arhery heros center logo v2

           من منصة تاميكوم 

آخر المواضيع

  • أنواع النكاح في الجاهلية | 21-07-2024
  • المطبات الجوية و أنواعها | 11-07-2024
  • أنواع و وظيفة المراقبين الجويين للطائرات | 26-06-2024
  • كيف يتفادى الطيار المُقاتل الصواريخ جو/جو ؟؟!! | 24-06-2024
  • الحب يروي الحياة .. قصص حب | 17-06-2024
  • الفرق بين ليلة القدر ويوم عرفه؟ ! | 14-06-2024
  • معنى : "الآشيه معدن"  | 13-06-2024
  • الإعجاز في "فَالْتَقَمَهُ الحوت" .. و النظام الغذائي للحوت الأزرق | 21-05-2024
  • إعجاز (لنتوفينك) في القرآن .. هل هو صدفة ؟! | 19-05-2024
  • من قصيدة: شرايين تاجية | 15-05-2024
  • معجزة بصمة كل سورة في القرآن الكريم | 12-05-2024
  • كفكف دموعك وانسحب يا عنترة | 08-05-2024
  • الفارق بين الطيار المدني و الطيار الحربي | 02-05-2024
  • لماذا لا تسقط الطائرة أثناء الإقلاع ؟ | 21-04-2024
  • الجذور التاريخية لبعض الأطعمة المصرية....لقمة القاضي إنموذجاً | 25-03-2024
  • قصة مثل ... الكلاب تعوي والقافلة تسير | 25-03-2024
  • من هم الأساطير و من هو الأسطورة ؟ | 23-03-2024
  • قوانين العقل الباطن | 21-03-2024
  • نبذة عن مكابح الطائرة بوينج 787 | 20-03-2024
  • كيف تمنع ظهور محتوى اباحي و جنسي حساس 18+ على الفيسبوك بسهولة | 08-03-2024
  1. الرئيسية
  2. بريد الجمعة
  3. #بريد الجمعة يكتبه: أحمد البرى عـائد من المجهول !

#بريد_الجمعة يكتبه: #أحمد_البرى عـائد من المجهول!

 
أنا شاب تعديت سن العشرين بقليل، نشأت فى أسرة متوسطة لأبوين متحابين ومتعاونين، وثلاث شقيقات تكبرنى اثنتان منهن، وتلينى فى السن الثالثة، ويعمل أبى فى وظيفة مهمة، وهو بطبعه رجل مكافح، تربى يتيما، وزاده اليتم قوة وصلابة، ولم يشغله شىء فى الدنيا سوانا، فكرس وقته وجهده للاعتناء بنا، ولكن بطريقته،
 
