أكثرنا يعيش هذه الحياة الدنيا وهو لايدري أنه لايزال يعيش داخلها لاخارجها ، فاليوم ينقضي إثر سابقه ثم الشهر ثم العام وهكذا حتى يخرج أحدنا من الدنيا ، وهو متحسر على عمره الذي تسرب منه وهو غافل وكأنه مالبث إلا يوما أو بعض يوم .
شيء مأساوي حقيقة !!!
حاول أن تصطحب نفسك - ونفسك فقط - بعيدا في رحلة تعرج فيها بروحك إلى حيث تسكن وتهدأ وتطمئن وتخشع وتتطهر وتحلق مع الملائكة الكرام البررة ….
ابتعد عن كل مصدري الطاقات السلبية من البشر ، المحبطين والمثبطين والمبغضين والحاسدين والمنافقين وأعداء النجاح ومن على شاكلتهم .
حاول أن تطيل أمد رحلتك قدر وسعك ، وتأكد أن الدنيا لن تنتهي بك إذا ماغادرتها أنت باختيارك إلى حيث تطمئن نفسك الكادحة وترتاح ، ولكنك أنت الذي سوف تنتهي حتما إذا لم تفسح لنفسك - وبشكل دوري - وقتا كافيا لهذا الارتحال بعيدا عن حياتك الضاغطة ، وروتين عملك اليومي، وآلامك التي تبيت معك حيث تبيت ، وترحل حيث ترحل .
وألفت هنا إلى قوله صلى الله عليه وسلم " لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب "
نعم ، السعي على الرزق عبادة ، ولكن أن يتحول هذا السعي إلى طاحونة عمل لاتنتهي يذهل معها الإنسان عن حق نفسه عليه في أن يعيش هذه الحياة مستمتعا بأنه لايزال فيها حيا يرزق ، فهذا هو الموت بأرخص ثمن .
وقطعا لن يكون نصيب في الآخرة لمن عاش الدنيا وهو مغيب عنها مقبور فيها ، لم يدرك أن الحمد والثناء على الله يجب أن يتحول إلى نبضات قلب واع بمعنى " الحمد لله رب العالمين " ثم إلى طاقة عمل وبذل سيرا على درب آل داوود عليه السلام "اعملوا آل داوود شكرا "

والحقيقة أن أكثرنا ماض في طريقه إلى هذا المصير وهو لايدري .
وماأجمل هذا القانون الإلهي في تحقيق سعادة الدارين :
"وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولاتبغ الفساد في الأرض إن الله لايحب المفسدين "