هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ورقة و قلم و لا تكتبوا!
  • الأطباء ليسوا معصومين
  • طريقة تفكير سلبية
  • التقنيات الفنية الكاملة خلف ظاهر النص فى مجموعة (( حارس الغيوم )) للأديب الراحل / سمير عبد الفتاح 
  • كرامة مهترئة 
  • السجن إعارة!!
  • بطش المدينة،، مقال
  • نسيت
  • الغربة
  • عندما يسألني أولادي عن الله ؟
  • حجم أشتياقي..
  • لو كنتَ جاري ..
  • لماذا لا يعتمد المشتغلين في الفلك و الروحانيين علي التقويم الهجري رغم إرتباطة الوثيق بالقمر ؟!
  • ثلاث أمثلة لأدوية قد تسبب تورم الجسم ( edema) و لكن ليس بسبب احتباس الأملاح و الماء في الجسم
  • ما معنى وطن،، ؟
  • شمس ديسمبر "5"
  • التغيير ف حياتنا
  • عالم الأحلام
  • الجرَّار 
  • طلسم
  1. الرئيسية
  2. مدونة محمد شحاتة
  3. مرسال الليل

برغم إني محافظ على صيانة عربيتي باستمرار؛ عشان مشاويري اللي بروحها بالليل، لكنها عطلت وأنا على طريق أول مرَّة أسوق عليه، ركنت على جنب وحاولت أكلم حد يساعدني، لكن المكان مكانش فيه شبكة..

 

 الدنيا كانت ليل؛ ومصدر الضوء الوحيد كان كشافات العربية، قُلت أقعد بقى لحد ما ربنا يبعت الفرج، وبعد دقايق لمحت حد ماشي في ضوء الكشافات، خياله كان بيقرَّب من العربية، استغربت إن حد ماشي هنا في وقت زي ده، بس قلت أكيد حد ساكن في قرية قريبة ولا حاجة..

 

لمّا قرَّب من العربية لقيته واحد عُمره مقرَّب من خمسين سنة، ساعتها فتحت باب العربية ونزلت، ولما بقى قدامي بصّيت له وقلت:

_مساء الخير؛ ألاقي ميكانيكي قريّب من هنا؟

 

بص لي من فوق لتحت وقال:

_ميكانيكي إيه اللي هيبقى في مكان مقطوع زي ده!

 

رد عليا الرد ده وسابني ومشي.. دخلت قعدت في العربية من تاني، وقُلت أستنى بقى لما النهار يطلع، بس في لحظة لقيتني بوقَّف تفكير، لما افتكرت إنه قال لي: ده مكان مقطوع، ساعتها سألت نفسي: لمّا المكان مقطوع هو بيعمل إيه هنا في الوقت ده؟!

 

فتحت باب العربية ونزلت، بصيت للناحية اللي مشي منها، الدنيا كانت ضلمة ومكنتش شايف أي حاجة، الراجل خطوته كانت سريعة، لدرجة إنه مشي بعيد عن العربية واختفى في الضلمة، وفي عز ما أنا واقف محتار؛ لقيت حاجة بتلمع في ضوء العربية على الأسفلت، لما قرَّبت منها لقيتها بطاقة شخصية، نزلت في الأرض ومسكتها، ولما دققت في الصورة لقيتها صورة الراجل اللي كان بيكلمني من شوية، ساعتها ندهت عليه بصوت عالي عشان يسمعني ويرجع وقُلت:

_يا حاج، بطاقتك وقعت!

 

ندهت كتير لكنه مردش ولا رجع، وفي نفس الوقت مكنش ينفع أسيب العربية لوحدها في مكان زي دَه وأمشي، انتظرت لحد النهار ما طلع والناس بدأت تروح وتيجي، ساعتها ربنا رزقني بواحد ساعدني أصلَّح العطل اللي في العربية، ولما خلَّص سألته عن المكان اللي في بطاقة الراجل، اللي طلع اسمه الحاج فوزي، ولما وصف عنوانه لقيته قريب من المكان اللي أنا عطلان فيه، ولقيت من الواجب أروح أعطيه البطاقة؛ بدل ما يروح يعمل بدل فاقد.

 

أخدت عربيتي وطلعت على العنوان؛ ولما وصلت عند البيت رنيت الجرس، وساعتها طلع لي شاب صغير؛ غالبًا ابنه، سألته إن كان ده بيت الحاج فوزي؛ لقيته بيهز راسه وبيقول:

_الله يرحمه، عايز منه حاجة؟

 

وقفت مصدوم لما سمعت كلمة الله يرحمه، الراجل كان فايت على الطريق جنب العربية وكلمني من كام ساعة، لحق يموت إمتى وفين الميتَم بتاعه! ولما سألت الشاب ده هو مات إمتى قال لي:

_مات في حادثة على الطريق من أسبوعين.

 

لما اتكلمت معاه؛ عرفت منه إن مات في نفس المكان اللي عطلت فيه، واندهشت أكتر لما عطيته البطاقة ولقيته بيقول لي:

_لقيتها فين؟ دي ضايعة من قبل ما يموت بكام يوم ودايخين عليها!

 

عطيته البطاقة وقلت له إني لقيتها واقعة على الطريق، وسيبته ومشيت بعد ما عزم عليا أدخل أشرب أي حاجة، رجعت ركبت عربيتي ومشيت عشان أشوف مصالحي، ومكنتش مستوعب إني أبقى مِرسال ليل من روح واحد مات في حادثة، عشان أرجَّع بطاقته الشخصية اللي ضاعت قبل ما يموت، عن نفسي مكنتش قادر أفسَّرها غير كده!

 

تمت...

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1709 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع