_كنتي فين يا زعفرانة؟
=إلحَق؛ مُش في ناس بتحاول تقلّدك؟
_ناس مين ويقلّدوني إزاي؟
=ناس.. قال يعني عامل نفسك مش عارف، ده أنت عندك أخبار الدنيا كلها، بقول لَك ناس بيحاولوا يقلّدوك ويكتبوا اللون بتاعك بس مُش عارفين.
_أنتي بتقولي بنفسك أهو.. اللون بتاعي، يعني محدّش يعرف يكتبه غيري.. وبعدين أنتي جيبالي خبر بايت، اللي بتقوليه ده أنا عارفه من فترة طويلة.
=ما أنا بقول لَك، زمان عندك خبر ومدكّن.
_مدكّن! سمّيها زي ما تسمّيها، أنا حسّي العفاريتي أقوى من حسّك يا زعفرانة وأنتي عارفة كده كويّس، ركّزي في شغلك وسيبك من اللي بيقلّد واللي بيهبِد.. لازم تعرفي إن كل حاجة فيها الأصلي.. وفيها اللي تحت بير السلّم، وأنا نسخة غير قابلة للتقليد أو التكرار، يعني متشغليش نفسك بالكلام الفاضي دَه.
=ربنا يكمّلك بعقلك؛ هو دَه الكلام.
_على آخر الزمن عفريتة بتدعيلي.
=مالها العفريتة بقى إن شاء الله، مهنّياك ومش مخلّياك ناقصك حاجة.
_عندك يا زعفرانة متخطّيش في الكلام، أنتي آخرك تجيبي أخبار القصص والأحداث والشخصيات، وده شغلك اللي بتاخدي حقك عليه تالت ومتلّت ومغرَّقك بخور من اللي بتحبيه.
=أنت هتتعصّب زي عوايدك، أنا مفتحتش بوقّي.
_ركّزي في شغلك يا زعفرانة عشان متفشليش، ولا عايزة تبقي عفريتة أي كلام زي اللي تحت بير السلّم؟
=أنت عارف شغلي على مَيَّه بيضا.
_هو أنتوا عندكم بير سلّم زي عندنا يا زعفرانة؟
=إحنا أصلًا أغلب عيشتنا تحت بير السلّم.
_ألا بالحق يا زعفرانة يا لئيمة.
=خير اللهم اجعله خير.
_امبارح كان عيد ميلادي.
=أيون.. كل سنة وأنت طيب.
_هتاكلي بعقلي حلاوة؟ بعد العيد بينفض الكحك يا زعفرانة.
=إيه لزوم الكلام دَه؟
_امبارح يعني خلِص وانتهى، وملاحظ إنك مشاركتيش فيه.
=ماهو...
_ماهو إيه!.. قاعدة تجري ورا اللي بيقلّد واللي بيهري وسايبة عيد ميلادي.
=ما أنا قُلت أجيب لَك أي أخبار تكتبها.
_اسمها بتضيّعي وقت في حاجات ملهاش لازمة، عصام وكريم شاركوا، العفريتة اللي في شريط الفيديو شاركت، عم رشاد شارك وكان عامل شغل طول القصة، وأنتي سايبة كل ده، وشاغلة نفسك بحاجات فاضية.
=خلاص بقى، وعد مني عيد ميلادك الجاي هقف من النجمة وهعمل كل حاجة بنفسي.
_لما نبقى نعيش يا زعفرانة يا لئيمة يبقى يحلها ربنا.
=أهم حاجة متقلبش عليا.
_مش هقلب، بس فُضّينا سيرة من الكلام اللي يضيّع الوقت.
=أنت محتاج أعمل إيه دلوقت؟
_مستواكي مش عاجبني، فين حكاياتك، الشغل دَه مش عاجبني خالص.
=من النجمة هطلع أجيب قصص وأحداث.
_أيون كده، وإلا أنتي عارفة.
=عارفة ومجرّبة، هتحط ديلي تحت رجل الكرسي وتقف فوقه، أو تخليني أبات تحت الكوباية المقلوبة لحد ما نفسي يتكتم.
_كويس إنك عارفة.
=اللي تشوفه.. حاضر.
_بالحق يا زعفرانة، أمك اسمها إيه؟
=اشمعنى!
_هو إحنا هندخل لبعض آفية؟
=خلاص قلبك أبيض.. اسمها مِستكة.
_وعلى كده أبوكي اسمه حبهان.
=عرفت منين بقى؟
_دَه طلع حبهان بجد، ده أنتوا على كده علية ال ٣ بُهارات بقى.
=اتنمّر زي ما أنت عاوز، يعني هي عادتك ولا هتشتريها.
_لأ بتكلم بجد، وبابا حبّهان بيشتغل إيه بقى؟
=كان حاكم قبيلة.
_كان! وبيشتغل إيه دلوقت؟
=دلوقت بقى كبير عشيرة، حاجة كده زي مستشار عندكم.
_لأ حلوة دي.
=وبعدين بتسأل عنه ليه؟
_عادي يعني إيه المشكلة؟
=أصل الواحد لما يفضل يسأل عن أبو الواحدة وأمها بيبقى غرضه حاجة كده.
_أها.. لأ أنتي فهمتي غلط خالص يا زعفرانة، وبعدين واحدة إيه أنتي بتحسبي نفسك واحدة؟ أنتي عفريتة يا زعفرانة.. عفريتة، أوعي عيشتك معايا تخليكي تنسي ده.
=ومالها العفريتة بقى، على فكرة كتير اتجوزوا عفاريت، وبعدين أنا لا هقول تعبانة، ولا هصحى من النوم متأخر، ولا كلام من اللي بتسمعوه ده، وهطبخ وأغسل وأكنس وأنضّف الشقة في لمح البصر.
_كنتي افلحي في القصص اللي أنتي مأثرة فيها.
=اسمها استراحة محارب على فكرة.
_أنتوا عندكم الكسل بقى استراحة محارب؟
=من النجمة هثبت لَك إن كلامك غلط وظالمني.
_ما عاش اللي يظلمك يا زعفرانة يا ملاك.. يا طيِّبة.
=وبعدين أول ما قلت لَك تقعد مع بابا اتعصّبت عليا ليه؟
_لأني مش طايقك أصلًا عشان أطيق أبوكي، وانسي الموضوع ده.
=أنساه ليه بقى.
_أنا أصلًا مش بطيق البني آدمين عشان أطيق العفاريت، وقلت لِك مليون مرة أنا مستحملك عشان الشُغل بس.
=طيّب بقول لَك إيه.
_انجزي.
=ما تيجي أحكي لَك عن جواز العفاريت يمكن تغيّر رأيك.
_احكي؛ أهو نعرَف معلومة، وبرضه مش هغيّر رأيي.
=أصل حكاية الجواز دي عندنا اتطوَّرت ومبقتش زي الأول.
_إزاي يعني.. بتتجوزوا باللاسلكي؟
=لأ.. إحنا تجاوزنا مرحلة اللاسلكي وخليناه لفترة الخطوبة، دلوقت الموضوع اتطوَّر وبقى مختلف.
_مختلف إزاي يعني؟
=يعني الواحد لو عايز ولد ينفخ في ودن العروسة اليمين، ولو عايز بنت ينفخ في ودنها الشمال، ولو توءم بقى يبقى ينفخ في ودانها الاتنين.
_تصدقي إني هقوم أنفخك دلوقت.
=ليه بس!
_نفخ وشفط وكلام فاضي إيه.
=يعني برضه مغيّرتش رأيك؟
_ومش هتنيّل أغيّره.. بلا نفخ بلا كلام فاضي، دَه أنا معنديش صبر أنفخ بلالين عيد ميلادي أساسًا.
=يعني مش هتقعد مع بابا؟
_دَه أنا هنفخك أنتي وبابا اللي نفخ وجابك ده، ياريته كان نفخ في الودن الشمال وأنتي طيرتي مع النفخة خرجتي من الودن اليمين ولا كنت جيتي الدنيا دي ولا شُفتك.
=طيّب استهدى بالله متعصَّبش نفسك.
_أنتي اتجننتي يا زعفرانة!
=إيه بس اللي حصل.
_هتقعدي قدامي؟ هتعملي راسك براسي يا زعفرانة!
=أومال أروح فين؟
_بصي أنا اتخنقت منك، قومي يا زعفرانة.
=أقوم فين.
_اقفي وشك للحيطة وإيدك لفوق، ومتسنديش على ديلك يا زعفرانة.
**
بعد ٨ أيام...
=مُش كفاية بقى، رجليا نمّلت وإيدي اتلوحت، بقالي ٨ أيام واقفة متذنّبة كده.. ديلي جاله تيبُّس من قِلة الحركة.
_ولسّه.. هسيبك واقفة كِدَه لحد ما يجيلك تيبّس في ودانك؛ اللي عايزاني أنفخلك فيهم.
=طيّب آخر مرة مُش هكررها تاني.
_ماشي يا زعفرانة، إفراج.
=ربنا يفرجها عليك.
_طيّب مش عايز صداع عشان عندي شُغل، وإلا هذنّبك تاني.
=لأ وعلى إيه كفاية ٨ أيام.
_طيّب يلا انصراف، ساعة وتكوني راجعة بأحداث قصة جديدة، وبلاش تركني تحت بير سلّم زي ما عملتي المرّة اللي فاتت.
***
تمت...