arhery heros center logo v2

           من منصة تاميكوم 

آخر المواضيع

  • أنواع النكاح في الجاهلية | 21-07-2024
  • المطبات الجوية و أنواعها | 11-07-2024
  • أنواع و وظيفة المراقبين الجويين للطائرات | 26-06-2024
  • كيف يتفادى الطيار المُقاتل الصواريخ جو/جو ؟؟!! | 24-06-2024
  • الحب يروي الحياة .. قصص حب | 17-06-2024
  • الفرق بين ليلة القدر ويوم عرفه؟ ! | 14-06-2024
  • معنى : "الآشيه معدن"  | 13-06-2024
  • الإعجاز في "فَالْتَقَمَهُ الحوت" .. و النظام الغذائي للحوت الأزرق | 21-05-2024
  • إعجاز (لنتوفينك) في القرآن .. هل هو صدفة ؟! | 19-05-2024
  • من قصيدة: شرايين تاجية | 15-05-2024
  • معجزة بصمة كل سورة في القرآن الكريم | 12-05-2024
  • كفكف دموعك وانسحب يا عنترة | 08-05-2024
  • الفارق بين الطيار المدني و الطيار الحربي | 02-05-2024
  • لماذا لا تسقط الطائرة أثناء الإقلاع ؟ | 21-04-2024
  • الجذور التاريخية لبعض الأطعمة المصرية....لقمة القاضي إنموذجاً | 25-03-2024
  • قصة مثل ... الكلاب تعوي والقافلة تسير | 25-03-2024
  • من هم الأساطير و من هو الأسطورة ؟ | 23-03-2024
  • قوانين العقل الباطن | 21-03-2024
  • نبذة عن مكابح الطائرة بوينج 787 | 20-03-2024
  • كيف تمنع ظهور محتوى اباحي و جنسي حساس 18+ على الفيسبوك بسهولة | 08-03-2024
  1. الرئيسية
  2. بريد الجمعة
  3. بريد الجمعة يكتبه: أحمد البرى .. العبرة فى النهاية

 

أفزعتنى رسالة «اليد السوداء» للرجل الذى أكل عمه ميراثه هو وإخوته بعد وفاة أبيهم، وما صارت إليه أحوال العم حتى طلب منه الصفح والغفران وهو على فراش الموت، ووجدتنى أكتب إليك حكايتى القاسية التى ندمت عليها أشد الندم، فأنا رجل أكملت سن الستين منذ شهور، وقد نشأت فى القاهرة لأسرة ثرية حيث كان والدى يمتلك مصنعا للمواد الغذائية، وأنا الولد الوحيد له، ولى شقيقتان، تزوجت إحداهما وطلقها زوجها بعد أن تأكد من عدم قدرتها على الإنجاب، بينما الأخرى لم تتزوج واستقرتا فى بيت العائلة، أما أنا فقد أسست بيتا مستقلا، وصارت لى حياتى الخاصة وارتبطت بفتاة من أسرة كبيرة، وسرعان ما انجبت طفلنا الأول الذى خرج إلى الدنيا مصابا بتخلف عقلي، ولا أستطيع أن أصف لك مدى حزن الأسرة كلها عليه، فلقد انطفأت فرحتنا، وحاول أبى التسرية عني، وساعدنى ماديا ومعنويا، وأخذنى إلى جانبه فى إدارة المصنع، ثم ترك لى مسئوليته بالكامل عندما تأكد من أننى شربت الصنعة كما يقولون، ثم رزقنى الله بولد ثان جاء سليما، ووجدت فيه التعويض الإلهى عن ابنى المعاق، وبمرور الوقت ضعفت حالة أبى الصحية، ولم يعد باستطاعته التحرك هنا وهناك لإنهاء الأعمال المتعلقة بالمصنع، فحرر لى توكيلا عاما بإدارة أملاكه والتعامل مع البنوك، وإجراء عمليات الشراء والبيع وفق ما أراه، وكبر ابناي، المريض ظل على حاله، ولايغادر حجرته أبدا، والأصغر التحق بالمدرسة، وتفوق فى الدراسة، وقد أنجبت بعدهما بنتين، وولدا، البنت الأولى جاءت مصابة بالتوحد، والثانية سليمة، ثم الولد الأخير الذى فشل فى الدراسة، وكان ابنى الثانى هو الوحيد الذى أكمل تعليمه الجامعي.

