وأنا طفل صغير في قريتنا الصغيرة الجميلة الجالسة علي احد روافد نهر النيل الصغيرة !!

.....وبينما كنت ازاحم الصبية والشباب والرجال في صباي في مسجد قريتي الوحيد في صلاة العشاء والتراويح ....كنت استطيع ان اعد علي اصابع يدي من لم ولا يأتي للمسجد فكنا نعرف بعضنا حتي من يولد في القرية !!

........ومن طرائف ليالي القدر ....انه كانت هناك اسرة بقريتنا مشهورة بجمال صوت ابنائها ....وفي الواقع هي اسرة طيبة 

....وكنت اتسمع من صحيبات امي ان هذه الاسرة كانت لهم جدة محافظة علي صلواتها وكانت كريمة مع الفقراء ....ورزقها الله بالبنين 

.......

وفي احدي ليالي القدر كانت تدعو لابنائها بكل ما تتمناه لاولادها .....ومن ضمن دعواتها دعت الي الله لهم (بالغِني) يعني يصيروا اغنياء لكنها (علي حد قول حاشية امي والرعيل القديم من نساء القرية ومن بعض الرجال) لكنها من شدة لهفتها وهي تدعو بالغِني غلطت وقالت بالغُنا !.....طبعا هي لا تقصد فطلع الابناء (حسهم) وصوتهم حلو بسبب غلطة لسان!

......

وبما اني كنت مازلت في مرحلة العبط والهبل الفكري تكعبرت المعلومة في دماغي 

.....وكأن الله يستجيب حسب الشكليات ولا يهتم بالنوايا والقلوب ولم اكن في عمر اعبأ فيه بالقرأن الكريم الذي يقول .....(يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) ١٩ غافر 

.....

وخلال السنوات التي فاتت من عمري وكلما اتي شهر رمضان وفي الثلث الأخير منه .....يتصيد الناس الليالي الفردية ويعلنون ان السماء كان صافية والنجوم متلألئة والكلاب منتهي الادب لا تنبح .....هم يتكلمون عن منطقتهم ونسوا المناطق الاخري التي كانت تضج بالخناقات ونباح الكلاب والخيمات الرمضانية والراقصين والراقصات !!

........

ولأن ليلة القدر هي ليلة نزول القرأن الكريم علي سيدنا محمد  

.....

ولأن القرأن الكريم كان منة من الله وتفضلا منه سبحانه علي أمة سيدنا محمد (نحن بلا فخر )!

........

ولأن المولي سبحانه قسمنا ثلاثة فئات ( فئة مقصرة)

وايضا (فئة قامت بواجبها)

وايضا(فئة قامت بواجبها وزادت عليه)

( ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ....ظالمُ لنفسه ومنهم ....مقتصدٌومنهم....سابقٌ بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير)٣٢ فاطر 

.....

تأمل كلمة الفضل الكبير تعني نعمة القرأن الكريم الذي قال عنه المولي (اورثنا الكتاب) في بداية الاَية الكريمة 

......

والقرأن الكريم نبحث عنه كل رمضان ونتلوه ونصلي وندعوا جميعا لله ان يديم نعمة القرأن طوال شهور العام 

........

وببركة القرأن جعل الله ذكري نزوله في شهر رمضان مكافأة سنوية قدرها ٨٣ سنة واربعة شهور (الف شهر ) كلها استغفار وتسبيح وحسنات تضاف الي دفاترنا الفاضية (اللي تكسف) يوم القيامة 

.....

جبران خاطر للذين تابوا من المقصرين وتشجيع وتحفيز للذين قاموا بالواجب ومكافأة وجائزة للسابقين بالخيرات !

.....

والمهم ان يكونوا ضمن (من اتي الله بقلب سليم )٨٩ الشعراء