ابنتي..

أنتِ عند الخلاف خُلُقٌ، وليس قلبًا يذوب في حِسه ويتبعه، أو عقلًا يتسلط بصلابته وجموده ظنًا منه الاستقامة؛ فيكسرك. كوني خلقًا لا يميل، ولا يُداهن، ولا يتزلف، ولا يطغى، ولا ينطلق بلسان الإمعة؛ حتى لا تشقين بقلبك وفعلك طيلة الحياة، فإن كنتِ أحد طرفي الميثاق أو الصلة؛ فاقبضي على الفضل الذي كان، والبر الذي عليه قلبك يحيا. وإن كنتِ عابرة على اثنين الجفاء ثالثهما، فكوني مشكاة ينساب منها النور، ظاهرها من قبله القوة، وباطنها فيه الهدى..

كالنور كوني لا النار، تهدي.. لا تحرق، حين يفيض سناها على الآخرين، يروا في وجهها سبل الاستقامة والنجاة، وليكن هدفك وقصدك الأول والأخير هو (الله) لا الناس، واعلمي حبيبتي أن الزَبَد مهما طال مكوثه سيذهب جُفاء تذروه أي رياح غدرٍ ماكرة، وأما ما ينفع النفس، ويُقيم اعوجاجها سيمكث في القلب، ويجعل له في الروح نُزُلا.