هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة ايمن موسى
  3. الرجل الدخان

ظلَّ نادر شاردًا بعض الوقت وهو يقلِّب بعض الملفات بين يديه بطريقةٍ لا إرادية حتى إنه لم يشعر بعامل البوفيه، الذي وضع فنجانًا من القهوة أمامه مباشرةً وهو يكرر سؤاله للمرة الثالثة في دهشة وتعجُّب:

- هل تريد مني شيئًا آخر يا أستاذ نادر؟

التفت إليه نادر وقد انتبه لوجوده، فتمتم ببعض الكلمات المبهَمة التي لم يتبيَّنها عامل البوفيه قبل أن يسمعه يقول له بابتسامةٍ باهتة:

- يمكنك أنت الانصراف، وسأغلق أنا المكتب عقب انصرافي.

أخذ يرتشف قهوته بنهمٍ وهو يدخن سيجارته بشراهة، وما زال فكره شاردًا فكأنما جسده هنا وعقله بمكانٍ آخر تفصلهم آلاف السنوات الضوئية.

بعد مرور فترة من الزمن.. 

جلس نادر ينفث دخان سيجارته مراقبًا الدخان المتطاير بالهواء الذي يشكِّل خيطًا طويلًا يصعد إلى الأعلى، وسرعان ما يتلاشى من ثَمَّ يختفي ويتطاير في الهواء. 

استفاق من شروده على إثر شعوره بيدٍ قوية تتكئ على كتفه من الخلف، ما جعله يلتفت بسرعة ثم يبتسم ابتسامةً واسعةً عندما وجد أنه صديقه حسام، ليسأله حسام بدهشة:

- أين أنت يا رجل؟ لقد دخلت وتسلَّلت من خلفك وأنت لم ترَني أو تشعر بي؟

نادر كمَن وجد ضالته قائلًا في جدية:

- اجلس أولًا، فأنا أريدك بأمر مهم حقًّا. 

- حسام، ألن تسألني حتى ماذا أشرب؟!

نادر: لو أجبت على سؤالي فلك حرية اختيار أي مكان نذهب إليه للعشاء.

معقِّبًا بقوله:

- ولا تقلق فأنا من سيدفع الحساب. 

استطرد نادر قائلًا دون أن يعطي حسام حق الرد:

- هل ترى هذا الدخان المتطاير من سيجارتي؟

حسام: هل هذا هو الأمر المهم الذي تريدني من أجله حقًّا أم أنك تمزح؟!

نادر متنهدًا:

- دَعنا لا نستبق الأحداث، فقط أجبني وسأخبرك بكل شيء لاحقًا.

حسام بتهكُّم: نعم يا سيدي، أراه وبوضوح.

نادر بشرود: إلى أين يذهب؟

حسام بضيق وتأفُّف: حسنًا سأخبرك.

ليستطرد قائلًا ببساطة: إنه يتبخَّر. 

نادر: ربما هذا مقبول ومنطقي بالنسبة للدخان، لكن هل يمكن لإنسانٍ راشدٍ له حياته وعالمه الذي يحيط به من عملٍ وأسرةٍ وجيران وأصدقاء أن يتبخَّر مثل هذا الدخان دون أن يترك خلفه أي أثر؟ هل يُعقَل ذلك؟ هل يمكننا التعامل مع ذلك والقبول به؟

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2823 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع