تبدأ أحداث الحكاية عام 1984 شهر أبريل يوم
الجمعة وكانت درجة الحرارة معتدلة ومع شروق
الشمس والعصافير تزقزق تعلن بداية طلوع
نهار جديد
وههنا اختلط صوت العصافير مع بكاء كان آتيا من
شقة الاستاذ حلمى وهو بكاء طفلة جميلة تعلن هى
أيضا خروجها الى الحياة مع بداية نهار جديد وكان
يحملها أباها الاستاذ حلمىووجهه محمرا من شدة
الفرحة وأمسك بالصغيرة وأذن فى اذنها ونظر الى
وجهها الصغير العابث كأن مرسوم عليه علامة
استفهام واستفسارلماذا هى هنا؟ ومن أخرجها
من بطن أمها التى تعتبره بيتها التى اعتادت عليه
طيلة 9 أشهر
فنظر اليها والدها وقال لها وهو يحدثها سأسميكى
حياة لتكونى حياتى المفرحة وعيناه ممتلئتان بالدموع
فهى طفلته الأولى بعد صبر 15 سنة لم يطعمه الله غير
تلك الفتاة ونظر الاستاذ حلمى للمرآة ووجد شعره مبيضا
فهو بالغ من العمر 40 سنة وسأل ابنته هل سأعيش
ياحياة وأراكى وأنتى تكبرين وهل سأفرح بيوم زفافك
وانتهى ذلك اليوم وبيت حلمى مملوء بالفرحة
التى لم يعتاد عليها من قبل
ومرت الأيام ومرت سنين وسنين وكبرت حياة وانتهت
من دراستها بالثانوية العامة وكانت مقبلة على المرحلة
الجامعية فقررت أن تدخل كلية الصيدلة بعد حصولها
على مجموع عال فى الثانوية
فكانت حياة فتاة مجتهدة فى دراستها وأيضا فى
لعبة التنس فهى بطلة مصر3 مرات ودخلت
حياة كلية الصيدلة وتخرجت حياة وهى حاصلة
على تقدير جيدجدا وأتعينت معيدة بجامعتها
وكانت حياة فتاة محبوبة من قبل زملائها بالعمل
وبالدراسة فهى مثال للفتاة الملتزمة المحبة
لغيرها المعطاءة دون مقابل والمثقفة
ويوم من ذات الأيام كانت حياة فى بطولة
مصر للتنس وكانت كل الأنظار حواليها وأملهم
كبير بحياة.فنظرت حياة الى عيونهم ورأت فيها
شدة لهفتهم للفوز ولكن فى هذه اللحظة شعرت
جياة بصداع رهيب وزغللة فلم تتمالك نفسها
وسقطت على الأرض وتم نقل حياة الى المشفى
بسرعة وفحصها الطبيب ليكتشف الخبر الصاعق
وهو مرض حياة بالسرطان
تقبل والدها الخبر بذهول ولكن كان النقيض تماما
لحال حياة عند استقبالها للخبر فقالت"ان لله
وان اليه راجعون" فهى مؤمنة بقضاءالله
ثانى يوم"_(المشفى):
مليئة بالورود ومليئة أيضا بجمهور حياة
الذى جاء من جميع المحافظات للاطمئنان
على بطلتهم
فى غرفة حياة: حياة ممدة على السرير ويقف
حواليها أبيها وأمها وبعض من أقاربها وأصحابها
والجميع عيونه ممتلئة بالدموع فنظرت حياة
اليهم وهى مبتسمة قائلة"أنى لا أخشى الموت
لأنى عملت حسابه والحمد لله وتفكيرى فى الموت
هيضيع على رؤية كل هذا الحب فى عيون محبينى
ونظرت الى أمها وقبلت يداها وقالت لها لا تبكى
ياأمى رجاء ونظرت الى أبيها وهى تمازحه
أنسيت قولك لى دائما أنتى حياتى أتريد من حياتك
أنت تغضب منك"فأبتسم أبيها ولكن كان بداخله نار
وخوف على ابنته الوحيدة وشريط ذكرياته معها
يمر من أمامه يوم ولادتها أول كلمة نطقتها وهى
بابا أول يوم وهو يوصلها الى المدرسة وأول مضرب
تنس قام بشرائه لها لنجاحها فى الابتدائى
وأول كتاب قرأه لها عندما أصبحت فى سن
المراهقة وتعى كل شئ فكان يقرأ لها روايات
شكسبير ونجيب محفوظ وكتب فرويد فى علم
النفس وغيرها لينمى عقل ابنته فهى كانت
كل حياته فعلا كل هذا يدور بذهنه ودموعه
منهمرة وهو يدعو الله بأن يشفى ابنته
الوحيدة
ومر حوالى عشر أيام وفى صباح يوم الجمعةفارقت
حياة الحياة.وهى تاركة لنا قدوة حسنة وشعار
جميل(بين الحياة والموت خيط رفيع ينقطع
حينما يتنهى الأجل فعش حياتك وأعمل
لأخرتك كأنك تموت غدا)