حيث كان يخشى علينا من كل شىء، ويتتبع خطواتنا فى أى مكان نذهب إليه، وفى جميع الأوقات، ويتأكد باستمرار من مستوانا الدراسى، ويسأل عن درجاتنا فى المدرسة حتى فى الامتحانات الشهرية أو الأسئلة التدريبية، ويؤكد علينا دائما أننا يجب ألا نكون الأوائل فقط، ولكن أيضا أن نحصل على الدرجات النهائية دون أن ينقص أحدنا ولو ربع درجة فى أى مادة، ولم تكن أمى أقل منه اهتماما بنا، فبرغم أنها تعمل مهندسة بشركة كبرى، وتأتى من عملها فى الخامسة مساء يوميا إلا أنها بمجرد عودتها تتحول إلى ربة بيت من الطراز الأول، فتعد لنا الأطعمة وأشهى المأكولات والحلويات، وتعلو وجهها دائما ابتسامة الرضا بما قدمته لنا، وبصنيع أبى معها، فبعد عودته هو الآخر من عمله يشاركها فى ترتيب المنزل، وللأسف فإننى لم أشعر بهذه الروح الجميلة، ولم أستفد منها شيئا، ووجدتنى أنظر إلى الأمور نظرة ضيقة، وأبدى تذمرى مما اعتبرته أوامر وفرمانات وليس نصائح هدفها توجيهى إلى الطريق الصحيح، وهكذا صار جو البيت بالنسبة لى كئيبا، وبمرور الوقت تماديت فى مخالفة تعليمات أبى، فازداد تعنتا ضدى، وكان يقول لى «أنت الولد، والمفروض إنك تكون أفضل من البنات»، وذكّرنى بأننى سأصبح ذات يوم رب أسرة، ويجب علىّ أن أكون قويا وصبورا ودؤوبا فى المذاكرة، وأنه لا يقبل أن أكون أقل من أخواتى، فلقد التحقت الكبرى بالطب، والثانية بالهندسة، والثالثة متفوقة فى دراستها وينتظرها مستقبل باهر، ولم يجد كلامه، ولا توسلات أمى معى شيئا، ولم أستجب لنصائحهما بعدم مصادقة أصحاب السوء، أو السير فى طريق الخطأ، ولم يكن لى صبر على الدراسة، لكنهما لم يفقدا الأمل فى أن أمتثل لما يطلبانه منى، فكلما صاحبت صديقا يسأل أبى عنه، ويستفسر عن أهله، ويأتينى بأخباره، ويحذرنى منه، لكنى تجاهلت نصائحه، وصادقت أصحابا على كل لون، وأنا فى المرحلة الإعدادية، وعرفت عن طريقهم الأفلام والصور الإباحية التى لم تكن تخطر على بالى، واحتفظت معى ببعضها على هاتفى المحمول، واكتشف أحد المدرسين أمرى عندما وجدنى مشغولا عن الدرس، وأبلغ أبى عند زيارته المدرسة للسؤال عنى بحيازتى صورا غير لائقة، وكان موقفا عصيبا، وسمعت من أهلى كلاما حادا، فمسحت الصور، وقلت لأبى إنها صور خاصة بأحد زملائى، فسكت، لكنه واصل مراقبته لى، ودخل علىّ حجرتى ذات مرة فجأة فوجدنى أمارس العادة السرية، فلم يعنفنى هذه المرة، وإنما مال علىّ هامسا: «إنها حرام ومضرة بالصحة»، وأعطانى مجموعة كتب طبية تتناول أضرارها، وفى كل مرة كان يكتشف فىّ سلوكا معيبا ارتكبه، أتجه إلى سلوك آخر، فعرفت الهروب من الدروس، وكنت آخذ ثمنها وأدخل به «سايبر» بعيدا عن منزلنا، ولم يمض وقت طويل حتى عرف أبى بذلك، وعنّفنى وأنا مع زملائى بكلام قاس أحرجنى أمامهم، فجريت إلى المنزل، وقد تصببت عرقا وخجلا، وثرت على أمى ثورة عارمة، فقالت لى: «أبوك يخشى عليك من أصدقاء السوء، ولو عايز أى حاجة أطلبها منا بوضوح، فالكذب نهايته وخيمة، وأنت لا تقول الحقيقة، ولم تعد هناك ثقة بيننا وبينك»، فوعدتها أن أتحرى الصدق فى أقوالى وأفعالى، لكن هذا الكلام ردده لسانى، أما فى الواقع فإننى استمررت فى دائرة الكذب والخداع واللهو بفلوس الدروس، ورفعت صوتى على أبوىّ، وهددتهما بأننى سأترك المنزل إذا تمادى أبى فى ملاحقتى، فبكت أمى بشدة، وحاولت ترضيتى، فاشترطت عليها ألا أكلم أبى، ولا يكلمنى، فنقلت إليه ما قلته لها، وطلبت منه أن يتركنى بعض الوقت، وأننى سوف أتراجع عما أنا سائر فيه، فلم يقتنع بكلامها، ولما أعادت على مسامعه ما قلته لها، اتهمنى بالفشل، وقال لها :إننى لن أنجح فى حياتى، وترك المنزل وذهب إلى قريتنا التى ننتمى إليها لفترة طلبا للراحة من المتاعب التى سببتها له، وحاولت أمى الصلح بيننا، وعادت الحياة إلى مجاريها أسابيع معدودة، إلا أن ملاحقته لى لم تتوقف، فكرهته، واستمررت فى الكذب، وضاقت أمى هى الأخرى بتصرفاتى، وعنفتنى مثلما يفعل أبى، فعلا صوتى عليها، ونهرتها بشدة، فانخرطت فى بكاء مرير، وهى تقول بصوت متهدج إنها السبب فيما وصلت إليه لأنها منعت أبى من أن يضربنى أو يعاقبنى، فلم أهتز لدموعها ولا لتوسلات شقيقاتى، وتركت المنزل قبل أن أكمل تعليمى الثانوى، ولم تفلح تدخلات الأهل والأقارب فى إثنائى عن البعد عنهم، وظل صوت أبى يلاحقنى ليلا ونهارا، وهو يرجونى أن أنسى المشكلات السابقة، وأن أبدأ صفحة جديدة، وأنتبه إلى دروسى ومستقبلى، وأن ألتحق بالجامعة لكى أحصل على شهادة تساعدنى فى تكوين مستقبلى، لأننى إذا واصلت طريق الضياع ــ حسب تعبيره ــ فسأكون أنا الخاسر فى النهاية، وأن علىّ أن أتذكر كل كلمة قالها لى، ولكن لم تؤثر كلماته فىّ وركبنى العناد ولم أستجب لنصائحه، وخرجت إلى الشارع هائما على وجهى، وقصدت الغردقة، وبحثت عن عمل بها، فوجدت وظيفة عامل نظافة فى أحد الفنادق بمقابل شهرى قدره ألف وخمسمائة جنيه إلى جانب الوجبات والإقامة، ففرحت بالراتب، ونسيت كل شىء، وظللت على هذه الحال عاما، وكنت أقضى وقتى كله فى العمل، ونظرا لصعوبته، فقد انصرف عنه العمال واحدا بعد الآخر لسوء معاملة المشرف الذى كان دائم السب والإهانة لنا، وكنت إذا مرضت يوما أو يومين يخصمهما من أجرى، وأجدنى دائما قابعا فى غرفتى لا يسأل أحد عنى، وقد يتصل بى المشرف فى أى وقت، فأنهض مفزوعا لتلبية أوامره، وإلا نالنى الأذى منه، إذ يستغل قرابته لصاحب الفندق فى التنكيل بالعمال، وخلال تلك الفترة حاولت أمى الاتصال بى، ثم تكررت محاولات الاتصال من أخواتى وعدد من أقاربى، فلم أرد على أحد.
 
ومضى عام آخر بالمتاعب نفسها، وذات يوم كنت أسير فى الطريق، فصدمتنى سيارة مسرعة لأحد أبناء المرفهين فى بلادنا، وانطلق بعدها بسيارته دون أن يعرف ما جرى لى، ونقلنى المارة إلى مستشفى حكومى بالمدينة، ففحصونى وأظهرت الأشعات التى أجريت لى إصابتى بكسر فى الساق، ولما علم صاحب الفندق بما حدث لى، طردنى، ووجدتنى فى الشارع من جديد، وجمع موظفو الفندق مبلغا صغيرا أودعوه فى خزينة المستشفى لعلاجى، وظللت وحيدا لا أدرى ماذا أفعل، وتعرضت لإهمال شديد، وتحولت إصابتى إلى عاهة مستديمة، ولم يقبلنى أصحاب الأعمال الذين طرقت أبوابهم وأنا على هذه الحال، ونصحنى زملائى بالعودة إلى القاهرة، وعدت أجر أذيال الخيبة، ومنعنى كبريائى من الذهاب إلى أهلى، وطفت على أكثر من مكان بحثا عن عمل فلم أجد من يوظفنى بعاهتى وبدون مؤهل، وأدركت وقتها لو أننى أكملت المرحلة الثانوية لصار معى مؤهل، ولاستمررت فى أحضان أسرتى، وبعد ذلك تكرر المشهد السابق عندما خرجت من بيت أهلى، وظللت سائرا فى الشوارع على غير هدى، ولمحنى أحد أصدقائى القدامى فأسرع إلىّ, وسألنى عما حدث لى، قائلا: إن أبى يبحث عنى فى كل مكان، ثم بادر بالاتصال به على الفور، وأبلغه عن مكاننا، ولم أفلح فى الفكاك منه، وجاءنا أبى ومعه قريب لنا، وعندما تلاقت عيوننا، وجدته حزينا منكسرا، وبدت عليه علامات الزمن، فبكينا كثيرا، وعدت معه إلى المنزل دون أن أنطق بكلمة واحدة، وعرفت أن أمى ماتت حزنا على حالى، وأنها أوصت أخواتى بى خيرا، ولولا وصيتها لقاطعننى، ووجدتنى أبكى تحت قدمىّ أبى طالبا منه الصفح والسماح، فربّت على كتفى وهو لا يقوى على الكلام، واصطحبنى إلى طبيب متخصص فى العظام لإصلاح قدمى، وبعد فحصها قال له الطبيب: «إن الوقت قد تأخر» وهكذا أصبحت عالة على أبى، فهو الذى ينفق علىّ، ولا أستطيع أن أقدم شيئا.
 
