أولاً : حسن الظن بالله:
حسن الظن بالله من واجبات التوحيد ولهذا جاء الامر به، والحث عليه في كتاب الله تعالى وسنة ورسوله صلى الله عليه وسلم واقوال علماء هذه الامه.
قال الله تعالى: (الذين يظُنون أنهم مُلاقُو ربهٍم وأنهُم إٍليهٍ رَاجعُونَ)
(سورة البقرة:الآية 46)
وقال تعالى: (قَالَ الذٍين يظُنون انهم مُلاقُو الله)
(سورة البقرة:الآية249)
يقول الطبري:". فالظن في الايات المذكوره بمعنى اليقين، والشواهد من اشعار العرب وكلاهما على ذلك اكثر من ان تحصى ".
وفي الحديث النبوي الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يموتن أحدكم الا وهو يحسن الظن بالله عز وجل".
وقال صلى الله عليه وسلم: "ن حسن الظن بالله تعالى من عباده الله".
وقال صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: "انا عٍند ظن عبدي بي".
ومن اقوال السلف الصالح علماء الامه في حسن الظن بالله قول عبد الله بن مسعود:".والذي لا إله غيره لا يحسن أحدكم الظن بالله تعالى إلا أعطاه الله ظنه وذلك أن الخير بيده " .
حسن الظن بالله تعالى يدعو الى حسن العمل والاستمرار فيه والاستعداد للقاء الله تعالى،وهو من واجبات التوحيد ولوازم،وسوء الظن يؤدي الى التوام والياس والقنوط من رحمه الله تعالى.
وحسن الظن بالله يكون مع الاحسان،فان المحسن حسن الظن بالله ان يجازيه على إحسانه ولا يخلف وعد ويقبل توبته.
أما احسان الظن بالله تعالى مع اتباع الهوى والاصرار على الذنوب والمعاصي والمخالفات فانه عجز.
قال ابن القيم: "فان وحشه المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه، وهذا موجود في الشاهد، فان العبد الابق المسيء الخارج عن طاعه سيده لا يحسن الظن به ولا يجامع وحشه الاساءه احسان الظن ابداً، فإن المسيء مستوحش بقدر اساءته، واحسن الناس ظنا بربه اطوائهم"(1)
يتبع......
_________________
(1) خالد الجندي: كيف تساعد للقاء الله، المركز الإعلامي العربي، القاهرة،د.ت.