 

هذه هى الصورة العامة لأسرتى التى استقرت سنوات عديدة، وعشنا فى حب وتعاون وإخلاص، وكنت أرعى شقيقتىّ، وأحرص على ارضائهما وأقدر ظروفهما، وهما تريان كل من حولهما أقمن بيوتا ناجحة، وأنجبن الأولاد والبنات، أما هما فلا تغادران جدران المنزل، وقد اشتد المرض بأبى وأحسست أن أيامه فى الدنيا معدودة، فزين الشيطان سوء عملي، فوسوس لى أن أبيع لنفسى ممتلكات والدى سواء المصنع، أو الأموال المودعة فى البنوك التى نقلتها إلى حسابي، ولم يدر أبى بذلك ورحل عن الدنيا، ثم تبعته أمى قبل أن يكتمل عام على وفاته، ومرت شهور لم تحادثنى فيهما شقيقاتى عن شىء ثم جاءتنا إلىّ فى بيتي، وطلبتا ميراثهما من أبينا، فقلت لهما: ليس هناك أى ميراث سوى المنزل الذى تعيشان فيه، وأن المصنع الذى تتحدثان عنه ملكي، وأن أباهما باعه لي، فأقامتا الدنيا ضدي، ودعتا علىّ الله بأن يشتت شمل أسرتي، «ويقعده لى فى أولادي» على حد تعبيرهما، فلم أبال بدعائهما، وأكتفيت بأن أرسل إليهما بعض المساعدات إلى جانب المعاش الذى تحصلان عليه عن أبي، وكانتا فى أحيان كثيرة تعيدان إليّ ما أرسله إليهما، وتكرران جملة مازالت أصداؤها تتردد داخلى حتى الآن «الله لا يسامحك».

 

وبينما كنت ذات يوم فى طريقى إلى عملى مستقلا سيارتى الخاصة، فاجأتنى سيارة ميكروباص فى أحد التقاطعات، فاختلت عجلة القيادة فى يدي، ولم أدر بنفسى إلا فى اليوم التالى فوجدتنى فى حجرة العناية المركزة، وتطلب الأمر أن ألزم الفراش فترة طويلة، وتولى إبنى مهمة إدارة المصنع وعدد من الأعمال المشتركة مع بعض معارفي، ولم يكن ممكنا أن أتردد على البنك، أو أنتقل إلى المواقع المختلفة وفقا لما تتطلبه المعاملات المتعلقة بالشركات والمصانع، فحررت لإبنى الأوسط توكيلا عاما، ووثقت فيه، فهو الوحيد بين ابنائى القادر على الإدارة والمتابعة، وجاءنى من يخطب ابنتى السليمة، فوجدته شابا طموحا من أسرة ذات سمعة طيبة، فزوجتها له، والحق أنه كان عند ظنى به، فسعدت به، واستقرت أوضاعها معه، وأما أصغر أبنائى فلقد فشل فى الدراسة، ولم أفلح فى اقناعه بالالتحاق بأى مدرسة خاصة أو أجنبية، ويقضى معظم الوقت مع أصدقاء السوء.