إننى نادم على كل ما اقترفته، ولكن بماذا يفيد الندم، فلقد ذهبت إلى المجهول بإرادتى، وعدت منه رغما عنى بعد أن ضاع مستقبلى بسبب غبائى وعنادى، وليت كل شاب يتصور أن أبويه يقسوان عليه، يدرك أنهما يخشيان عليه من المصير المظلم الذى ينتظره كل من لا يستمع إلى نصائح أهله, وما دفعنى إلى أن أكتب إليك قصتى هو أن ما فعلته بنفسى يكاد أن يتكرر مع أى شاب فى مقتبل العمر، وأخشى أن يقع فى الهاوية التى وقعت فيها.. فيا كل الشباب أفيقوا من غفلتكم قبل فوات الأوان.
 
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
 
هناك عاملان أساسيان أوصلاك إلى الحالة التى أنت عليها الآن, هما التدليل الزائد عن الحد، وأصدقاء السوء، أما عن العامل الأول فلقد تركت أمك لك الحبل على الغارب لتفعل ما تشاء، حتى إنها ساندتك ضد أبيك, وأيدتك فى مقاطعته وعدم الكلام معه، بل إنها دفعته إلى ترك المنزل بعض الوقت، حتى تهدأ الأوضاع بينكما، وكأنك ند لأبيك، وليس ابنا له عليك أن تمتثل لقراراته وأوامره، فطاعة الوالدين واجبة ونحن مأمورون بها ما عدا الشرك بالله، وكانت نتيجة هذا الأسلوب الفاشل فى التربية أنك نفذت تهديدك، فتركت الدراسة وانتقلت إلى محافظة أخرى، وانعدمت أهدافك فى الحياة إلا من عمل تصورت أنه سيجلب لك السعادة، ولكن سرعان ما تكشفت لك الأوهام التى كنت تعيشها بعد الحادث الذى تعرضت له، وانصراف الجميع من حولك.
 
