عام ٥٧١ ميلادية حادثة حدثت بينما كان النبي محمد جنينا في بطن امه
.ولما صار نبيا ورسولا حكي له المولي سبحانه الحادثة في سورتين متتاليتين
....
في السورة الاولي حكاها باكملها ونتائجها
اما في الثانية اخبره المولي سبحانه ان الحادثة كانت لحفظ ماء وجه قريته ومسقط رأسه كي تظل محتفظة باحترامها علي مدي مئات السنين
...
وقد كنت اقرأ السورتين ولم احاول الربط بينهما ....يعني كنت أقرأ (قشوطة)
تماما كما كانت امهاتنا تقشط القشطة (القشدة) من اعلي وعاء اللبن وتترك الباقي لبنا بدون دسم (لبن رايب)
ولا نستفيد من اللبن الحليب كله
....
عبرت جيوش الحبشة (اثيوبيا)
أضيق مكان في البحر الاحمر واحتلت اليمن قبل عام ٥٧١ بسنوات مضيق باب المندب
ومنذ القدم كان الناس يعبرون المضيق الي اسيا وافريقيا وحدثت حوادث غرق ومات المئات علي مر الزمان وقد ناح وصرخ وبكي الاهل علي موتاهم ويندبون باللطيم والعويل وكان اسمه في الماضي مضيق باب الاحزان
واصبح اسمه حديثا مضيق باب المندب
....
قائد الاحتلال في اليمن بني كنيسة ضخمة في صنعاء وكان حلمه ان يهدم الكعبة كي تحج قبائل الجزيرة العربية الي كنيسته
....
وأعد جيشا من مئات الاحباش واليمنيين مسلح بأفتك الاسلحة والخيول والبغال والفيلة ...اضافة الي عقيدتهم عبادة المسيح ابن الله
...
بينما قريش في مكة لا هم لها سوي التجارة والسفر الي اليمن شتاءً والي الشام صيفًا لجلب الرزق وكانوا يعبدون الاصنام كي توصلهم الي الله
....
كان قائد جيش الحبشة ابرهة الاشرم قصير القامة مشروم الحاجب والعين والانف والشفة نتيجة ضربه من احد اقاربه بعمود من الحديد
....
كان الجيش الغازي مشركا بالله وكانت قريش في مكة مشركة بالله
...
لمن الغلبة اذن؟!
...
عبدالمطلب زعيم قريش هرب ومعه قريش الي اعالي الجبال ولما نما الي علمه ان ابرهة استولي علي بعض ابله نزل الي ابرهة يسأله ردها اليه
...
سخر ابرهة قائلا له كنت اظنك تريد منعي من هدم الكعبة !
...
اجابه عبدالمطلب جدٌ نبينا محمد صلي الله عليه وسلم
....الابل ابلي ...اما البيت فله ربٌ يحميه !
...
وفي المزدلفة وجه ابرهة الفيلة والجيش نحو الكعبة
...
ورب البيت ارسل طيورا قادمة من الغرب تحمل حصوات صغيرة علي هيئة جماعات متوالية تقذف الحصوات الحارقة الخارقة فجعلت الجيش كمثل بقايا علف الحيوان بعدما شبعت وداسته باقدامها
...
(ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل...ألم يجعل كيدهم في تضليل ...وارسل عليهم طيرا ابابيل...ترميهم بحجارة من سجيل...فجعلهم كعصف مأكول) سورة الفيل
سجيل يعني حجارة من طين متحجر
...
ولماذا كانت هذه النتيجة
...
لأن قريش كانت قد ألِفت وتعودت علي السفر لجلب الرزق والتجارة في الصيف والشتاء علي مدي مئات السنين
...
ولأن البيت اول بيت علي الارض امر الله النبي ابراهيم عليه ببنائه وهداه الي موضعه
(ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا) كي يركع فيه الناس ويسجدون فيه لله الواحد الاحد
...
لذا قال ربنا سبحانه
(لأيلاف قريش) يعني لتعودهم علي استقامة مصالحهم وأمنهم
(ايلافهم رحلة الشتاء والصيف)
فليعبدوا يا محمد رب هذا البيت الذي ارسلك نبيا ورسولا تدعوهم لوحدانيته
...
والذي دحر الغزاة واهلكهم وتستمر رحلات طلب الرزق ويعيشون في امن وامان
....
( لايلاف قريش...ايلافهم رحلة الشتاء والصيف ...فليعبدوا رب هذا البيت...الذي أطعمهم من جوع و اَمنهم من خوف) قريش