هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة ايمن موسى
  3. المشرحة {الجزء الأخير} 

 

تبعته بإستسلام ليتوقف أمام زجاج النافذة وهو يشير لي لأنظر حيث أشار 

- رباه ما هذا الذي أراه ؟

ولكن كيف ؟ وهل يعقل ذلك ؟

كالمغيب تبعت الشبح 

ما أن وصلت لزجاج نافذة الغرفة الملحقة بثلاجة المشرحة حتى أصابتني الدهشة والحيرة في آن واحد 

فقد وجدت عم ( توفيق ) مستلقي على الفراش يغط في نوم عميق 

نعم هذا ما أراه الأن ويبدو لي واضحاً جلياً

ولكن كيف ومتى ولماذا ؟؟

إستدرت وقد زال بعض خوفي وهلعي لتحل محلهما الحيرة والتساؤلات 

كنت أود الإستفسار من ذلك الشبح الذي أشار لي لأرى عم توفيق وهو مستلقي فوق الفراش 

وما كدت أفعل وأنا ما زلت أهذي وأردد بحيرة وقلق ( كيف ) 

حتى عاودتني الحيرة مرة أخرى فقد عاد الشبح لينضم لرفاقه . أصبح الأشباح الثلاثة يقفون مجتمعين بجوار طاولة التشريح ولكن ولتزداد حيرتي هم يتجاهلونني تماماً وكأنني لست موجود وكأن أحدهم لم يتحدث معي أو يشير نحوي 

بجرأة أو تهور أحسد عليهما صرخت فيهم قائلاً أين أنا ؟

- من أنتم وماذا تريدون مني ؟

كررت كلماتي بمزيج من الخوف والإنفعال ولم يتغير شئ -

يا الله ما هذا إنهم لا يسمعونني وكما يبدو فهم أيضاً لا يرونني -

ولكن مهلاً كيف هذا وأنا أراهم رؤية العين ! 

وقد سمعت حديثهم عني وسألوني إن كنت أراهم أم لا حتى أنني أجبت بنعم ! 

وأيضاً ألم يشير لي أحدهم نحو غرفة عم توفيق وأنا تبعته لأراه نائماً ! 

رباه ما هذا الكابوس ؟

أتراني أتخيل ذلك ؟

أم أن كل ما حدث ويحدث ليس سوى هذيان لشخص مصاب بالرعب والخوف منذ الصغر 

هل يُعقل أنني أختلق كل هذا ولا وجود له بالواقع؟

هل يعني ذلك أنه لا وجود لهؤلاء الأشباح وأن ما دار بيننا من حديث لم يكن إلا محض خيال ! 

تقدمت نحوهم لأقترب أكثر وقد زال بعض مخاوفي لتحل محلها حيرتي وإضطرابي 

ما أن إقتربت منهم حتى وجدتهم ينصتون بتركيز شديد وهم يشيرون لبعضهم البعض بالتوقف والهدوء وأحدهم يشير لتلك البقعة التي أقف بها وهو يقول بحسم ( هنا ) -

إقترب الأخران إلى حيث أشار وهم يؤمنون على كلامه -

أصابتني الحيرة والدهشة أكثر فأنا لا أدري حقاً ماذا يقصد بقوله هذا أو على ماذا يؤيدونه ! 

أشرت لصدري وأنا أردد بصوت عالِ أنا هنا هل ترونني ؟ 

أنا أقف أمامكم ولكن دون جدوى -

تجرأت أكثر ودخلت بينهم محاولاً جذب أحدهم من كفنه ولكنني تجاوزته وتجاورتهم كالهواء -

كررت محاولتي أكثر من مرة بلا جدوى مما سبب لي الإحباط -

وهل جننت يا عماد هم ليسو سوى أشباح فكيف ستلمسهم ؟ 

هنا روادتني فكرة ظننتها ستلفت أنظارهم لي وستؤكد لي إن كانوا يرونني كما أراهم أم لا .توجهت نحو ثلاجة المشرحة وقمت بفتح جميع الادراج محدثاً ضجة عالية وصخب 

نظرت نحوهم لأرى ردة فعلهم 

يبدو أن حيلتي قد نجحت فها هم يتقدمون نحوي بخطوات حثيثة وهم يشيرون نحو الثلاجة وإلى حيث أقف مباشرة ليقول أحدهم بخيفة وتوجس ( هنا ) 

يا الله ماذا يقصدون بذلك وما معنى قولهم هنا ؟ 

أصابني اليأس من فهم ما يحدث لي وما يدور من حولي 

لم يكن أمامي سوى الإنتظار حتى يفيق عم توفيق أو يأتي زميلي بالعمل عندما تنتهي مناوبتي  

إستدرت نحو الثلاجة لأغلق أدراجها المبعثرة دون أي مبالاة بهم حتى أنني تجاهلتهم وكأنهم غير مرئيين لي فمما لا شك فيه أن هناك شئ لا أفهمه 

نعم هناك حلقة مفقودة 

بلا شك الأمر لن يتعدى أحد إحتمالين لا ثالث لهما أولهما أنني لست هنا ولم يحدث أي شئ مما تخيلته حتى الأن 

نعم ربما أنني نائم الأن بمكان أخر وما هذا إلا كابوس مرعب 

الأمر الثاني أنني بالفعل هنا ولكن خيالي هو من يختلق كل هذه الصور والأصوات وذلك نتاج خوفي وهلعي الشديدين وبتأثير من هلاوسي السمعية والبصرية 

أنهيت رص الأدراج لتعود كما كانت وأستدرت لأستند بظهري على جدار الثلاجة وما كدت أفعل حتى وجدت زميلي بشركة الأمن ( وليد ) يتقدم نحوي وعلى وجهه الشاحب إبتسامة باهته 

تنفست الصعداء وأنا أراه أمامي كالغريق الذي يتعلق بقشة كما يقولون 

توجهت نحوه بود ولهفة وأنا أقول بترحاب مهللاً أخيراً أتيت يا رجل 

وليد بأسى وبنفس النظرة الشاحبة على وجهه كيف أتيت إلى هنا يا عماد ؟

عماد لا يهم كيف أتيت أنا ولكن المهم أنك أنت أتيت يا صديقي فأنا وحدي وأكاد أُجن منذ منتصف الليل وربما أكون جننت حقاً 

- وليد : بنفس الحزن والأسى وبنبرة متألمة كيف أتيت ؟

-عماد : لا شئ كالعادة لقد تم توزيعي هنا لأستلم مناوبتي ولقد عانيت الأمرين منذ حضرت يا صديقي  

 منذ الأمس وأنا بإنتظار من سيأتي صباحاً ليحل محلي 

لا أدري لماذا راودني إحساس غريب ومريب 

الوقت مازال مبكراً جداً لبزوغ الصباح كذلك باب المشرحة ما زال مغلقاً وذلك الكلب أو أياً كان ما زال جاثماً أمامه فكيف دخل وليد 

بل لماذا أتى مبكراً هكذا ؟

وكيف دلف للداخل دون أن يطرق الباب أو يفتحه ! 

إستدرت بظهري وأنا أتسائل بخوف وحيرة متسائلاً بشك  

هل أختلق وجود وليد هنا ؟

إقتربت من الثلاجة لأحدق بها لأرى وليد من خلالها ولكنه ليس موجودا فأنا لا أرى أي إنعكاس له 

إذن أنا بالفعل أختلق هذا ووليد ليس معي وليس متواجداً بالغرفة 

وضعت يدايا فوق رأسي لأعتصرها بشدة مردداً ما هذا الجنون ما هذا الجنون 

ما أن رفعت يدايا عن رأسي حتى وجدت وليد يقف أمامي مباشرة وهو يربت على كتفي بيديه قائلاً رفقاً بنفسك يا صديقي هون عليك يا عماد 

نظرت إليه بتوجس وخيفة وأنا أسأله بقلق هل أنت موجود هنا حقاً ؟

- وليد : نعم يا عماد أنا موجود وأنت أيضاً موجود 

- عماد : ولكن كيف ! 

- ولماذا أتيت مبكراً ؟

- هل لديك تفسير لما يحدث من حولي أنا سأجن حقاً 

صمت وليد وصمت أنا أيضاً ليستمر الصمت بيننا لدقائق كانت كافية لأعود بذاكرتي للوراء لأتذكر صداقتي بوليد والتي بدأت بتقدمنا سوياً للعمل بشركة الأمن بعد فشلنا بإيجاد عمل يناسب مؤهلاتنا 

كان وليد الأقرب لي من بين الجميع وكم حزنت عليه عندما طالته يد الغدر ليتم قتله أثناء مرافقتة لسيارة الأموال عندما إعتراضها من قبل اللصوص لسرقة الأموال نعم حزنت عليه و 

تملكني الحزن وسرى الألم بكل أوصالي وأنا أردد بصوت مرتجف

وليد ميت وليد ميت نعم مات صديقي وليد أثناء هجوم اللصوص على سيارة الأموال 

يا الله هذا يعني حقاً أنني أختلق وجوده هنا وأنه ليس موجود 

ما هذا الجنون عقلي يكاد ينفجر 

شعرت بيد تربت على جسدي وصوت وليد يأتيني بحزن وألم نعم يا صديقي أنا ميت 

نظرت إليه بخوف وقلق إذن أنت لست سوى شبح 

وليد وهو يمد يده ليتناول يدي وهو يتوجه نحو الثلاجة قائلاً لي عندما نظرت بمرأة الثلاجة ألم تنتبه لشئ

-عماد : نعم لم أرى إنعكاس صورتك بالمرآة وهذا لأنك لست سوى روح أو شبح ولكن ........

