....وبعد منتصف الليل كان الهدوء يلتف حولنا وقرأ الامام الشيخ حسن (وعباد الرحمان الذين يمشون علي الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )٦٣الفرقان

....احسست لحظتها اني اطير فوق سجادتي  وان قلبي ينخلع من بين ضلوعي فصوت الرجل بلهجته الصعيدية المبحوحة ونغمات صوته الملائكي الرائق أنستني اني فوق الارض وركعنا وسجدنا وتاه منا الزمان والمكان  وكنت ادعو الله ويخرج الدعاء بصعوبة من قلبي فقد احسست ان اعضاءوخلايا جسمي كله تدعو وتزاحم لساني ودموع المصلين من حولي اغرقتني 

.....

...وتدحرجت بي الايام ولم اعد اسمع او ار هذا الشيخ المبارك !

.....نحن المسلمون نعبد الله...ونحب الله...ونؤمن به فقط ولا احد معه ....وقيل وقالوا ان له سبحانه اولاد منذ اكثر من الفي عام مضت !!

...بل وقال كفار قريش ايام حبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم ان له بنات !

حتي ان المولي سبحانه قال لسيدنا محمد متهكما وساخرا قل لهم يا محمد ...لم اختاروا لانفسهم الصبيان وتركوا لله البنات ؟! من الملائكة 

(فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون)١٤٩ الصافات 

..بالطبع تلك خواطر بالمقلوب من فكر البشر 

(قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد) الاخلاص 

....في شهر رمضان نركع ونسجد ونتوسل اليه (مولانا) في كل همسة زمن وكل رجفة عمر ومع كل دمعة عين مخلوطة بحرف من القرأن يتلي بصوت ملائكي ونحن خافضي الرؤوس 

....

....لكننا احيانا تحتوينا وتستهوينا الحياة المقلوبة في عبادتنا !

فبينما يقول مولانا (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ان الله لا يحب المسرفين )٣١ الاعراف 

لانه يخاف علينا فقد شيد بنياننا عندما خلقنا بمقاييس منضبطة وبصلاحية تمتد الي مائة عام بل الي مئات الاعوام  ...بل ايضا الي الف عام من العمر فعندنا النبي نوح عليه السلام (فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما) يعني اقام بين قومه يدعو ٩٥٠ سنة فما بالك بعمره عندما كلفه الله بالنبوة 

...والله سبحانه لم يقل لنا لا تاكل كذا سوي ماحرمه مثل الميتة والدم ولحم الخنزير  ....لكن نصحنا بعدم الاسراف لخطورته علي صحتنا 

...والمصطفي صلي الله عليه وسلم قال لنا (لا نأكل الا اذا جعنا واذا اكلنا لا نشبع )

لكننا نكدس الغريب والعجيب والجديد والقديم من مأكولات ما انزل الله بها من سلطان !! وذلك في شهر الصيام !

وقد جعل الله هذا الشهر لعمل صيانة سنوية لاجسادنا ولروحنا.....لكننا نتعبد بالمقلوب !

...

...زد علي ذلك المسلسلات والبرامج والمذيعات والممثلات باكتافهن العريانة فضلا عن السيقان والظهور والارداف ...والحق يقال اننا قسمنا الوقت بالعدل مناصفة بين صلاة التراويح والتليفزيون ......وتلك ايضا زيادة في المقلوب من تعبدنا ! 

...ويأتي العشر الاخير من رمضان ... ويزدحم المسجد في الليالي الفردية ويقل العدد في الليالي الزوجية ....تقريبا والله اعلم يحصل بعض الناس (الواصلين) من شدة التقوي علي جدول نزول الملايكة !

...اما عن ليلة ٢٧ من رمضان  يزدحم المسجد وسطح المسجد وشارع المسجد بالرجال والعيال والنساء سنويا تأكيدا بان المنشور تم توزيعه بان جبريل هبط ومعه صحبته من الملائكة ....وتاني مباشرة ليلة ٢٨  تري الامام يصلي بمفرده   .....والمقلوب ....يحيا المقلوب 

.....

.....اقر وأعترف أنا فلان الفلاني تعبدت طوال هذه السنوات بالمقلوب ولا انكر ومعي الشهود

(يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وارجلهم بما كانوا يعملون )٢٤ النور 

....كل سنة ونحن جميعا بعيدا عن المقلوب من الاعتقاد وقلوبنا متعلقة برجاء الملك وصاحب الملك ....ورمضان مبارك