(الكامل – متفاعلن و مستفعلن )

أوقفتُ نفسي حين أتعبني المسير

سفرٌ طويل

ذاك الذي سافرتُهُ

والقلبُ حيث تركتُهُ

في لُج أحزاني القديمةِ

ثم ضاع

أخفيتُ في جوفِ الخزانةِ كلَّ حب

وعواطفي

ذبُلت بطيات الكتب

لم يكفني أن الجميع الآن ضدي

سافرتُ وحدي

من دون شعري العاطفيّ

ولبستُ ثوبَ الحربِ في حربٍ

عليّ

خلَّفتُ كلَّ الذكريات

ونسيتُ شكلي حين كنتُ سعيدةً

لما عشقت

حتى تجمع عند بابي العاشقون

والحُلمُ صارَ على مسافةِ خطوتين

ثم ابتعدت

قد ذابت الطرقاتُ مني فجأةً

والكون أصبحَ بين بين

حتى أنا..

ما عدت أدري من أنا

لا العاشقة

لا الفاسقة

لا الزاهدة

لا الشاعرة المتمردة

حتى الذين أحبهم

ضاعت ملامحهم كما ضاع الطريق

ولٌعنتُ بالسفرِ الطويل والاغتراب

وبرفقةِ الكتب العبوس الصامتة

واليوم أصبح مثلهم

فوق الرفوف

وبداخلي

زهرٌ تفتت من جفاء الناسِ حولي

يا قلبُ عد لي

لا أدعي أني مناضلةٌ وحسب

إني طيورٌ خيفَ أن تصلَ السماء

إني قليلٌ من حماقات النساء

وأنا اختناقُ الذنبِ في جوفِ الضمير

وأنا ككلِّ الناس يتعبني المسير

***

إني كففتُ عن التمسُّح بالضريح

وكفرتُ بالحبِّ الذي واريتُه

كي أستريح

أثقلتُ ظهري بالذنوب

لأريحَ قلبي من شراكِ الحبّ لكن..

ما استراح

يا رب تعلمُ أنني

ماكنتُ يوماً راهبة

أني رجعتُ برغبتي لمعذبي

أن الظنونَ الكاذبة

قد مزقت كلَّ الأماني الباسماتِ بجانبي

إني أسير بمفردي طرقاً طوال

لا الحبُّ أسعدني

ولا فعلَ النضال

يا ربي ارحمني من السفرِ الطويل

فأنا ككلِ الناسِ

يُتعبُني المسير