 

وطالت فترات وجودى فى المنزل، وأحسست بمدى معاناة زوجتى مع ابنىّ المعاقين، الولد المصاب بالتخلف العقلي، والبنت المصابة بالتوحد، وكلما شاهدتهما أتذكر شقيقتىّ وحرمانى لهما من الميراث بحيلة التوكيل العام الذى استحللت به ميراثهما، وقد مات أبى وأمى دون أن يعلما شيئا عن ذلك، وسألت نفسي، وماذا جنيت من أكل مال أختىّ بالباطل، فلم أجد سوى الأسرة المريضة المشتتة التى لا تصلح أحوالها كل كنوز الدنيا، فى تلك اللحظات كان ابنى فى الخارج للاتفاق على بعض الأعمال الخاصة بالمشروعات التى نسهم فيها ببعض المال، وكان يباشرها بموجب التوكيل الذى حررته له، فاتصلت به، وأبلغته أننى أريده فى أمر مهم، فأرجأ الحديث إلى حين عودته لمصر، وطالت فترة غيابه لأكثر من شهر، وأبلغنى أنه تزوج من فتاة أجنبية، وأنه قد يستقر فى الخارج فترة، وسوف يباشر أعماله من هناك، فقلت له إن صحتى تحسنت الى حد كبير، وأنه باستطاعتى أن أعود لمزاولة مهامى فى إدارة المصنع الى حين عودته، فسكت، ولم يعلق بكلمة واحدة، وأحسست أن فى الأمر شيئآ غامضا، فذهبت إلى المصنع وهناك استقبلنى العاملون بترحاب شديد، ودخلت مكتبى فى لهفة بعد طول غياب، وعندما طالعت بعض المراسلات فوجئت بأن ابنى باع لنفسه ممتلكاتى بموجب التوكيل الذى حررته له، فسقطت على الأرض، وحملنى الموظفون الى المستشفي، وتمت افاقتي، وتلفت حولى فلم أجد سوى زوجتى وشقيقتىّ.. يا الله أبعد كل ما فعلته فيهما يأتيان للاطمئنان علىّ، لقد أمسكت بأيدى أختىّ ورجوتهما أن يصفحا عني، وأننى سوف أعوضهما عن كل ما فعلته بهما، فلم تردا علىّ، واكتفتا بقولهما «حمدا لله على سلامتك»، وجاء ابنى من سفره ووجدته هائجا، ووجه كلامه إلىّ قائلا: إنه هو الذى يدير كل شيء، وأن الحال التى عليها المصنع والأعمال الجديدة المشتركة مع بعض معارفنا كلها من عرقه ومجهوده، وسألني: اذا كانت كل الطلبات متوافرة، فماذا تريدون؟.. بل وأخذ يمن علىّ أنه يرعى أشقاءه، دون أى مجهود منهم، وتناسى أنه أخذ أموالي، ورددت عليه بأن عمتيه من حقهما الميراث الذى استحللته لنفسى دون وجه حق، وأننى ندمت أشد الندم على جريمتى فى حقهما، لكنه لم يبال بما قلته، فألغيت توكيلى له، ولكنى لم يعد باستطاعتى توقيع أى أوراق أو مستندات، ولا حتى مصاريف المعيشة بعد أن استولى ابنى على كل شيء، ولم تفلح جهود معارفنا وأصدقائنا فى اثنائه عن موقفه، فلقد اكتفى بقوله، «همة مش ناقصهم حاجة».. بمعنى أنه يوفر لنا متطلباتنا، أما الأملاك فسوف تظل بيديه لأنها من حقه وحده.

 

وجاءت زوجته الأجنبية، واستقرت معه فى مصر، أما أنا فقد ازدادت نوبات غيابى عن الوعي، وبإجراء الفحوص والاشعات والتحاليل تبين اننى أصبت فى الشهور الأخيرة بالمرض اللعين فى الكبد، واستعد لإجراء عملية «كى حراري» وهى المرحلة التى تسبق النهاية المحتومة.. لقد آمنت بأن الإنسان كما يدين يدان، وأن الجزاء من جنس العمل، فكما استحللت لنفسى ميرات أبي، استحل ابنى ممتلكاتى لنفسه، حارما منها أخوته وأمه، وأيضا شقيقتىّ اللتين لم تحصلا على حقوقهما.

 

إننى أموت فى اليوم ألف مرة، وأريد أن ألقى ربى مرتاح الضمير بعد أن أعيد الى شقيقتىّ وهما فى سن الجلال والاحترام حقوقهما، وأحاول أن استرضيهما، وأتمنى ألا يكرر ابنى الخطأ الذى ارتكبته عندما كنت فى مثل سنه، فيندم بعد فوات الأوان، كما هى حالى الآن، وأرجو أن توجه اليه نداء بأن يتقى الله فينا، فالفرصة مازالت سانحة أمامه، لينظر الى إخوته الذين لا حول لهم ولا قوة، وكذلك الى عمتيه، فالله يمهل ولا يهمل، وسوف يتجرع الكأس نفسها التى أعانى مرارتها الآن، وأنا أترقب الأجل المحتوم، مغلول اليدين، وليست بيدى حيلة لتدارك ما فات، وأملى الوحيد فى عفو الله سبحانه وتعالى.

 

ولكاتب هذه الرسالة أقول:

 

العبرة تكون دائما فى النهاية بعد أن يدرك الإنسان أخطاءه الفادحة، ولا يستطيع الرجوع عنها، ووقتها يصيبه الندم، ويتمنى أن يعود به الزمان الى الوراء لتدارك ما فات، ولكن هيهات أن ترجع العجلة الى الخلف!.. ومهما قيل للكثيرين بأن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، لا يكترثون لذلك، ولا يلقون بالا إلا لأهوائهم وملذاتهم متجاهلين تعاليم الأديان السماوية، وكل إنسان يتلقى أمور الدين بروح غير مسئولة هو إنسان أحمق لا يدرك أن القصاص العادل آت لا محالة، وأنه حتى ولو لم يتعذب فى الدنيا فبعد الموت سيكون مصيره إما فى جنة يدوم نعيمها، أو نار لا ينفد عذابها.

 

وحينما يفاجأ المرء بأنه على وشك مغادرة الدنيا، بما قد يبدو عليه من علامات الموت والمرض العضال، فإنه يبدأ فى البكاء وتغادر وجهه الابتسامة، إذ يستعيد ما له وما عليه، ولكنه لا يستطيع أبدا أن يغير من الواقع شيئا، كما هى حالك الآن ياسيدي، وقد كان بإمكانك أن تؤدى ما عليك من ديون، وتصلح ما أفسدته بنفسك لو أن أموالك بحوزتك، لكن الله أراد أن يصنع ابنك الصنيع نفسه الذى صنعته بوالدك، حينما خنت الأمانة التى أوكلها إليك، وبعت أملاكه لك،، وهو لا يدري، فإذا بالدوائر تدور ويأخذ ابنك كل ما جمعته من مال علاوة على المصنع الذى حرمت شقيقتيك من حقهما فيه.

 

لقد تجاهلت أن الله مطلع على عباده جميعا، وأنه يمهل الظالم مدة من الزمن عسى أن يتراجع عن غيه، ثم تكون عاقبته شديدة اذا استمر على ما هو فيه، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله عز وجل يملى للظالم، فإذا أخذه لم يفلته»، ثم قرأ قوله تعالى «وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القري، وهى ظالمة، إن أخذه أليم شديد»، وإن الأمر ليعظم ويشتد حين يكون الظلم للورثة، وقد أصاب طرفة بن العبد حين قال:

 

وظلم ذوى القربى أشد مضاضة

 

على المرء من وقع الحسام المهند

 

والمتأمل للواقع يجد أن أكثر حالات الظلم تقع على الأخوات من أقرب الناس إليهن، وهم إخوتهن، وانى استغرب حالنا فى هذه المسألة الخطيرة، فإذا كانت المرأة تحتمى بإخوتها حين تتعرض للظلم، والاعتداء على حقوقها، فكيف يكون حالها حين يكون الظلم واقعا عليها من إخوتها؟.. قد يتساهل البعض فى هذا الأمر، من منطلق اعتقاده بأن الظلم هو منع الاخوات من أخذ حقهن تماما، وأنه لم يقصد ذلك إذ يعطيهن بعض المال، أو أنه سوف يؤخر الأمر بعض الوقت، لكن ذلك بكل تأكيد يدخل فى باب المحرمات، ويكون الظلم على أهله ظلمات يوم القيامة.

