لا أكون مبالغة إذا قلت : إن العمل الدؤوب لأجل ترسيخ فكرة قبول المثلية الجنسية في بلادنا ( عمل قوم لوط ) أصبح بمثابة غزو فكري جديد يغزو بلادنا بلا استحياء ، أو على الأقل هناك محاولة دءوبة لتحييد الموقف تجاه هذا السلوك البشري الشاذ المرذول ، إذ يكفي لدى القائمين على صناعة هذا الغزو أن تؤمن شعوب العالم الثالث بأن ذلك السلوك المروج له ليس شاذا ولامرذولا ، ولايصح وصفه بذلك ، وإنما هو نزوع فطري نحو الجنس نفسه ، أصحابه أو صاحباته جميهم غير مسؤولين عنه ، هكذا خلقوا ، فما ذنبهم إذن ؟
وطبعا يتم هذا الترويج في ضوء تقدمة كبرى روج لها المأجورون في بلادنا ضمن ملف الحريات ، فكل إنسان حر في جسده ، كما هو حر في معتقده وسلوكه وانحلاله وتبذله ..الخ
أما عن محاربة الأديان للمثلية باعتبارها انحرافا عن الفطرة والطبيعة ،فيقولون بأن الأديان استجابت لقناعات النظام القبلي الذي كان يبغض هذه العلاقة ، لأنه كان يرغب في تكثير النسل استعدادا للغارات والغزو ، أما الآن فلم يعد تكثير النسل هدفا ، بل صار شيئا مرعبا ومخيفا مع توالي موجات التصحر ونقص المياه وشح الموارد الخ
أي إن المثلية صارت وبقدرة قادر حلا لمشكلات الكوكب ومعاناة الإنسان عليه حاليا وفي قابل الأيام !!!
وقد اتخذ هذا الترويج فنونا تستهوي قطاعا كبيرا من الشباب ، أزياء غير مألوفة ، ونقوشات مشمئزة على البدن ، وأقراطا على هيئة معينة في الأذنين أو في أذن واحدة ، ومشيات ووقفات وأصوات مخنسة ، وتسليط الضوء على شخصيات مثلية مشهورة ..
باختصار ، أينما التفت تجد ترويجاً وفي الوقت نفسه تجد هجوما قوياً على كل من ينتقد المثلية والمثليين ؟
والسؤال : لم كل هذا ؟
أمن أجل الحريات فعلا ؟
كم انت مظلومة أيتها الحرية !!!
كل أذى ينتهك باسمك ،وكل غزو ، وكل تشريد ، وكل تجويع ، وكل قهر وكل استبداد وكل صادم للفطرة والحياء…..
انظر إلى الحريات التي تعلو نبرتها الآن ؟
حرية الارتداد عن الدين ، حرية التعري ، حرية التخنث ، حرية التحول الجنسي ، حرية المساكنة ، حتى وصلنا إلى حرية السطو على الأوطان بالكامل وتهجير أهلها منها ….
ودعونا نعود إلى موضوعنا ، لماذا المثلية ؟ والجواب : لأننا إذا قبلنا هذه الانتكاسة الفطرية باسم الحرية سهل علينا قبول سائر الانتكاسات التي يراهن عليها أعداؤنا الآن ، بأنها سوف تكون هي القاصمة لنا وبأدنى ثمن .
للإباحية والمثلية إذن أبعاد سياسية ومؤامرات كبرى تديرها الصهيونية العالمية وأبواقها في الشرق والغرب ، إنها نوع من السيطرة على الشعوب المسلمة التي يشكل الدين كل وجدانها ،ومازال مصدرا لقوتها وتماسكها وصمودها .
فهل صمد أهل غزة هذا الصمود المبهر إلا بالدين ؟
أعود فأقول : ماالترويج للمثلية في بلادنا إلا ستارا لما هو أمر وأنكى ، فهل نحن واعون ؟
وبعيدا عن التدبير والمؤامرات أقول : مافشت هذه الفاحشة قط في قوم إلا أهلكتهم .
انظر إلى عقاب الله تعالى للمثليين من قوم لوط :
بسم الله الرحمن الرحيم " فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وماهي من الظالمين ببعيد"
نعم حقا وصدقا " وما هي من الظالمين المنتكسين فطريا وسلوكيا ببعيد .