-وليد وهو يشير نحو معدن الثلاجة اللامع مردداً بألم أنظر إليك هل ترى شئ 

إقتربت نحو الثلاجة ممعناً النظر لأتبين ملامحي ولكن معدن الثلاجة لم يعكس لي سوى تلك الأشباح الثلاثة والتي مازالت تشير نحوي أنا ووليد وهم يقولون هناك وبتلك البقعة تزداد الحرارة بالقرب من الثلاجة 

ولكن مهلاً ماذا يعني كل هذا ! -

وضعت رأسي بين كفي وأنا أكاد أعتصرها مردداً

كل هذا ليس سوى كابوس نعم كابوووووووووس وعما قليل سأفيق 

أو ربما ربما أنني أختلق كل ذلك فلا وجود لوليد أو لأولئك الأشباح وما هذا إلا من نسج خيالي وهلاوسي 

أتاني صوت وليد صارخاً وهو يهزني بعنف ويردد أنت ميت أنت ميت ميت 

دفعته عني بعيداً وأنا أصرخ بشدة أنت لست هنا أنت لست موجود إلا بخيالي أنا فقط 

ضحكات متتالية وقهقهة عالية صدرت مني رغماً عني والدموع تنساب على وجنتي ما هذا الجنون ما هذا الجنون 

- وليد : رفقاً بنفسك يا صديقي فأنت لم تختار ذلك 

- عماد : إبتعد عني ولا تقترب.... أنا أحذرك من الإقتراب مني  

- وليد : أنا هنا يا صديقي ولن أتركك أبداً ولكن يجب عليك أن تدرك تلك الحقيقة 

- عماد : أنا حي أنا موجود وانت شبح وهناك ثلاثة أشباح هناك 

- وليد : تعالى يا صديقي وستفهم كل شئ 

جلس الإثنان بالقرب من طاولة التشريح ليتحدث وليد قائلاً بحزن ما دمت تراني وأنا أراك فأنت ميت 

-عماد : وماذا عن الأشباح الثلاثة وأشار إليهم 

- وليد : نحن فقط من نراهم أما هم فيشعرون بأرواحنا فقط دون أن يرونا 

-عماد : وماذا يعني ذلك ؟

ولماذا يرتدون تلك الأكفان البيضاء ؟

-وليد : من تراهم ليسو سوى الطبيب الشرعي ومساعدية وهم يرتدون زيهم الأبيض الخاص بالتشريح كما أنهم يضعون الكمامات على أنوفهم للوقاية . هم مازالوا على قيد الحياة يا صديقي بينما نحن ميتون هم مازالوا ينتمون للبشر بينما نحن أرواح بلا جسد  

سالت الدموع من وجنتي عماد وهو يردد ولكنني لم أعش حياتي كما أحب 

 مازال أمامي الكثير لم أفعله أنا لم أحقق ما أريد من حياتي 

هناك زوجتي وأولادي وعملي هناك حياة لم أعشها ..... 

كما أنني لست مستعد للقاء ربي فأنا لم أظن أنني سأموت مبكراً وووو هنا لم يتمالك نفسه وهو يقول ليتني أعود فأصحح أخطائي ليتني أعود فأعوض ما فاتني ليتني أعود ف..........!

لم يكمل عبارته حتى فتح باب المشرحة ليدخل عم توفيق والذي ألقى التحية على الأطباء وهو يتثائب وأثر النعاس ما زال بعينيه 

الطبيب الشرعي وهو يوجه كلامه لعم توفيق ممازحاً لا أدري كيف تستطيع النوم العميق بالمشرحة وبجوار ثلاجة الموتى 

عم توفيق وهو يرد ضاحكاً كان ذلك بالأسبوع الأول من عملي هنا أما الأن فالجثث أصحابي حتى أنني أكلمهم ويكلموني دول غلابة يا بيه تظلموا وهما عايشين وإتظلموا ميتين وربنا بس اللي هينصفهم !

- الطبيب الشرعي مؤمناً على قوله وهو يقول بجدية ماذا لدينا اليوم 

-عم توفيق بحزن بدا على صوته وهو يقول متأثراً هناك جثة لشاب تم قتله أثناء مناوبتة بشركة مقاولات تم السطو عليها من قبل اللصوص 

- الطبيب الشرعي ولكنني لا أرى أي جثث بالثلاجة ! 

-عم توفيق سأحضرها فما زالت بالخارج بسيارة الإسعاف والجو بره ثلج يعني زي الثلاجة وأكثر 

ألقى عبارته وخرج مباشرة ليتبعه عماد للخارج في ذهول ليراه وهو يجاهد ليخرج تلك النقالة وعليها جسد مسجي 

عندما إقترب أكثر تبين ملامح الجثة بوضوح والتي لم تكن سوى جثتة هو 

بحسرة وألم ألقى النظرة الأخيرة على وجهه الملطخ بالدماء نتيجة ذلك الطلق الناري والذي إستقر برقبته مباشرة 

 

إنتهت

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1713 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع