من جديد على يديك الطاهرتين، وأُرّخت أحداثه بصدق شديد دون زيف. أنت صانع التاريخ الحق، أليس اشتياقي إليك يسجل حقائق تاريخية! اعترافي لك، وشهادتي منك، وقناعاتي التي آمنت بها كنت أنت فارسها المغوار الممتطي جواده.
أطلت الغياب فغابت نفسي، بعد كل هذا التقارب هل تعلم أني ابتعدت عنك، ويدك ممدودة تلامس روحي التائهة، تلك اليد التي أتوق إليها لتدلني إلى مقصدي وغايتي فتبث في الحياة.
كن بخير؛ ليأتيني الخير.
كن ومضة في غمضة عيني الغافلة، كن نسيماً للحرية يزيح عني الخوف من قيدي.
فك أسري، وتعال شاركني هذا العناء حتى أسدل الستار، فساعة النهار قد حانت، وآن الأوان لأن أنزع حلمي بالوصول إليك، وكفى بي أن أقتفي أثرك.
أردت فقط إخبارك بأن ملامحنا قد بهتت ولم تعد تشبه أرواحنا.
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1004 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع