للرجال فيما يعشقون مذاهب، وعشق السمراء مذهبي.

بالكثير من الأحيان أمزجة الرجال وأهواءهم هى من تحركهم وتقودهم، ومن واقع خبرتي أكاد أجزم أن غالبية الرجال يفضلونها سمراء، خاصة المفكرين والأدباء الفنانون والشعراء لا فرق في ذلك بين أغنياء أو فقراء معظمهم يعشقونها سمراء، وكيف لا يعشقونها وهى رفيقة الليل والسهر، الحب والسمر، ومن واقع خبرتي أيضًا أرى أن مراحل عشق السمراء تبدأ من الوجه، فكلما كان وجهها جميلًا إزدادوا لها حبا وعشقًا، من ثم نكهتها فلكل واحدة طعم مختلف عن الأخرى ومن هنا يبدأ الشغف، هذا الشغف ورغم ما يسببه من سهد وأرق قد يبعد النوم عن الأعين لأيام إلا أنه لا يقل أو يتراجع بل وربما يزدادون لها شغفًا وبها تعلقًا، ولكل فصل من الفصول عشق يختلف عما عداه من الفصول. فعشق السمراء في الشتاء دفء وارتواء، بل هى راحة من كل هم وعناء، هى شوق وحنين ملاذ واحتواء.

أكاد أجزم أن عشق السمراء يختلف عمن سواها، فهى الأجمل وهى الأروع ولا أبالغ إن قلت أنها تأتي بالمرتبة الأولى ومن بعدها البقية، لللسمراء طقوس خاصة عند اللقاء فحذاري أن تهملها، بل يجب عليك أن تعد لها ما يليق بها من أجواء تجعلك جديرًا بها وبمرافقتها لك حتى ولو لدقائق تنهل فيها من المتعة ما يجعلك منتشيًا لساعات، وما أن تنتهي منها حتى تبدأ التفكير بغيرها شرط أن تكون سمراء مثلها ذات وجه جميل ورائحة آسرة تتسلل إلى أنفك حتى تأسر عقلك وروحك وتتغلغل داخل مسام جسدك فلا تريد التحرر منها حتى وإن حاولت فلن تستطيع ذلك وهذا ما يليق بها.

وأنا وأنت كرجال شرقيون لدينا حب التملك لا نحب أن يشاركنا أحد من نحب، فما أن ينفرد أحدنا بالسمراء ممنيًا النفس بقضاء وقت جميل يعيد له صفاء ذهنه ونقاء روحه حتى يحتضنها بعينيه قبل يديه، يدنيها من شفتيه ليرتشفها حتى أخر رمق.

عن القهوة السمراء أتحدث.