ما هذا الرحيل، وإلى أين الرحيل
وإلى متى رحيلك عن دنيتي؟
كيف تسافر وحدك وأنا ها هنا
ولمن ستقول بعدي حبيبتي؟!
فحبيبتك دامعة العينين
وفؤادها جريحٌ، فمن سيداوي مهجتي؟
فعلى غِرار نور عينيك كنت أحيا
فمن سينير الآن شموعي لأكمل قصتي؟
أراك وحيدًا في الأرض البعيدة
وكلما ناديتك يُخرس النداء دمعتي
فاعلم أني دونك أختنق
فهل تمد يديك لتنزع قيود العالم من رقبتي؟
أعلم أن الحياة لن تتركنا نلتقي
فهل كان حبي لك هو سر خطيئتي؟
أحببتك، وأضعت العمر معك، ومضى الزمان
وخط بيده السنين على وجهتي
وعندما سألته أن يتركني
قال لمن سأتركِ وردتي!
فصدقني لم يعد شيء
في هذا الكون يخيفني
بعد رحيلك لم يعد شيء
في هذا الكون يشدني
حتى الدموع، وإن كانت
حقًا وصدقًا لم تعد تهزني
لم أعد كما كنت
فالأفراح والأحزان تساوت منذ تركتني
فلقد أخذت مني الكلام والأحلام
وغربت وراءك الروح وغرَّبتني
فلماذا رحلت وقسمت الحياة أمامي
وقسمت العمر وقسمتني؟
فجزءٌ يريد أن يعيش لينتظرك
وجزءٌ يريد الموت بعد أن هجرتني
ألم أعد أساوي شيئًا لديك
فكسرت دنيتك ومعها كسرتني
والغريب، بل العجيب يا حبيبًا سقاني الظلم ومنه أذاقني
أني لا ألومك لحظة، ولا أشعر أنك ظلمتني
فهل العدل أن تقتلني وأظل أحبك برغم كل ما فيه أوقعتني؟
فهل العدل أن يجري القلب عليك إن ظن خيالًا أنك ناديتني؟
فهل حقًا وعدلًا أن تسكنني.. أن تحتلني؟
وبعد أن أضعت مني الروح والعمر وأضعتني
وأن يظل القلب فاتحًا بابه قائلًا
أينما عدت ومتى عدت ستجدني؟
وأن يظل القلب يناديك
يا حبيبي عد إليّ
فالدنيا لم تعد تساوي شيئًا لديّ
فحبك يسكن في دمائي
فكيف سأغير دمي وأعيش بلا مقلتي؟!