قبل السرد.. و قبل الخوض .. فى غمار الموضوع ... يجب احقاقا للحق الاعتراف بان هناك سن خطيرة جدا لجميع الرجال و انا منهم... و لا انكر ذلك .. الرجل تعدى الخمسين بقليل .. رتابة الحياة جعلته يمل !! يسأم !! رتابة الحياة جعلته يأمل ان تعود به الايام للوراء ؟؟؟ هل يمكن ذلك ؟؟؟ هل يمكنه ان يصبح مرة اخرى فى ريعان الشباب ؟؟؟ محــــال
ان يحدث و هيهات ان يحدث .. القلب حينئذ يخفق بنبض جديد ... نبض غريب على الواقع العمرى يعيد الذكريات الماضية .. و لو لم اصارح نفسى بذلك لانفطر قلبى تماما ... و اصارحكم بأن هذه المرحلة اقول انها جميلة ناعمة .. و انها سلاح ذو حدين و يمكن ان تخل بشروط ترابط الاسرة كاملة .. و لكن العقلانية حينئذ تطغى على اوتار القلب .. و تقول له : قف عندك لا تتمادى !! قف عندك و اكمل مشوارك العمرى الذى كتبه الرحمن لك بسهولة و يسر ... و لا تتهور " احسن تتعور " مش كده و الا ايه ؟؟؟؟؟ احايين تمر على الرجل يعتقد ان قلبه قد بدأ ينبض من جديد ... يحس بأنه يقود طائرة فى عنان السماء ... و سرعان ما ينفذ منه الوقود و يسقط بها فى اغدر هاوية ....اواسط العمر مع الرتابة تضع الرجل فى اطار " المراهق الشاب : الذى ما لبث ان دلف الى الجامعة ووجد فتيات و فتيان زملاء ....حتى يعتقد فى الغرام و الهيام بدون صدق هذا الاعتقاد الصبيانى ... و لكنه حين يفيق على الواقع " ولا اقول الصادم الاليم " ... حتى يثوب الى رشده و يكرر لنفسه : انت صغير و الا ايه ؟؟؟ اكبر ياراجل ولادك على سن جواز ؟؟؟ و يضحك على ارهاف الحس الذى نما فجأة بعد ان همد فى معترك متطلبات الحياة و عنفوانها اليومى من مستلزمات و امور دنيوية لا تنتهى ... و اخيرا و ليس اخرا... لا انكر ان هذه المرحلة " التى مررت بها انا شخصيا " ... و لا اخجل من ذلك .. ارقتنى كثيرا و اسهدتنى بالفعل ... و لكن الرحمن عز و جل اسبغ عليه نعمته و جلاله و علمت ان الحياه زائلة " مع انها جميلة " بل ماضية الى ان يرضى الخالق عز و جل و تتحدد الساعة الحقيقية طول الحياة ... احبائى ... و اعزائى ... تجربة شخصية علنا نستفيد منها ... و لا اشعر بالخجل من اخوتى بالمملكة حين اسردها عليهم ... مش كده و الا ايه ... لانها ( مراهقة السن الخطرة ) .....