يتمتع العود برائحة دافئة خشبية، تعتبر قوية بشكل خاص، لذا فإن عطور العود ليست لأصحاب القلوب أو الشخصيات الضعيفة، ونظرا لكون مصدره الخشب، فقد تشعر بنسمة الرطوبة في رائحته،

قد لا يخطر ببال أحد أن تعود مختلف أنواع العود التي تلقى رواجا كبيرا في المجتمعات الخليجية بشكل خاص، إلى حالة معينة تصيب أشجار الآجار لتتكون هذه المادة بروائحها الزكية، غير أنها بالنسبة للإنسان تعتبر من أجود العطور الشرقية الأصيلة.

نوع من أنواع الفطريات حينما يضرب قلب أشجار الآجار، التي تشتهر بها دول شرق آسيا، يؤدي إلى تكون عود البخور الخشب في ساقها، بينما تمتلئ أغشية لحائها بدهن العود، وهو ما يجعل منها فائدة كبيرة يجنيها الإنسان إما عن طريق المتاجرة بما ينتج منه وإما استغلاله في الحصول على أنواع مختلفة من العطور.

وعلى الرغم من تقدم التقنيات في العصر الحالي، فإن طرق استخراج العود ما زالت بدائية منذ مرحلة قص الأشجار مرورا بالتكثيف وحتى مرحلة الإنتاج؛ إذ إن تطوير تلك الطرق لا يضمن في النهاية الوصول إلى العود الأصيل ذي الرائحة العتيقة وذلك حسب ما ذكره خبراء العطور .

 يتم تحضيره بعد قص اللحاء الخارجي لساق شجرة الآجار المصابة بالفطر، يتم وضعه في أوعية مصنوعة من معدن الستيل؛ إذ يستوعب الواحد منها ما بين ١٨ و ٣٦ كيلوغراما من مسحوق اللحاء ، يمزج بحرفية مع الماء ومن ثم يطبخ المزيج على نار هادئة دون أن يصل إلى درجة الغليان كي لا يحترق، وذلك في مدة زمنية تصل إلى نحو ٢١ يوما لكل ١٨كيلوغراما؛ إذ يبدأ البخار في التصاعد تدريجيا حاملا معه الزيت الذي يمر بمرحلة التكثيف من خلال خزان ماء بارد، ومن ثم ينفصل الزيت عن الماء بعد خروج كل منهما من جهة مختلفة .ليتم تخزين مسحوق الدوم في خزانات يستوعب الواحد منها نحو ١٢٠ كيلوغراما منه لمدة ٦ أشهر، على الأقل، بهدف تعتيقه عن طريق البكتيريا التي تعمل داخل الخزان، وذلك قبل البدء بعملية الطبخ، وهناك بعض الخزانات تحتفظ بالمسحوق لمدة سنوات.

 عود البخور لا يتكون في فروع شجرة الآجار إلا إذا كانت معمرة؛ حيث إن الفطور عادة ما تصيب الساق، لتبدأ عمليات النحت إ لى أن يتم الوصول إلى البخور في قلب الساق، وبعد إنتاج عود البخور ودهن العود يتم تخزينهما بطرق خاصة.

كما أن ٤٠ كيلوغراما من مسحوق اللحاء تعطي نحو ٦ غرامات من دهن العود الممتاز، خصوصا أن غزارة الدهن تختلف باختلاف نوعية العود الناتج من الفطر الذي يصيب الشجرة.

ربما يكون زيت العود أغلى زيت في العالم بسبب ندرته وارتفاع الطلب عليه وصعوبة جمعه. وتقدر قيمته في كثير من الأحيان بمرة ونصف من قيمة الذهب. لهذه الأسباب يشار إليه أحيانا باسم (الذهب السائل).

 على الرغم من الثمن الباهظ للعود إلّا أن القيمة المحددة لأي عود تختلف باختلاف المصدر، حيث تنتج بعض أنواع الأشجارعودا أكثر قيمة، كما أن المنطقة التي تنمو فيها الأشجار هي أحد العوامل التي تؤثر على قيمة العود أيضًا، ناهيك عن أن العود الذي يتشكل بشكل طبيعي أغلى من العود الناتج عن الإصابة الاصطناعية بالفطور .

وعلى ذلك يعتبر خشب شجرة الآجار من أغلى الأخشاب في العالم، بسبب ندرتها وصعوبة الحصول على زيت العود المأخوذ منها، ولكن لسوء الحظ فنظرا لارتفاع الطلب عليها أصبحت مهددة بالانقراض، لذلك تُزرع أشجار الآجار الآن في مناطق أخرى من العالم غير موطنها الأصلي، في محاولة لمواكبة ازدياد الطلب عليها، ولكن قد يكون لها رائحة مختلفة عن الأشجار التي تنمو في أماكنها الطبيعية.

إن العود عطر فريد حقا عليك ببساطة تجربته ، لإن الشخص الذي يعتمده هو شخص واثق من نفسه ولا يحتاج لإثبات أي شيء لأحد. العود يعبر عن القوة الداخلية ويرتبط بالشخصية الناجحة التي تدرك تماماً ما يميزها عن الآخرين.

والله ولي التوفيق