 

ومازال الأمر بيد ابنك، فعليه أن يبادر بالتوبة، وأن يعيد أملاكك إليك، فتعطى شقيقتيك حقهما، وترعاهما، وهما فى هذه السن المتقدمة، فأخشى ما أخشاه أن تدعوا على من ظلمهما ومنعهما حقوقهما، فتكون العاقبة شديدة، حيث جاء فى الحديث الشريف «اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تحمل على الغمام، يقول الله جل جلاله: وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين».. فالظلم محرم ولو وقع على كافر، قال تعالى «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، مهطعين مقنعى رءوسهم، لا يرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء».

 

وما يدهشنى فى قصتك يا سيدي، أنك فعلت ذلك وأنت الإنسان المتعلم الذى يفهم أمور دينه، وكذلك ابنك الذى نال تعليما عاليا دون إخوته، بمعنى أنكما الأقدر على معرفة المصير الأسود الذى يتهددكما فى الدنيا قبل الآخرة من عذاب الضمير والقصاص العادل، فما ارتكبته سابقا من أخطاء، وما يفعله ابنك الآن من آثام، سلوك مرفوض سوف يتوارثه الأبناء والأحفاد، فيفقدون علاقات المودة والمحبة والتراحم، ولا سبيل الى العلاج إلا بتقوية الإيمان بالله واليوم الآخر، لأنه اذا قوى الإيمان يتولد عند المرء خوف من الله، وبالتالى مراقبته فى السر والعلن، وسيعلم وقتها أنه عز وجل سميع بصير، لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء، وهنا سوف يستحى من الله ويخشاه ويتقيه، فلا يجعل المال أكبر همه ولا مبلغ علمه.

 

وإنى أقول لابنك إن الأموال والشركات والمصانع لن تنفعك، ولن تجلب لك السعادة حتى وإن كانت من كدك وتعبك، فما بالنا وقد أخذتها من حرام.. انها معادلة واضحة وقسمة عادلة بأن الله يريح قلب المؤمن، ويكتب له السعادة وراحة البال فى الدنيا، ثم يكون الجزاء الأوفى فى الآخرة، ليرضى من يرضي، وليسخط من يسخط، وليطلب السعادة من أرادها فى الأموال والقصور، ووالله لن يجدها، وأؤكد لك أنك اذا عرفت الله وراعيته وأنت تعيش حياة بسيطة هادئة راضيا بما رزقك به، فسوف تحيا سعيدا، أما اذا استمررت فى أكل أموال إخوتك وعمتيك، ولم تعد الى أبيك أملاكه التى سلبتها منه، فلن يهدأ لك بال، وسوف تتجرع كأس المرارة التى يتجرعها أبوك الآن وهو فى مرحلة النهاية.. نعم.. «إن ربك لبالمرصاد» فلقد انحرفت عن الطريق الصحيح ومهما يكن عندك من أموال وجاه وسلطان، فإن نهايتك ستكون مرة وتعاستك محققة، أنظر الى قوله تعالى عن قارون الذى خسف به وبداره الأرض «وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة».. فهل أغنته الكنوز؟

 

أعيدوا حساباتكم، ولموا شملكم، واستوعبوا الدرس البليغ، واستغفروا الله، إنه غفار الذنوب، وابدأوا صفحة جديدة كلها صدق واخلاص، وكلوا حلالا طيبا واخشوا المودة بينكم، وابحروا فى نهر الحياة بنفوس راضية وقلوب خاشعة، وسوف تصلون الى شاطيء الأمان بإذن الله.

لا تعليقات