إن من الأمور الضرورية فى التربية عدم موافقة الأبناء فيما يطلبونه إلا بعد مناقشتهم فى كل كبيرة وصغيرة، فالتدليل المبالغ فيه يؤدى بهم إلى مزيد من التدهور فى سلوكياتهم، وعدم تقدير المسئولية، فيضلون الطريق، ويأتون بأفعال غير محمودة، ويتجاهل الآباء أن شخصية الابن المدلل تكون ضعيفة، ولا يقوى على تحمل المسئولية، فالإفراط فى الاستجابة لطلباته يدفعه إلى التمرد على والديه، وفى الوقت نفسه فإنه لا يعتمد على نفسه أبدا، وينتهى به المطاف دائما إلى أن يكون «عالة» على أسرته، وهذا ما حدث لك، كما يغيب عن الكثيرين أن التدليل يأتى بنتائج عكسية، ويؤدى إلى العناد والفشل فى الدراسة، ولذلك فإن الاعتدال يسهم فى الارتقاء بالابن ويساعده على أن يكون شخصية متفاعلة مع المجتمع، فالرفاهية المطلقة تؤثر سلبا عليه، وتدفعه إلى الاعتماد على الأهل فى كل شىء، وهذا هو مكمن الخطر الذى يجب أن يعيه الآباء والأمهات لكى لا يقع أبناؤهم فيما وقعت فيه.
 
وأما العامل الثانى فيتعلق بالأصدقاء، فهم الذين ساهموا فى تردى أحوالك نتيجة انجرافك إليهم، وانسياقك وراءهم فى الهروب من المدرسة، وصرف ثمن الدروس الخصوصية فى «السايبر»، واللهو واللعب، ولذلك يجب أن يحسن الشاب اختيار أصدقائه بمساعدة والديه، ولا يجالس إلا الصالحين، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا للصديق الواجب مصادقته فى حديثه «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك (أى يعطيك) أو تبتاع منه، أو تجد منه ريحا طيبة، أما نافخ الكير فإما أن يحرق ثيابك، أو تجد منه ريحا خبيثة», فإذا كان لك صديق صالح فإنه لا يمل قربك، ولا ينساك على البعد، وإن حصل لك خير هنأك، وإن أصابتك مصيبة واساك، ويسرك بحديثه ويرضيك بأفعاله، ويزين لك تحمل المشقة وحسن الجوار، وجميل العشرة, ويقبّح لك المعصية، ويذكرك بما يعود به الفساد عليك من الويل والشقاء فى عاجل الأمر وآجله، وفى الحكمة المشهورة «لا تسأل عن المرء، واسأل عن قرينه».
 
والخير فى الابتعاد عن صديق السوء حتى لا يقع المرء فى معصيتين: السكوت على الباطل، وموافقة أهله, ففى مصاحبته تقع الغيبة والنميمة والكذب واللعن، واللهو والطرب وممالاة الفاسقين فى الإسراف والخوض فى الباطل، حيث يقول تعالى: «وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» (الأنعام 68)، كما يقول عز وجل عن معاقبة الظالمين وتمنيهم سلوك طريق المؤمنين وندمهم على مصاحبة الضالين المضلين «وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29)» [الفرقان]، ويقول الشاعر:
 
واختر من الأصحاب كل مرشد
 
إن القرين بالقرين يقتدى
 
وصحبة الأشرار داء وعمى
 
تزيد فى القلب السقيم السقما
 
فإن تبعت سنة النبى
 
فاجتنبن قرناء السوء
 
وما أكثر الأمثلة على مر التاريخ التى تبين تأثير أصدقاء السوء فى الإنسان، وفيها يقول الله عز وجل أيضا: «قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ». [المائدة 100].
 
وأرجو أن يعى كل الآباء ذلك، ولتكن فى قصتك عبرة وعظة للجميع، وعليك أن تتخذ مما حدث لك نقطة بداية جديدة تستطيع منها مواصلة حياتك، فما أكثر ذوى الاحتياجات الخاصة الذين تغلبوا على الصعاب، وشقوا طريقهم فى الحياة، وليكن لك مشروع مناسب بمساعدة أبيك وأخواتك، ويمكنك العودة إلى الدراسة من المنزل، وسوف تتفتح لك أبواب النجاح، وأسأل الله لك التوفيق والسداد, وهو وحده المستعان.

لا تعليقات