انا فتاة متوسطة فى كل شىء.. التعليم والحالة المادية والاجتماعية والجمال، وقد وصلت إلى سن الثالثة والأربعين دون أن أتزوج برغم السمعة الطيبة والأخلاق الحميدة، ومنذ ثلاثة أشهر طرق بابى عريس ارتحت إليه، وقابلته بالنظارة الطبية التى استخدمها منذ فترة، وعندما جلسنا بمفردنا وذهبت والدتى لإعداد واجب الضيافة حدثنى بصوت منخفض فلم أستطع سماعه، فاعتبر ذلك عيبا فىّ، وطلب منى زيارة طبيب أنف وأذن، فذهبت إليه، ولما فحصنى تبين أننى مصابة بضعف فى عصب السمع الحسى، ولا حل لى إلا السماعة الطبية، وفى حضور أخى أبلغته بما قاله لى الطبيب، وطلبت منه أن يعيد التفكير فى الارتباط بى على هذا الأساس، لكنه رفض مناقشة هذا الموضوع وأكد أن المسألة بسيطة ولا مانع لديه من الارتباط مادامت هذه المشكلة لا تؤثر على حياتى معه، علما بأنه سبق له الزواج ولديه ثلاثة أولاد ترك لهم شقته، ويعطيهم نصف دخله، وأبلغنى أننى سأعيش مع أمه.. ووافقت عليه بظروفه وقدرت له موقفه منى فى المسألة الصحية التى أعانيها.. لكنه تغير، وأصبح يقول كلمات وعبارات قاسية مثل «مفيش داعى نكلم بعض، وإنت مش سمعانى»، «إنت ليه مش لابسة السماعات»، «أنا عايز زوجة طبيعية أكلمها وتسمعنى»، «أجمل مافى الحب الهمس»، ثم تطور الأمر إلى أنه توقف عن الرد على مكالماتى، فانسحبت فى هدوء، ولم يمر شهر واحد حتى شاهدته وهو عريس، فاستسلمت للاكتئاب، وانهارت ثقتى بنفسى.. ثم ذهبت إلى طبيب متخصص فى جراحة العيون لكى يجرى لى عملية تصحيح نظر، واستخدم حاليا سماعة طبية، ولكن ماذا أفعل إذا جاءنى عريس آخر .. هل أحتفظ بسرى، والحجاب سيخفى السماعة، أم أصارحه وأقبل بأى شىء، أم أنسى الزواج لأننى فعلا لست طبيعية ؟..
< ولكاتبة هذه الرسالة أقول :
بعيداً عن كلمات الصبر، أنت فى حاجة الى التعامل مع الواقع بصدق وصراحة، فكلما قامت العلاقة الزوجية على المكاشفة كانت مرشحة للنجاح، ولا أجد فى مشكلتك البسيطة مايدعوك إلى كل هذا الأسى، فكم من فتيات وسيدات يعانين متاعب صحية قاسية وتزوجن وكتب الله السعادة لأزواجهن لأنهم رضوا بنصيبهم فى الحياة، ولا يوجد إنسان كامل أبداً فالكمال لله وحده، وأنت تبالغين كثيراً فى جلد نفسك مع أن الإنسان لا يملك أقداره، فضعى مشكلتك فى حجمها الصحيح وقولى لمن يطرق بابك كل شىء عن نفسك، وتأكدى أن الصدق منجاة، وأنك سوف تتزوجين عما قريب بمن يراعى الله فيك ويجد فى أخلاقك الطيبة وسلامك النفسي أكبر مكسب له.. فانتظرى عطاء الله وهو خير الرازقين.
9