أودعتني بيديها مدينة الأحزان , وتركتني وحدي تحت أمطار الخوف , ثم عادت فغطتني بمعطف مزقته شفرة الألم ,ولما أرادت أن تنصرف ناديتها بصوت يصارع الأمل:
ـ لماذا؟
,ولم ألقى جوابا فأردفت قائلا:
ـ لأني أحبك!
فانتبهت , ورمقتني بنظرات كالذي يغشى عليه من الموت , ولم تنبذ ببنت شفاه , فاستطردت قائلا:
ـ لماذا حبك أصبح ثأرا , وقلبك صار سيفا , ولسانك سوطا , وعقلك كهفا تختبئ فيه كل الظنون , ثم صرخت كرعد يفر من زحام الغيوم:
ـ أنت.
, فارتجفت هي قليلا آثرت الصمت للحظة , ثم التفتت بغتة إليَّ ,ثم قالت بلهجة المتكبر:
ـ أنا!
ـ نعم أنت .. يا من جعلتي مني حطاما يابسا تذروه الرياح .. يا من جعلتني شبحا واهنا تطارده الأوهام .. أنت يا من تبخلين برد أو جواب .. لماذا .. لماذا؟
, فقالت بصوت تعتريه رجفة طفيفة:
ـ لأني أخاف أن أحبك.