هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة أحمد شقليط
  3. هُنا يبكي
أبي، ماشاء الله، ابتسامتك اليوم مُشرقة أكثر من أي وقت مضى، وصدرك رحب كالعادة، وبالتأكيد ستسامحني 🙏..
يُكلِّم أباه واضعًا يديه خلف ظهره، وينظر له باحترام بالغ وهو مطمئن تمامًا أنه سيغفر له غيابه، تماما كما تعلَّم منه. طالما يحفّك السلام، فأنا بخير ..
تتسع ابتسامة أبيه، مُشرقة بعينيه الساطعتين كالبدر ويخاطبه بصوته الوقور: لا تقلق، لا تغضب، لا تحزن ولا تيأس..
يَفُك ذراعيه، يلوِّح بالهواء وجلًا من أن تلوِّث رائحة الدخان المنبعثة من ملابسه ثوب والده الأبيض، أو أن يَشْتَّمَ أبوه رائحة الدخان، يطمئنه كذبًا، وكأن أباه لا يلاحظ هروبه الطفولي: أبي، أنا بخير ..
لكنّ الكلمات ظلّت عالقة أمام حركة أبيه الهادئة كالطير حينما يُحلّق بالسماء ويثبُت..
كيف مَرَّ من بين السُحُب؟!!
كيف يستند على السُحُب؟!!
كيف تمطر من بين أصابعه السُحُب؟!!
يا بُني، الأمر يسير، إنها أحجية بسيطة إن فككتَها أنهيت اختبارك، واقضِ رحلتك بأقصَى سلام وإن بذلت الرّوح فيها..
يُلقي عليه والده تلك الكلمات بابتسامة لا تنقطع، بصفائه المعتاد وهو يُغلق الباب خلفه بهدوء، تاركًا ابنه مُبتسما وهو يسمع دعواته له..
يتعلق نظر الشاب بالمكان الفارغ خلف الباب قبل أن يوصد من جديد..
يقاطع ابتسامته صوت أجش: يا بيه، أنا دفنت الأعضاء وقفلت باب التُربة بالقفل الجديد..
صوت آخر، خلصتوا يا أستاذ؟
يلتفت للسائل، يأتي من بعيد بعباءة سوداء لا يعلم كيف هي منتفخة رغم نحافته، وكأن له أجنحة، أو أن هناك من يتبعون أكتافه، هُناك أمر مريب، بالتأكيد ..
يقاطع ريبة الشاب ويكرر سؤاله: خَلصتوا يا أستاذ؟ أنا الشيخ إسماعيل المسؤول عن المقابر هنا.
تلمع عين الشاب بطمأنينة عندما شعر بالسكينة من حوله منبعثة من تلك الهالة، يتأمل هيبة المَشهد خلف أكتاف الشيخ إسماعيل، السماء شفافة، لكنها هلامية، مَشهد خُرافي..
يبتسم بوجه الشيخ برضا، ويخرج من معطفه مبلغا ويضعه بيده ويشكر من حوله بعينيه..
يأتي صَبي من بعيد، يدخل فورًا بنطاق الشيخ إسماعيل الذي يسارع بالطلب دون تردد: أَكرِم الشيخ مصطفى كمان، ده المساعد بتاعي..
ينظر لسذاجة ابتسامة الصبي، يكرمه، يودعهم، يودعهم أجمعين، بلُطفهم البسيط الهادئ..
يلتفت لقبر أبيه ..
يبكي ..
هُنا يبكي ..
يسترق السمع، والده يُرتّل ..
يُنصِت..
يبتسم ..
هُنا يبتسم ..
يشير له مودعًا: لا تغب عن أحلامي، سأعود ..
سنعود أنا وفارس لزيارتك ..
- بمفردنا -
يضحك ..
هُنا يضحك ..
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2524 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع