لا تعاتبني حبيبي ولا تُكثر العتاب
فكثرة العتاب أحيانًا تولِّد الجفاء
واحذرني حبيبي في غضبي
ففيه أكون كالبحر بأمواجه الهوجاء
لا تنظر إليّ هكذا، لا تجرح ما تبقى لي معك من كبرياء
أشعر أنك عني تبتعد، فماذا فعلت، وماذا اقترفت من أخطاء
كي توجه لي كل هذا اللوم، وكل هذا الادعاء؟
فهل ذنبي أني يومًا هويتك ولم أحب سواك
وجعلت وجهي دائمًا جسرًا للآهات وللبكاء؟
لقد أصبحت أخشاك، نعم أخشاك
فهل ألوم نفسي، أم ألوم القدر، أم ألوم عينيك
لأنها قابلتني بعدما نويت الهروب من كل الشِباك؟
لكني وقعت في شِباكك ولم أملك إلا أن أهواك
فلماذا تلومني على أشياء بلا إمضاء؟
لأنها ماتت منذ أن رأيت وجهك
ونطقت اسمك، ولمست يديك
ولم يعد في عالمي وجودٌ لشيء سوى عينيك
فهل تريد قسمي على ذلك؟
فإليك قسمي لعله يبين لك طريق هداك
وربي، إنك كل عالمي
وكل ما أرجو أن يتبقى معي
وإن كنت لا تصدق كلامي
فصدِّق أدمعي
صدِّق آهات أخرجتها بآلامٍ من أضلعي
ولا تعاتبني عما كان، إنه كان قبلك بزمان
كان سيلًا من عذاب
فلا تكن أنت أيضًا بعيدًا عني
كبُعد الأرض والسحاب
أريدك أن تكون حرفي، لغتي
عنوانًا لي على كل باب، دنياه أحلام
إن أحسست أني في الواقع لا أستطيع الحياة
واحةٌ أمان، نهرًا وآمال
شاطئًا لا أرحل منه قبل أن تطهِّر عمري
وتنقِّيه من خطاياه
وأعود بين يديك طفلة
لا تعرف شيئًا عن الزمان وأساه
أشعر معك الحنان
أشعر سكينة المكان
أشعر أن عدد الرمال
لا تكفي لقول حبيبي
لو قلتها لأعوام تِلو أعوام