مضتِ العجافُ كلحظةِ
بل غمضةً
و الشوكُ في أجفانِها
يا أيها الصديقُ هاك محابسُك
قد فُتّحت قضبانُها
اخرج فمالك خائفٌ؟
لا تنظرن خلفَك إلى الظُلَمِ الرطيبةِ
أقبلن
و هلمَّ عد لأبيك
مالك ؟
قد كنت تقسمُ إن هذا الكربَ زائل
قد كنت تدعو باليقينِ
و دون سؤلِك ألفُ حائل
( ارجع إلى ربك) فقل
يا رب إني مرتعبْ
يا رب خذ بيدي إلى أن أطمئن
يا رب أهلكني التعبْ
الطرْقُ ذائبةٌ
و لاهبةٌ
إذا لم تهد هذا الجاهل الأعمى
فمن؟
أخشى أتوه !
في الحبس كنت أسير
أعرف أين أخطو
أين أنجو
أين يهلكُ من هلك
و الآن مطرودٌ إلى الدنيا
تنادي " هيت لك"
متحيرٌ
أأعود للحبسِ الثقيل الموحشِ؟!
هل تملك الشُهْب الرجوعَ
إلى الفلكْ؟
فلتهدني يا رب
ثبت حائراً
متزلزلاً
قدماه غائرتان لم ير موطئا
مازال ينشب ظفرَه
في حبلك الممدود ينشد مرفأ ً
يا رب جئتك مترباً
مازالت الصحراء تأكل أرجلي
وحقيبة الأحلام تثقل كاهلي
قد جاء عبدك متعبا
جاث على الأبواب يخشى طرقها
ضاقت به
زنزانة البلوى ويخشى تركها
فلتفتح الأبواب
وارفق بعدها!