هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • أوهموني..
  • لا تقلق يا قمري
  • المتلاعب نفسيا بطبعة
  • محاكاة 
  • مواجد
  • لو قبيحة .. شبيك لبيك
  • أتعلم تكون أنانى 
  • على كتف أبي معلقة ..
  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د. زينب ابو الفضل
  5. هل تكرس السنة النبوية لنظام الرق وتكفر العبد الذي يهرب تخلصا من العبودية ؟  (1)

 بداية أقول : 

مخطيء من يظن أن تجارة العبيد قد اختفت من العالم الحديث ، فحسب الإحصائيات لاتزال توجد عدة دول من بينها دول كبرى كالصين والهند تمارس هذه التجارة ، ويكفي أن نذكر الجميع هنا بما عرف بفضيحة العبيد في الصين عام ٢٠٠٧ والذين كانوا قد تعدوا الثلاثة ملايين إنسانا .

هذا بالإضافة إلى نظام العبودية المقنعة الذي تمارسه العديد من الدول التي تجتلب العمالة من الدول الفقيرة بموجب نظام خدمة المنازل لديها ، وكذا نظام الكفيل الذي قد يستذل فيه الإنسان العامل ويبتز ، ولأقصى درجة ممكنة .

كما لاتزال أسواق النخاسة بصورتها الحديثة موجودة فيما يعرف بتجارة الرقيق الأبيض التي تهيمن عليها دول عظمى حول العالم ، الأمر الذي فرض نفسه على ساحة الاهتمام العالمي ، لاسيما مع انتشار الفقر والكوارث الطبيعية وأزمة الغذاء العالمي ونحو ذلك . 👇👇👇👇

 

وبهذا الشأن ورد إلى الصفحة هذا السؤال——————————————————

من باحثة في إحدى الجامعات الكندية في رسالة مطولة ، و سأحاول اختصارها بما لايخل ، تقول السائلة الباحثة: 

 

مجال تخصصي هو الصحة الدولية ، وأحد مواضيعي البحثية يدور حول الاتجار في العبيد عبر المحيط الأطلنطي ، وتبعات النظام الرأسمالي على المنظومة الصحية للأقليات العرقية …

ثم تقول : قادني تخصصي إلى البحث وإعادة النظر في تجارة العبيد الأفارقة عند العرب ، وكنت متحمسة جدا للتطرق لهذا الأمر من وجهة النظر الإسلامية ، وبالبحث والنظر في بعض الدراسات الموجودة وجدت أمامي إشكالا في فهم بعض المرويات الواردة بهذا الخصوص يتطلب توضيحا ..

منها ماروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

 " إذا أبق العبد من مواليه فقد كفر "

 

وفي رواية " إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة ، وإن مات مات كافرا " وكلاهما عن جرير بن عبد الله البجلي .

 

ورواية أخرى " أيما غلام أبق ضربت رقبته " 

ومعلوم أن الآبق يعني الهارب من سيده ، من أبق بمعنى : هرب .

 

تقول الباحثة سؤالي هو : كيف أحل رسول الله صلى الله عليه وسلم دم العبيد هكذا لمجرد طلبهم للحرية؟ لاسيما وقد ورد حديث معناه أن من قال لعبده أنت حر إن شاء الله ؛ أعتق لأن الله يشاء العتق " 

فاذا كانت مشيئة الله هي العتق ، فكيف يكفر صلى الله عليه وسلم عبدا يحاول أن يتخلص من عبوديته بالهرب أو يهدر دمه؟ 

 

ثم تقول : ناقض هذه الأحاديث كذلك تبويب مسلم للحديث الأول الذي قصره على حالة هروب العبد إلى بلاد الكفر ، وإن كانت كتب الفقه تحكم بكفر العبد الآبق والمستحل له مطلقا سواء أكان قد هرب إلى بلاد الكفر أم إلى غيرها .

-وهذا في تصور الباحثة معناه : أن من ساعد العبيد في حركات تحررهم فهو كافر كذلك ، استنتاجا منها أو تخريجا على حكم الفقهاء بكفر العبد الآبق والمستحل له-

 

وفي النهاية تقول : رسالتي تتناول حركات تحرير العبيد في إفريقيا الوسطى وهروبهم من أمريكا إلى كندا بعين الرضا في سبيل تحررهم ؟ أريد حلا لهذه الإشكالية … 

 

 الجواب : 

 

بداية أشكر الباحثة على هذا الاختيار الإنساني الموفق لموضوع بحثها ، ثم في سعيها الدءوب وحفرها العميق في موضوعها حتى يكتمل بالوقوف على وجهة النظر الإسلامية الحقيقية في هذه القضية ، مع أنها قد تكون في غنى عن هذا العناء بطبيعة تخصصها ، ولكن أمانة البحث والشغف العلمي إذا لامسا قلب الباحث أتعباه وأجهداه وأسهراه ، ولكنه السهر اللذيذ الذي هو ألذ من وصل غانية وطيب عناق ، كما أنشد الشافعي رحمه الله .

 

ثم أقول : هذا موضوع يطول الحديث فيه جدا، فهو يحتاج إلى بحث علمي مكتمل حتى تتجلى فيه الصورة واضحة ، ولكني سأحاول قدر الإمكان وضع إضاءات للباحثة تساعدها في الوصول إلى بغيتها ، وعساني أن أوفق بإذن الله .

وأبدأ بإلقاء الضوء على موقف الشريعة الإسلامية من قضية تحرير العبيد بشكل عام ، فأقول : 

جاء الإسلام والعالم كله يسترق الإنسان ويستعبده، وكانت الحروب هي النبع الذي لايجف في تزويد المجتمعات بالأرقاء ، بل وربما كانت تخاض الحروب لهذا الهدف تحديدا .

والإسلام لم يشأ للإنسان أن يستذل بكل أنواع المذلة وصورها ، وأشدها بلا شك : الرق والعبودية ، لذا عمل منذ البداية على التخلص من هذا النظام لابنقضه دفعة واحدة ، فهذا ليس بخيار فاضل حتما في ظل نظام عالمي وقتها كان المسلمون يمثلون جزءا منه وليسوا كله بالتأكيد …..

نعم ... تخلص الإسلام من نظام الرق ولكن بطريقة تدريجية حتى لايتخلخل النظام العام للمجتمع ، وذلك عن طريق خطوات اتبعها في سبيل التخلص الكامل من هذا النظام اللاإنساني على الإطلاق .

أبرزها : 

———-

-التوحيد الذي هو جوهر الاسلام بما يتضمنه من معان جوهرية في إخلاص العبودية لله واليقين به وصدق التوكل عليه ، وهذا وحده كاف للتخلص من كل أشكال وصور العبودية لغير الله تعالى .  

-إعلان القرآن الكريم أن الكرامة الإنسانية حق مكفول لكل إنسان عبدا كان أم حرا ، مشركا كان أم مؤمنا ، حيث قال الله تعالى نصا " ولقد كرمنا بني آدم " هكذا على العموم ، لذا وجب على الناس جميعا أن يتعاملوا مع بعضهم كإخوة في الإنسانية مهما اختلفوا وتباينوا فلا فضل لإنسان على آخر إلا بالتقوى " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " 

-قرر الإسلام في نظام الكفارات -تخلصا من الإثم الذي يقع فيه المسلم - أن تبتديء الكفارة في الغالب بعتق عبد ، ثم ينتقل المكفر إلى الصيام أو الإطعام أو الكفارة المالية . 

- كما ندب الإسلام إلى تحرير العبيد بشكل عام ، فمن أعتق إنسانا لوجه الله : أعتقه الله من النار" فلا اقتحم العقبة وماادراك ماالعقبة فك رقبة "  

-أعلن الإسلام أن كفارة الإساءة إلى العبد أو ظلمه تكون في عتقه، بأن يقول له سيده " أنت حر لوجه الله تعالى " 

- ندب الإسلام إلى نظام المكاتبة ، وهو عبارة عن عقد مكاتبة بين العبد وسيده على قدر من المال يتفقان عليه ، ثم يدفعه العبد على عدة أقساط نظير عتقه، يعني يصير بعدها حرا .

- أفسح الإسلام للعبيد المجال للعيش بكرامة في المجتمع ، ولأن تكون لهم مكانتهم العالية في قلوب الجميع ، بل وربما ينالون من المكانة مالا يناله الأحرار ، ويكفي ماكان لسيدنا بلال رضي الله عنه من عظيم مكانة ، حتى إن عمر رضي الله عنه الخليفة ليقول في حقه " أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا" يعني بلالا ، لأن سيدنا أبا بكر رضي الله عنه هو من أعتقه .

- عظم الإسلام من حرمة النفس الانسانية حتى جعل مقصد حفظ النفس يعتلى أولى مراتب مقاصد الشريعة ، والذي يعني حفظ كرامتها من الأذى والاستذلال ، إلى جانب الحفاظ على حياتها . 

- ضرب النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه المثل الأعلى في حسن تحرير العبيد ، حين تزوج صفية بنت حيي رضي الله عنها ، وكانت بموجب قانون الحرب أمته ، فأعتقها صلى الله عليه وسلم وتزوجها ، ثم ندب المسلمين جميعا إلى هذا المسلك بشكل عام ، فقال :

" أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها وأحسن تعليمها ، وأدبها فأحسن تأديبها ، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران "

 

هذه هي أهم الخطوط العريضة التي تبين منهج الإسلام في تحرير الإنسان من الرق ، والتي بمقتضها كان أسرع الأنظمة تخلصا من هذا النظام اللاإنساني الآثم .

وهذا يعني أن الشريعة الإسلامية قد نظرت إلى نظام العبودية على أنه مشكلة عقائدية إنسانية تناقض التوحيد وشريعته العادلة ، كما تناقض مفهوم الإنسانية ومتطلباته بشكل عام ، وهذا المعنى العميق لم تفطن إليه المواثيق الدولية وحتى الآن .

ويكفي أن توجد في القرآن الكريم هذه الآية " أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " 

وقتل الإنسان هو استعباده قبل أن يكون بإهدار دمه ، وحياة الإنسان هي حريته بلا شك . 

 

والآن جاء دور تناول المرويات الواردة في السؤال ، والتي قد تبدو متناقضة مع هذا الذي قرره الإسلام بالتوضيح الذي سبق …..

 

يتبع في المنشور التالي بإذن الله .

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1010 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع